رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: (زوجتي) أصبحت  قلقه من وجوده !

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

ولأن المصائب لا تأتي إلا تباعا، اكتشفت أن هناك كيس دهني صغير جدا جدا بجانب الثدي الأيسر لي، عشرات الأطباء للأسف أبلغوني بعدم خطورته، و أنه لا يستحق أن أفكر فيه مهما كانت الأسباب، و(زوجتي) أصبحت  قلقه من وجوده.

وتطالبني (زوجتي) دائما بالاهتمام، وعدم التجاهل لهذا الورم البسيط، أنا لا أعرف ماذا أفعل بعد نصيحة الأطباء لي ألا أشغل نفسي بهذه الأشياء البسيطه من وجهة نظرهم؟

نصحني بعضهم بالتغلب على وهم الوسوسة، إلا أن تم دعوتي لتكريم في مؤتمر الجراحه العالمي المقام في بور سعيد في قرية (النورس) المطله علي البحر الذي أعشقه.

هناك عرضت نفسي علي معظم الأطباء الذين تواجدوا من كل أنحاء العالم، وكلهم أخبروني بعدم وجود مشكلة، إلا أن عرضت هذا الورم علي دكتور اسمه (محمد عبد العظيم) أثناء زيارته لي في شقتي المتواضعة.

أخبرني أنه سينتظرني غدا في مستشفي التأمين الصحي بالمجازر، وهو حي من أحياء المنصورة، وكرئيس للمستشفي استدعي جراحا كبيرا قام بالكشف الدقيق، بعدها أخبر الدكتور محمد عبد العظيم أن هذا الورم لم يتسبب في أي مشكلة.

قال له الدكتور محمد: هل ننتظر حتي يتسبب في  مشكلة؟ أخبره الدكتور كذبا أنني لا أريد تضخيم الموضوع وأنني غير قلق.

حدد لي الدكتور محمد عبد العظيم موعدا لإزالة هذا الكيس الذهني الذي يزعج (زوجتي) بعدها قام الجراح الإنسان د.علي عباس – رحمة الله عليه، بإزالة الورم الصغير، وأرسله للتحليل.

وكانت المفاجأة اتضح أنه سرطان خبيث، شديد الخطورة، و يستطيع الانتقال من مكان إلى أي مكان بالجسد بمنتهي السهولة.

إقرأ أيضا : إبراهيم رضوان يكتب: هذا الطبيب الكلب يسب (مصر) !

كانت صدمه لصديقي الدكتور محمد عبد العظيم، الذي استدعي شقيقي (محمد) ليبلغه بالخبر السيئ، ويقترح عليه عدم إبلاغي بأي شئ، إلا بعد أن يسافر للقاهره ويتجه إلي معمل الدكتور عبد الله خليل بحي المنيل ليقوم بتحليل العينه مرة أخري، ويتأكد أن نتيجة تحليل معمل المنصورة سليم.

سافر شقيقي (محمد) إلى القاهره ثم عاد إلي الدكتور محمد عبد العظيم و معه تقرير يقول: أن تحليل الكيس الدهني الذي تم استئصاله يثبت أنني أصبحت في خطر، لوجود ورم خبيث من الممكن أن ينتشر أو ينتقل إلي مكان آخر بجسدي المنهك.

وعدت مرة أخري لحجرة العمليات لتنفيذ ما قاله الدكتور عبد الله خليل مدير معمل التحليل  بالقاهرة، والذي نصح  بإزالة كل المنطقه الموجوده بجوار العمليه السابقه من كل اتجاه.

أجري الدكتور علي عباس العملية حيث استأصل منطقة كبيرة حول العمليه السابقة، وتم الحصول على  20 سم في 25 سم من الفخد لترقيع وترميم الجزء الذي تم التخلص منه بجوار الثدي الأيسر.

ولازمت الفراش يوميا يحضر لي الأستاذ علاء صبح، الذي حلل لي عينة المنصورة، ليأخذني إلى طبيب بحي جديلة لينظف جراح الصدر، وجراح الفخد التي كانت أكثر قسوة من الجرح الرئيسي وكانت تؤلمني جدا.

كانت المفاجأة اتصل بي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد، ليطمئن علي صحتي

أنا و(زوجتي) والأمير فيصل بن فهد

عندما نشرت الصحف نبأ مرضي، كانت المفاجأة اتصل بي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد، ليطمئن علي صحتي وأخبرني أنه تكفل بعلاجي في الداخل أو في الخارج، مهما كلفه العلاج من ثمن.

أخبرني أيضا أنه أبلغ السفاره السعودية والقنصليه الصحيه السعوديه بالقاهرة أن تقوم بالاتصال بي لعمل اللازم، وبالفعل اتصلت بي السفارة السعودية و أرسلوا لي سيارة خاصة نقلتني إلي الطبيب العالمي فاروق حجاج.

ذلك الطبيب الذي كلفته لمتابعتي، وكتابة التقرير اللازم لسفري إلي الخارج، كان استقبال الدكتور فاروق حجاج مفاجأة لي، حيث اتضح أنه كان يتابع برامجي.

جلس معي ليحكي لي قصة كفاحه، وكيف أن والده مات في حادث رهيب أثناء حضوره للقاهرة لزيارته التي تسببت له بالموت.

بعد عشرات الفحوصات والمسح الذري وخلافه، أخبرني الدكتور فاروق حجاج، أنني في أشد الحاجه للسفر إلي لندن لإكمال العلاج، لأن الحاله لا تتحمل الانتظار، والورم الذي اتضح أنه خبيث، شديد الخطورة.

أخبرني أنه رغم خطورة الوضع يستطيع هو أن يقوم معي بكل ما كان سيقوم به الأطباء في لندن، إلا إذا كنت أنا أريد السفر للفسحة والإستفاده من مصروف الجيب الذي سيصرفه لي الأمير فيصل أثناء وجودي في رحلة العلاج بالخارج.

إقرأ أيضا : إبراهيم رضوان يكتب: الأمير (فيصل بن فهد) يطمئن على صحتي

أخبرت الدكتور (فاروق) أنني أرفض التجاره بمرضي، ووافقت علي عدم السفر للخارج  طالما سيستطيع علاجي هنا بدون مشاكل.

وبعد عشرات الفحوصات الأخرى، قرر لي 42 جلسه ذريه ونوويه في (مستشفي الفؤاد) بباب اللوق أمام القصر الجمهوري، أذهب لأخذ الجلسه يوميا.. باستثناء يوم الجمعه الذي أسافر فيه إلي المنصورة لرؤية أسرتي، (زوجتي) و أولادي.

كنت أنام بعيدا عنهم كما نصحني الدكتور فاروق حجاج.. لأن جسدي أصبح مشبعا بالنووي.. حتي أنني كنت أظن أنني سأنفجر في كل لحظه.

انتهت الجلسات بالقاهرة على  خير، فجأه اتصل بي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد، ليسألني عن صحتي بعد الجلسات، أخبرته أنني في أحسن حال بوقفته معي.

أبلغني أنه يتمني أن أحضر أنا وأسرتي إلي المملكه لأداء فريضة الحج، أبلغته بموافقتي، أبلغني بالتوجه فورا إلي السفاره السعودية لاستلام تذاكر السفر واللحاق بآخر طائرة حج متجهه إلي جدهة

في اليوم الثاني كنت أنا و(زوجتي) في الطائرة التي تقترب من مطار جدة استعدادا لوصولها بعد ذلك لقرية الحجاج، فجأة انطلق صوت قائد الطائرة وهو يقول: علي الأستاذ الصحفي جمال بدوي أن يستعد للنزول في مطار جدة هو والسيدة حرمه، علي أن يتم هبوط بقية الركاب في قرية الحجاج.

أصابتني بدون سبب حالة من القلق، لماذا يهبط جمال بدوي وزوجته في مطار جدة وأهبط أنا (وزوجتي) في قرية الحجاج؟

اتجهت إلي المشرف علي الرحله وهو سعودي الجنسية وأخبرته أنني سأهبط أنا و (زوجتي) في مطار جدة لأن جمال بدوي ليس أحسن مني، أفهمني الرجل أنه لا يملك التحكم في أماكن هبوط الضيوف، وأنها أوامر ينفذها.

كنت عصبيا معه بدون سبب أيضا، وطالت المناقشة فتركني ليبتعد عني، امتدت يدي على جلبابه الذي سحبته منه وأنا أقول له: كلمني زي ما با كلمك، تدخل الركاب، وهبط جمال بدوي في مطار جدة هو وزوجته.

وهبطت أنا و(زوجتي) في قرية الحجاج، بعد دقائق كانت المفاجأه: جمال بدوي وزوجته يركبان عربة العفش

أنا و(زوجتي) في قرية الحجاج

وهبطت أنا و(زوجتي) في قرية الحجاج، بعد دقائق كانت المفاجأه: جمال بدوي وزوجته يركبان عربة العفش وقوفا حتي وصولهما للمكان الذي أقف فيه مع بقية الركاب.

قدمت له نفسي، احتضنني قائلا: عاشق مصر الأول، انت بتجيب الكلام ده كله منين؟، اتجهنا جميع إلي داخل المطار لننتظر حقائبنا وننتظر من سيستقبلنا.

في المطار سألت عن مندوب الشباب والرياضه والذي سيرسله لي الأمير فيصل ليستقبلني، المفاجأه أنني لم أجده، المتواجد فقط هو مندوب وزارة الإعلام الذي ترددت عليه عشرات المرات وأنا في غاية القلق والتعب.

خصوصا أن الإرهاق أصاب (زوجتي) التي قلت لها: معنا تذاكر العودة، ومعنا ما يكفي للإقامه في فندق متواضع حتي نؤدي مناسك الحج.

إقرأ أيضا : إبراهيم رضوان: رجاء النقاش.. مساهمه إنسانيه نبيلة في علاجي

اتجهت بعدها لمندوب وزارة الإعلام لأسأله مرة أخرى و أخيره..عن مندوب الشباب والرياضة، سألني عن اسمي، قلت له اسمي (إبراهيم رضوان)، صرخ الرجل، أنا بادور عليك بقالي كذا ساعة.

فين الحاجة (اعتدال)، (يا جماعة الحمد لله اللي بندورة عليه وصل الشاعر إبراهيم رضوان، صافحوني جميعا و ركبنا الحافله)، قال لي (إبراهيم عابدين) المذيع بالوكاله الأمريكية أنهم يختاروه دائما لمقابلة الملك ممثلا لمصر.

ووصلنا الفندق ليعلن البعض أن الأستاذ (سمير رجب) سيصل اليوم لنا أيضا، البعض تفوه ببعض الألفاظ الغير لائقة، رددت غيبته و قلت لهم أنني لم أقابل هذا الإنسان في حياتي.

ولكنني أحبه لموقفه الشريف معي أثناء فترة مرضي، وما زلت في انتظار الأستاذ (سمير رجب) في الفندق وللحديث أكثر من بقية..

ما اعرفشى ليه نشِّف ريقى..

كُتر البكا ع البلح المُر

من يوم رحيلك مش لاقي..

صديق يخلى القلب يِمُر

يا سكة الحواديت الزيف..

الدنيا مش فدادين وفلوس

الفرن حاضن ألف رغيف..

لكن مفيش جواها غموس

………………………….

بتكشرى ليه يا مرايتى ..

يا ام الملامح كدابه

أنا القتيل اللى حكايتى ..

حاضنه لسان الندابه

آه يا ابه م اللى اتقال يا ابه ..

من القلوب القلابة..

يا سكة الحواديت الزيف..

 الدنيا مش فدادين وفلوس

الفرن حاضن ألف رغيف ..

لكن مفيش جواها غموس

………………………….

إتمهلى قبل ما تقرِى  ..

وصيتى قدام ورثه

جوابى كان منك مقرى  ..

ليلة الوقوع من ع الفرسه

طب ليه ما قولتيش يا امايا  ..

إن البلابل نسايه

يا سكة الحواديت الزيف ..

الدنيا مش فدادين وفلوس

الفرن حاضن ألف رغيف ..

لكن مفيش جواها غموس

………………………….

بتغمضى لاجل ما اشوفك ..

 وبتسكتى لاجل انساكى

أنا ياما كلت فى خرشوفك..

 ومليت من القربه هواكى

وقسيت فى كل بلاد الله  ..

 والقلب مش عايز ألقاه

يا سكة الحواديت الزيف .

 الدنيا مش فدادين وفلوس

الفرن حاضن ألف رغيف ..

لكن مفيش جواها غموس

………………………….

لا مغامره بين بيضه وسمره ..

 ولا لىّ نِفس لحواديتك

دى نهاية القصه المُرة..

بيتى خلاص خاصم بيتك..

وارتحت من هجر حمامك ..

من إنى باستنى قدومك..

يا سكة الحواديت الزيف ..

الدنيا مش فدادين وفلوس

الفرن حاضن ألف رغيف  ..

لكن مفيش جواها غموس

………………………….

طب ليه ما قولتيش يا امايا  ..

إن البلابل نساية..

يا سكة الحواديت الزيف ..

 الدنيا مش فدادين وفلوس

الفرن حاضن ألف رغيف ..

لكن مفيش جواها غموس

………………………….

بتغمضى لاجل ما اشوفك ..

 وبتسكتى لاجل انساكى

أنا ياما كلت فى خرشوفك..

ومليت من القربه هواكى

وقسيت فى كل بلاد الله  ..

والقلب مش عايز ألقاه..

يا سكة الحواديت الزيف .

الدنيا مش فدادين وفلوس

الفرن حاضن ألف رغيف ..

لكن مفيش جواها غموس

………………………….

لا مغامره بين بيضه وسمره ..

 ولا لىّ نِفس لحواديتك

دى نهاية القصه المُرة  ..

بيتى خلاص خاصم بيتك

وارتحت من هجر حمامك ..

من إنى باستنى قدومك..

يا سكة الحواديت الزيف ..

الدنيا مش فدادين وفلوس

الفرن حاضن ألف رغيف  ..

لكن مفيش جواها غموس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.