رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(بوسي).. غرقت في بحر الأوهام مع نادية حمزة  (8/8)

* كان المخرج الثاني الذي عملت معه (بوسي) بشكل مكثف، غير سعد عرفه، هى نادية حمزة ، حيث أخرجت لها أربعة أفلام

* نادية حمزة وجدت في (بوسي) المرأة كما تريد أن تقدمها للمتفرج

* كانت (بوسي) الشابة، والناضجة مرتبطة بمن عملت معهم إرتباطا وثيقا.

محمود قاسم

بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم

خلال الحلقات الماضية توقفنا مع رحلة الجميلة (بوسي) السينمائية، منذ طفولتها وصباها وشبابها، وأهم الأفلام التى قدمتها في كل مرحلة عمرية.

 كما توقفنا عند الثنائيات الفنية التى قدمتها (بوسي) سواء مع زوجها النجم نور الشريف، أو النجم فاروق الفيشاوي، أو الملك فريد شوقي، وفي الرحلة توقفنا أيضا عند أهم المخرجين الذين تعاونت معهم.

 وكان آخر من تحدثنا عنه في الحلقة الماضية المخرج سعد عرفه، وهذا الأسبوع نرسو على الشاطئ الأخير من رحلة (بوسي) السينمائية، فتعالوا بنا نرى ما في هذه الحلقة ونستكمل المحطة الأخيرة.

كان المخرج الثاني الذي عملت معه (بوسي) بشكل مكثف، غير سعد عرفه، هي نادية حمزة

(بوسي) و(نادية حمزة)

كان المخرج الثاني الذي عملت معه (بوسي) بشكل مكثف، غير سعد عرفه، هي نادية حمزة، حيث أخرجت لها أربعة أفلام، هى (بحر الأوهام) عام 1984، و(النساء) عام 1985، و(نساء خلف القضبان) عام 1986، و(حقد امرأة) عام 1987.

ومن عناوين الأفلام، ومعرفتنا باتجاه المخرجة، سوف نكتشف أن المرأة هاجس أساسي في هذه الأفلام.

فالفيلم الأول مأخوذ عن رواية للكاتبة إقبال بركة، والفيلم الثاني عن نص أدبي للكاتبة نهاد جاد.

ثم أن الفيلم الثالث، شاركت في كتابته إيناس بكر، يعني هذا أن المخرجة، وجدت في (بوسي)، نموذجاً للمرأة المتحررة، أو المتمردة، أو المرأة كما تريد أن تقدمها للمتفرج.

بحر الأوهام

(بوسي) و(بحر الأوهام)

ففي فيلم (بحر الأوهام) فإننا أمام صحفية تدعى (عبلة / سوسن بدر)، تهتم بقضية امرأة تدعى (لولا الأبهة / بوسي) ، لقد هربت لولا من الإسكندرية إلى العاصمة، بعد أن تورطت في علاقة مع أحد الجيران.

وتقابلت مع (القواد ماهر/ حسين فهمي) في قسم الشرطة ، الذي يذهب بها إلى (نواعم / شويكار) التي تدير منزلها للدعارة وتجارة المخدرات ..

إقرأ أيضا : (بوسي) كانت مثيرة في (قطة على نار) ورومانسية في (حبيبي دائما).. (4)

ولولا هذه ترتبط عاطفياً بالشاب ماهر الذي يدفعها إلى الهرب ، ويختلق خلافات مع نواعم، ويتركها، مع مرور الأيام تكتشف لولا أنها حامل، فيتزوجها ماهر.

يعود ماهر إلى نواعم ويعبر لها عن أسفه، ويأتي لها بأحد التجار لشراء كمية من المخدرات، أثناء عملية التسليم يتضح أن التاجر من الشرطة.

وأن ماهر يتعاون معهم، ويلقون القبض على نواعم، يحصل ماهر على مكافأة من الشرطة، ويفتح محلاً للتجارة كي يعيش شريفاً ..

تقارن الصحفية (عبلة) بين حياتها، وبين ما حدث لـ (لولا الأبهة) ، فهي تمنح جسدها لرئيس التحرير مقابل كتابة اسمها بالبنط العريض، وتقرر عبلة أن تنهي علاقتها برئيس التحرير، حتى لا تكون عاهرة..

النساء

(بوسي) و(النساء)

أما فيلم (النساء) فهو عن ثلاثة نماذج نسائية، الأولى هي المحامية (نهاد / بوسي)، حيث تربطها وزوجها الناشر (علوي / محمود ياسين) علاقة قوية مع زوجين آخرين هما (عبدالرحمن / نجاح الموجي)، و(نعيمة / ماجدة زكي).

ونهاد تعتني بقضايا زوجها الناشر، وتهمل شئون بيتها، إلا أن الخلاف ينمو بينهما، فهما يعيشان في شقة مفروشة.

وبعد الطلاق تعيش في بنسيون، ويتم القبض على نهاد أثناء حملة على البنسيون ، وتودع هناك لبعض الوقت ، إلى أن يأتي زوجها لاستلامها ، وكأنها طرد عليه استلامها ..

نساء خلف القضبان

(بوسي) و(نساء خلف القضبان)

تجسد (بوسي) في فيلم (نساء خلف القضبان) دور نادية عزمي، وهى ابنة امرأة تدعى (الشاويش طلعت / سناء جميل) التى تعيش مع أمها السجانة بسجن النساء، وأختها (منى / سماح أنور) في مسكن بسيط في حي شعبي خلف منطقة القناطر السياحية .

ونادية ترى بيتها أشبه بالسجن، جدرانه الفقر وأقفاله غير المنظورة خلفها رحيل  الأب عائل الأسرة، وبيت بلا رجل لابد أن تعصف به العواصف.

إقرأ أيضا : بوسي .. قطة السينما وأيقونتها الرومانسية الحالمة

هذه العواصف تتمثل في تبرم نادية من الفقر، وسوء أحوالها المادية، في أحد الأيام يطلب (حاتم المعيد بكلية الحقوق / فاروق الفيشاوي) يد نادية تلميذته.

 لكن الشاويش طلعت تمتنع لأنها تحلم بأن تزوج ابنتها من أحد الأثرياء، لكن طلعت تصدم بابنتها نادية عندما تستقبلها كنزيلة بالسجن بسبب تورطها في قضية مخلة بالآداب.

في السجن، تكون الشاويش طلعت هي سجانة ابنتها نادية، ويتولى حاتم قضيتها، بدافع الواجب، ووجدت نادية نفسها بين أمها كسجانة تعاملها بقسوة، وبين حبيبها الأسبق كمحامي يدافع عنها ..

حقد امرأة

(بوسي) و(حقد امرأة)

أما فيلم (حقد امرأة) فيكاد يكون الوحيد من أفلام (بوسي) مع نادية حمزة الذي كتبه كاتب هو محمود الطوخي، حيث اعتادت المخرجة أن تكتب أفلامها، ونحن هنا مجدداً أمام المفردات نفسها في أفلام نادية حمزة على الأقل مع بوسي.

فالنجمة (بوسي) في الفيلم أسمها (نادية) أيضاً، بعد أن تتزوج (نادية) من (حمدي/ ممدوح عبدالعليم)، تطلب منها والدتها أن تترك زوجها.

وأن تساعدها في الانتقام لأبيها، الذي قتل منذ عشرين عامًا، بعد أن عرفتا القاتل، ولكن تحاول نادية بشتى الطرق إثناء والدتها عن هذه الفكرة، باعتبار أن الماضي ليس من حقه أن يدمر الحاضر والمستقبل ..

ومع إصرار والدتها على تنفيذ انتقامها، تتكدر علاقة الزوجين تمامًا، ويجد الزوج نفسه في مشكلة من أجل مساعدة زوجته للتغلب على مشاعرها المتقلبة.

إقرأ أيضا : (بوسي) .. قطة الشاشة التى غزت القلوب منذ طفولتها (1)

و(نادية) رغم إدراكها أن (حمدي) لا ذنب له، إلا أنها لا تستطيع أن تنسى المشهد الرهيب الذي رأت فيه أباها يقتل وهي طفلة.

و(حمدي) الزوج يعيش في مأساة مواجهة الانقلاب الخطير الذي حدث في عواطف زوجته نحوه دون ذنب جناه، فيطلقها، مما يصيبها بالشلل، أما (حمدي) فيصاب بالجنون ..

في نهاية حلقاتنا عن الجميلة (بوسي)، نجد أنها كانت متميزة كطفلة، ومتألقة كصبية ومراهقة، وناضجة وهى شابة، ورائعة وهى كبيرة.

 فقد كانت (بوسي) الشابة، والناضجة مرتبطة بمن عملت معهم، كما رأينا طوال الحلقات الثمانية.

وكان وجودها مع نور الشريف، أو فاروق الفيشاوي أو فريد شوقي، في رحلتهم، جعلها مشاركة في هذه الرحلة، ومن خلال هذه الرحلة أبدعت في أفلام جعلتها تستحق الإشادة، ومرت مرور الكرام في أفلام أخرى!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.