رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

شهريار زاد .. من الجمرك للأزهر !

بقلم النجمة الكبيرة : فريدة سيف النصر

هو في نفس اللحظة اللي كانت بتبكي فيها لوزة بحرقه على فراق (أم نون) الدفاع الوحيد القوي لها.. ربنا طبطب على قلبها وضحكت وصرخت من الفرحة: بابا بابا، ونطت على حضنه دوغري السلالم كلها.. لدرجة كان هايقع.. أبوها قال لها بالراحو: يالوزة هاتوقعينا وهى نازله فيه بوس، وكان دايما ماسك منشة في إيده عامله زي ذيل الحصان خطفتها وقعدت تهش الطالع والنازل.

هى بتحكي انها حست انهم ذباب تافه جنب أبوها وبتوسع له ومابتبطلش أسأله: بابا هو انت جاي تاخدني معاك ماردش، وقال لها نتكلم جوه لما آخد نفسي من السلالم.. طيب بابا بتحبني؟ .. آه يالوزة طبعا بحبك.. طيب بابا خدني معاك ماتمشيش وتسيبني..الأب: وبعدين يالوزة في ناس نتكلم بعدين.. وكان طبعا كالعادة راجل طالع ورا بابا شايل ومحمل من فاكهه للحوم لكل خير ربنا ده أبويا.. الكرم كله وعرفت يعني ايه كريم وبخيل من خالة (أم نون)علشان الخالة كانت بتقطع العيش علي أربع حتت، ومهما يكون عندها خير هى حتة جبنة أو شوية فول، وأنا ستي كانت بتفطرني قشطة وعسل وبيض واللي أطلبه.. الله يرحمها حتى الكلمة دي علمتهالي أم نون.

ماكنتش عارفه يعني ايه يرحمها .. ياخبر (أم نون) ماشيه ماسلمتش عليها .. نسيت من فرحتي بأبويا وجريت لحقتها على باب البيت بتقفل الباب .. نطيت في حضنها وعيطت جامد ..أبويا استغرب لأن هى كمان عيطت جامد.. قولت لها خلاص انتي كمان مش هاشوفك.. قالت لي الله أعلم يالوزه.. لكن هانشوف بعض في الحلم .. فكري فيا وهافكر فيكي ونتقابل.. قولت لها زي أمي وستي ليه طيب ما انتي هنا وهما فوق عند ربنا.. قالت للوزة جمله فضلت فاكرها طول عمرها.. قالت: يالوزه المسافر واللي عند ربنا واحد الفراق فراق.. مش فارق عايش ولا لأه كلميهم وكلميني هانسمع بعض.. حضنتني وكل ده أبويا واقف مانطقش.

بعيد شوية أنا قولت لها أبويا أهو.. قالت له أهلا بيك يا محمد أفندي مش هاوصيك انت معاك جوهرة.. ذكاء وحنيه وأدب خساره لك بعدها عنك أمانه عليك تاخدها.. وبصت بصة لها معاني.. أنا العيله فهمتها يعني أنقذها.. قولت لها: بحبك أوي قالت لي وأنا ها فضل طول ما أنا عايشه أحبك وأدور عليكي في مصر.. أديني رايحه قبل منك أهو.. ونزلت وحييت أبويا براسها وهو كمان ..أصل زمان الأدب كان كتير ماينفعش ياخد ويدي معاها ولا يبحلق دي متجوزة.. ده كلام أمي.. خالتي كانت نازلة من السطح .. كده برضه هاتمشي من غير ماتسلمي عليا.. وبصت لأبويا ايه السعد ده محمد أفندي بنفسه عندنا.. وأنا بقيت محتارة أسلم وأودع وأبكي.. ولا أسلم وأرحب وأفرح.

ومشيت (أم نون) ولولا رحمة ربنا بوصول أبويا كنت حاسه قلبي هايطرشق.. ده كلام لوزة وهايطرشق زمان زي هاينفجر دلوقتي.. الخالة بقي طبعا خدت الحاجه من الراجل وكلام بقي حلو مابسمعهوش ماعرفش جه منين..الخالة: ليه تتعب نفسك ياسي محمد.. خيرك موجود والله لسه حاجات مقفوله من الشهر اللي فات.. رديت أنا وحسيته اني قويه بوجود أبويا وقولت: أيوه يابابا الحاجات بتفضل مقفول.. بابقي نفسي أعرف انت باعت لي ايه..الخالة عضت على شفتها وبصت لي وأنا قولت لو أبويا ماخدنيش المره دي أنا هاحصل أمي وستي ومابقاش في (أم نون).

أبويا كانو أصلا قليل الكلام بس المرة دي في حاجه أكبر مضايقاه .. مش ده أبويا .. هو تعبان ولا زعلان ولا ايه ولا خايف يقوللي مش هاتيجي معايا؟.. قول يابابا ..لاقيته قال: لبسي لوزة يا (س) هاخدها معايا مشوار وراجعين علي طول.. لوزة قالت لنفسها لسه هافرح بلبسي .. لوزة تقوم تقول راجعين..ليه بس يابابا..المهم خرجنا بابا ماسك ايدي وقولت له نفسي أركب حنطور.. قال لي حاضر بس هاندخل الجمرك لواحد صاحبي أخد حاجه ونمشي هاغديكي بره وأرجعك بالحنطور.. مافرحتش قلبي قاللي لو كان هاياخدني ماكانش ها نعمل ولا حاجه من دوول حظي كده.

ودخلنا من السور الحديد اللي كنا بنشوفه من بعيد هو والبحر والبواخر الكبيره وصوت صفافيرها كل واحد صوت ماهو أصلا اسمه حي الجمرك.. ودخلت لوزة مع أبوها لمكتب راجل اسمه (ص).. أبويا قال له ازيك يا (ص) أفندي ايه التلغراف اللي بعته ده انت بتتكلم جد معقول ده .. أنا اروح فيها.. (ص) قال والله ده اللي حصل المركب وصلت وكانت اتعطلت شويه في البحر علشان كان عالي والماء دخل عالبضايع كلها مش حاجتك بس .. وتقريبا كله باظ والعوض على الله.. أنا قولت افتح الحاجات قدام صحابها فا بعثت لك زي كل الناس.. لوزه كانت بتسمع لكن عينها عالمراكب كانت شايفاها أكبر من الدنيا وعالية أوي وعينها مابين أبوها والراجل والمراكب وفجأه لقت أبوها قام وقال لا أشوف ولا تشوف أنا باصدقك العوض علي الله.. (ص) قال له فدا ظفر الأموره .. كله بيتعوض إلا دوول .. هانمضي بس شوية الورق دوول وتستلم حاجتك علي وضعها وخلصوا.

أخدني أبويا من إيدي وقال لي ياللا بينا.. وعند أول دكه قدام البواخر قعدنا وقعد يبص عالبحر.. وقال لي بصي يالوزة أنا قصرت في حقك كتير وانتي ضنايا اللي طلعت بيكي من الدنيا وكل ده علشان نعمل فلوس من تحت راس زن الست اللي متجوزها.. قام ربنا حرمها من الخلفة وحرمني من الفلوس اللي سيبتك علشانه.. يعني أبوكي دلوقتي عالبلاطة.. لوزة قالتله يعني إيه البلاطه هاتقعد عليها.. أبوها قال لأه مش للدرجه دي بس مش هاقدر أبعت فلوس للخاله.. يبقي تيجي معايا مصر ورزقك ورزقي علي الله.

لوزه قامت تتنطط وترقص وترفرف زي الحمام اللي جنبهم عالرصيف، وقالت لابوها ياريتك يابابا بقيت عالبلاطه من  زمان أنا بحب البلاطه دي أوي.. وجاب للوزة ساندويتشات وركبها الحنطور.. وبعدين القطر.. وبعدين حنطور تاني جوه مصر.. بانط أحداث كتير فوق ماتتخيلوا من حكاوي أمي لوزه حبيبتي.. من منظر البحر وزرقته والمراكب والهوا الجميل لمصر والترومايات والمباني الحلوة والنيل وحي حلو أوي ركبوا كام مواصلة ودخلت معاه علي البيت فتح بمفتاحه.. بيت من مدخله حلو ونظيف وواسع ومترتب وستاير حلوه بيضا وريحة بخور وطلعت من المطبخ الست مرات أبويا (ت) يا ألف حمدالله عالسلامة انت جبتها معاك ياصلاة النبي أصل الدنيا موسعه عليك أوي فاجايبها بالمرة.

لوزه استخبت ورا أبوها وماسكة فيه وأبوها قال لمي الدور يا (ت) مش ناقصك ده بيت أبوها ليها فيه زيك بالظبط.. كده قالت له زي مين يابو زي .. طيب لا أنا لا هيا في البيت ده.. أول مرة أشوف أبويا صوته يعلي.. وقال يبقي هى كفايه ذل بقي أهو ربنا ماإداكيش عيال وخد فلوسي.. عايزه تقعدي وتعتبريها بنتك أهلا مش عايزه الباب يفوت جمل.. قالت له طلقني.. قال لها طالق..كل ده وأنا مش فاهمه ايه كل ده..علي آخر اليوم بابا كان خدني ورحنا بيت ستي ولأول مره أدخل كل الإوض وانده ياستي أنا جيت ياستي ماحدش رد.. أبويا خدني في حضنه وقال لي أنا هنا أهو انا مش كفايه.. وعيطنا احنا الاتنين.

لوزة بتقول لقيتني باططب عليه وباقول له ياحرام يابابا انت يتيم زيي ضحك وخدني في حضنه وأول مره تحس لوزة انها عايزه تنام كتيير وقررت تشيل مسؤلية أبوها .. أهو برضه اللي شافته عند الخالة (س) قواها واللي علمتهولها (أم نون) خلاها ست بيت وهاتوريه الصبح وتفرح ستها اللي حست كأنها موجودة.. حضنت أبوها وفضلت عينها عالحيطه على صورة ستها وتحتها أمها.. الجاي يالوزة أكتر وكتير على 11 سنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.