رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(ماجدة الرومي) تسمو بروح المحبة في رقي وشياكة وجمال بقصر عابدين

كتب: أحمد السماحي

المكان: ساحة قصر عابدين.

الساعة: التاسعة ونصف مساء أمس الخميس 25 إبريل.

الحدث: حفل صوت لبنان (ماجدة الرومي) الذي تحييه لصالح شركة (ميدار للاستثمار والتنمية العقارية).

الجمهور: حشد من السفراء والوزراء والنجوم ورجال الأعمال، وأهل الصحافة والإعلام.

تعالوا بنا ندخل ساحة قصر عابدين، ونرى ماذا حدث في هذه الليلة التى كانت فيها الحياة غير عادية، والعواطف غير العواطف والناس غير الناس، ليلة أشبه بليلة من ألف ليلة وليلة.

الآن ليل القاهرة الساحر، ونسمات الصيف المنعشة تنعش المكان، وكل المصابيح مضاءة، والجميع يجلسون في أماكنهم، الحركات والإيماءات والابتسامات المتبادلة بين الجميع ملفوفة بالجمال والرقي والشياكة.

أطلت صاحبة طوق الياسمين الذي لا يذبل (ماجدة الرومي) من شرفة قصر عابدين

ماجدة الرومي تطل من شرفة القصر

وإن كانت في الحياة ساعة صفو فهي هذه الساعة، النفوس في نشوة، خلت عنها همومها، والحياة مضيئة، والعيون لامعة، والقلوب متطهرة، وكأنما ارتد الجميع إلى عهد الطفولة، والكل في حالة ترقب متعة لذيذة نادرة، هى نفحات من السماء.

ومن باب جانبي من المسرح يتقاطر أعضاء الأوركسترا فردا، وزوجا، وثلاثا، وعنقودا بلا ترتيب، كل منهم يحمل آلته بيده، حريصا عليها أشد الحرص.

وثواني واتخذ أفراد الأوركسترا أماكنهم، يزحزحون كراسيهم إلى أن تستقر بهم، ويتأكدون من ثبات حاملات النوتة، ويقلبون أوراقها للاطمئنان على سلامة ترتيبها الذي عبثت به نسائم الليلة قليلا.

 وبعد جلوسهم بدأت أنظارهم مصوبة إلى الباب الذي دخلوا منه، يترقبون وصول المايسترو (نادر عباسي) قائد الأوركسترا، الذي دخل بعد دقائق من استقرار أعضاء الأوركسترا، وقوبل بعاصفة من التصفيق من الحضور.

وبعد دقائق قليلة أطلت صاحبة طوق الياسمين الذي لا يذبل (ماجدة الرومي) من شرفة قصر عابدين كالأميرات الملكلية، وهي ترتدي ثوبها الأبيض الطويل المطرز، مجددة أناقتها المعتادة وقالت بعلو صوتها: مساء الخير يا مصر.

وبعد ثواني نزلت وأعتلت خشبة المسرح، وبدأت  معزوفة أنشودة الجمال والرقي حيث غنت (ماجدة الرومي) 17 أغنية تنوعت ما بين قديمها وجديدها.

 فضلا عن إعادتها لأغنيتين من الألحان الوطنية الشهيرة الأولى هي (حي على الفلاح)، كلمات وتوزيع الأخوين رحباني، ألحان وغناء الموسيقار محمد عبدالوهاب.

والثانية هى (أحلف بسماها وبترابها) رائعة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، من كلمات عبدالرحمن الأبنودي، ألحان كمال الطويل.

بدأت ماجدة الرومي ليلتها الساهرة مع رائعتها ( مِيلي يا حِلْوِة مِيلي يا غُصنِ البَانْ)

(ماجدة الرومي).. ميلي يا حلوة

بدأت ماجدة الرومي ليلتها الساهرة مع رائعتها ( مِيلي يا حِلْوِة مِيلي يا غُصنِ البَانْ) كلمات جرمانس جرمانس، ألحان وتوزيع شربل روحانا، وهى أغنية شعبية مميزة مبنية على الفولكلور الشعبي الجبلي اللبناني المفتوح على الإيقاعات المحببة لرقصة الدبكة، ويقول مطلعها:

مِيلي يا حِلْوِة مِيلي يا غُصنِ البَانْ

زَقفة زَقفة رِديِلي العُمرِ الهِربانْ

خَليها شَمّسِ التلة لما تطليْ

عَـ جناحِ النّاي تِعَلّـي ترِشِ الأَلْحانْ

كلمات ليست كالكلمات من ماجدة الرومي

بعدها قالت (ماجدة الرومي) كلمات ليست كالكمات عبرت فيها عن حبها لمصر ونيلها وناسها وجيشها، حيث قالت: (بمسي عليكم بكل الخير، وبمسي على مصر بكل الحب، وشو ما قلنا بنحب مصر بعده قليل.

وكيف ما بدنا نحبها؟! وكيف ما فينا نحبها؟!، وكيف ما بدنا نحب شعبها الطيب، وأرضها المباركة، وفنها الذي أسعدنا منذ خلقنا في هالدنيا، وكيف ما بدنا نحب نيلها، ونهارها، وليلها اللي ما بينام.

كيف ما بدنا نحبها؟! وعنا كل هالتقدير لعظمة تاريخها، وحضارتها، وبطولات جيشها، وإنجازات رجالها، ربنا يديمها محفوظة على طول برعايته، وعلى طول، وعلى طول للأبد برحمته، بحبك يا مصر).

بماجدة الرومي تشدو أغنية (مساء الفل يا بهية)

مساء الفل يا بهية

أعقبت (ماجدة الرومي) تلك الكلمات المليئة بالحب، والمطرزة بالوفاء، بأغنية (مساء الفل يا بهية) من كلماتها مع نزار فرنسيس، ألحان مروان خوري، والتى يقول مطلعها:

يا مسا الفل يا بهية ، يا أم طرحة وجلٌابية

يا وردة ندية يا مصر، يا صرخة أبية يا مصر

يا مصر الحره العربيّة

كتبت بحبك ع ترابك، ع شمسك، ع ورد بوابك

ع مد جناح الغنييّ ، يا مصر الحره العربيّة

رائعتها الأولى التى قدمتها في بداية مشوارها وهي (ساعات أقوم الصبح قلبي حزين)

ساعات أقوم الصبح

توالت الأغنيات التى قدمتها ماجدة الرومي، والتى تغني فيها الحلم، والخيال، وانعتاق الروح البشرية من سجن الراهن وقيوده، فاستمتعنا بروائع من ريبرتوار صاحبة الرصيد الذهبي من الأغنيات المحفورة كالوشم في الذاكرة والوجدان.

من هذه الأغنيات رائعتها الأولى التى قدمتها في بداية مشوارها وهي (ساعات أقوم الصبح قلبي حزين)، كلمات العبقري صلاح جاهين، ألحان الموسيقار المتطور كمال الطويل، والتى تجاوب معها الجمهور بقوة وكان يردد معها كل كلمة في الأغنية.

كما غنت أيضا من قديمها مجموعة كبيرة من الأغنيات مثل (عم يسألوني عليك الناس، وما حدا بيعبي مطرحك بقلبي، أسمع قلبي، مررت في خيالي، كلمات، أحبك جدا).

غنت ماجدة الرومي رائعتها (لا تسأل) كلمات د. سعاد الصباح

لا تسأل، ما راح إزعل ع شيئ

كما غنت ماجدة الرومي أيضا رائعتها (لا تسأل) كلمات د. سعاد الصباح، ألحان مروان خوري، توزيع موسيقي ميشال فاضل، والتى يقول مطلعها:  

لا تسأل ما هي أخباري، لا شيئ مهمٌ إلا أنت

فإنك أحلى أخباري، وكنوزُ الدنيا من بعدِك، ذرّات غُبارِ

كما غنت واحدة من روائعها الدرامية التى كتبتها بنفسها وهي (لا ما رح إزعل ع شي) ألحان مروان خوري، توزيع ميشال فاضل، والتى يقول مطلعها :

لا ما رح إزعل ع شئ، ما رح إِبكي ع شيئ

ما رح إندم ع شيئ

لا ع الحب العذَّبني، لا ع القلب اللي خان

لا ع الحلم الفارقني، لا على حالي كيف كان.

تذكرت (ماجدة الرومي) شاعرنا المبدع عبدالرحمن الأبنودي وغنت له (أنا كل ما أقول التوبة)

أنا كل ما أقول التوبة

كما تذكرت (ماجدة الرومي) شاعرنا المبدع عبدالرحمن الأبنودي الذي تمر هذه الأيام ذكرى رحيله، وغنت له رائعته التى أحبها منها أكثر مما أحبها من صوت صديقه العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ كما صرح لي، أغنية (أنا كل ما أقول التوبة).

تقبل وتلتف بالعلم المصري، وترفرف به في أرجاء المسرح

علم مصر، واشتعال المسرح

كما يقول المثل الشعبي كان ختامها مسك، حيث أشعلت صوت لبنان (ماجدة الرومي) المسرح في نهاية ليلتها، وغنت رائعة (حي ع الفلاح)، فاشتعلت المسرح بالتصفيق والهتاف.

 وزاد الهتاف والتصفيق، ووقف الجمهور، وقفز من على كراسيه وهو يردد معها أغنية (أحلف بسماها) والتى غنتها (ماجدة الرومي) وهى تقبل وتلتف بالعلم المصري، وترفرف به في أرجاء المسرح.

 هذا التجاوب الجماهيري الحار دفع النجمة الكبيرة إلهام شاهين (جيفارا الفن المصري) التى كانت أحد حضور الحفل أن تقوم من مقعدها مع الإعلامية لميس الحديدي وهم يهتفون ويرددون مع (ماجدة الرومي) بأغنية (أحلف بسماها وبترابها).

ومن حين لآخر كانت النجمة إلهام شاهين وأثناء تجاوب الجمهور مع سفيرة الفن اللبناني تقوم وتصور الجمهور بهاتفها المحمول.

وفي نهاية الحفل أعادت (ماجدة الرومي) أغنية (ميلي يا حلوة ميلي) التى غنتها في بداية الحفل وسط هتاف وتصفيق الجمهور، الذي  نزل من السماء وارتد إلى الأرض.

خاصة وأن سفيرة الفن اللبناني (ماجدة الرومي) في كل ما قدمته من أغنيات كانت تدعونا إلى حياة أخرى، تزرع فيها وتبني، وتحب، وتأمل، وكلها أفعال خلقٍ ومقاومة، تخلقُ الحياة وتصنعها، وتقاوم العدم والموت والضعف والقحط والشح والرداءة الذي يحاصر وجودنا.

إنها الحياة الأخرى التي يعدنا بها الخيال، خصبا ثريا أخضر اللون ومن لنا في سجننا إلا سماوات الخيال في زرقتها اللانهائية؟ لذا كانت (ماجدة الرومي) تنظر للسماء في أثناء غنائها، وكأنها في مناجاة مع الخالق سبحانه وتعالى، عبر صلاة خاصة ترجوه الرحمة والمغفرة ليعم السلام مصر ولبنان وكافة شعوب الأرض.

كانت تناجي الخالق سبحانه وتعالى، عبر صلاة خاصة ترجوه الرحمة والمغفرة في تلك الليلة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.