رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(تضاريس نوجة في المهرجان)

بقلم : محمد شمروخ

من منطلق إيمانى بمبدأ انى لازم أشجع اللعبة الحلوة وأصفق لها، فأقر وأعترف أننى شجعت وصفقت للعبة الدعاية لفيلم (ريش) وأشيد وأبصم بالعشرة لمدى الذكاء الذي اتسمت به في إخراجها للناس على أنه فيلم مستهدف من فئات خايفين على سمعة مصر لتتصدى لهم فئات أخرى ترى في أن ما مصطلح (سمعة مصر) بات موضة قديمة ونكته بايخة عند إطلاقها على أي عمل فنى.

 – ممكن توضح سعادتك تقصد إيه بالضبط من الهلفطة دي؟!

– ما هى دي القصة يا فالح.. لا وعامل لي فيها ذكى وبتلقطها وهي طايرة.. القصة يا قمر يبدو ذكاؤها ويتجلى في أنها موضة قديمة ونكتة بايخة وأطراف لعبها من المعروفين جيدا لديكم، لكن نجحت بامتياز لأنها تبع فخامة السيد الأستاذ الدكتور العميد!.

– هات من الآخر.

– ما حدث بالضبط مثل قطعة الجبن التى تضعها للفأر في المصيدة، فيدخل ليأكلها فيتم صيده بسهولة وفي كل مرة الفأر يدخل وتغلق عليه المصيدة ولا يتهنى حتى بحتة الجبنة التى دفع حياته ثمنا مقدما لها!

– تانى نظرية المؤامرة؟!

– لا يا خايب.. دي نفس لعبة الفار في المصيدة.. لا الفار عايز يتعلم ولا حتة الجبنة بتتاكل.. والفيران نازلة تور ور في كل مرة!

يعنى بالفصيح: هكذا لعبوا قصة قيام ممثل شهير بالانفعال وليخرج قبل نهاية عرض الفيلم وعينه تطق شرار وهاتك يا هجوم على الفيلم لأنه – قال إيه – بيشوه سمعة مصر.. وهوبا الدنيا ولعت والمجهول أصبح معلوما والمعلوم وصل للكل وخلصت الحدوتة.

بس قبل ما تسخن فيها.. القصة لا هي قصة مؤامرة ولا برادعي ولا جورج سورس، اللعبة أساسا شغل دعاية بس اتعلمت صح.. وقبل ما تنطق إن كنت مع أو ضد، فاسمح لى أن أقرر لك بأنك بمع أو ضد هاتين، قد صرت أنت شخصيا فأر المصيدة الجديد بانفعالك التافه سواء على سمعة مصر أو إيمانك برسالة (الإبداع الفنى الذي يعكس الواكع الحكيكي).

لكن سيبك من سمعة مصر وسيرة إسكندرية، فأنت قبل أن ترى الفيلم اتخذت الموقف ولا أريد – لا سمح الله – أن أقرر لك أنك لابد أن تشاهد الفيلم قبل أن تحكم عليه وألا تحكم بما سمعت وإلى آخر هذه النصائح المحفوظة التى نطبقها تمام التطبيق قبل أن نرفعها ونضعها بمنتهى العناية في أكياس تستقر بأعلى رف في الدولاب مع الهدوم الصيفي وكل سنة وأنت طيب.

فأنا هنا لا أتحدث ولن أتحدث عن الفيلم ولم أشاهده ولا أريد أن أراه، لأنه أكيد فيلم دمه يلطش طالما أخذ جائزة مهرجان كان وأخواتها، لأنه وحياة النعمة دي على عينك، ما فيه فيلم أخد جايزة من أي مهرجان دولى إلا ويخنقك حتى قبل ما تخلص الأسامى الكتيرة في التترات قبل أول مشهد في الفيلم!

لكن المهم إنى أنا هنا أشيد بأن الفيلم نجح بأن أخذ الدعاية اللازمة للترويج على مواقع الإنترنت لأنه أكيد أكيد، لن يراهن المنتجون على جمهور السينمات، لأن جمهور السينمات نفسه لا تجدى معه نوعية هذه الأفلام وإن كان ينقل الواقع المصري سواء لتشويه سمعة أو كنوع من (الفن الراكي الموعبر).

– هو أنت ضد الإبداع ولا إيه يا كبتشن؟!

– طيب خليك مكانى.. يعنى أروح السينما وأقف في طابور وأقطع تذاكر بلكون بالشيء الفلانى أنا والعيال، علشان اتفرج وأفرجهم على الفيلم الذي ينكل حكيكة الواكع المنكول؟!

طيب ما أنا وهم أساسا مهريين واقع متنيل بنيلة.. هههههههههه.. قال يعنى العشوائيات والتكاتك والزبالة في السينما ممكن تصحى الإنسان إللى جوايا وأشعر بمعاناة مجتمع أنا أساسا مهروس فيها؟!

بص يا كبتنه: علشان أريحك أنا مش مؤمن أساسا بخزعبلة (رسالة الفن الراكي) بتاع حضرتك علشان أقرف نفسي بيها وأروح مخصوص أتفرج عليها في فيلم.. غور ياللا مش ناقصاك أنت كمان.

بس  أرجع وأقول برضه إن شركة الدعاية عملت شغل جامد كيك والمقادير لعمل الكيك هى:

  • هات نجم مشهور في أي مجال.
  • خليه ياخد موقف حاد جاد حتى نفاد الكمية.
  • إضرب تويتة أو بوست أو تصريح لموقع أو قناة.
  • سيب الخلطة تستوى لوحدها على نار هادية.
  • علي الترند يا معلم..

وبس كده الموضوع خد حقه وزيادة ووولع الدنيا

يعنى……………؟!

الفيلم خد حقه قبل ما يتشاف.

والجمهور ولع الدنيا قبل حتى ما يشوف الفيلم.

بتوع السمعة اتبسطوا وفشوا غلهم.

بتوع الفن الراكي اتبسطو وفشوا غلهم.

وكمان بتوع المهرجان اتبسطوا ولموا عزالهم بعد أن نجحوا في جر الجمهور. أخيرا للحديث عن فيلم في المهرجان والذي يتم التعامل معه سنويا كديفيلييه عملاق يقدمه أشهر فنانات البلد دون الحديث عن أى فيلم إذ أن حكاية الأفلام دى كانت بس علشان تبرر المناظر بتاعة كل سنة.

في النهاية المهرجان نجح وخد حقه تالت ومتلت.

وعلى رأى العسلى نبطشي الفرح (كل جثة خدت حقها وزيادة).

والواجب نزيد من شكر شركة الدعاية ولو أنها استخدمت فكرة قديمة لكنها في كل مرة تحدث نفس ردود الفعل.

ولا ننسى في ختام المهرجان أن نشكر كذلك قطعة الجبنة التى تؤتى أثرها تحت رعاية مصيدة الفئران.

يعنى الفرح خلص؟!

آه أمال إيه.. والمعلم حبشي بيفكرك (دى جمعية ودايرة يابا).

وأحلى تحية للمعازيم وقابل يا أسطى زينهم ضيوفك.. والحديدة ما بتعملش راجل.. بالحب.. بالحب.. بالحب.. واحنا نبطشية بس صنايعية.. بلدنا.. بلدنا.. بلدنا

واكشفى يا نوجة عن تضاريسيييييك!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.