رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(أمينة صبري).. صاحبة (حديث الذكريات)، تحاور (ماجدة) زعيمة المراهقات (1/2)

* كان كل أملي في فترة المراهقة أن أكون محامية، ولم أكن أتصور أبدا أنني سأكون فنانة، ولقد بدأت صغيرة جدا، وبالصدفة!

* أعطيت الفستان الذي كنت أصور به أول أفلامي للشغالة، فثاروا على فريق عمل فيلم (الناصح) وعرفت لأول مرة يعني إيه (راكور)!

* طلبت من مخرج فيلم (الناصح) أن أغير اسمي من (عفاف الصباحي) إلى (ماجدة) حتي لا يتعرفوا أهلي عليّ.

* عندما علم أخي بأنني اتجهت للتمثيل هدد بقتل المخرج والمنتج، وهدد بحرق الفيلم، وأبي أبلغ الشرطة!

بقلم الإعلامية الكبيرة: أمينة صبري

حول الحوار:

(ماجدة)، فنانة خاصة جدا، لها لون وطريقة في التمثيل لا تشبه أحد، بجانب أن لها تجربة مهمة جدا في تاريخ السينما المصرية، فهى دائما لها رسالة أو وجهة نظر فيما تقدمه.

فهي تقف دائما أمام القضايا العامة سواء سياسة، أو اجتماع، أو تاريخ، فكما علمت أنها كانت تود أن تكون محامية لكي تدافع عن المظلوم، وترفع الظلم وتدافع عن العدل والعدالة.

فكيف أصبحت هذه الفتاة التى تحلم بالمحاماة (ماجدة) الفنانة الشهيرة، والتي خاضت معارك في مشوارها الفني الثري؟، ولماذا لجأت إلي الإنتاج؟، حيث انتجت أفلاما مهمة تركت علامة بارزة في تاريخ الفن السينمائي العربي؟!

 هذا ما سنعرفه من خلال حواري معها الذي استمتعت به جدا، وهى تحكي عن نفسها، ودورها في الفن، وعن طريقتها المميزة في التمثيل؟ في النهاية هى فنانة مشرفة بكل المقاييس.

وطلبت منها أن نبدأ القصة من بدايتها

(ماجدة) وبداية مشوار الاحتراف

ذهبت لمنزل (ماجدة) في منطقة المساحة بالجيزة لكي اتعرف عليها أكثر، وعن قرب، ولأعرف هل طريقتها المميزة في التمثيل هى طبيعية، أم أنها تمثل هذه الطريقة؟!

وبدأت معها الحوار منذ البداية لأتعرف على قصة نجاحها، والتي تشرف ليس فقط المرأة، ولكن الرجال أيضا، فهي ليست مجرد فنانة شهيرة ناجحة، ولكنها نموذج مشرف وطلبت منها أن نبدأ القصة من بدايتها:

فقالت (ماجدة): لم أكن أتصور أبدا أنني سأكون فنانة، ولقد بدأت صغيرة جدا، وبالصدفة، فأنا كنت في مدرسة داخلية لأن والداي انفصلا وأنا صغيرة، وكنت أصغر أخوتي، وكنا أربعة أخوة.

وتضيف (ماجدة) بدأت العمل في أول فيلم بالصدفة، وفي سن المراهقة، وكانت كل أمنياتي أن أشاهد الممثلين والممثلات، وفي أحد الأيام وبعد انتهاء اليوم الدراسي في المدرسة كنت أسير أنا وزميلاتي في الشارع.

وفجأة وجدنا أمامنا أتوبيس مكتوب عليه (ستوديو مصر)، وناس بتصعد فيه، قلنا نطلع معهم لكي نشاهد الفنانين، وبالفعل ذهبنا ضمن الكومبارس.

وهناك اكتشفونا، وظللنا نبكي، وطلبوا منا أن نخرج من الاستوديو، ولم نكن نعرف كيف نذهب لمنازلنا، وأخذنا نمشي من الهرم لبيوتنا.

وبعد فترة عزلنا بجانب ستوديو سينما في شبرا، وكانت صديقتي ابنة أخت صاحب الاستوديو، وذهبنا وكنا صغار ـ أطفال يعني – المهم كان يبحث عن وجوه جديدة.

 وطلب منا أن نعمل (Test) اختبار يعني، ونجحت لوحدي، لأنه قال لي أن وجهي شرقي عربي، ينفع في السينما، وأنا لم أكن أطلاقا أفكر في ذلك!

كان كل أملي في هذه الفترة أن أكون محامية

أملي العمل في المحاماة

وتستطرد (ماجدة): كان كل أملي في هذه الفترة أن أكون محامية، أدافع عن المظلومين، ثم فكرت أن الفن أوسع انتشارا من المحاماة ويستطيع أن يؤثر في المجتمع بشكل أوسع.

 فدخلت السينما من هذا المنطلق ليس للشهرة أو المال، ولكن لأدافع عن قضايا مهمة سواء قضايا جتماعية أو سياسية أو تاريخية هذا هو مبدأي في الحياة.

لذلك أقدم فيلما واحدا في السنة، وباقي السنة ما بين البحث عن القصة الملائمة، وكيفية إخراجها للسينما، ودراسة كل مراحل الفيلم لكي يظهر للجمهور بشكل لائق ومشرف.

*نرجع مرة أخري للقصة الطريفة لدخولك الفن سرا دون معرفة أهلك؟

‫** (ماجدة): عندما بدأت الفن كان صعب جدا أن أهلي يوافقوا، خاصة أنني من الريف من المنوفية، وكان هناك مجلس لكل عائلة لازم يوافق على ذلك، وكان ذلك مستحيلا.

المهم أول شئ عملته، عندما بدأت تصوير أول أفلامي، أنني طلبت من مخرج الفيلم (سيف الدين شوكت) أن أغير اسمي من (عفاف الصباحي) إلى (ماجدة) حتي لا يتعرف أهلي عليّ في البداية.

وطلب مني المخرج أن أذهب للاستوديو يوميا، ووقفت حائرة، وسألت نفسي كيف يتم ذلك، وأنا أذهب للمدرسة؟!، المهم كنت ألبس المريلة كأني ذاهبة للمدرسة.

 ثم أذهب للأستوديو، وعملوا لي (تست) آخر، وظهرت على الكاميرا، وقالوا لي: (إن وجهي يصلح للكاميرا جدا)، وكان وقتها عندي 14 سنة، لكن عندما سألوني عن سني، قلت لهم 16 سنة!

قالوا لي إن الجدد لا يأخذون أجرا!

التمثيل بدون أجر

بعد نتيجة (التيست) كتبوا معي عقد بمبلغ 15 جنيه، ولم أقبضهم، لأنهم كما قالوا لي إن الجدد لا يأخذون أجرا!، وأنهم سيتكفلون بالملابس والمواصلات فقط، وبالفعل أحضروا لي ملابس للدور.

ولم أكن أعرف كيف أمثل؟! ولا أين الكاميرا؟!، كنت أردد الحوار بلا معرفة، ومثلت أول يومين، وذهبت للمنزل وأعطيت الفستان للشغالة.

 وحدثت المشكلة!، فقد طلبوا مني ارتداء الفستان لكي أكمل الدور فقلت لهم أنني أعطيته للشغالة، فثاروا عليّ، واضطروا أن يفصلوا لي ملابس أخري، وعرفت من يومها يعني إيه (راكور)!

*فاكرة طبعا أول فيلم؟

** (ماجدة) طبعا كان فيلم (الناصح)، وكان معي (إسماعيل ياسين، وفريد شوقي)، وكنت فرحانة جدا إنني أمثل أمام ممثلين كبار.

 وكان من حسن حظي أنهم كانوا مشغولين في أعمال أخري، فكانوا معظم الوقت لا يأتون للاستوديو، فكان هذا فرصة للذهاب للمدرسة.

ولأن الممثلين كانوا مشغولين، فلم أكن أذهب للاستوديو كثيرا، ولذلك لم يشعر أحد بما أعمل، وكانت ظروفي وقتها تسمح لي بالذهاب للاستوديو والرجوع دون أن يشعر أحد.

 خاصة أن والدتي دخلت المستشفي عدة شهور، وأخي ضابط يرجع للمنزل في نهاية الأسبوع فقط، وأختي مشغولة بخطيبها، وأخي الآخر عايش خارج مصر.

ولكن المشكلة كانت في أهل الصحافة، لأن الصحفيون كانوا يريدون تصويري كوجه جديد وعمل دعاية للفيلم، وكنت أرفض.

* ومتي عرف أهلك بعملك في السينما؟

** (ماجدة): حدثت مصيبة كبري في المنزل والمدرسة، عندما علموا، وعملوا تحقيق في المدرسة، وأخي الضابط هدد بقتل المخرج (سيف الدين شوكت)، والمنتج (مسيو سابو).

 وهدد بحرق الفيلم، وقفلوا للمنتج الاستوديو، وأبي أبلغ الشرطة!، فقبضوا علي المخرج (سيف الدين شوكت)، لأنه سمح لنفسه بتشغيل قاصر دون موافقة الأهل!

واصر أهلي أن لا أذهب للمدرسة، وتم حبسي في المنزل، والحقيقة أمي كان لها دور عظيم في حياتي الفنية، فقد وقفت بجانبي، ومنعت أخي من تنفيذ التهديدات بالقتل، أو حرق الفيلم.

 وأهلي جميعهم ثاروا عليّ، ولكن والدتي وقفت أمام الجميع وأقنعتهم أنني سأذهب للمدرسة، وأيضا للاستوديو، لكن مع أحد من أهلي، ووضعوا شروطا لكي أكمل العمل والدراسة.

………………………………

في الأسبوع القادم سنتعرف ماهي شروط أهل الفنانة الكبيرة (ماجدة) للسماح لها بالتمثيل، وغيرها من أسرار أفلامها وحياتها الخاصة.. انتظرونا!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.