رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

العلاقة بين الدراما وأجهزة المناعة !

طارق عرابي

بقلم الدكتور: طارق عرابي

بمناسبة هذه الأيام الصعبة التي نعيشها مع كل دول العالم بسبب الدوائر المُبْهَمَة لفيروس كورونا المستجد والمعروف باسم COVID-19، والذي ينجح في تدمير كل من لا يملك جهاز مناعي قوي داخل جسده، وجدت أنه من الضروري أن نعرف كل ما يلزم من أدوات لتقوية جهاز المناعة عند الإنسان، بما في ذلك الأداة السينمائية وأثرها على الحالة النفسية للمشاهد والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقوة أو ضعف جهاز مناعته.

يقول أساتذة الطب بجامعة هارفارد الأمريكية  Harvard Medical School  عبر أحدث نشراتها الطبية: إن خط دفاعك الأول هو اختيار نمط حياة صحي واتباع الإرشادات العامة للصحة الجيدة، وهما من أهم الخطوات للحفاظ على جهاز مناعة قوي وبشكل طبيعي، ويعمل كل جزء من جسدك، بما في ذلك جهاز المناعة لديك، بشكل أفضل عندما يكون محميًا ضد أية هجمات بيئية خارجية، ويساعد في ذلك اتباع التعليمات التالية: “الابتعاد عن التدخين – تناول نظامًا غذائيًا غنيًا بالفواكه والخضروات – ممارسة الرياضة بانتظام – الحفاظ على وزن صحي – الابتعاد عن تناول الكحول، وإن كنت تشرب الكحول  فاشرب باعتدال – الحصول على قسط كافٍ من النوم – اتخاذ خطوات ضرورية لتجنب العدوى، مثل غسل يديك بشكل متكرر وطهي اللحوم جيدًا – والابتعاد عن الضغوط والمحافظة على صحة نفسية سليمة”.

وتحدثت إحدى نشرات المركز القومي لمعلومات التقنية البيولوجية – التابع للمعهد القومي للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية – باستفاضة عن علاقة الحالة النفسية بجهاز المناعة عند الإنسان، وأكدت بالدلائل والبرهان عن أن الحالة النفسية الجيدة ترفع وتقوي جهاز المناعة عند الإنسان، وتجعله أكثر قدرة في التغلب على الأمراض بما في ذلك الأمراض المُعدية (وتشمل عدوى كورونا الحديثة)، وبالتالي فإن الصحة النفسية الجيدة تعزز قوة الروح والعقل والجسد وتحصنهم ضد كثير من الأمراض.

ولا شك في أن هناك العديد من الأعمال الدرامية التي تؤثر بالسلب على الحالة النفسية للمشاهد وتصيبه في بعض الأحيان بالإحباط والاكتئاب، وبالتالي تتسبب في إضعاف جهاز المناعة لديه.

وعلى الجانب الآخر هناك أعمال كثيرة رائعة تدعم الحالة النفسية للمشاهد، بل وتُخْرِجه من بعض حالات الكآبة والإحباط وترفع عن كاهله كثيراً من الضغوط التي تجلبها ظروف الحياة في أيٍ من مساراته الشخصية، سواء كانت ضغوطاً مالية أو عاطفية أو مهنية أو اجتماعية.

هل حدث وأن كنت في حالةٍ مزاجية معينة واكتشفت أنها تغيرت بعدما شاهدت فيلماً ما؟.. أعتقد أننا جميعاً وبلا استثناء قد مررنا بتلك التجربة مرات عديدة مع كثيرٍ من الأفلام والأعمال الدرامية .

إن الأفلام أو الأعمال الدرامية التي تنتصر موضوعاتها للحب والأمل والحق والعدل والأخلاق والنبل الإنساني تدعم معنويات الإنسان وتغذي وجدانه وعقله وفكره بما يجعله واثقاً من قدرته على تحقيق حياة أفضل لنفسه ولمن حوله مهما كان أمامه من عقبات وضغوطات حياتية، والنقيض هو ما تفعله الدراما والأفلام التي تروج موضوعاتها للأنانية والبلطجة والفسوق والفجور والإجرام وجني الثروات بالباطل وانتصار الفاسدين، فهي تقتل كل ما هو جميل في النفس البشرية وتجعل صاحبهاً فاقداً لأي أملٍ في حياة يسودها الحب والحق والعدل.

وإذا كان العلماء والباحثون حول العالم في عديد من التخصصات قد أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك بأن الحالة المزاجية والنفسية للإنسان تؤثر بقوة على جهازه المناعي المرتبط بحماية صحته الجسدية، فإنني أشْرُفُ بأن أكون أول من يُعلن عن ضرورة اكتشاف جهاز مناعي حِسي وفني عند الناس يرتبط بحماية صحتهم الفكرية، لكي يكون حائط الصد وخط الدفاع الأول ضد كل من يحاول المرور عبر جسور فكر وعقل ووجدان الإنسان ليدمر فيه الروح المعنوية ، والذي بدوره سينهك جهاز مناعته المرتبط بصحته الجسدية.

وإليكم بعض الأمثلة لأفلام أثرت في حياة كل من شاهدها وعززت فينا كل أجهزتنا المناعية لأنها انتصرت للحب والأمل والحق والعدل والنبل الإنساني ..

فيلم The Social Network عام 2010 ، يحكي عن قصة نجاح مارك زوكربرج Mark Zuckerberg مؤسس موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وقد ترشح الفيلم لثماني جوائز أوسكار فاز منها بثلاث جوائز، وكان من بين الترشيحات جائزة الأوسكار لبطل الفيلم الممثل جيسي آيزنبرج Jesse Eisenberg كأفضل ممثل في دور رئيسي، وهو الذي لعب دور مؤسس الفيسبوك مارك زكربرج، وهذا الفيلم ملهم للشباب ويعلمهم كيف أن إيمانهم بأحلامهم والإصرار والفكر والعمل يؤدون إلى تحقيق أي حلم.

الفيلم يرفع في نفسك أعمدة الأمل ويعلمك كيف أن التفكير والتخطيط الجيدين يحولان نجاحاً صغيراً من غرفة صغيرة إلى نجاحٍ هائلٍ في مبنى عملاق يصل مداه إلى التأثير في كل الناس حول العالم، والفيلم من إخراج ديفيد فينشر David Fincher الذي ترشح لجائزة الأوسكار مرتين كأفضل مخرج إحداهما عن هذا الفيلم والأخرى كأفضل مخرج عن فيلم النجم براد بيت والنجمة كيت بلانشت “الحالة غريبة الأطوار لبنيامين باتون” The Curious Case of Benjamin Button ، وكتب السيناريو لفيلم “شبكة التواصل الاجتماعي” آرون سوركين Aaron Sorkin الذي ترشح لجائزة الأوسكار ثلاث مرات كأفضل كاتب سيناريو وفاز منها مرة واحدة كانت عن هذا الفيلم.  

الممثل جيسي آيزنبرج في دور مارك زكربرج مؤسس الفيسبوك – فيلم The Social Network – عام 2010

فيلم The Pursuit of Happyness عام 2006 للنجم ويل سميث ، مأخوذ عن قصة حقيقية تم نشرها أولاً في كتاب كان الأكثر مبيعاً في أمريكا ،، “البحث عن السعادة”، وهو فيلم يحكي قصة معاناة مالية ومهنية واجتماعية لشخص استطاع تجاوز كل المحن والوصول إلى النجاح والسعادة المنشودة، وتتلخص رسالة الفيلم في التأكيد على أمر واحد: لا تتوقف عن الحلم والأمل والعمل للحصول على حياة أفضل ولا تيأس أبداً، وافعل كما فعل جريس جاردنر “صاحب القصة الحقيقية”.

ومن أروع العبارات التي جاءت بالفيلم هى تشبيه العالم الذي نعيش فيه بالمحار وأن الأمر متروكٌ لك لتعثر فيه على اللآليء. كتب السيناريو لفيلم “البحث عن السعادة” الكاتب الأمريكي ستيف كونراد Steve Conrad، وأخرجه للسينما المخرج الإيطالي المنشأ جابرييل موتشينو Gabriele Muccino، وترشح النجم ويل سميث عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي.

النجم ويل سميث في دور كريس جاردنر – فيلم The Pursuit of Happyness – عام 2006

فيلم Forrest Gump عام 1994 للنجم الجدير بكل احترام توم هانكس Tom Hanks، إنها قصة رائعة تحكي عن رجل بسيط تسكنه النوايا الحسنة، والذي يعيش حياته ببساطة وبالطريقة التي ترضي شعوره الداخلي دون النظر إلى أية أجواء حوله، وعن طريق الصدفة يتحول هذا الشخص إلى ظاهرة نجاح رائعة ، فهو يحصد ميداليات، ويصبح لاعب محترف لكرة الطاولة “البنج بونج”، ويعشق الركض، ويمتلك أحد أكبر شركات الجمبري في البلاد.

إنه فورست جامب “توم هانكس” الذي يلخص لنا رسالة فلسفية بسيطة من خلال مشوار حياته وهي أنه ليس من الضروري أن تكون عبقرياً لتدرك النجاح بل كل ما عليك فعله هو ألا تتوقف عن المحاولة فأنا “فورست جامب” لستُ شخصاً ذكياً ولكني أعرف “ما هو الحب”. فيلم “فوريست جامب” ترشح لعشر جوائز أوسكار فاز منها بست جوائز كان من بينها جائزة أوسكار لبطل الفيلم “توم هانكس” كأفضل ممثل في دور رئيسي.

النجم توم هانكس في دور فوريست جامب – فيلم Forrest Gump – عام 1994
النجم براد بت والنجم جونا هيل في مشهد من فيلم Moneyball – عام 2011

فيلم Moneyball عام 2011 بطولة النجم المتألق دائماً براد بت Brad Pitt والنجم الشاب جونا هيل Jonah Hill والذي يحكي قصة مدير عام فريق أوكلاند لكرة البيسبول بيلي بين “براد بت”، والذي يحاول إعادة بناء فريق قوي دونما الاحتياج أو الاضطرار لشراء لاعبين محترفين، وذلك بعدما انهار الفريق وأصبح ضعيفاً وانتقل لاعبوه المحترفون إلى نوادي أكبر وأكثر شهرة ، فيقوم بتعيين بيتر براند “جونا هيل” مساعداً له، ويبدآن سوياً رحلة بناء فريق قوي يستطيع تحقيق البطولات والألقاب.

ومن أجمل رسائل هذه القصة الملهمة هي أنها تعلمك كيف يمكنك بالابتكار في طرقٍ قائمة بالفعل وبقليلٍ من المال أو حتى بدون مال أن تتغلب على منافسيك في أي مجال مهني، ومن أجمل النصائح التي وردت في حوارت الفيلم هي ألا تقاطع عدوك عندما يبدأ طريق الخطأ. فيلم “كرة المال” Moneyball ترشح لست جوائز أوسكار كان من بينها جائزة أفضل ممثل في دور رئيسي للنجم براد بت وجائزة أفضل ممثل في دور مساعد للنجم الصاعد جونا هيل.

فيلم Dead Poets Society عام 1989 بطولة النجم الراحل روبن ويليامز Robin Williams في دور الأستاذ الملهم والقدوة الذي يولي اهتماماً كبيراً بطلابه ويعلمهم كيف يكونون قادرين على التفكير بأنفسهم وأن يتشاركوا آراءهم، ويحفزهم على ضرورة رؤية الأشياء بطرق غير نمطية ، لأنه يرى أن التدريس يجب أن يكون أكثر انفتاحاً وخارج إطار قيوده التقليدية. فيلم Dead Poets Society – مجتمع الشعراء الموتى – ترشح لأربع جوائز أوسكار فاز منها على جائزة أفضل سيناريو لسيناريست الفيلم توم شولمان Tom Schulman وكان من بين الترشيحات أوسكار أفضل ممثل في دور رئيسي للنجم الراحل روبن ويليامز وأوسكار أفضل إخراج لمخرج الفيلم بيتر وير Peter Weir الذي ترشح لخمس جوائز أوسكار أخرى ولم يفز بها ولو لمرةٍ واحدة.

النجم الراحل روبن ويليامز المدرس الملهم مع تلاميذه في مشهد من فيلم Dead Poets Society – عام 1989

فيلم Temple Grandin عام 2010 وهو الفيلم الذي يحمل اسم بطلة قصته الحقيقية “تمبل جراندين”، وهي شخصية حقيقية ما زالت تعيش بالولايات المتحدة الأمريكية، والقصة تحكي عن Temple التي وُلدت مريضة بالتوحد Autism وتأخرت في النطق بأي كلمة حتى سن الرابعة، وواجهت صعوبات بالغة على المسارين الصحي والتعليمي وكذلك في مسار التواصل الاجتماعي مع الناس، ولكنها تحدت كل الظروف، ومن خلال إرادتها الفولاذية ورغبتها في أن تصبح  شخصية ناجحة في الحياة وبدعم من والدتها وبعض أساتذتها، استطاعت جراندين أن تصل إلى أعلى الدرجات العلمية، فقد حصلت على درجة الدكتوراه لابتكارها طريقة إبداعية في التعامل مع الماشية وتخفيف الضغوط النفسية عليها ونزع الخوف منها أثناء مسارها داخل ممرات الذبح الآلي للمواشي.

وقد ابتكرت ما يُعرف بـ “صندوق العِناق” Hug Box والمعترف به حالياً على نطاق واسع لتخفيف الضغوط عن الأطفال المصابين بالتوحد، وهى اليوم أستاذة في جامعة ولاية كولورادو وأصبحت متحدثة مشهورة في مجالي مواجهة مرض التوحد وكيفية التعامل مع الحيوانات. لعبت دور “تمبل جراندين” النجمة كلير دينز Claire Danes التي فازت بأربع جوائز “جولدن جلوب” Golden Globe من بينها جائزة أفضل ممثلة عن هذا الفيلم.

النجمة كلير دينز في دور تمبل جراندين بأحد مشاهد فيلم Temple Grandin – عام 2010

إن الأمثلة على الأفلام التي تدعم الإنسان وترفع من حالته المعنوية كثيرة ولا حصر لها ، ولكني سأختتم بعض هذه الأمثلة بتفاصيل أكثر عن واحدٍ من أعظم الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية والعالمية ..

فيلم The Shawshank Redemption هو فيلم تم إنتاجه وعرضه عام 1994 وقد ترشح لسبع جوائز أوسكار، كتبه وأخرجه للسينما الكاتب والمخرج والمنتج فرانك دارابونت Frank Darabont الذي ترشح لثلاث جوائز أوسكار إحداها عن كتابة سيناريو هذا الفيلم، وهو كاتب ومخرج فيلم “الميل الأخضر” The Green Mile بطولة النجم توم هانكس وقد ترشح عنه كذلك لجائزة الأوسكار كأفضل سيناريو. فيلم “الخلاص من شوشانك” شارك في بطولته النجم القدير مورجان فريمان Morgan Freeman الذي ترشح لجائزة الأوسكار 5 مرات فاز منها مرة واحدة بجائزة أوسكار عام 2005 كأفضل ممثل في دور مساعد عن فيلم “فتاة بمليون دولار” Million Dollar Baby وهو الفيلم الذي ترشح لسبع جوائز أوسكار وفاز منها بأربعة جوائز ، وهو الفيلم الذي أخرجه وأنتجه وشارك بالتمثيل فيه النجم القدير كلينت إستوود Clint Eastwood مع النجمة هيلاري سوانك التي نالت الأوسكار مرتين كانت إحداهما عن هذا الفيلم كأفضل ممثلة في دور رئيسي، وقد شارك بالتمثيل مع مورجان فريمان في فيلم “الخلاص من شوشانك” الممثل والمخرج تيم روبنز Tim Robbins الذي ترشح لجائزة الأوسكار عام 1996 كأفضل مخرج عن فيلم Dead Man Walking وفاز بجائزة أوسكار عام 2004 كأفضل ممثل في دور مساعد عن فيلم “النهر الغامض” Mystic River الذي أخرجه كذلك النجم القدير كلينت إستوود.

النجم مورجان فريمان ريد والنجم تيم روبنز أندي دوفرين – فيلم The Shawshank Redemption – عام 1994

فيلم “الخلاص من شوشانك” يحكي عن شاب بريء من جريمة قتل زوجته وعشيقها ورغم ذلك يُحكم عليه بالسجن مدى الحياة لمرتين متتاليتين بأحد أصعب وأعنف السجون الأمريكية وأكثرها انتهاكاً لحقوق السجناء ، وتتلخص قصة الفيلم كالتالي:

في عام 1947 ، أدين المصرفي أندي دوفرين Andy Dufresne (الممثل تيم روبينز) بقتل زوجته وعشيقها في منزله، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة لمرتين متتاليتين في سجن “شوشانك” الحكومي. يصاحب آندي داخل السجن السجين ريد Red (الممثل مورجان فريمان)، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، يشتري “ريد” مطرقة صخرية لأندي دوفرين، مما يسمح له بإنشاء قطع شطرنج حجرية صغيرة، ثم جلب “ريد” لأندي لاحقاً صورة كبيرة للممثلة ريتا هيوارث، ثم تبعها في السنوات اللاحقة بصور لكلٍ من مارلين مونرو وراكيل وولش.

يعمل أندي في مغسلة السجن ، ولكن يتم الاعتداء عليه داخل المغسلة بانتظام لمحاولة اغتصابه من قبل سجناء من الشواذ جنسياً بقيادة “بوجس دياموند” Diamond  Bogs (الممثل مارك رولستون). بعد مرور عامين له بالسجن ، سمع أندي رئيس الحرس المستبد “بايرون هادلي” Byron Hadley (الممثل كلانسي براون) يشكو من الضرائب على الميراث فيتقدم أندي ويقدم النصيحة لهادلي وينبهه عن ثغرة يمكن أن تساعده في التهرب الضريبي، وبسبب هذه الخدمة الجليلة التي قدمها أندي بالمجان لهادلي ، وبعد هجوم وحشي آخر من قبل عصابة “بوجس” كاد أن يقتل آندي ، يضرب هادلي “بوجس” بشدة ويقوم بإرساله إلى سجن آخر وبعدها لم يتم التعدي على أندي مرة أخرى.

ثم يلتقي مدير السجن واردن نورتون Warden Norton (الممثل القدير بوب جونتون) مع أندي دوفرين ويقرر تكليفه بمكتبة السجن لمساعدة النزيل المُسن بروكس هاتلن Brooks Hatlen  (الممثل  جيمس ويتمور). وبسبب عبقرية السجين أندي دوفرين في نصائحه المالية لكبار قيادات سجن شوشانك ، صار حراس آخرون في شوشانك وكذلك من السجون القريبة يطلبون نصيحته وخبرته المالية والضرائبية.

في عام 1954 ، تم إطلاق سراح السجين المُسن “بروكس” بإفراج مشروط ، لكنه لم يعد قادراً على التكيف مع العالم الخارجي بعد قضاء 50 عاماً من عمره في السجن، فينتحر بشنق نفسه بعد أن حفر على جدار السكن المخصص للخارجين من هذا السجن عبارة: “بروكس كان هنا”.

النجم تيم روبنز أندي دوفرين مع الممثل جيمس ويتمور بروكس – فيلم The Shawshank Redemption – عام 1994

يشرح أندي لصديقه “ريد” كيف أنه يتمسك بالأمل كشيء لا يمكن للسجن أن يأخذه منه ، لكن “ريد” يرفض الفكرة. في عام 1963، بدأ مدير السجن “نورتون” رحلة فساد إداري ومالي باستغلال  العاملين من السجناء في الأشغال العامة الخارجية، مستفيدًا من تخفيض تكاليف العمالة الماهرة وتلقي رشاوى، وطلب من أندي أن يضع حلاً لغسل الأموال التي يجنيها “نورتون” بطريقة غير شرعية وذلك عبر استخدام الاسم المستعار “راندال ستيفنز”.

في عام 1965 تم سجن تومي ويليامز Tommy Williams (الممثل جيل بيلوز) بتهمة السطو، والذي سرعان ما انضم إلى دائرة أصدقاء أندي وريد، ويساعده أندي في اجتياز امتحانات التنمية التعليمية العامة المعروفة بالاسم المختصر GED، وبعد سماع  “تومي ويليامز” تفاصيل قضية أندي، يكشف “تومي” أن سجينًا كان معه في سجن آخر قد أعلن مسؤوليته عن جريمة قتل متطابقة لقضية أندي دوفرين، مما يعتبر دليلاً قوياً على براءة أندي وإمكانية خروجه من السجن، وعندما يخبر “أندي” مدير السجن “نورتون” بهذه المعلومات يرفض الاستماع لأنه لا يريد لهذا المصرفي العبقري أن يتوقف عن تقديم خدماته ومساعدته له للاستمرار في تغطية أعمال الفساد وغسل الأموال التي يجنيها بغير حق، وعليه يقوم “نورتون” بشكل تعسفي ظالم بوضع “أندي” في الحبس الانفرادي ويكلف “هادلي” بقتل الشاهد الوحيد على براءة أندي وهو السجين الشاب “تومي” وذلك تحت ستار محاولة “تومي” الهروب من السجن.

يرفض “أندي” الاستمرار في عملية الاحتيال والمساعدة في أعمال الفساد، لكن “نورتون” يهدد “أندي” بتدمير المكتبة التي أصبحت جزءً هاماً في حياته، وهدده كذلك بالتوقف عن حمايته ومعاملته الكريمة له.

بعد الإفراج عن “أندي” من الحبس الانفرادي، دار حوار بينه وبين “ريد” في فناء السجن وأخبر “ريد” عن حلمه بالعيش في مدينة زيواتانايو Zihuatanejo، وهي مدينة ساحلية مكسيكية تقع على شاطيء المحيط الهادي، بينما يعترض صديقه “ريد” على هذا الأمر بعيد المنال والغير واقعي، ويطلب أندي من صديقه “ريد” أن يتوجه، بمجرد إطلاق سراحه من السجن، إلى حقل قش بمنطقة بوكستون وسيجد شيئاً يخصه موضوعاً تحت شجرة البلوط.

ريد مع تومي ” جيل بيلوز ” الشاهد الوحيد على براءة أندي – فيلم The Shawshank Redemption – عام 1994

في اليوم التالي يُصدم الجميع بأن زنزانة “أندي دوفرين” فارغة وقد اختفى “أندي”، وكانت الصدمة الكبرى لدى مدير السجن “نورتون” والذي يرمي أثناء غضبه داخل زنزانة أندي بأحد الصخور الصغيرة على صورة راكيل وولش المعلقة على الحائط فتخترق الصخرة الصورة المعلقة لتكشف عن نفق حفره “أندي” بمطرقته الصخرية خلال عشرين عاماً في سجنه، واتضح أن “أندي” قد هرب ليلاً من خلال النفق وأنابيب الصرف الصحي في السجن ومعه دفتر ووثائق أموال وفضائح “نورتون”، وبينما يبحث الحراس عنه في صباح يوم اكتشاف هروبه، تظاهر “أندي” بأنه “راندال ستيفنز” صاحب الأموال المزيف، وزار عدة بنوك وقام بسحب الأموال المغسولة، ثم أرسل كل الوثائق والأدلة على الفساد والقتل في شوشانك إلى صحيفة محلية ، والتي قامت بنشر كل فضائح وفساد سجن شوشانك، وعليه تصل الشرطة إلى شوشانك وتقبض على القاتل والفاسد “هادلي”، بينما ينتحر مدير السجن “نورتون” لتجنب الاعتقال.

بعد أن قضى 40 عامًا في السجن، تلقى “ريد” أخيراً الإفراج المشروط، والذي بدأ يكافح من أجل التكيف مع الحياة الجديدة خارج السجن ويخشى عدم قدرته على فعل ذلك ، ثم يتذكر وعده لصديقه “أندي” فيأبى أن ينتحر مثل “بروكس” ويكتب على الحائط تحت عبارة “بروكس كان هنا” عبارة تقول: “كذلك كان ريد هنا”، ويقوم “ريد” بزيارة المكان الذي وصفه له “أندي” في بوكستون وبالفعل يجد مخبأ تحت شجرة البلوط يحتوي على مبلغٍ من المال تركه له “أندي” مع رسالة تطلب منه أن يذهب إلى مدينة زيواتانايو Zihuatanejo المكسيكية، ويُخالف “ريد” الإفراج المشروط ويسافر إلى فورت هانكوك بولاية تكساس لعبور الحدود إلى المكسيك، ويعترف أنه أصبح وللمرة الأولى يشعر بالأمل الذي حدثه “أندي” عنه كثيراً، وهناك على شاطيء زيواتانايو في المكسيك، يصل “ريد” إلى “أندي” ويتم لم شمل صديقَيْ سجن شوشانك بعد رحلة الخلاص من السجن والانتقال إلى حياة الحرية الأبدية.

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.