رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نسرين طافش : الحب عبادة وهو ديني ودنياى

* أحمد سمير فرج مخرج محترم في التعامل، وقيادي وحاسم في أوقات معينة، وإنسان راقي لايقبل بالخطأ في عمله

* مصر هوليود الشرق” بلا شك، خاصة في البرتوكول الخاص بالتعامل مع الفن والفنان، وصناعة المسلسل والنجومية بحرفية عالية جدا

* أحب الدورأولا، وأشعر أني أحسه جيدا، وبعد ذلك أتبع إحساسي الذي يقودني إلى مناطق مختلفة في الأداء التمثيلي

* مريم” لاتشبة أي من الشخصيات التي قمت بأدائها من قبل على مستوى اللون الرومانسي، لأن ظروفها وبيئتها تختلف شكلا وموضوعا

* جو أسوان وطبيعتها الساحرة وفر لي طاقة إيجابية غير عادية، ولا عجب أن الفراعنة قد اختاروها مركزا من مراكز الحضارة المصرية القديمة

* المخرج هو الذي صنع الكيمياء وجعلنا نتلمس لخيوط الدرامية، وأطلق العنان للمشاعر بأريحية بيني وبين “أحمد صلاح حسني” الذي أعتبره ممثلا مجتهدا للغاية

* سعيدة جدا بتعاني تعاوني مع “سينرجي”، وخاصة أنني شعرت أنها شركة راقية، وتعرف ماذا تريد؟

المخرج هو دينامو أي “لوكيشن”، لأنه هو الذي يقوم بضبط الإيقاع

حوار أجراه : محمد حبوشة

“ستؤمن مع الوقت أن توازن نفسك وسعادتك في رحلة الحياة .. يعتمد على تركيزك على نفسك واحتضانها وتقبلها بكل ما فيها ثم تطويرها .. وإن سلام قلبك يعتمد حقا على هدوء أفكارك وترتيب ومراقبة ما في داخلك وليس على ما يحدث حولك في الخارج من فوضى”.

هكذا تؤمن النجمة العربية “نسرين طافش” .. وتلك فلسفتها في الحياة، والتي تتلخص في أنها تعيش في الحياة بهدوء تاركة كل ما حولها من فوضى الحواس والانفعالات السلبية، فقط هى تركز في عملها التمثيلي الذي تعشقه بلاحدود وتحبه وتتفاعل معه بإخلاص حتى النهاية، وهى في ذلك تنتمي لمدرسة التمثيل التعبيري، والذي يتمتع بقدرة الإدراك التعبيرية في قراءتها لحوارات النص متصورا وباعثا ذلك العالم الداخلي المتأزم بشخصية البطل وانفعالاته النفسية الداخلية، ومزاجها وأهدافها التي تروم الوصول إليها.

تلك القدرة الإدراكية التي تتوفر لدى “نسرين” كممثلة، والتي تتمتع بفرط من محبة وصدق تفترض مقدرة الممثل التي يتم بواسطتها ترجمة الانفعالات والخصائص السلوكية للشخصية التي تلعبها، وذلك باسترجاع ملامح تلك الحركات والوضعيات والإشارات التي تتعلق بهذه الشخصية، وتترجمها بأداء احترافي على جناح طريقة الإلقاء المتقن ونبرة الصوت الموحي، وشكل الكلام المتدفق بحيوية مطلقة مع الشخصيات الأخرى، وهى في ذلك تتعامل بذكاء حاد في فهم طبيعة الممثل وقدرته على التنقل واسترجاع التقنيات الجسدية والصوتية، وبسهولة تلتقط تلك الحركة وتلك النبرة المسيطرة وأسلوب التنقل بين الصوت والإلقاء الذي يمكنها من التعبير بدقة متناهية عن هوية الشخصية التي تلعبها.

هى باختصار ودون خوض في تفاصيل الشخصيات المتنوعة التي لعبتها في حياتها الفنية، والتي بدأت قبل 15 عاما تقريبا، تملك قدرة تعبيرية فائقة وبداخلها دوما إنسانا حالما ذا قدرة على التنبؤ وتفجير الواقع التقليدي، وذلك باقتحام القشرة التي أحاطت بنفوس الناس من أجل التعبير الحر عن الطاقات المكبوتة داخل تلك النفوس، وتفريغها من سياقها الطبيعي، ثم تجميعها من جديد من أجل خلق آفاق تشع بالروحانيات التي درستها بعمق منذ مايزيد على عشر سنوات مضت، من خلال علم الطاقة الذاتية، ذلك العلم الذي منحها روحا تواقة للهدوء ومحبة للسلام الداخلي حتى غدا الحب هو دينها ودنياها.

لقد استطاعت النجمة العربية فائقة الجودة التمثيلية أن تهبط مؤخرا بسهولة في ساحة الإبداع الفني المصري، وحققت نجاحا كبيرا في عام 2019 وعام 2020، وهى في ذلك كانت تقوى على تحدي الصعاب، والقفز فوق الأشواك بسهولة للوصول إلى جوهر الإنسانية في تجلياتها الروحانية الصادقة .. تعالوا معا نغوص في عوالمها الداخلية والخارجية، من خلال حوار خاص جدا يناقش قضايا الحب والرومانسية في زمن الغضب، ونقيم تجربتها التمثيلية كما قدمتها على طريقتها الخاصة النابعة من موهبة كبيرة وطاقة إيجابية أكبر في مسلسها “ختم النمر” فإلى التفاصيل…

مريم” متحررة فكريا مثلي، وأعتقد أن شخصيتها تتفق معي شكلا ومضمونا

** بداية من الذي اختارك لدور “مريم” في مسلسل “ختم النمر” وكيف؟ .. ولماذا أنت تحديدا؟

* الذي اختارني للمسلسل هو المخرج أحمد سمير فرج، وقد قال لي أنه منذ لحظة تفكيره في القصة التي طرأت على ذهنه أولا وهو يراني، وبمجرد أن بدأ في وضعها كفكرة على الورق رسخ في ذهنه أنني أصلح تماما لشخصية “مريم”، وربما أدرك أنني تحديدا أملك المواصفات الرومانسية اللازمة، فضلا عن قوة الشخصية واستقلاليتها، وأنها تمتلك قدرا من الجمال ليس على مستوى الشكل بل على مستوى الطباع والتعامل مع الآخرين، وتلك عناصر رأها تتوفر في كممثلة.

ولقد تأكد أكثر بمجرد جلوسه معي حيث أن “مريم” متحررة فكريا مثلي، وذلك بحكم أنها تعيش في أوروبا، ولكل ذلك اعتقد أن عناصر الشخصية شكلا ومضمونا كانت لائقة بي تماما، ولاتنسي أن “مريم” من أب مصري وأم شامية، وهذا ربما لعب دورا مهما في اختياري.

** كيف كانت أجواء التصوير في كواليس هذا العمل الرومانسي بامتياز، على مستوى العلاقة بين زملاءك في فريق العمل من الممثلين وباقي طاقم العمل من الفنيين ؟

* كانت أجواء رائعة للغاية، وهنا لابد لي أن أشير إلى نقطة مهمة، وهى أنني أعتبر المخرج هو دينامو أي “لوكيشن”، لأنه هو الذي يقوم بضبط الإيقاع، بل إنه يشيع الجو الراقي القائم على التفاهم وقدر كبير من المحبة، الأمر الذي يصنع الانسجام والتناغم بين كافة أفراد فريق العمل، سواء كانوا فنانين أو فنيين.

ولأن أحمد سمير فرج هو إنسان راقي في التعامل وقيادي وحاسم في أوقات معينة، بحيث لايقبل بالخطأ، لذا تشعر بأن “اللوكيشن” كان منضبط تماما، وكان هنالك نوع من المحبة خلف الكواليس، أيضا هناك مودة واحترام للآخر سواء الفنانين أو الفنيين فالكل يعمل كفريق عمل متكامل.

** هذه تعد تجربة أولى ناضجة لنسرين طافش، في قلب الدراما المصرية .. ماهو تقييمك لها ؟، خاصة أنك صاحبة تجربة عريضة في الدراما السورية؟،  وهل من وجه للمقارنة؟

* أحب أن أوضح أن تجربتي في الدراما السورية قدمتني للعالم العربي في أحلى صورة، وأنا بالأساس ابنة شرعية للدراما السورية – كما ذكرت ذلك مرار وتكرارا – وفخورة جدا بهذا، أما عن تجربتي في الدراما المصرية فهى استكمال في الواقع لمسيرتي في الدراما السورية، واستكمال بالضرورة لنجاحي فيها والتي وصلت للعالم العربي كله، وأكيد أن الإنسان مع الوقت يكون ناضجا أكثر ومتمكنا من أدواته بشكل احترافي أكثر، وخاصة أن إحساسه يصل إلى أعلى درجات النضج، وبالطبع يكون مستمتعا أكثر، وحاليا أستمتع أضعاف مضاعفة في أدائي سواء في قلب الدراما المصرية أو السورية، وعندما أتحدث عن مسيرتي في السينما والدراما المصريتين، والفن المصري عموما فهو يعتبر بمثابة استمرارية، ولست هنا في مجال المقارنة بين مصر وسوريا.

المقارنة تحدث فقط عندما نريد الحديث عن بروتوكول يتعلق بالتعاطي مع الفن، وهنا لابد أن أوضح أن مصر لها الريادة، وهى “هوليود الشرق” بلا شك، خاصة في البرتوكول الخاص بالتعامل مع الفن والفنان، وصناعة المسلسل وصناعة النجومية بحرفية عالية جدا، وهذه ميزة ليست موجودة في أي مكان في العالم العربي إلا في مصر، كما أن النجومية في مصر لها طعم مختلف.

** نحن في زمن شحت فيه الرومانسية .. كيف تقبلتي شخصية مريم العاطفية وتفاعلتي معها على المستوى الإنساني؟ .. وماذا عن التحضريات الخاصة لها؟

* ببساطة ليست هنالك تحضيرات معقدة أو خاصة، لكن أهم شيئ أن أحب الدور، وأشعر أني أحسه جيدا، وفيه أشياء تشدني ، وبعد ذلك أتبع إحساسي الذي يقودني إلى مناطق مختلفة في الأداء التمثيلي، والأمر المؤكد أن هناك موضوع تقني يدخل فيه عنصر الخبرة، ولكن يبقى لإحساسي الكلمة العليا.

كل شخصية قدمتها لها ملامحها وطريقتها في الحب والغضب

** قمتي بتجسيد شخصيات رومانسية في الدراما السورية “جلسات نسائية – شوق – في ظروف غامضة – مقامات العشق…” وغيرها، وحتى البدوية “العقاب والعفراء” .. ماالفرق بينها وبين “مريم” المصرية في ثوبها الصعيدي بطريقة عصرية؟

* مؤكد أن كل شخصية من التي ذكرتها تختلف عن غيرها اختلافا جذريا، من حيث الشكل والمضمون، فكل شخصية لها طريقتها في الحب والغضب، وكل واحدة منهن جرحت بطريقة معينة، وكلهن لهم أهداف معينة ومختلفة تماما، ولكل واحدة مهن عالمها الداخلي الذي يختلف في طبيعته وملامحه، ولهذا فإن “مريم” لاتشبة أي واحدة من تلك الشخصيات التي قمت بأدائها من قبل على مستوى اللون الرومانسي، لأن ظروفها وبيئتها وطبيعة نشأتها تختلف، وعندما عاشت في أسوان كيف تعاملت مع هذا الجو الجديد عليها، ولماذا جاءت من الأصل؟، وكيف تعاملت مع الأحداث المفاجئة؟، ربما كل ذلك جعلها تختلف عن تلك الشخصيات السابقة.

** كيف كان تعاملك مع المخرج “أحمد سمير فرج”، وما الفرق بين تكنيك عمله وغيره ممن عملت معهم من مخرجين في قلب الدراما السورية والأردنية؟

* أحمد سمير فرج من أهم المخرجين الذين تعاملت معهم، فهو ناضج فنيا جدا ويعرف جيدا ماذا يريد، ويدير العمل باحترافية عالية إلى جانب الحس القيادي، وفضلا عن كل ذلك الرقي الذي يتحلى به وهذه أهم نقطة، وبالنسبة لي المخرج المثالي هو من يجمع بين “الإبداع والرقي والقيادة”، وللعلم القيادة وحدها بدون رقي تحس معها أنك تلميذ في مدرسة، ومن ثم تكون الأجواء مشحونة بالتوتر، والممثل في ظل ذلك لايمكن أن يعطي من قلبه، وأيضا قيادة بلا إبداع لابد أن تفسد عملية التحكم في “اللوكيشن”، وأحمد سمير فرج .. مشاء الله أتوقع أن يفاجئ العالم بما هو أكثر في القادم من أعماله تماما كما فاجئ الجمهور بأعماله السابقة، لأنه يحمل كل مقومات وعناصر المخرج الناضج والمهم والناجح.

** هل ساعدتكي أجواء التصوير في مدينة أسوان في المساهمة في دفء أداءك الذي اتسم بشفافية كبيرة، وهل تفاعلتي إلى حد ما مع البيئة الفرعونية، بما لها من سحر وتأثير خاص؟ .. هل نستطيع القول بأنها أضفت نوعا من الخيال المستمد من الطبيعة التي تحيط بـ “مريم”؟

* أصلا الجو في أسوان والهواء النقي والطبيعة الساحرة، فضلا عن وجود طاقة إيجابية غير عادية وهى قد انعكست على أدائي وأداء كل فريق العمل، ولا عجب أن الفراعنة قد اختاروا أن تكون أسوان مركزا من مراكز الحضارة المصرية القديمة، والحقيقة أننا عشت أوقاتا جميلة وساحرة في كنف تلك الطبيعة التي تحرض على الطاقة والإبداع وتدفق الإحساس، وهذا ملمسته تماما في أثناء التصوير بين جدران وأعمدة المعابد، أو في قلب الأماكن الطبيعية الساحرة والمبهرة التي جعلتني كثيرا ما أمرح في عالم من الخيال والأساطير التي صنعها الفراعنة عل هذه الأرض الطبية.

** كيف تم صناعة كيمياء خاصة بينك وبين “أحمد صلاح حسني” منذ بداية اللقاء الأول، ومن الذي ساهم في ذلك إلى حد كبير؟ .. هل المخرج .. القصة .. السيناريو شخصيته الهادئة ودماثة خلقه ..أم ماذا؟

* أعتقد أن هذه العناصر التي ذكرتها جميعا هى التي صنعت تلك الكمياء بيني وبين “أحمد صلاح حسني”، ولعل أحمد سميرفرج هو الذي كان سببا في تلمسنا للخيوط الدرامية  في قلب المشاهد الرومانسية، وهو الذي كان يجعلنا نطلق العنان للمشاعر الموجودة بداخلنا بأريحية تامة للغاية، وبالتأكيد القصة ساعدت والسيناريو، وفوق كل ذلك أن “أحمد صلاح حسني” ممثل مجتهد، وهذا عنصر مهم للفنان حتي يضمن التفاعل مع الممثل الذي يلعب دورا أمامه أو يكون مقابله كطرف في معادلة من شقين، فالاجتهاد وحب العمل يسهم إلى حد كبير في صنعة كيمياء واحدة بين حبيبين على النحو الذي كان بين “مريم وعمر” في مسلسل ختم النمر.  

** لاشك أن الموسيقى التصويرية لعبت دورا مهما في صناعة مشاهد رومانسية عذبة ، كيف تفاعلت معها كمطربة تشعر بالجملة الموسيقية، هل اسمعتي لها قبل التصوير أم أنها صناعة مونتاج ومكساج فضلا عن رؤية المخرج؟

* قبل التصوير لم أكن قد سمعت أي مقطوعة موسيقية، لكني أعرف أن “مصطفى الحلواني” من أهم المؤلفين الموسيقيين في العالم العربي، وله أعمال عالمية تنافس من وجهة نظري موسيقات عالمية كثيرة، وقد رأيته بعد سماعي أنه مبدعا متميزا، فقد شعرت أن الموسيقى التصويرية بطلة مثلها مثل باقي عناصر البطولة في المسلسل إن لم تكن هى الأكثر أهمية، لأنها هى التي تترجم أو تكمل الأحاسيس والمشاعر، وتفسر الكلام الذي تنطق به العيون، وكأنها ترجمة روحانية للحالة الرومانسية التي نعيشها.

** أنت من المؤمنين بأهمية وجود الحب والعاطفة في حياتنا حتى يسود السلام في ظل الظروف الحالية بتناقضاتها المرعبة، برأيك هل تحقق ذلك في تجسيدك لشخصية “مريم”؟

* كما ذكرت سابقا “مريم”، هى شخصية بالرغم من أنها رومانسية ونقية من الداخل وصادقة جدا فيما تفعل، هذا يجعلها في نفس الوقت شخصيية قوية ومستقلة وتعتمد على نفسها، هي صادقة في الحب كما هى صادقة في حالات الغضب، فعندما تعبر عن غضبها وجرحها تعبر بطريقة صادقة جدا، ومن هنا فقد تحقق ذلك مع حالة التوازن عند “مريم” التي أثبتت وجودها، وحتى عندما أحبت فلم تحب بطريقة عميانية، بل أحبت رجل تتوفر فيه سمات الرجل الحقيقي، وهذا ما اعتبره توازن متحقق في حالة حب “مريم”، لهذا تحقق الحب والعاطفة اللذين يؤديان للسلام بنسبة كبيرة في هذه الشخصية.

نسينا أنفسنا في خضم العمل والسفر، ونسينا أحبابنا وأهلنا .. ونسينا الرومانسية في حد ذاتها

** من وجهة نظرك : هل نحن بحاجة لمزيد من الأعمال الرومانسية في هذا الزمن المشحون بالغضب أكثر من أي وقت مضى؟

* أكيد 100% نحن بحاجة إلى مزيد من الأعمال الدرامية التي تجنح نحو الرومانسية، لأن الناس في حالة تعطش للرومانسية، كما أننا نفتقدها في ظروف حياتنا العملية الحالية بإيقاعها السريع اللاهث كما ترى، وربما وجود “كورونا” خفف إلى حد ما من حدة الرومانسية، عندما جلسنا في بيوتنا، وأصبحنا في حالة سكون أكثر من الحركة، لأننا كنا قد نسينا أنفسنا في خضم العمل والسفر، وفي لحظة ما نسينا أنفسنا ونسينا أحبابنا وأهلنا .. نسينا حتى الرومانسية في حد ذاتها، فالناس كانت ترى أنفسها في المسلسلات الرومانسية، وتحبها وتتفاعل معها لأنها متعطشة لهذا النوع من الدراما التي أعتبرها من وجهة نظري تضخ طاقة إيجابية، لأنها باختصار تفتح أبواب الأمل وتجعل للحياة طعم مختلف.

** نسرين طافش حققت نجاحا كبيرا في مصر بلاشك، من خلال فيلم”نادي الرجال السري”، ومسلسل “ختم النمر” .. ترى ماهى حدود طموحاتك القادمة في مصر بعد أن ثبتي قدميك على صخرة الفن المصري الصلبة؟

* باشكر ربي على فرصة أني قدمت عملين متتالين، وخاصة أن الاثنين حققا نجاحا ملحوظا، فقد نجحت في السينما كما نجحت في الدراما التليفزيونية، و الحقيقة أن “نادي الرجال السري” أول تجربة سينمائية لي في مصر، وقد حقق بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أعلى إيرادات في عام 2019 لفيلم كوميدي، وهو واحد من أعلى 5 أفلام في إيرادات 2019 أيضا، وكذلك مسلسل “ختم النمر” رغم أنه عرض في موسم الشتاء المغلق، إلا أنه لاقى إقبالا جماهيريا كبيرا وواسعا داخل وخارج مصر، فأن أقوم بأداء عملين يقومان بتثبيتي بالشارع المصري فهذا فضل من المولى عز وجل، ونتاج دعاء الوالدين، والإنسان في النهاية يجتهد والنتائج يتركها على الخالق سبحانه وتعالى، ومن هنا فإن طموحاتي كثيرة، لكني أحب أن أعبر عنها بالأفعال وليس بالأقول، وإن شاء الله نخرج من أزمة “كورونا”، وسوف أقول بعمل الأحلى والأجمل والأقوي بتوفيق من الله وجهدي الذي لا أضن به على جمهوري الذي حملني المسئولية في مصر وباقي الدول العربية.

** أعلم أنك من المهتمين بعلم الطاقة ومخاطبة الروح .. إلى أي مدى ساهم ذلك في خلق حالة “مريم” الرومانسية على هذا النحو الجيد، فيما بدا من استقرار نفسي وهدوء واتسام الشخصية بالشفافية المطلقة رغم البيئة الإجرامية المحيطة بها؟

* الحقيقة علم الطاقة ساعدني أكثر في تحليل الشخصيات التي ألعبها وأحس بها أكثر، كما أشعر كيف تفكر؟، و”مريم” تأثرت كما لاحظت من خلال متابعتك للمسلسل بخالتها التي ربتها أكثر ما تأثرت بالبيئة المحيطة بها، سواء من جانب زوج خالتها التي تعتبرها أمها، أو “جو” ابن خالتها، واللذين يتمتعان بتفكير إجرامي وارتباطهما بعصابات للمافيا، لأنها تشربت الطيبة والحنية  من روح “نور” خالتها التي ربتها.

أيضا لأنها شخصية قوية ومستقلة فهي لم تتأثر كثيرا بتلك البيئة الإجرامية، وبالفعل علم الطاقة هم ما جعلني أقترب من جوهر الشخصية، لأنه علم معني بتحليل النفس البشرية، ويدخل بالأسباب والدوافع السيكولوجية التي تجعل الإنسان يتصرف تصرف ما على نحو طبيعي وسليم.

** هل نعتبر أن نسرين طافش أصبحت أيقونة رومانسية يمكن أن تشع طاقتها الإيجابية في قلب الدراما والسينما المصرية خلال الفترة القادمة بقوة؟، وهل بامكانك استعادة رومانسية الزمن الجميل .. ترى ماهي الشروط لتحقيق ذلك من وجهة نظرك؟

* أنا سعيدة أن تطلق على أنت وقطاع كبير من جمهوري “أيقونة الرومانسية”، ولكن في نفس الوقت لا أميل إلى تأطير نفسي في لون معين من الأداء، لأن لعبت شخصيات كثيرة جدا مثل (الشريرة ، الشعبية، المستقلة، الأم التي تعيش بمفردها مع ابنتها، القيادية، المغلوبة على أمرها، المتمردة، الكوميدي التاريخي)، والرومانسية موجودة بالفعل في كل جوانب حياتنا.

وعبر غالبية الشخصيات التي نلعبها لابد من وجود ولو جزء بسيط من الرومانسية، ولكن أحب أن يكون جوهر الشخصية دائما متغيرومتنوع، وليس له وجه واحد أو لون واحد، حتى يبقى دائما لدى الشغف بأن أقدم شخصيات مختلفة والناس، أيضا يتوفر لديهم جانب من الاستماع بكل ما هو الجديد على مستوى عنصر المفاجأة، وأنا بطبعي أحب التنوع في الدوار والشخصيات الني العبها من عمل لآخر.

حب البشر جزء لا يجزء من حب الخالق سبحانه وتعالى

** في مقامات العشق كان طاقة الحب والعشق موجهة نحو الحب الإلهي بالمقام الأول، كيف أمكنك توجيه هذه الطاقة إلى حب البشر ممثلا في شخص “عمر” بنفس درجة الإتقان على مستوى النظرة والهمسة والصوت والعلامات والإشارات؟

* لأنه في الجوهر الصوفي حبك لأي إنسان هو جزء لايتجزء من حب الإنسان للخالق سبحانه وتعالى، ولأن الذي يحب الله جل علاه بطبيعة الحال لابد أن يحب جميع المخلوقات من أضعفها حتى أقواها، فما بالك بعشق الأنثى للرجل، هنا لابد أن تكون هنا حالة إلهية من عند المولى عز وجل فيها رحمة حقيقي، فالمودة والرحمة من عند الله ، وبالتالي فهى جزء من العشق الإلهي، وجزء لا يجزء من حب الخالق سبحانه وتعالى، ومن هنا فأنا أعتبر الحب عبادة، فهو ديني ودنياي!.

** كيف كانت تجربتك هذه المرة مع شركة “سينرجي” التي تعد الأكبر في سوق الانتاج المصري والعربي الآن؟..، وماذا عن خطواتك المستقبلية معها في ظل المتنافسة الشرسة حاليا؟

* أولا شركة “سينرجي” من أعرق وأهم الشركات الموجودة حاليا سواء على المستوى المحلي المصري أو على المستوى العربي، وأنا سعيدة جدا لتعاوني معهم، وخاصة أنني شعرت أنها شركة راقية، وتعرف ماذا تريد؟، كما هو واضح من تقديمهم أهم الأعمال في الوطن العربي حاليا، سواء كان ذلك يتعلق بالأفكار الجديدة التي يطرحونها، أو الوجوه الجديدة التي يقدمونها، فضلا عن الجدية في تناول الموضوع الدرامي، وكذلك تعاملهم المحترم مع الممثل الذي يعمل معهم، ومن ثم يبادلهم الممثل الاحترام والمحبة، وأنا سعيدة بالفعل مع هذه الشراكة مع شركة “سينرجي”.

أما عن خطواتي المستقبلية في الفترة القادم، كان عندي مسلسل اسمه “الوجه الآخر” مع النجم ماجد المصري، ولكن تم تأجيله بسبب موضوع كورونا، وان شاء الله نعاود التصوير بعد مرور هذه الأزمة على خير.

** أخيرا .. هل تكشف لنا “نسرين طافش” عن خططها المستقبلية في الدراما والغناء في مصر خلال الفترة القادمة .. ماذا لديك من أهداف يمكن أن تتحقق؟

كما ذكرت سابقا في المستقبل القريب عندي مسلسل “الوجه الآخر”، والذي سأقدم من خلاله شخصية جديدة ومختلفة تماما، وأتمني أن يتم هذا العمل على أكل وجه بعد الانتهاء من أزمة “كورونا” بإذن الله، أما بالنسبة للغناء فمازلت في مرحلة تفكير حاليا لعمل شيئ مختلف، ومازال مشروع “الميوزيكل” – تعني عمل غنائي استعراضي – يشغلني، وهناك بالفعل فكرة نعمل عليها مع أحد الملحنين، وأتمني بإذن الله أن تخرج للنور عما قريب بعد عودة الحياة لرتمها الطبيعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.