رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

مواقع التواصل تفضحهم.. إنهم يقتلون (أطفال غزة) في المهد بدم بارد!

كتب: محمد حبوشة

حظي مقطع لـ (أطفال غزة)، يبحثون عن المرح في ظل الأوضاع المتدهورة بالقطاع، حيث حملوا طفلة على سرير متجولين بها بين ممرات أحد المستشفيات، وهم يرددون (الشهيد حبيب الله) فيما يشبه حمل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي، بتفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي التي تغلبت على الإعلام المضلل بعرض الحقيقة دون مواربة!

فيدوهات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تعكس أحوال (أطفال فلسطين) تحت القصف الموحش: صبي صغير يقف قرب مبنى في ميناء غزة أصيب بأضرار خلال هجوم، ومنها على سبيل المثال:

صبي فلسطيني يطوف ببقايا منزله، أطفال ينظرون إلى المباني المدمرة في حيهم في غزة، صبي يحمل زجاجات مياه فارغة ويبحث عن مكان لملئها بمياه الشرب النظيفة، فتاة تلعب في فناء مدرسة تديرها الأونروا، في قطاع غزة.

صبي فلسطيني في حضن والده خارج متجر مغلق، أمام منزلهم المدمر في قطاع غزة، كان حجم العنف هائلا، وتحمل الأطفال في دولة فلسطين وإسرائيل أشد وطأة جراء هذا التصعيد العنيف.

إقرأ أيضا : محمود حسونة يكتب: الصورة أصدق إنباءً من أكاذيب (إسرائيل)!

يتم استخدام عشرات من مدارس الأونروا كملاجئ مؤقتة للأسر الفارة من العنف، وهنالك صورة للعبة طفل بين أنقاض منزل، في بيت حانون في قطاع غزة توضح كيف فعلت اليد الآثمة بـ (أطفال غزة).

أجبر القصف في غزة مئات الأسر على الفرار من منازلها واللجوء إلى المدارس التي تديرها وكالة الأونروا، وكما تصور كاميرات الصحفيين الذين يراوغون العدو الصهيوني ويفوزون بمشاهد مأساوية لـ (أطفال فلسطين) ىمازل بعضهم في المهد صبيا.

المشاهد التي يصورها الصحفيون بشق الأنفس ترصد لنا كيف لحقت أضرارا كبيرة بالبنية التحتية الأساسية – بما في ذلك آبار المياه الجوفية وأحواضها، ومحطات تحلية المياه، ومحطات الصرف الصحي، وشبكات توصيل المياه، ومحطات الضخ.

يتعرض قطاع غزة الذي يعد من أكثر المناطق كثافةً سكانية في العالم، حيث يعيش فيه أكثر من مليونين و300 ألف إنسان، نصفهم من (أطفال غزة)، لقصفٍ إسرائيلي وحشي متواصل، وذلك لليوم التاسع عشرعلى التوالي.

أكثر من 5 آلاف و700 شهيدا، 70% منهم من (أطفال غزة)

70% من (أطفال غزة) ضحايا!

وفي أحدث إحصائياتها لضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، قالت وزارة الصحة في غزة إن عدد الشهداء بلغ أكثر من 5 آلاف و700 شهيد، 70% منهم من (أطفال غزة)، هذا غير النساء والمسنين.

وكان عدد الضحايا (أطفال غزة) قد بلغ 2360 شهيدا حتى أول أمس الاثنين، وأكثر من 6 آلاف و300 جريح، إضافةً إلى 800 طفلٍ مفقودٍ لا يزالون تحت الأنقاض.

وأمام هذا القصف الإسرائيلي المتواصل، يحاول نشطاء ومتطوعون تخفيف آثار الحرب على (أطفال غزة)، وإدخال الفرح والبهجة عليهم بساحات مدارس ومستشفيات مخيمات النزوح في قطاع غزة، فيوزعون عليهم الهدايا والألعاب ويلعبون معهم ببعض الألعاب الجماعية.

إقرأ أيضا : في عملية (طوفان الأقصى).. سفراء الأغنية العربية يساندون غزة بأصواتهم

إلا أن عددا آخر من الأطفال، لم ينتظروا قيام المتطوعين والنشطاء بذلك، حيث ابتكروا ألعابا من وحي المشاهد والأجواء التي يعايشونها في القطاع، ومن ذلك (لعبة الشهيد) التي أظهرها مقطع فيديو الأطفال في أحد المستشفيات، وحظي بمشاهدات الملايين وإعجاب مئات الآلاف.

ومع ما تمر به غزة مع استمرار للقصف الإسرائيلي على مدار الساعة وسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، كان من الطبيعي أن يكون لذلك أثر كبير وعميق على (أطفال غزة).

حيث من المتوقع أن تعيش الصدمات والاضطرابات النفسية معهم طوال حياتهم، ومنها (اضطراب ما بعد الصدمة) الذي قد تظهر أعراضه خلال شهر واحد، لكن أحيانا قد لا تظهر إلا بعد أعوام من وقوع الحدث.

ويحدث هذا الاضطراب لعدة أسباب، منها، فقدان أحد الأقرباء، أو الحروب والكوارث الطبيعية، أو الإصابات الخطيرة أو الانتهاك الجسدي، ومن أبرز أعراضه لدى (أطفال غزة) إعادة تمثيل الحدث المؤلم خلال اللعب، والأحلام والكوابيس المزعجة.

فضلا عن تجنب الأماكن والأشخاص، والتغيرات السلبية في التفكير والمزاج، وفي ردود الفعل الجسدية والعاطفية على أثر القصف الذي يدوي على رؤسهم منذرا بالموت أو التشريد.

(أطفال غزة): (نحن أطفال فلسطين لانكبر لأنهم يقتلوننا)

(أطفال غزة): نحن لانكبر!

حتما لابد أنه قد أصابك وخز من ضمير حين قال أحد (أطفال غزة): (نحن أطفال فلسطين لانكبر لأنهم يقتلوننا)، لقد تأذى (أطفال غزة) كثيرا بسبب التصعيد العنيف الأخير، فقد أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مدمرة بالأطفال.

 وفي غزة، لحقت أضرار بالمدارس والمرافق الصحية، وسويت المنازل والمكاتب بالأرض، وهجرت أسر بأكملها، أما في إسرائيل، فقد لحقت أضرار بالمدارس والمنازل والمباني.

وقبيل تصاعد العنف، كان ثلث (أطفال غزة) بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع، وبدون شك، فقد ازدادت كثيراًحاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي – الاجتماعي.

وفي الوقت نفسه، فإن تدهور القدرة الإنتاجية للمياه في غزة بسبب نقص الكهرباء يعني أن عشرات الآلاف من الأطفال سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية للحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي الأساسي.

إقرأ أيضا : قصف (المستشفى المعمداني) يحرك ضمير العالم، ولكن؟!

صحيح أن (اليونيسف) حاضرة على الأرض، وتدعم الاحتياجات الإنسانية للأسر، وتزودها بالمياه، ولوازم نقلها وتنقيتها، والإمدادات الطبية، وتقدم الدعم النفسي-الاجتماعي للأطفال والأسر.

لكن لطالما كانت حياة الأطفال في قطاع غزة صعبة جداً، حتى قبل التصعيد الأخير، وبالنسبة لبعض الأطفال، فهذه رابع حرب يعيشونها، لا يوجد أي مكان آمن للأطفال في أي من أنحاء قطاع غزة.

واستجابة للتصعيد الأخير، تعمل اليونيسف على زيادة قدرتها وتنفيذ التدخلات الإنسانية التي تركز على قطاع غزة، مع القيام بأنشطة محددة الأهداف في الضفة الغربية، بما فيها في القدس الشرقية.

ويأتي كل هذا في الوقت الذي اجتمعت فيه دول الغرب وأظهرت إنسانيتها وتضامنها السياسي والمالي والدبلوماسي والعسكري الكبير والسخي مع الشعب الأوكراني خلال الحرب الروسية على أوكرانيا.

بينما تجاهلت تلك الدول معاناة الشعب الفلسطيني جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة (أطفال غزة) الذين يشكلون نحو خمسين في المائة؛ حيث تشير الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال الفلسطينيين، إلى أن إسرائيل تُحاكم إسرائيل سنويا (500 – 700) طفل فلسطيني أمام المحاكم العسكرية الصهيونية الجائرة.

تعرض (5% في المائة من (أطفال غزة) المعتقلين لعنف لفظي وإذلال وتخويف

5% من (أطفال غزة) معتقلون!

وقد تعرض (5% في المائة من (أطفال غزة) المعتقلين لعنف لفظي وإذلال وتخويف، في حين تعرض 75% منهم إلى عنف جسدي، كما أن 83% من (أطفال غزة) المعتقلين جردوا من ملابسهم خلال عملية التفتيش.

ويبدو لنا العبث بالقانون الدولي ففي الوقت الذي سعت فيه دول الغرب إلى إجهاض أي مشروع قرار أممي يدين إسرائيل وفاشيتها وممارساتها ضد أطفال فلسطين؛ من اعتقال واغتيال وملاحقة، أدارت ظهرها.

وتجاهلت الحديث عن توفير ضمانات قضائية مناسبة لاعتقال الأطفال الفلسطينيين ومحاكمتهم بموجب اتفاقية حقوق الطفل والقانون الدولي الإنساني، في وقت طبقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أوامر عسكرية عنصرية على الأطفال الفلسطينيين الأسرى.

وتعاملت معهم من خلال محاكم عسكرية تفتقر للحد الأدنى من معايير المحاكمات العادلة، خصوصا الأمر العسكري 132، الذي يسمح لسلطات الاحتلال باعتقال أطفال في سن 12 عاما.

ويجمع حقوقيون أنه على الرغم من أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان جعلت من موضوع اعتقال (أطفال غزة) الملاذ الأخير، في حين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من قتل وملاحقة الأطفال الفلسطينيين واعتقالهم الملاذ الأول.

إقرأ أيضا : بعد قصف (المستشفى المعمداني).. جورج قرداحي وشيريهان وهالة سرحان يشعلون السوشيال ميديا!

وقد رافق تلك الممارسات التعسفية ضد الأطفال الفلسطينيين تصاعد الانتهاكات بحق الأطفال المعتقلين من تعذيب وحرمان وضغط وابتزاز ومعاملة لا إنسانية تتنافى بشكل فاضح مع كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية، منها المتعلقة بحقوق الطفل.

وقد مورس ضد الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال التعذيب الجسدي والنفسي والإيذاء المعنوي، كالصعق بالكهرباء والضرب المبرح والابتزاز والتخويف، وقد انتزعت الاعترافات منهم بالقوة.

استخدمت هذه الاعترافات لاحقا كمستندات إدانة بحقهم في المحاكم العسكرية التي أصدرت بحقهم أحكاما بالسجن لفترات مختلفة، دون مراعاة الظروف التي قدمت خلالها تلك الاعترافات.

يتعرض (أطفال غزة) يوميا للتهديد والوعيد

التهديد والوعيد لـ (أطفال غزة)

اللافت أن سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي ضربت بعرض الحائط حقوق الأطفال الفلسطينيين المحرومين من حريتهم، وأذاقتهم أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة من ضرب وشبح وحرمان من النوم ومن الطعام.

كما تمارس بحقهم التهديد والوعيد والشتائم، فضلا عن التحرش الجنسي والحرمان من الزيارة، واستخدمت معهم أبشع الوسائل النفسية والبدنية لانتزاع الاعترافات، كما تتم ضغوط متعددة على الأطفال بغية تجنيدهم للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.

لم يكتف العدو الصهيوني بممارساته غير الاخلاقية تجاه أرضنا وشعبنا في فلسطين بل تجاوز ذلك علنا إلى (أطفال غزة)، حيث شهدت السنوات الماضية تزايدا في عدد الأطفال المعتقلين وما يتعرضون له من أبشع أساليب التعذيب والقمع في السجون الإسرائيلية.

إقرأ أيضا : (مارسيل خليفة) .. صوت الغضب الفلسطيني المحاصر بالمآسي!

وذلك بدون أي تحرك أو عقاب دولي من جانب الأمم المتحدة خاصة والمجتمع الدولي عامة الأمر الذي يشجع العدو الإسرائيلي على هذه الإنتهاكات والتي تصل لجرائم حرب وتعد انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وحتى الإنساني.

فتلك المجازر – تم ويتم – التخطيط لها من قبل المؤسسات الصهيونية بشقيها السياسي والعسكري، وليست كما يروج لها العدو الإسرائيلي بأنها مجرد ردة فعل إسرائيلية، بل إنها جزء لا يتجزء من العقيدة والعقلية التي يحملها العدو الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني بكافة مكوناته وخاصة الأطفال!

والآن هل يتحرك ضمير العالم الذي يساند إسرائيل ويشجعها على اغتيال الطفولة الفلسطينية في مهدها؟، أم أنهم سيظلون يغضون الطرف عن تلك المجازر التي ترتكب يوميا في حق (أطفال غزة) المحاصرين بالموت أو التشريد؟.. سؤال يحتاج لإجابة؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.