رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في ذكرى محمد ضياء الدين .. نكشف سر محاولة الإذاعة السورية لمنع أغنيته (مهلك مهلك) !

محمد ضياء الدين في شبابه المبكر

كتب : أحمد السماحي

نحيي هذه الأيام الذكرى الـ (44) لرحيل الموسيقار المتفرد (محمد ضياء الدين) الذي رحل عن حياتنا يوم 7 أكتوبر عام 1978 وهو في ريعان شبابه حيث لم يكن تجاوز الخامسة والأربعين من عمره، هذا المبدع الذي تحدثنا عنه من قبل في باب (مظاليم الفن) والذي يعاني من ظلم شديد حتى الآن حيث لم يؤرخ أحد لمشواره، ولم يحلل أحد إبداعاته التى لم يسبقه إليها أحد في مجال الغناء أهمها تقديمه لأغنية الطفل التى برع فيها وأصبح أحد روادها الأوائل، وأيضا نجاحه في جذب عدد كبير من نجوم التمثيل للغناء أبرزهم (حسين رياض) الذي تعاون معه في الأغنية الشهيرة (جدو يا جدو يا أجمل)، وماجدة في أغنية (قطر بلدنا)، وسميرة أحمد في أغنيتي (سهاني، ودوقني حنانك) كلمات الشاعر صلاح فايز.

محمد ضياء الدين كان معشوق الأطفال

ومن الأسرار التى لا يعرفها أحد ونكشفها اليوم لأول مرة أن أول أغنية قدمها في مشواره الفني كانت من خلال الإذاعة السورية حيث قدم في برنامج (ركن الطلبة) في منتصف الخمسينات من القرن الماضي دويتو جميل مع المطربة الجديدة ( فايزة أحمد) بعنوان (ياجاري)، بعدها قدم أغنيته الشهيرة (عايش على جراحي، أنا ذكرياتك، نسيت قلبي)) التى كتبها شقيقة (جمال الهاشمي) الذي كون معه ثنائيا فنيا في العديد من الأغنيات، وكادت الإذاعة السورية أن تمنع هذه الأغنية التى مازال لحنها سابق عصره حيث رأت في كلماتها جرأة حيث يقول مطلعها: مهلك مهلي

مهلك مهلي علينا شوي

شوي

يا ابو خصر نحيل وقوام جميل

قل لي كلام الحق

في عينيك لي دليل

قلبك بيميل ليه بتقول لي لأ

واعترض المسؤول عن الموسيقى والغناء في إذاعة دمشق على الكلمات، وقرر مسح التسجيل وإعدامه، لكن نجاح الأغنية من خلال رصد رغبات المستمعين في برنامج (طلبات المستمعين)، جعل رئيس الإذاعة السورية إحالة الأمر إلى لجنة مختصة، التى أقرت بصلاحية اللحن والكلمات، كما أشارت إلى جاذبية وبساطة الأداء.

محمد ضياء الدين مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامه

ومن الأسرار التى لا يعرفها أحد أيضا أن كوكب الشرق (أم كلثوم) هى سبب حضور (محمد ضياء) وزوجته المطربة (ندى) إلى مصر، حيث أعجبت بالثنائيات الغنائية التى كانا يقدمنها في مرحلة الغناء في الإذاعتين السورية واللبنانية، بعد أن استمعت إليهما في إحدى زياراتها إلى لبنان وأعجبت بهما جدا، وأطلقت عليهما (البلبلان) وطلبت من رئيس الإذاعة المصرية أن يشاركان في حفلات (أضواء المدينة)، وبالفعل كانت هذه هي المرحلة الكبيرة والهامة في حياتهما.

وقد وصف الموسيقار الراحل (محمد حسن الشجاعي) مستشار الموسيقى والغناء في سنوات العصر الذهبي للغناء العربي في الإذاعة المصرية قدرات (محمد ضياء الدين) في محاولاته الغنائية التى قدمها في العديد من الأغنيات الناجحة مثل (عايش على جراحي، أنا ذكرياتك، نسيت قلبي) وغيرها أن قدرات الملحن تأتي قبل قدرات المطرب في الشخصية الفنية لمحمد ضياء الدين.

محمد ضياء الدين رائد أغنية الطفل
محمد ضياء الدين يحمل طفله من الذين كانوا يغنوا معه في أغنيات الأطفال

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.