رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

مرسي جميل عزيز : استلهمت أغنية (مال الهوى يامه) من قصيدة (هند) لبشارة الخوري

الشاعر مرسي جميل عزيز

كتب : أحمد السماحي

من الأغنيات التى تمثل علامة فارقة في المرحلة الأولى من مشوار الأسطورة (صباح) أغنية (مال الهوى يامه) كلمات الشاعر الغنائي الكبير مرسي جميل عزيز، ألحان الموسيقار المتطور (كمال الطويل)، في الحلقة الماضية توقفنا عند ظروف غناء المطربة (صباح) لهذه الأغنية التى كتبت في الأساس للمطربة (نجاح سلام)، وعرضت على (هدى سلطان) وظروفها منعتها من تسجيلها، ثم عادت إلى (نجاح سلام) لكن ظروف سفرها إلى لبنان جعلت شاعرها (مرسي جميل عزيز) يبيعها إلى الفنانة (نعيمة عاكف) التى حفظت كلماتها وسافرت للخارج مع زوجها المنتج والمخرج حسين فوزي، وعندما عادت وجدت الأغنية تذاع في الإذاعة بصوت (صباح)!.

الوثيقة الخاصة بحدوتة (مال الهوى يامه)

وفي هذه الحلقة نتوقف مع الشاعر مرسي جميل عزيز ليحكي لنا قصة الأغنية نفسها كما قام بسردها في مجلة (الكواكب) عام 1956 فقال: كنت في زيارة صديقين أزهريين في حي شعبي، كنت أتردد عليهما كلما تعبت من صخب الحياة التى أعيشها لأجد عندهما الجو المصري الخالص والقلوب الطيبة وحديث الأدب الجميل، كان الأول يدعى الشيخ بسيوني، والثاني الشيخ محمود، وفي أحد الأيام جلسنا نتسامر ونروي الشعر ولا أعرف كيف تذكرت ليلتها بالذات قصيدة (هند) للشاعر اللبناني الكبير (بشارة الخوري) والتى يقول في مطلعها :

أتَتْ هِنْدُ تَشْكو إلى أُمِّهَا، فسُبْحَانَ مَنْ جَمَع النّيِّرَيْنْ

فقالتْ لها إنَّ هذا الضُّحى، أتاني وقَبَّلَنِي قُبْلَتَينْ

وَفَرَّ فلما رَآني الدُّجَى حبانِيَ مِنْ شَعْرِهِ خُصْلَتَينْ

وما خَافَ يا أَمِّ بَلْ ضَمَّني، وألقَى على مَبْسِمِي نَجْمَتَيْنْ

إلى أن تقول لها أمها في النهاية: (عَرَفْتُهُمُ واحِداً وَاحداً، وذُقْتُ الذي ذُقْتِهِ مَرَّتَينْ) كنت أروي القصيدة والشيخ محمود يتمايل، والشيخ بسيوني يستعيد، وأعجبني أعجاب الشيخين بها فرويت لهما الزجل اللبناني (البنت وأمها) للأديب اللبناني (رشيد نخلة) رحمة الله، وهو يعارض قصيدة (هند وأمها) فيقول :

قالت لاما تشتكي وع الوجنتين

حمرة خجل صبت عليها دمعتين

قالت لها يا ميمتي فجر الضحى

قبل جبيني غصب عني وما استحى.

وأضاف مرسي جميل عزيز: لما عرف الشيخان أن قصيدة (هند وأمها) هذه عارضها أكثر من شاعر وزجال، طلبا مني أن أعارضها أنا الآخر بقصيدة أو زجل، قلت لهما بل بأغنية!، وعدت أروي القصيدة من جديد، وأنا أحس انفعالاتها واضحة على الشيخين.

وانتهت سهرتنا وودعتهما وفي خيالي طلال لقصيدة (هند وأمها) وما كدت أصل إلى منزلي وأستريح قليلا حتى عاودني الخيال الذي نسبته في طريقي من منزل الشيخين في الحي الشعبي الأصيل بين نور عربة بائع البسبوسة، ونداء جرسون القهوة، وضحكات الزبائن، وبنت البلد وملاءتها التى تلف حولها العيون والقلوب.

ولكني حاولت أن أنسى كل هذا لأنتهي من كتابة برنامج غنائي كان علي أن أنتهي منه في تلك الليلة، ولكن دون جدوى، فإن شيئا بعيدا عن جو البرنامج كان يجذبني، كان شيئا عجيبا صور متداخلة لـ (هند بشارة الخوري وأمها) والإطار الرومانتيكي الذي يحوطهما والشيخان (بسيوني ومحمود) وانفعالهما بهذا الجو والحي الشعبي، وما فيه من حياة بسيطة واضحة، وأيام الصبا، ووجه بنت البلد الصبوح الذي تناولته في أكثر من أغنية.

المطربة صباح

تبلور كل هذا في صورة واضحة المعالم فكتبت أغنية (مال الهوى يامه) اللبنانية المولد، المصرية الشكل والموضوع تماما كمطربتها الأخيرة التى استقرت عندها (صباح) وتقول كلمات الأغنية:

مال الهوى يامه مال الهوى

انا لا ملت اليه ولا ندهت عليه

هو اللى مال اللي مال  يامه

 مال الهوى يامه مال الهوى

فات الهوى عالعين ما عرفش جالها منين

سرق سواد الليل وكحل الجفنين

واحترت اقوله ايه وانا لا ملت اليه

 هوه اللى مال يامه

مال الهوى

ضلل عليه جناح هفهف شوية وراح

وزين الخدين بالورد والتفاح

واحترت اقول ايه وانا لاملت اليه

هو اللى مال ايامه

مال الهوى

يا خوفي يامه يعود يطلب عيوني السود

تا يقطف التفاح والورد من عالعود

واحتار اقوله ايه وانا لا ملت اليه

هو اللى مال يامه

مال الهوى

مال الهوى يامه مال الهوى

انا لا ملت اليه ولا ندهت عليه

هو اللى مال اللي مال  يامه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.