رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الفلكي رضا العربي يكتب : حقيقة الإسراء والمعراج كما لايريدها القمني وإبراهيم عيسي !

يتجلى الله سبحانه وتعالي في كونه الوسيع بإرادته وحده

بقلم : رضا العربي

منذا فترة ليست بالقصيرة.. وأنا أبحث وانقب عن أصل الأشياء وجذورها، وأحاول جاهدا أن أصل إلى نتيجة يرتاح لها قلبي وعقلي.. بحثت كثيرا في الأديان ومقاراناتها واصدمت كثيرا بأشياء ورؤي كان من الممكن أن تثنيني عن هدفي وأعود إلى أدراجي كما كنت، بل اكتفي براحة البال وأعيش هكذا كباقي البشر إلى أن عرفت كتب فرج فودة عن طريق أحد الأصدقاء وكان يعلم عني شغفي بمثل هذه الموضوعات.

ثم التقيت بكتب (سيد القمني) وآراء إبراهيم عيسى، وغيرهما إلى أن سار بي الزمان.. وأخذني إلى منحي آخر استطعت من خلاله أن أجيب عن كل ما يشغلني من الغاز وغموض يكتنف نواحي عدة في أغلب الديانات السماوية.. وهو علم الفلك والتنجيم.. لن أطيل عليكم.. فنحن لسنا أطول عمرا من النجوم والكواكب.

سيد القمني
إبراهيم عيسى

ولكنها هى الواحيدة التي شهدت كافة الأحداث ورأت ما دار بعين الحق وهي صاحبة الشهادة الحاقة عن كل أحداث الكون الماضية، ولن أقول القادمة لأنه للأسف لا يوجد قادم، فكل الأحداث قد حدثت فعلا وانتهي كل شيء.. رفعت الأقلام وجفت الصحف.. ولنبداء من الحادثة التي شغلت الجميع منذا وقوعها وحتي يومنا هذا وهى معجزة الإسراء والمعراج لنبينا صلوات ربي وسلامه عليه، لكن ف البداية لدي مجموعة من الأسئلة المهة.

1- لماذا ذهب الرسول عليه السلام مع جبريل في رحلة الإسراء من مكة إلى المسجد الاقصي بالقدس، ثم صعد معه لأعلي في رحلة المعراج بدلا من أن يصعد معه فورا إلى رحلة المعراج السماوي؟.

2- ولماذا ركب الرسول الكريم البراق بدلا من الذهاب مباشرة مع جبريل في رحلة الإسراء والمعراج؟.

3- وكيف سمع الرسول وقع اقدام بلال وهو يمشي في الجنة علي الرغم من أن بلال كان لايزال حيا يرزق على الأرض؟.

4- وكيف أن هناك رأي يقول إن السماء الأولي من السماوات السبع هى السماء الدنيا، في حين أن الرسول الكريم قابل آدم عليه السلام في السماء الأولى؟.

5- وكيف رأى الرسول عليه الصلاة والسلام أناس في الجنة والنار، ورأى حساب يوم القيامة بالرغم من أن يوم القيامة بحسب مفهومنا الضيق لم يحدث بعد؟.

أسرار السماء احتفظ بها الخالق سبحانه لذاه وحده

وللإجابة عن هذه الأسئلة: لابد أن نفهم هذه الرحلة فهم علمي وعقلي بحت.. في الماضي كانت نظرية السفر إلى القمر ممكنة نظريا وعلميا.. ولكن كانت المشكلة في عدم وجود الآلة التي من الممكن أن تنقلنا.. حتي اخترعنا الصاروخ والمكوك.. ووصلنا للقمر بالفعل.

والحال هو نفسه في إمكانية السفر إلى المريخ أو أبعاد المجرة أو المجرات المجاورة، يعني نظريا ومن الناحية العلمية لا يوجد مايمنع السفر إلى أبعاد الكون، ولكنا مازلنا لم نخترع بعد الآلة التي توصلنا لتلك الأبعاد.. العالم (آينشتين) وصل لأبعد من ذلك حين قال إنه من الممكن علميا السفر عبر المكان وأيضا عبر الزمان، إذا وصلنا لاختراع الآلة المناسبة والتي بحسب نظرية آينشتين لابد أن توصلنا لسرعة الضوء حتي نستطيع أن نسافر عبر أبعاد الكون وأيضا خارج أبعاد الكون.

وبالتالي الحقائق والنظريات العلمية  تؤكد إمكانية السفر عبر الزمن وعبر أبعاد الكون، إذا توصلنا للآلة المناسبة التي تستطيع أن توصلنا بأجسادنا لسرعة الضوء، فاذا طبقا النظرية العلمية على رحلة الإسراء والمعراج سنتوصل لحقائق مثيرة جدا جدا.

أولها: أن جبريل عليه السلام مخلوق من نور وبالتالي هو يتحرك بسرعة الضوء وربما أسرع منها بحسب قوته وتكوينه، وهذا يساعده في التحرك عبر الزمان  وعبر أبعاد الكون وخارجه وصولا للسماوات السبع وما بعد السماوات وصولا إلى الجنة والنار وحدود العالم المسمي بسدرة المنتهى.

وبما أن الرسول عليه السلام بشر فهو غير مؤهل لأن يتحرك بسرعة جبريل  لذا هنا لا يستطيع جبريل أخذا النبي مباشرة من بيته في مكة إلى السماء، فكان لابد من وجود الآلة أو الكائن الحي بمواصفات خاصة، فكان البراق لينقل الرسول عليه السلام مسافة معينة بسرعة الضوء، بحيث أن جزيئات جسم الرسول تتسارع في حركتها لدرجة أن تكون سرعة الجزيئات هى سرعة الضوء، ويصبح النبي الكريم في نهاية رحلة الإسراء عند المسجد الأقصي في صورة طيف من ضوء، وعندئذ يستطيع أن يواكب سرعة جبريل في حركته وسرعته، وبالمناسبة كلمة (براق) تعني برق وهو ضوء أيضا وهذه دلالة علي أنه كائن يتحرك بسرعة تزداد تدريجيا من وضع السكون حتي تصل إلى سرعة الضوء، ويستطيع أن تتناقص سرعته حتى تصل للسرعة العادية حتى تقف نهائيا، بينما جبريل عليه السلام  من نور وسرعته سرعة الضوء حتي لو كان في وضع السكون.. حسنا بوصول الرسول للكريم إلى المسجد الأقصي أصبحت جزيئات جسمه تتسارع بسرعة الضوء وأصبح جسد الرسول وروحه في توحد مع سرعة الضوء ومستعد للسفر عبر الزمن وعبر أبعاد الكون صعودا، وهنا بدأ رحلة المعراج المختلف عليها.. صعد النبي فيها مع جبريل عبر ممرات الكون حتى وصلا إلى السماء الأولي وقابل آدم عليه السلام، نستنتج من ذلك أن السماء الأولي ليست هى سماء الدنيا، كما يرجح البعض إنما السموات موجودة في مرحلة تالية بعد انتهاء أطراف الكون بمجراته وكواكبه ونجومه، وهذا منطقي لأنه إذا كانت السماء الأولي هى السماء الدنيا فسيصبح السؤال هو: ماذا يفعل آدم عليه وعلى نبينا السلام ف الدنيا.. ثم صعد النبي الكريم مع جبريل عبر السماوات السبع وقابل في كل سماء نبي من الأنبياء.. بعد ذلك شاهد النبي أحداث يوم القيامة أو اليوم الآخر، ومن لفظة يوم نستنتج أن الأحداث يربطها زمن.

نشأة الكون كما أرداه المولى عز وجل

ثانيا: أن الزمن ممتد بأشكاله المختلفة من الكون أو الدنيا مرورا بالسماوات  وصولا ليوم القيامة، وينتهي الزمن بنهاية هذا اليوم.

ثالثا: إنه عند منطقة انتهاء الزمن  تبدأ منطقة الخلود الأبدي، وليس غريبا أن هذه المنطقة هى التي يوجد بها الجنة والنار اللتان بهما أبدية وخلود، لكن بلا زمن.

نعود إلى بداية حديثنا كيف شاهد النبي أناس يحاسبون عن ترك الصلاة وهى لم تكن فرضت بعد.. كيف شاهد أناس ينعمون، لم تكن القيامة قد قامت.. كيف سمع وقع قدام (بلال) في الجنة وبلال كان مازل حيا بالدنيا.. لم يمت ولم يحاسب، وكيف تقابل بالأنبياء في السماوات ولم يكونوا بالجنة.

والإجابة هى: أن الله سبحانه عندما أراد خلق هذا الكون خلقة جملة واحدة أي خلق وحساب بمعنى أننا الآن في الجنة أو النار ونشاهد من هناك.. تماما مثلما تشاهد نفسك في شريط فيديوا مسجل به مناسبة ما تخصك، تجدك تشاهد الحادثة وتتابعها دون أدنى تدخل منك، وهذا لا يعني كوننا مسيرين في هذا الكون نحن مسيرين فيما نقابل من أحداث مخيرين في كيفية التعامل معها.. هذه الرؤية تفسر لنا لماذا يتحدث القرآن دائما عن أحداث يبدو لنا أنها مستقبلية، نجده يتحدث عنها بصيغة الماضي.. (اتي أمر الله فلا تستعجلوه).

الخلاصة:

الدنيا هي الكون بكواكبه ومجراته ونجومه، ثم بعدها تأتي السماوات السبع ثم منطقة يوم القيامة ،ثم بعدها الجنة أو النار، ثم بعدها سدرة المنتهى.. ثم العرش.

ثانيا: إن كلمات الله سبحانه وتعالى خالدة للأبد كما أن الله خالد وبالتالي كل الأحداث المزكور في القرآن حتى الماضي منها خالدة أيضا والسبب أنها أحداث مسجلة في الماضي، ولكي تراها مرة أخرى عليك بالسفر عبر الزمان.

ثالثا: الرسل عليهم السلام ليسو فقط في السماوات ولكنهم موجودون في نفس الوقت على كوكب الأرض ولكن في أزمناتهم وأيضا موجودون في الجنة في نفس اللحظة  بمعنى أن الشخص أو الكائن أو أي مخلوق موجود في زمنه وطيفه موجود في السماوات وفي منطقة يوم القيامة وفي الجنة أو النار في نفس اللحظة.

الزمن مخلوق مثل أي مخلوق لأن أي شي غير الله سبحانه وتعالى مخلوق لأن الله وحده هو الخالق سبحانه، لذا لا يعقل أن يخلق الله كل شيء وينتظر الزمن حتى ينتهي لكي يقيم الساعة أو يوم القيامة أو اليوم الآخر، وهي كلها مسميات ميقاتية وإنما لحظة أراد الله الكون وآدم والسماو آت.. وغير ذلك خلق كل شي من أول البداية وحتى النهاية في نفس لحظة إرادة الله، وهذا يتماشى مع قدرته سبحانه جل شانه.

وأخيرا يازمن وفيك كل الزمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.