رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(حكايات من زمن فات) .. كرة أبو حباجة

بقلم : سامي فريد

نحن الآن في جزيرة بدران ببولاق والمكان ملعب نادي السكة الحديد القديم الذي ستقام عليه مباراة في الدوري بين نادي السكة الحديد صاحب الأرض والمعلف والنادي الأهلي الكبير جماهيرة العريضة وشعبيته الكاسحة.

طل بولاق تقريبا في الملعب لتتابع المبارة وترى ماذا سيفعل نادي السكة بنجومه أبو سريع وصبحي تقل أمام فريق صالح سليم وأبو حباجة ورضا عبدالحميد ووجيه وطلعت عبدالحميد وعبدالجليل حميرة حارس المرمي.

النادي الأهلي يدخل المباراة واثقا من الفوز بنجومه الكبار والسكة في بولاق بين اهله ومعه أيضا نجومه مع الحماس والردع العالية.

وفريق الأهلي يجرب لأول مرة لاعبه الكبير أبو حباجة.

الجو كما يقولون جوكره والوقت نهار شتوي دافئ في بداية الخمسينيات وكلام الجمهور الكبير والمعطش للمبارة لا ينقطع عن النداء، هل هو الضيف الكبير .. أم صاحب الأرض الذي لن يفرط في المكسب؟.. ثم: ها هو الأهلي يجرب ظهره الثالث كاتبن محمد أبو حباجة في المركز الجديد كجناح أيمن وهو الأمر الذي يراه لاعبوا السكة الحديد فرصته لاختراق دفاع الأهلي وفشل أبو حباجة في مركزه الجديد!!

تبدأ المباراة سريعة وقوية وهنا فات المشجعين من الجانبين حتى تحدث المفاجأة (وكانت اكبر مفاجأة لم يتوقعها الجمهور.. ولا اللاعبون ولا الحكم نفسه!!

يسيطر الحماس على لاعب محمد أبو حباجة في مركز الجاح الأيمن فينطلق بالكرة ليرفعها كرة عرضية إلى خط هجومه.. وتطير الكرة عالية في سماء الملعب لتسقط في بلكونة الجيران الذين يذهلهم الموقت الذي لم يروا مثله من قبل!!

وبدلا من هتافات التشجيع من جماهير الناديين تنطلق عالية لضحكات في البلكونات والنوافذ وبين عمال النادي وحتى اللاعبيين انفسهم لأن ما حدث لم يحدث من قبل في أي مباراة لكرة القدم .

ويشير الحكم متعجلا احضار الكرة لاستئناف المباراة.

ويذهب أحد عمال النادي إلى شقة أصحاب البلكونة لكنه يعود بعد قليل مسرعا ليخبر الحكم أن الجيران أخبروه أن أصحاب الشقة في زيارة لأهاليهم في البلد ولن يعودوا قبل يومين.. واما هذا الموقف الجديد تكثر الاقتراحات.. فالبعض يقترح شراء كرة جديدة.. والبعض يقترح للذهاب إلى نادي الأهلي لإحضار كرة أخرى من هناك ولم تكن المباريات حتى ذلك الوقت تعرف الكرات البديلة!!

ولكن الحكم يصر على استئناف اللعب بنفس الكرة.. ويقترح واحد من الجماهير الذهاب ألي اقرب محل فراشة لإحضار سلم من عنده للصعود عليه والنزول في بلكونة الجيران وإحضار الكرة.. ويوافق الحكم على هذا الرأي ويأتي السلم يحمله عاملان من محل الفراشة ويقفان في انتظار الأوامر.. ويصدر الحكم رأيه بأن يصعد أي عال منهما الي البلكونة ليحضر الكرة.

خلال هذا الوقت كله كان اللاعبون قد شكولا مجموعات للحكي والتسامر وأكل اليوسفي والبطاطا حتى الجلوس على نجيلة الملعب أو حتى النوم عليه في انتظار الكرة!

يعود العامل الذي صعد على السلم وهبط في البلكونة بعد أن يرفع الكرة  عاليا معلنان عن انتصاره ثم يهبط بها ليسلمها إلى الحكم الذي يجربها أكثر من مرة قبل أن يوجه برمي الكرة من مكان خروجها ضرب جانبية على النادي الأهلي.

ويستأنف اللعب.. لكن ضحكات وقفشات الجمهور وتعليقاته لا تنتهي.. ويجري لاعبوا الفريقين الأهلي والسكة وهم يضحكون ومعهم الحكم لا يتمالك نفسه من الضحك على ما حدث.. والذي تأخر معه اللعب بعد احتساب الوقت الإضافي بدل الضائع بأكثر من ساعتين.. وهو ما لم يتكرر ولن يحدث مرة أخري في ملاعبنا .. لكننا الآن نلاحظ أن في كل معلب تكون هناك اكثر من كرة .. وذلك خوفا من أن يعيد تاريخ كرة زمان مرة أخرى!!

كرة نصحي تعبر الشارع إلى الترسانة؟

هذا الموقف العجيب يتكرر في نادي الزمالك، ولكن في بداية الستينات خلال زيارة فريق من الهواة سويسري الجنسية اسمه فريق (اليونج بويز) كان نجومه محام ومهندس عامل في البناء وكلهم هواة.

ويظهر من الوهلة الأولى تفوق نادي الزمالك الكاسح بنجومه: حمادة إمام ونبيل نصير وعبده نصحي وسمير قطب ويكن ورأفت عطية ومحمد رفاعي السيد، وفي إحدي هجمات الزمالك يسدد عبده نصحي الكرة عالية فتعبر فوق مرمى اليونج بويز لتخرج من الاستاد ولا يعرف أي مخلوق أين ذهبت؟.. ويشير الحكم باحضار كرة بديلة من النادي وكان من في ميت عقبة في مبناه الجديد أمام نادي الترسانة.. ويدخل العامل لاحضار الكرة ولكن في نفس التوقيت يدخل عامل آخر من نادي الترسانة يحمل كرة أخرى ووسط دهشة الجمهور والحكم واللاعبين، يقول العامل الذي جاء من الترسانة وكان هناك تدريب للفريق، أن هذه الكرة قد سقطها وسط الملعب وسط التدريب فأشار كوتش الترسانة باعادتها إلى عندهم لتعبر الشارع وتهبط في أرض الترسانة.

هكذا كان عبده نصحي.. وكانت كراته القوية وهو الذي أسقط أحد لاعبي الدفاع من الفريق الضيف مع حارس المرمي بكرة سددها من خط المنتصف لتدخل المرمي ومعها المدافع وحارس المرمي أيضا، وسط ضحكات الجمهور عاشق الزمالك ونجوم ذلك الزمن الجميل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.