رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

المومياوات والكباش والمتحف والإعلام السياحي

بقلم : علي عبد الرحمن

تعتبر السياحه قاطرة التنمية، فعندما تزدهر تنمو قطاعات عديدة وذلك لتداخل صناعة السياحة مع صناعات أخري تخدم زائري مصر وتنعش سوق العمل أيضا، ومصر بلد سياحي عريق تهفو إليه نفوس الكثيرين من سكان المعمورة لما تضمه مصر من معالم أثرية فريدة وأنماط معمارية عديدة ومناظر طبيعيه ساحرة إضافة إلي شعب كريم مضياف.

والسياحة صناعة حساسة تتأثر بالأحداث صغيرة كانت أو كبيرة، ولقد تأثرت في السنوات الأخيرة بأحداث الحقد والترويع التي تمت السيطرة تماما عليها، وها هى الآن بدأت تتعافي لتغير الصورة الذهنية لدي سكان المعمورة عن مصر بعد جهود مضنية لدحر الإرهاب وبسط الأمن في ربوع أم الدنيا، ومايقدمه السيد الرئيس الي العالم من إنجازات وأحداث مبهرة وتغطيات إعلامية واسعة النشاط حول صحوة سياحيه وأثريه في بقاع المحروسة.

فمنذ احتفالية موكب نقل المومياوات من المتحف المصري بميدان التحريرإلى متحف الحضارة بمنطقة عين الصيرة، والتي خرجت للعالم بشكل مبهر ومنظم وحضاري وتقني عالي المهارة والحرفية، ثم جاءت احتفالية افتتاح طريق الكباش بالأقصر والذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك، وذلك في احتفالية عالمية مبهرة أيضا في رسائل متكررة إلى العالم من (أم الدنيا) ومشرق شمس حضارتها بأننا بلد عربق ضارب بجذوره في عمق التاريخ.

وأننا بلد يحترم تاريخه وأثاره ويقدسها ويرممها ويحافظ عليها ويعيد تقديمها للعالم ليراها ويعرف كثيرا عن حياة المصريين الأوائل، صناع الحضارة ورواد العلوم كما ينتظر العالم من مصر، ثالث احتفاليه أثرية وسياحية، بل وأهم وأكبر وأضخم حدث في العصر الحديث، وهي الاحتفاليه العالميه الكبري لافتتاح المتحف المصري الكبير علي أطراف هضبة الأهرام بميدان الرماية، حيث دشن الأجداد الفراعنة أحد أهم عجائب الدنيا السبع، أهرامات الجيزه الخالدة.

ولما كانت هذه الأحداث عالميه لتنشيط السياحه في مصر، كما أن السيد الرئيس بنفسه يتابع تنظيم هذه الاحتفاليات ويدعو لها ويحضرها بنفسه، كل ذلك إدراكا منه بأهمية ذلك في عودة النشاط السياحي لمصر، وهو أحد أهم مصادر الدخل القومي ومصدر رزق لكثير من المصريين، ولما كانت هذه الأحداث الكبري كفيلة – لو تم استغلالها – بشكل معني في رسائل سياحية ومنتجات إعلامية متنوعه مابين تنويهات وبرامج وأفلام وثائقية وتسويق محلي وإقليمي وعالمي.

لو تم هذا الإعلام السياحي بشكل مهني مدروس واعي لكانت كل احتفاليه منهم كفيلة بالترويج لأم الدنيا ولإعادة السياحه المصريه إلي سابق عهدها ويزيد، فما بالك بكل هذه الاحتفاليات وكل هذا الاهتمام من رأس الدولة، فهل يظل الإعلام خاملا وغافلا ومتواكلا وتاركا مهمة الترويج لمصر إلي قائدها الذي يقوم بكل الأدوار رغم ضخامة مشاغله وعظمة إنجازاته؟، أم هل يتحرك أهل الميديا في بث مخطط له بعناية لإعلام سياحي أو قناة سياحية تجيد عرض وتسويق،وترويج مصر بما يلائم حجمها وحجم ماتحويه من تراث الإنسانيه، وما ينتظره أهل المحروسة من أهل الميديا؟.. حمي الله مصر وأعلي قدرها، وتحيا دوما مصر قبلة للسائحين وكعبة لعشاق السفر والسياحة.. أم الدنيا الخالدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.