رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

القدير محمد محمود .. طريف دراما رمضان 2021

بقلم : محمد حبوشة

تكمن أهمية الممثل في العرض المسرحي في مقدرته على فهم الشخصية والدور الذي يلعبه على خشبة المسرح، إن امتلاك الممثل لطاقة خلاقة قادرة على تفهم الدور، هو ما يجعل الممثل متمكنا من خشبة المسرح وقادرا على التفاعل مع المتلقي، فالفضاء المسرحي هو الأهم لدى الممثل، والممثل المبدع هو الذي يدرك تماما أين يكون وفي الوقت المناسب أيضا، عندما نتبين أهمية ودور الممثل على خشبة المسرح فهو الذي  يحمل على عاتقه خشبة المسرح من دون منازع، وهذا ما جعل (فسيفولد مايرخولد) يصفه بأنه (العنصر الرئيسي على خشبة المسرح وكل ما هو خارج عنه مهم قدر كونه ضروريا له، فهو يهدف إلى توصيل رؤيته وتفسيره للعرض المسرحي إلى المتلقي، من خلال أدائه الاحترافي، حتى في ظل غياب التقنيات المسرحية كمسرح فقير لا يهتم كثيرا بالتقنيات، بقدر ما يهتم بتوصيل الرؤية التمثيلية عبر جسد الممثل، عندئذ سيقع كل العمل المسرحي على كاهل الممثل أثناء وقوفه على خشبة المسرح).

ويبدو أنه من غير الممكن أن نجر أنفسنا إلى خشبة المسرح، ولا يخطر ببالنا أننا سنرى الممثل، بل نرى إنسانا حيا يلعب على خشبة المسرح، يرسم على الخشبة الحدث والحوار والجسد، إن هذا الجسد المعجون من الفكر والعاطفة والانفعال والحركة، هو الذي يدخل في علاقة جدلية على خشبة المسرح مع الممثلين، ومع نفسه ومع المتلقي والأشياء التي تؤثث الفضاء المسرحي، ومن خلال الجسد يستطيع الجميع أن يتفاعل معه حتى على مستوى التقنيات المسرحية التي تنبني أصلا على الجسد، ولا ينبني الجسد عليها، ورغم كل ذلك فإنك في الغالب لاتذكر اسم ذلك الممثل على الرغم من أدائه البطولي و الذي يصنع، يؤدي ويمثل، يقول ويتحرك، وبما أنه يفعل كل هذه الأشياء فهو بالتالي سيحرك الجميع الذي لايذكرونه بمجرد مغادرة العرض.

لعب أهم أدوار عمره في (نجيب زاهي زركش)

السهل الممتنع

وتلك هى الحالة التي ظل عليها ضيفنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع الفنان القدير (محمد محمود)، سنين طويلة قضاها في دهاليز المسرح دون أن يهتم الجمهور  لمعرفة أو تذكر اسمه، لكنه ظل مؤمنا طوال تلك السنوات الطويلة بمقولة رددها مؤخرا: (إن اهتمام الجمهور رزق من الله يمنحه لصاحب النصيب فى الوقت المناسب)، وقد جاءه الوقت مواتيا له في موسم رمضان 2021 في مسلسل (نجيب زاهي زركش) ليصبح (محمد محمود) لافتا بأدائه العذب للغاية في دراما هذا العام بدوره (طريف) الذي لم يقصد من خلاله أن يضحك الجمهور أو يبكيه، ولكن انطباعات الشخصية هى التى ألقت بظلالها على المتلقى في حالاتها الإبداعية المختلفة من مشهد إلى آخر ومن حلقة إلى أخرى، ولقد أثنبت (محمد محمود) في مسلسلي (النمر) و(نجيب زاهي زركش) أنه ممثل من طراز خاص تكفيه مشاهد قليلة ليثبت حضورا قويا فى أى عمل فنى يشارك فيه، وجوده إلى جوار النجوم الكبار يمنحهم مزيدا من الوهج والتألق، بينما يمنح هو مشاهديه بسمة عريضة عبر أداء يصفه النقاد بالسهل الممتنع.

وبالتأكيد فإن تجسيده لشخصية مثل (طريف) بكل هذه المتناقضات يعد في حد ذاته دورا خطيرا، وكان بالفعل يحتاج من الممثل أن يكون واعيا بكل أبعاد الشخصية، وأن يذاكر التفاصيل جيدا، وكونه راويا فى العمل فهذا كان يمثل مغامرة كبيرة إلى جانب أداءه الأسر ، لأن الجمهور لم يعتد وجود مثل هذه الشخصية فى الدراما التليفزيونية، وهى أقرب للأعمال المسرحية منها للتليفزيون، لهذا برع في أدائها بحكم انتمائه لقبيلة المسرحيين الأكفاء، فكان مثار إعجاب كبير بين جمهور المسلسل.

يبدو لي أن (محمود) قام بدراسة الشخصية جيدا، وعلى أساس هذه الدراسة قام بوضع مفردات وملامح لها وفق ما هو موجود على الورق، وعلى الرغم من أنه قد بدأت علاقته بالنجم يحيى الفخرانى متأخرة في أول عمل لهما سويا مع مسلسل (نجيب زاهبي زركش، وقبل هذا العمل لم يلتقيا على إطلاقا فى أى عمل، ولم تجمعنا أى لقاءات أو مناسبات خارج العمل، سوى أنه عمل مع الفنان يحيي الفخراني منذ 25 عاما في مسرحية (راقصة قطاع عام)، ولكنه انسحب قبل تصوير المسرحية نظرا لأن الشخصية لم تعجبه، وأنه رفض أن تحسب عليه هذه الشخصية وبالتالي اعتذر عن أدائها، إلا أنه وجدت بينهما كيمياء خاصة في هذا المسلسل الفاتن على مستوى الكوميديا المخلوطة بحس تراجيدي عال.

كون ثنائية رائعة للغاية مع يحيى الفخراني

حضور ووهج قوى

وربما يعود ذلك – على حد قول محمد محمود – إلى أن الدكتور يحيى الفخرانى فنان كبير وله حضور ووهج قوى، وهذه الحالة تنعكس على من حوله من الممثلين، فالممثلون يأخذون قوة الأداء من بعضهم البعض، وطبعا كان شيئا جميلا بالنسبة لى أن أعمل دورا مهما جدا إلى جوار فنان كبير بهذا الشكل ويعجب الناس، وأشير هنا إلى أن أهمية حضور الفنان فى المشهد بحيث يمكنه أن يمسك بمفاتيح الأداء، وأن يقدم دوره بنفس القوة، لأنه يحدث أن يقدم ممثل أداء قويا ولا يرتقى أداء زميله فى المشهد لنفس الدرجة من القوة والتأثير.

هذا اللعب التمثيلي المتقلب والعاطفة التي تتغير على شخصية (طريف) من حالة إلى أخرى، جاءت على جناح نعومة الأداء كي  تتفاعل مع طبيعة الحدث الذي يراه بالحزن والألم والتفكير الاستهجاني مثلا، وكذلك عندما يرى الموقف كوميديا فيتحرك الجسد ويستجيب للفرح والأمل، والبعد الاستهجاني كحالة مضحكة تهكمية مثلا، لهذا فإن لغة جسد (محمد محمود) استطاعت أن تحرك فينا كل الأشياء سواء المدركة أو التي نتحسسها بالبعد الخيالي أو استجابة للحركة الجسدية، والتي ربما تكون إرادية وغير إرادية، فالخوف لا يمكن أن يكون في لحظة ما إرادي لدى المتلقي لأنه حالة فجائية، وكذلك الفرح، أما لدى الممثل (محمود) فهو حالة إرادية ؛ لأنه يملك معرفة مسبقة عما سيجري في الدراما، ولكننا نستثني من ذلك الارتجال الذي يكون خارج نطاق التدريب والمعرفة المسبقة في أحيان كثيرة، كما جاء في أدائه لشخصية (طريف) على نحو كوميدي تراجيدي بديع.

أكد الفنان القدير (محمد محمود) أن نجاحه في مسلسل (نجيب زاهي زركش)على وجه التحديد  سببه عدة عوامل أولها السيناريو المحكم الذي كتبه السيناريست عبدالرحيم كمال، وتعامل المخرج المتمكن شادي الفخراني بحرفية شديدة، ومتابعة الفنان القدير يحيى الفخراني أدق تفاصيل العمل، الأمر الذي حقق نجاحا كبيرا في الشارع المصري، وقدمه بشكل مختلف تماما عن أدواره السابقة من خلال شخصية (طريف) التي قدمها في العمل، مشيراً إلى أنه موجود على الساحة منذ فترة طويلة قدم فيها مجموعة من الأعمال المميزة، إلا أن التهنئات والتعليقات المتميزة على هذا الدور مختلفة تماما، ووضعته في منطقة أسعدته كثيرا هذا العام.

برع في تجسيد شخصية الخادم والنديم وكاتم الأسرار

صعوبة شخصية طريف

واللافت للنظر أن الشخصية التي قدمها (محمد محمود)  كراو قليلا ما تقدم في الدراما التلفزيونية وكشخصية داخل العمل، وصعوبتها تكمن في تقديم نفسها للجمهور، ومن الممكن ألا يلاقي رد الفعل المطلوب، ولكنه برع في تقديمها بحس مسرحي يعكس في الوقت ذاته شخصية (طريف) في المسلسل الذي تربى في القصر منذ الطفولة، وتميز بالإخلاص الشديد والطيبة، ولديه كل أسرار العائلة بشكل كبير، والشخصية بها كل العوامل الإنسانية، ولديها طموحات كبيرة جعلتها ثرية، نظرا لأن السيناريو كان محكما منذ الوهلة الأولى، ولم يحتمل التغيير من كثرة الدقة في العمل، وهو ما أسعد (محمود) في التعامل مع الكاتب عبدالرحيم كمال، لكن التعبير الانفعالي لديه كممثل، كان هو اللغة غير الشعورية التي تحدث للإنسان، وخاصة عندما كنا نراه يستعمل جسده للتعبير عن مشاعره، وما يجيش في نفسه، وهي لغة جديرة بالاهتمام في أدائه.

وعن دوره الآخر هذا العام بتجسيد شخصية (الحمبولي) في مسلسل (النمر) مع الفنان الشاب محمد عادل إمام، أستطيع القول بأنه حقق ردود فعل مميزة أيضا، ورغم أن الدور في العمل يعتبر ضيف شرف فإنه كان دورا مميزا، وله أهمية محورية في الأحداث من خلال مالك جراج (التوكتوك) في حي الصاغة الذي يدور حوله المسلسل، وذلك بفضل صياغه المؤلف محمد صلاح بشكل مميز، كما فرضت المخرجة شيرين عادل أجواء مميزة، وبها حالة من الحب والود بين طاقم العمل، وأن الأجواء بين الطاقم نفسه كانت مميزة، وربما لفتت شخصية (طريف) في مسلسل (نجيب زاهي زركش) أنظار الجمهور إلى (الحمبولي)، ورغم الاختلاف الكبير بين الشخصية إلا أن (محمد محمود) استطاع أن ينتزع لقب (طريف الدراما الرمضانية 2021).

لقد اتبع (محمد محمود) منهج ستانسلافسكي في طريقة تعليم الخيال، أو تحفيز الخيال لدى الممثل حيث ( يعتقد أنه يجب على الممثلين أن يصدقوا باحتمالية الأحداث في حياتهم الخاصة، قبل أن يتمكنوا من تصديق الأحداث على خشبة المسرح)، وقد كان (محمود) يعرف الطريقة الأولى للتعبير عن الحياة الانفعالية الصادقة للشخصية تكون من خلال الملاحظة والخيال واستخدام الحواس وأن يستدعي ويجتذب الانتباه إلى كل شيء يواجهه ليكتشف الجوهره الحي لشخصية (طريف)، وهذه الطريقة معروفة باسم الذاكرة المؤثرة أو الانفعالية وهى عملية يختار بها الممثل الانفعالات من خبرات حية مشابهة لتلك الشخصية ويستغل مطابقة أو ازدواج الأحاسيس الانفعالية داخل الدور، إن التذكر أو الاستدعاء الانفعالي يؤدي إلى الإلهام الذي يستخدم بواسطته الممثل أفضل ما بداخله من خلال الصورة الجسدية وما تتضمنه من فكر وانفعال، وهذا الفكر والانفعال أنتج الحركة التمثيلية التي أبرزها جسد الممثل (محمد محمود).

ميمس في فيلم أمير البحار

تاريخ طويل من الإبداع

محمد محمود .. الذي ولد بالقاهرة يحمل على كتفيه تاريخ طويل يتخطى الـ 30 عاما على خشبة المسرح، وأكثر من 100 عمل مسرحي، تم اختصارهم في دور (ممس) الذي لعبه الفنان محمد محمود في فيلم (أمير البحار) عام 2009، ويعتقد البعض أن الفنان الذي لعب واحد من أبرز الأدوار الكوميدية في السينما المصرية، خرج على المشاهدين فجأة، بدون مقدمات، لكن ما لا يعلمه المشاهد العادي أن وراء المشاهد الكوميدية التي تحولت لـ (كوميكس وإفيهات) على مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت نتاج جهد وتاريخ يمتد لأكثر من 30 عامًا في المسرح، لكن لم تشأ الظروف والأقدار في ارتباط الجمهور به إلا بعد سنوات عمل طويلة.

كانت البداية الفنية مع (محمد محمود) من خلال المسرح المدرسي في الثانوية العامة، حيث انضم لفريق التمثيل ووجد نفسه يقدم روايات عالمية لـ (شكسبير وموليير وجان بول سارتر) وأحب الموضوع كثيرا، إلى حد أنه قرر الالتحاق بمعهد التمثيل عقب تخرجه في كلية الخدمة الاجتماعية، فلم يستطع التقديم بالمعهد بعد الثانوية العامة بسبب بعض الصعوبات التي واجهته، فكان المعهد يقبل حوالي 10 طلاب من كل 3 آلاف تقريبا، فقرر أن يدخل جامعة عادية ثم بعد التخرج التحق بمعهد التمثيل وتم قبوله، وكان في نفس دفعته كل من الفنانة إلهام شاهين وماجدة زكي.

يحكي ذكرياته عن مسرحية (3 أيام في الساحل)

الوقوف على المسرح

كانت دفعتة (محمد محمود) هى الدفعة الوحيدة التي تخرجت على خشبة مسرح السلام، وبعد تخرجي من المعهد تم تعيينه في نفس المسرح الحديث (السلام)، وظل عضوا فيه إلى أن أصبح المدير عام 2005، ويرى أن الوقوف على المسرح ومواجهة الجمهور شيء صعب، ولكن أفضل مافي هذا الأمر أن الفنان يتلقي جائزته فورية من الجمهور، حيث إذا أجاد دوره صفق له الجمهور فورا على أدائه وإذا أخطأ خرج الجمهور فورا من المسرح، ويذكر أن آخر أعمال كانت مسرحية (الحفلة تنكرية) بطولته مع الفنان محمد رياض ولقاء سويدان، وإخراج محمد جمعة.

شارك (محمد محمود) في عدة مسرحيات، من بينها: (مراتي زعيمة عصابة، دو ري مي فاصوليا، خلوصي حارس خصوصي، ترا لم لم، باب الفتوح) وغيرها، كما اشترك بأدوار صغيرة في عدة مسلسلات تليفزيونية، منها: (ليلة القبض على فاطمة، بكيزة وزغلول، فارس بلا جواد، 7 شارع السعادة، علشان ما ليش غيرك، القاصرات، كابتن أنوش) وغيره، وكان  أول ظهور سينمائي له في عام 1982 بالمشاركة في فيلم (الدباح)، وشارك بعدها في أفلام أخرى منها: (عزبة الصفيح، الوزير جاي، فلاح في الكونجرس، الوتر، أبو شنب) وغيرها، وعمل مديرا للمسرح الحديث، ومديرا لفرقة المسرح الكوميدي.

ممثل كوميدي مسرحي قدير يعشق الخشبة

أشهر أقواله :

**  مسرح مصر بالنكت والإفيهات اللفظية نقطة فاصلة في تاريخ المسرح، فعلى أيامنا كان هناك فكرة نبني عليها القصة الكاملة لما نقدمه، عكس ما يفعلون هم، فهم فاهمين المسرح الارتجالي بشكل خاطئ، لكن الأيام أثبتت أننا أخطأنا، وهم الصح، حيث أصبحوا جميعهم نجوم.

** كل الأعمال رقم واحد، لأن كل فئة تشاهد عملا تختلف عن الأخري، فتجد الجميع يصرح أنه رقم واحد في رمضان وجميعهم صادقون، لأن لكل فنان جمهوره الذى يشاهده ويجعله رقم واحد.

** المخرجون هم من يختاروننى للأدوار، حيث إنى بعد دور (ميميس) في أمير البحار، بدءوا يضعونى في شخصية المجرم أبو قلب طيب، وتكررت تلك الشخصية في أكثر من عمل، ولكنى نجحت في الخروج من ذلك النمط، وقدمت أدوارا في أعمال كثيرة مختلفة، مثل (بين السرايات ورمضان كريم، حارة اليهود، بخط الإيد)، وغيرها من الأعمال، فلم ينجحوا في تنميطى في شخصية المجرم.

** دمي كله مسرح وبحبه جدا وبحب أحس بنفس الجمهور وصوت الناس وضحكهم وبكائهم واللي يعرف المسرح لا يمكن حاجة تغنيه عنه.

نجما للمسرح في مرحلة سابقة

تحية تقدير واحترام

وفي النهاية لابد لنا من تقديم تحية تقدير واحترام للفنان القدير (محمد محمود) الذي نسحب عليه لقب (طريف الدراما الرمضانية 2021) بفتنة أدائه الساحر، الذي جعلنا نتفاعل وربما نتلاشي في لحظة مع شخصية (طريف) التي لعبها ببراعة ساهمت إلى حد كبير في رسم الصورة النفسية له، والتعاطف معه سواء أكان بالمودة للشخصية المحبوبة والمرغوبة، أو بالشفقة على الشخصية القبيحة أحيانا، لكن في كل الحالات كان يعي تماما أنه يمثل حالة صراع تنبع من الاختلاف والاتفاق في وجهات النظر، أو طبيعة الأحداث التي تشكل حياة المجتمع في لحظة ما، وتتداخل العلاقة ما بين الرفض والقبول والتصارع، خاصة عندما كانت تمثل له الموسيقى الروح الماضية القديمة التي يفتقدها ونحن أيضا في اللحظة الراهنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.