رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

دراما رمضان.. زبادي وعيش وفول أوبشن

بقلم : محمد شمروخ

لا أدرى كيف رأى السادة مؤلفو مسلسلات رمضان هذا العام حال المجتمع المصري؟!

أتراهم يروننا مجتمعا مترفا يعانى من ملل حياة الثراء الفاحش أو القريب من الفحش؟!

هل كل حياتننا بهذا الفحش في المعيشة والانفعالات والشخصيات؟!

هل لا توجد موضوعات تصلح لدراما الشاشة الرمضانية، إلا في منتجعات الأحياء الفارهة؟!

نعم توجد مستويات اقتصادية في مصر وخاصة في القاهرة، يرفل أرباؤها في الدمقس وفي الحرير ويمرحون في حدائق القصور والفيلات ويتمددون على الشيزلونجات ويركبون الجاجورات والفيراررهات وربنا يزيدهم من نعيمه وخمسة وخميسة في عين الحاسدين وممارسي هواية الحقد الطبقى والغل على ناس كرمهم ربنا.

لكن وحياة النعمة على عنيا وعنيك ما قصدت حسدا ولا غلا، لكن السادة المؤلفين فيما يبدو بدوا غارقين في أحلام الكامباوندات بمجتمعاتها المرفهة، فلم تعد أعينهم عنهم، فرأوا أن من حقهم حجز أكبر مساحات على الشاشة الرمضانية وما لهم لا يججزون ما داموا يملكون مقدم الحجز والأقساط، فكأنك يا مؤمن لا ترى مشاهد في حلقة درامية، بل تكاد تفرك عينيك على الريموت وتراجع لوجو الشاشة وهاشتاج المسلسل متسائلا، هل هذا مسلسل أم أنه تداخل مع فاصل إعلانات عن قصور وفيلات تعرضها شركات المقاولات للبيع  بالنقد والتقسيط في مشروعها الجديد في واحد من كمباونداتها الجديدة التى تنافس العشوائيات في كثرتها وإحاطتها بحزام القاهرة الكبرى؟!.

واجهات إيه وصالونات إيه ودوبليكسات إيه وتراسات إيه وسلالم إيه.. بسم الله.. الله أكبر أوعدنا يا كريم.

وبس؟!

آه وحياة دي النعمة تانى وبس

إزاي يا راجل.. والأحداث؟! والشخصيات؟ والعقد الدرامية؟!.

لا لا لا.. بتتكلم في إيه.. هما كام مشكلة من مشاكل الحياة التافهة بتاعة الناس المدلعين بالقوى، حب على خيانة على زواج على طلاق على صدمة على تلاقيح جتت وفركش يا عم.. خلصت الشغلانة والمهم المسلسل عجب وكسر الدنيا والناس ركزوا مع الفيلل والشوارع والجناين والبحيرات الصناعية والرخام والجرانيت والقزاز المرايات في واجهات البيوت والشركات.

ولا تحدثنى عن السيارات والفور باي فوفرات وكأنك اشتريتها ومعها أوبش ضمان ركنة فاضية.. إلا ما فيه مرة ممثل ولا ممثلة داخ على ركنة لعربيته وكأن البلد خلصت من دق المواسير والحجر الأسمنت ولا سايس ولا بلطجي ولا كل سنة وأنت طيب يا بيه!

والممثلين والممثلات يا عينى مقطعين روحهم في انفعالات حوارات هايفة ممجوجة وممطوطة ولكن لابد منها لحين استكمال استدارة الكاميرات ما بين الأركان لتصوير زوايا الأماكن مع التركيز على المفروشات والديكورات والمداخل.. ألا هي شركة إيه دي يا محسن؟!.. اتصل برقم زيرو أربع تصفار صفرين زيرو

يا عالم يا مخرجين ويا منتجين ويا مؤلفين ويا سينارستيين، حرام عليكم نفسنا.. راعوا رب رمضان في شاب أو فتاة تشاهد مسلسلاتكم في بيوتهم، فمهما كان مستواهم فسوف تسافر بهم الأحلام لتستيقظ الفتاة فجأة “بدل قعدتك من الفطارقدام التمثيلية.. قومى اغسلي الصحون يا بت” بينما يزمجر الشاب عندما تصرخ في أمه “إلحق انزل هات عيش وفول وزبادي للسحور قبل الحظر يا منيل”.

فأقل مقارنة في رأس شاب أو شابة بين معيشتهم وحياة ناس مصر التى تعرضونها عليهم في التليفزيون، سوف تولد إحباطا شديدا في نفوسهم ومهما شعر البنى آدم بأنه يعيش عيشة الستر، فلابد من أن يتسلل إليه شعور بالحنق من هذا الثراء الفاحش الذي يبدو فيه المجتمع المصري في مسلسلاتكم.

هو يعنى يا إما عشوائيات وعشش وسنج يا إما قصور وفيلل وفيراري.. حتى المرسيدس والبي إم بقت بيئة عندكم؟!

أما عن القصص فحدث ولا حرج.. فعلى مستوى رفاهية الأماكن كان افتعال التسطح عمدا في الأحداث، مع توافر ركن القصد في صياغة هيافة الشخصيات فترى حتة بت مفعوصة تشغل بال مسلسل بحاله بجمهوره بمؤلفه ومخرجه وكامل طاقمه حتى لا تتذكر أحداث حياتها القريبة لكي لا تصدم بذكرى بسيطة مع “الإكس” بتاعها.. ما تتصدم ولا تتحرق هى والإكس والواي والزد!.

وكل هذا والناس يضعون أيديهم على قلوبهم من شدة الخوف عليها.. والتانية رايحة جاية ببنطلوناتها الملزقة لما خايلتنا بطقطقة الكعب الألمونيا.. ما هو الموضوع؟! ما هي المشكلة؟!.. فين السيناريو فين الحوار.. يووووووووووه.. دا لسه مستنى حوار؟!.

ولا يا عينى النجمة الكبيرة وهي تتنقل بين مشاهد مسلسلها بعد الصورة التذكارية بالقعدة الأرستقراطية – برضه في شوية حقد- والسؤال نفسه.. فيه إيه يا هانم وعايزة إيه يا ست بنصايحك المحفوظة وتقطيع خطوط جبينك كل شوية؟!..

“والنعمة يا بنى ما أنا عارف أصلهم قالوا رمضان جه وكنا مستعجلين”

رمضااااااااااااان؟!.. تصدق نسيت.. يا ترى أخباره إيه؟!

ولا اتغير فيه ميللي.. لسه على حطة ريموتك.. هو بعرقه بريحته بعشوائياته بمشاكل بيئته بعد ثقب الأوزون.. حتى التغيرات المناخية فشلت في التأثير عليه.. فما زال “حار ملزق صيفا.. بذيء مبلطج شتاءً”!

حرام عليك.. حد يقول كده على الشهر الكريم؟!

شهر كريم مين يا عسل.. أنت عايز تكفرنا؟!.. هو كل رمضان يبقى اسم شهر كريم؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.