رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أحمد بدرخان.. كتب لفريد الأطرش وشجع سيد مكاوي

* تميز شعره بالرومانسية والتفاؤل والدليل ” الحياة حلوة”

* كان خجولا متواضعا ولم يكتب إسمه كشاعر فى تترات أفلامه.

* كتب لرجاء عبده وثريا حلمي ودرية أحمد وشافية وغيرهم

على مدى تاريخ الفن المصري جمع عدد من النجوم بين حرفية الفن وموهبة الأدب فكتب بعضهم الشعر أو القصة، بعضهم أجاد وبعضهم كان ضيفا خفيفا على الأدب، وفي كل أسبوع سنتوقف مع واحد من هؤلاء النجوم لنلقي الضوء على مشواره الفني، وموهبته الفنية والأدبية.

كتب : أحمد السماحي

هذا الأسبوع موعدنا في باب “نجوم لكن شعراء” مع المخرج الكبير “أحمد بدرخان” الذي يعتبر رائدا من رواد السينما المصرية، وصاحب الفضل عليها، حيث كان وراء إقدام الاقتصادي المصري الكبير “طلعت باشا حرب” على إنشاء “ستوديو مصر” هذا الصرح الذي يعد الجامعة التي خرجت أجيالا من العاملين في الحقل السينمائي فيما بعد، هذا إضافة إلى أنه تخصص أكثر في إخراج الفيلم الغنائي، بل أصبح رائداً من رواده إذ قدم أفلاماً لأهم عمالقة الغناء في مصر أمثال “أم كلثوم، عبدالغني السيد، فريد الأطرش وأسمهان، نورى الهدى، محمد فوزي، محمد الكحلاوي، رجاء عبده”، وغيرهم.

مع ابنه علي بدرخان وسعيد ابوبكر

أسلوبه السينمائي

يقول الكاتب والناقد الفني الكبير “عبدالمنعم سعد” فى كتابه عنه: أحمد بدرخان داخل البلاتوه صورة شاعرية رقيقة للفنان، فهو عكس أغلب مخرجينا لا يثور ولا يفقد أعصابه لكل صغيرة أو كبيرة، وهو لا يتفق مع النظرية التى تقول أن صفات المخرج أن يكون حاد الطبع، ينكش شعره ويشتم كل من يعمل معه، هذا في الحقيقة تمثيل لدور المخرج، لم يقم به بدرخان إطلاقا، فالمخرج كفنان يخلق ويبتكر ومن ثم يجب أن يكون هادئ الطبع رقيق الخلق.

وبدرخان له إحساسه الواعي بالمجتمع الذي يعيش فيه، وبالبيئة التى نبع منها، والطبقة التى يدافع عنها، وعلى الرغم من أنه أخرج موضوعات عديدة للسينما المصرية، ليست فقط قاصرة على الفيلم الغنائي بل تعددت إلى موضوعات اجتماعية وعاطفية بعيدة تماما عن الطابع الغنائي، إلا إنها تحمل طابعه الرومانسي، فأسلوب ” بدرخان” فى الإخراج أسلوب شاعري رومانسي وفى إطار هذا الأسلوب أخرج جميع أفلامه.

مع أسرة فيلمه عشان عيونك عبدالعزيز محمود وسليمان نجيب وزوز ماضي وماري منيب

ويؤكد الفنان الكبير الراحل “كرم مطاوع” الذي قام ببطولة واحد من أشهر أفلام مخرجنا الكبير صحة ما يقوله “سعد” ويضيف في أحد برامجه التليفزيونية عن بدرخان:  كان “بدرخان” شخص يتمتع بشفافية كبيرة كإنسان، ويجمع أسلوبه بين الواقعية والرومانسية، وهو مفسر للنص جيد وأمين، وولائه دائما للنص، ويعتبره ركيزه من الركائز التى ينبغي إلا يحيد عنها، فضلا على أنه يحترم أدمية الممثل، عكس بعض المخرجين الذين يتعاملون مع الممثل على أنه عروسه “ماريونيت”.

نادى بإنشاء معهد السينما

يعتبر بدرخان أول من نادى بإنشاء معهد السينما، فقد نشر مقالا بعنوان “كيف يتعلمون السينما في هوليود” جاء فيه : إنى أقترح على اتحاد المنتجين المصريين أن يفكروا جديا في إنشاء معهد للسينما المصرية، فيساهموا في خلق وجوه مثقفة في جميع فروع هذه الصناعة الهامة”، وأنشيئ معهد السينما بجهود فردية عام 1945، وكان أول المحاضرين فيه وتناول فى أول محاضراته موضوع علاقة المخرج بالممثل.

انتصار الشباب

أفلام بدرخان

قدم المخرج أحمد بدرخان 41 فيلم سينمائي بدأها فى 11 يناير عام 1937 بفيلم “نشيد الأم” للسيدة أم كلثوم، وكان آخرها فيلم ” نادية” الذي عرض فى 8 ديسمبر 1969 وبينهما 39 فيلم  هى بالترتيب الزمني “شيئ من لا شيئ، حياة الظلام، دنانير، انتصار الشباب، عاصفة على الريف، على مسرح الحياة، عايدة، من الجاني، الأبرياء، قبلة في لبنان، الجيل الجديد، تاكسي حنطور، شهر العسل، ما أقدرش، مجد ودموع، النفخة الكدابة، عودة القافلة، القاهرة ـ بغداد، قبلني يا أبي، فاطمة، أحبك أنت، أنا وأنت، آخر كدبة، ليلة غرام، الشرف غالي، الإيمان، عايزة اتجوز، مصطفى كامل، لحن حبي، علشان عيونك، وعد، عهد الهوى، الله معنا، إزاي أنساك، العروسة الصغيرة، غريبة، سيد درويش، النصف الآخر، أفراح”.

ينتشل سيد مكاوي من الإحباط، والاعتزال!

عهد الهوى

كان طريق الشيخ سيد مكاوي مليئا بالأشواك والدموع والآهات، خاصة في البدايات الأولى، ولم يمنع اصابته ببعض الأشواك وليس كلها، إلا بعض أصدقائه المخلصين الأوفياء من هؤلاء المخرج الكبير”أحمد بدرخان”، ففي بداية مشواره الفني وأثناء عمله كقارئ للقرآن، فكر في دخول الوسط الفني، والعمل بالغناء والتلحين، واستشار أحد معارفه وكان يعمل وكيلا للوزارة، لكن هذا الوكيل نهره وقال له ساخرا: “يا شيخ اتنيل جتك نيلة، أوعى تفكر أن شخص ضرير زيك يمكن أن يشق طريق في الفن بنجاح، اللي ما بيشوفش مالوش دعوة بالفن خالص”، فرد عليه الشيخ سيد متسألا: ليه يا سيادة وكيل الوزارة؟، فقال له: “لأن الفن والغناء تحديدا يحتاج لفنان وسيم، مهندم الشكل، مهذب الشعر، له نظرات خلابة ساحرة يفتن بها النساء والفتيات، ولابد أن يكون شعره كثيفا، يمشطه للوراء وعندما يغني أو يمثل تسقط خصلات من هذا الشعر على جبينه فتفتن به النساء”!.

فاطمة

وأحبط الشيخ سيد كثيرا، وفكر في الابتعاد تماما عن الفن والغناء، وحتى قراءة القرآن، لكن نظرا لاحتياجه المادي اضطر أن يظل يعمل كقارئ للقرآن، وأثناء ذلك قابل صديقه المخرج أحمد بدرخان، وحكى له ما حدث بينه وبين صديقه وكيل الوزارة، فاستمع بدرخان كلامه للنهاية، لكنه طلب منه فقط عدم الإحباط، وعدم التنازل عن حلمه الفني، وأهداه كلمات أول أغنية وطنية فى حياته بعنوان ” بدمي يا مصر أفديكي / أفدي سماكي وأراضيكي”، وطلب منه تلحينها وغنائها، وبعد فترة اتصل به وطلبه ليقوم بدور مهم في فيلم بعنوان “العروسة الصغيرة”، قصة وسيناريو وحوار يوسف جوهر، وبطولة يحيي شاهين، مريم فخر الدين، سراج منير، وسعيد أبوبكر.

وكان دوره في الفيلم يماثل دوره في الحياة، مطرب ضرير يعيش في غرفة تحت بير السلم مع صديقه الشاعر، وتتطلب أحد المشاهد أن يتحرك سيد من الغرفة وبالتحديد من مكان جلوسه مع صديقه الشاعر ويصل للباب بسرعة البرق عندما يسمع صوت يحيي شاهين، ونظرا

دنانير

لأن الغرفة كان بها باب وشباك، وجد الشيخ سيد أنه سيجد صعوبة فى الحركة أثناء تأدية المشهد، لكن المخرج بدرخان قال له: انت فنان وحساس يا ابو السيد وهتعرف تعمل “الميزانسين” أو الحركة صح، وهتقف أمام يحيي فى اللحظة المناسبة، وبالفعل قام الشيخ سيد بتأدية المشهد بصورة رائعة وصحيحة لدرجة أن كل من في الأستديو صفق له.

يومها قال له بدرخان: “روح قول لصحبك وكيل الوزارة تعرف تمثل وتجيد في التمثيل والحركة مثلي؟!”، وأخذه على جنب وقال له استمر يا سيد أنت موهوب في الغناء والتلحين وسيصبح لك شأنا كبيرا في دنيا الغناء والتلحين.

بدرخان شاعرا

تميز “بدرخان” كشاعر بأسلوبه الرقيق، المتفائل بالحياة، المليئ بالرومانسية والعاطفة، ومن أشهر أغنياته لفريد الأطرش دويتو “ياللي قلبي بيناديكي” التى كتبها بالاشتراك مع عبدالعزيز سلام، تغنى بها فريد كديو مع “فتحية أحمد” فى فيلم “أحلام الشباب”.

كان الراحل زاهدا في الشهرة ولا يحب يذكر فى ” تترات” أفلامه اسمه كشاعر، كما حدث في فيلم “قبلة في لبنان”، بطولة مديحة يسري، محمد فوزي، أنور وجدي، الذى كتب بعض أغنياته مثل “أحبك أنت”، حيث لم يكتب اسمه كصاحب أغنية “الحياة حلوة” التى يقول مطلعها:

الحياة حلوة بس نفهمها

الحياة غنوة محلى أنغامها

أرقصوا وغنوا وانسوا همومها

دى الحياة حلوة

الحياة وردة للي يرعاها

الحياة مرة واحدة نحياها

فوزي بمتاعها وانسوا أوجاعها

ليه نضيعها دى الحياة حلوة

……………………………………………………………………………………………………………………..

وإليكم بعض أغنياته التى كتبها مصحوبة باسم الملحنيين الذين قاموا بتلحينها:

حلم

ألحان : رياض السنباطي

حلمت خير في منامي، إني أنا فى بستان

قاعدة في خميلة جميلة، والزهور ألوان

والطير بيغني وأنا ، أردد معاه ألحان

والميه تجري حوالي، فى صوت رنان

بصيت بعيني اوحي ،في ضيي دي الميه

لقيت عروسة ايديها الجوز محنية

فستانها فضي وفيه ميت ألف لوليه

قعدت أحقق فى روحي، وفي اللولي وفي الحنة

وأقول لروحي أنا دلوقت في الجنة

سمعت صوت يناديني، يشبه الكراون

قاللي يا حبيبة هنيا لك، زين العرسان

أميرة يا عروسة وجوزك السلطان

مش قادرة أصدق ما تكونيش

دي أوهام، يمكن تتحقق من سعدي الأحلام

……………………………………………………………………………………………………………………..

يا هاجرني

ألحان : محمد القصبجي

يا هاجرني وطيفك في خيالي

يا واحشني ودايما علي بالي

تعالالي اشكي لك حالي

واحكي لك كل اللي جراللي

تواسيني وتعودلي آمالي

تعالا وارحمني

تعالالي خايفة لتنساني

وفؤادك يجيي يوم يسلاني

محتارة والشك كواني

تعالالي واعطف على حالي

تعالالي يا حبيبي تعالالي

تعالالي طمني يا روحي

دا بعادك بيزود نوحي

مين غيرك ح يداوي جروحي

دي الدنيا في قربك تحلالي

تعالي يا حبي تعالالي

……………………………………………………………………………………………………………………..

قلبك مع مين

ألحان : محمود الشريف

قلبك مع مين يا اللي شاغلني

ما تقول مع مين وتطمني

أنا خايفة أبوح وأعلن حبي

أندوم وأنوح وارجع اخبي

قلبي مجروح إرحم قلبي

قلبك مع مين ما تقول

 مع مين وتطمني

أنا شفتك مرة فى منامي

من قبل ما أشوفك قدامي

من أول نظرة في أحلامي

حققت منايا وأوهامي

قلبك مع مين ما تقول

 مع مين وتطمني

اللي في قلبك بان في عنيك

ماتقوللي مين شاغل قلبك

تاه فكري وحيرانه عليك

يا حبيبي ليه تكتم حبك

قلبك مع مين ما تقول

 مع مين وتطمني

طمنت قلبي وبالي إرتاح

والدنيا فرحت ويايا

ياما حشوف وياك أفراح

ما دام معاك وأنت معايا

وأعيش سعيدة فى هوايا

……………………………………………………………………………………………………………………..

وهذا مطلع ” ديو” بين ثريا حلمي وإسماعيل ياسين كتبه في فيلم ” من الجاني” عام 1944 تلحين عزت الجاهلي.

أنا كده طبعي كده، معرفش أحب كده، وكده

تعجبني فيه بصة عينيه أعشق عينيه

 تعجبني فيه  لمسه أيديه أعشق ايديه

وارقص معاك من غير فلوس

 واشرب بدل الويسكي كوب عرقسوس

أنا كده

……………………………………………………………………………………………………………………..

وهذا مطلع آخر غنته المطربة ” درية أحمد” من نفس الفيلم لحنه محمد البكار:

وحشنى، وحشني حسن الحبيب

والطيف مزود شجوني ان شفته من قريب

يغيب سنين عن عيوني، آه عن عيوني

الليلة حن عليا وجاني يسهر معايا

حيبات تناجيه عينيا والقلب يشرح هوايا

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.