* (ياسر جلال) أثبت أنه قادر علي التحدي في جميع أدواره، و(نور) مفاجأة العمل، وانتظروا (جيهان الشماشرجي).
* (جودر) عمل فني متكامل العناصر الفنية والديكور والجرافيك، والموسيقى التصويرية البطل الأول!
بقلم الناقدة: أميرة أنور عبد ربه
خلق مسلسل (جودر) حالة من الدهشة والانبهار، بل والصدمة للجمهور والنقاد معا، بعد إذاعة المسلسل في النصف الثاني من رمضان، ليخلق حالة من المتعة التي حلقت بنا في عوالم الخيال والفنتازيا.
والحقيقة أن حالة الانبهار جاءت جراء أننا أمام عمل إنتاجي ضخم مبهر توافرت فيه جميع عناصر العمل الفني الناجح من صورة مبهرة، وديكور فخم، وأداء تمثيلي رائع.
وكل هذه العناصر جعلت المشاهد وكأنه داخل الحدوتة المرسومة بعناية فائقة، تعيش مع أبطالها عبر الأزمنة المختلفة، ناهيك عن الجرافيك عالي التقنية.
وأعتقد أنها المرة الأولي في تاريخ الدراما المصرية الذي يتم تقديم الجرافيك بهذه الجودة والتكنيك المتقدم الذي نشاهده في أفلام الفانتازيا والمغامرات الأمريكية! ومن هنا فإن (جودر) هو المسلسل الوحيد الذي فاق وخالف جميع التوقعات لعدة أسباب:
أولها: أنه منذ الإعلان الأول عن تصويره، وعن موضوعه الذي يعود بنا الي حكايات (ألف ليلة وليلة) – والتي لم تقدم منذ فترة طويلة في تاريخ الدراما المصرية، وارتبطت في أذهاننا بمسلسل (الف ليلة وليلة) الذي قدمته الجميلة نجلاء فتحي، والنجم حسين فهمي! ــ بدأ التشكيك بإمكانية تقديمه من جديد بشكل عصري مبهر، ومختلف.
فالجميع توقع أنه لن يحقق النجاح، لذلك عندما عُرض أحدث صدمة وانبهار ونجاح كبير خالف جميع التكهنات التي توقعت فشله !
وساعد في نجاح العمل وحمله على كتفيه بطل العمل النجم (ياسر جلال)، الذي كان (جودر) بالنسبة له من وجهة نظري تحديا من نوع خاص بعد تجسيده لدور الرئيس (عبد الفتاح السيسي) في مسلسل (الاختيار) ببراعة تحسب له.
ولذلك كان مهما له أن يقدم دورا مختلفا ليؤكد أنه فنان موهوب يقدم جميع الأدوار بإتقان شديد، ولقد استطاع أن يتقمص الدور ببراعة وقوة، وخفة دم، خاصة وهو يلعب دور (شهريار).
مع إتقانه الشديد لدور (جودر) داخل الحدوتة، وظهوره بسن أصغر من سنه الحقيقي، ولكن هذا الأمر لم يؤثر علي مجري الحدوتة.
ولم يخلق تشتت لدي المشاهد، أو انفصال بين الحكايتين فقد نجح ماكيير العمل في تخطي تلك المشكلة بشكل يحسب له .
وأعتقد أن (جودر) من أهم الأعمال التي تم تقديمها في الفترة الأخيرة، ووضعت الدراما المصرية في مسارها الطبيعي والسليم، فنحن أمام إنتاج سخي مبهر، وحالة استثنائية نتمني أن نراها في أعمال أخرى وتخالف أيضا التوقعات !
أبطال مسلسل (جودر)
لقد كان جميع العاملين في مسلسل (جودر) في أبهي وأجمل صورهم، من هؤلاء النجمة الموهوبة (وفاء عامر) التي تعطي ثقل لأي عمل تشارك فيه، واستوعبت الفراشة الخفيفة (ياسمين رئيس) دور (شهرزاد) وقدمته بشكل مختلف.
كما لا يمكن أن ننسي الوجه الجميل (جيهان الشماشرجي) التى جسدت دور (شروق) حبيبة (جودر) بشكل متميز، و(جيهان) ستكون هى الحصان الرابح خلال السنوات القادمة فهي تخطو بسلاسة ونجاح من عمل إلى آخر.
وكانت النجمة اللبنانية (نور) هى مفاجأة العمل، حيث قدمت دورا جديدا عليها في الدراما، حيث جسدت بشكل رائع دور (شواهي) الساحرة التي تحاول الوصول الي (جودر) بكافة أساليب السحر.
وإن كنت أعتقد أن نجاح دورها في فيلم (الرهينة) مع المخرجة (ساندرا نشأت) كان سببا في ترشحها لدور (شواهي)، حيث قدمتها ساندرا في بدايتها بشكل مختلف، حيث كان دورها مليئا بالشر، وهو أمر لم يتجرأ عليه مخرج قبلها.
(أنور عبدالمغيث) والفانتازيا الخيالية
ونحن نتحدث عن فريق عمل (جودر) لا يمكن أن ننسي بطل الحدوتة مؤلف العمل الكاتب المسرحي (أنور عبد المغيث) الذي قدم من قبل مجموعة من الأعمال الدرامية القليلة جدا، ولكنها متميزة جدا مثل (أيام المنيرة، الوشم، القطار الأخير، النار والطين) وغيرها.
ونجح (عبدالمغيث) في تجربته في دراما الفانتازيا الخيالية، واستطاع أن يأخذنا إلى عالم حكايته بكل إثارة وتشويق ومغامرة جعلتنا في انتظار كل حلقة بفارغ الصبر !.
إسلام خيري وحالة تألق
قاد مخرج العمل المبدع (إسلام خيري) هذا العمل الضخم المبهر بكل الحرفية والإبداع.
وهذا ليس غريبا على (إسلام خيري) الذي سبق وشارك كمساعد مخرج في أفلام النجم أحمد حلمي مثل (كده رضا، وعسل أسود، وألف مبروك).
وقدم أيضا كمخرج مسلسلات مهمة مثل (فرق توقيت) لتامر حسني، و(سيدنا السيد) لجمال سليمان، ولقد وضع (إسلام) بهذا العمل اسمه وسط كبار المخرجين المهمين في تاريخ الدراما المصرية .
موسيقى (شادي مؤنس) الرائعة
لعبت موسيقي في (جودر) التى وضعها الموسيقار الرائع (شادي مؤنس)، دورا كبيرا في الأحداث، وكانت أحد أبطال العمل، فقد جاءت مناسبة بشكل يتناغم مع أحداثه واستعراضاته، وعالم حكايات (ألف ليلة وليلة) الملئ بالمغامرات والإثارة.
فشعرنا من خلال موسيقى (شادي مؤنس) بأننا أمام عمل ملحمي ضخم ، كما أبدع الملحن (عزيز الشافعي) في وضع تتر البداية.
وفي النهاية تحية واجبة أيضا لمنتج العمل (تامر مرتضي) الذي غامر، وقدم هذا الإنتاج المبهر المختلف بالتعاون مع الشركة المتحدة، ليخرج بهذا الشكل اللائق للدراما المصرية.