رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(الزوجة الخائنة).. آفة تجتاح دراما (رمضان) المصرية هذا العام!

كتب: أحمد السماحي

المتابع لمسلسلات شهر (رمضان) الجاري يجدها عامرة بالأعمال المسلوقة، والقيم المهدرة، والزعيق والمدعين، ومليئة بالتسرع، والاستسهال، الذي نتج عنه أخطاء كثيرة في (الركورات) وغيرها.

وفي مثل ذلك الجو يموت الفن الحقيقي الذي يمثله قلة من الأعمال تعد على أصابع اليد الواحدة.

كثرة إنتاج المسلسلات ظاهرة صحية في (رمضان) وغيره، وتؤكد عافية مصر الفنية ورياداتها في صناعة الدراما في المنطقة، لكن لابد أن تتم بشكل مدروس وبطريقة صحيحة، وإلا تحدث على حساب فننا وقيمنا.

لأن هذه الإفرازات الاجتماعية التى تخرج متنكرة على هيئة مسلسلات خاصة في (رمضان) يعود المجتمع ويبتلعها بحكم حاجته إلى استهلاك الفن، وكأن المريض يعود لابتلاع طفحه المرضي.

خلال الأيام الماضية تحدثنا عن بعض الظواهر الإجتماعية السلبية التى قدمتها دراما الشهر الكريم، مثل ظاهرة (الزوج الندل).

وظاهرة (نجوم الدراما المصرية يأخذون حقهم بالدراع في غيبة القانون)، و(مسلسلات أثارت الجدل في رمضان)، وغيرها.

 واليوم موعدنا مع ظاهرة (الزوجة الخائنة) التى تعتبر آفة دراما شهر (رمضان) هذا العام، والتى ظهرت في العديد من المسلسلات.

بـ 100 راجل

بـ 100 راجل

أول الزوجات الخائنات (دودي) زوجة (مهران الشيمي) في مسلسل (بـ 100 راجل)، حيث يضبطها زوجها زعيم العصابة متلبسة بالخيانة مع عشيقها، ويطلب منها أن تطلق النار علي عشيقها!.

 ويقوم بتصويرها، ويخطف (مهران الشيمي/ محمد رضوان) زوجته في مكان مهجور، ويخبرها أنه قام بتقطيع جثة الشاب الذي قتلته.

وأنه قام بتغيير مظهره لكي لا يعلم أحد أن زوجته قامت بخيانته، وتترجاه الزوجة لكي يتركها ولكنه يسخر منها ويرفض.

 وعندما يغمى عليها من تعذيبه لها، ينهار ويبكي وينقلها للمستشفى وهو في حالة حزن شديد!، والسؤال لماذا يا (غضنفر) قمت بتعذيبها طالما تحبها كل هذا الحب؟!، ما علينا المهم أن (دودي) زوجة خائنة!

مسلسل (غالية بـ 100 راجل) من إنتاج ممدوح شاهين، تأليف محمود حمدان، إخراج إبرام نشأت، وبطولة مجموعة كبيرة من النجوم منهم (سمية الخشاب، هالة فاخر، محمود عبد المغني..

وأحمد عزمي، نانسي صلاح، سما إبراهيم، محمد القس، محمد عبدالعظيم، إبراهيم السمان) وغيرهم من الفنانيين.

صيد العقارب

صيد العقارب

الزوجة الخائنة الثانية في دراما (رمضان) هى (سميحة) زوجة (إسماعيل الغول) في مسلسل (صيد العقارب) التى تبث عواطفها الساخنة والملتهبة لحبيبها (معتز) الشاب الانتهازي الذي يعمل في شركة زوجها.

 ونجح في تهريب ابنها (سامح الغول) بعد اتهامه بجريمة قتل (علي ضرغام).

ونتمنى في نهاية الحلقات، وبعد كلمات الحب الساخنة، ألا يفاجئنا صناع العمل في ظل الهلوسة الدرامية التى نشاهدها حاليا، ويطلع (معتز) شقيق أو ابن (سميحة) الذي تم خطفه من العصابة الشريرة!

وحتى الآن ونحن في الحلقة الرابعة عشر، (سميحة/ سيمون) متهمة عند المشاهدين بخيانة زوجها (إسماعيل الغول/ رياض الخولي).

ولم يقدم السيناريو سبب مقنع لخيانة (سميحة) رغم أن زوجها رجل مليئ بالرجولة، إلا إذا كانت مظاهر الرجولة هذه فالصو، وتقدم السن جعله غير قادر على تأدية مهامه الزوجية!.

مسلسل (صيد العقارب) تأليف باهر دويدار، إخراج أحمد حسن، بطولة (رياض الخولي، سيمون، محمد علاء، أحمد ماهر، مجدى بدر، سامية عاطف، ميار الغيطى، عماد صفوت، أحمد ماجد..

 وأحمد جمال سعيد، محمد على رزق، عزوز عادل، منال سلامة، صفاء جلال، مى القاضي، سيف الديربى، محمد صلاح)، وغيرهم.

سر إلهي

سر إلهي

إرتكتب (رحمة/ نهى عابدين) في مسلسل (سر إلهي) كل الجرائم التى يمكن أن يرتكبها إنسان في الحياة، حيث شهدت زور على شقيقتها وأدخلتها السجن.

وتزوجت سرا من رجل الأعمال (سراج/ مراد مكرم) المتزوج من (شاهينازهارون/ مي سليم)، ولم تكتفي بزوجها، ولكنها خانته مع (وليد) مصمم الجرافيك الذي كانت تربطه بها علاقة جنسية قبل زواجها من (سراج)!

ونحن في الحلقة الرابعة عشر اكتشفنا أنها غدرت للمرة الثانية بشقيقتها (نصرة السيد عبدالمولى) وسرقت منها الذهب، بعد أن حلفت لها من قبل على كتاب الله، أنها رجعت تائبة نادمة على ما فعلته في حقها!.

نعمة الأوفوكاتو

نعمة الأفوكاتو

الزوجة الخائنة الرابعة هى (سارة مكاتب) الشخصية الجشعة العاشقة للرجال والمال، سكرتيرة المحامي الشهير (خالد الأشقر)، في مسلسل (نعمة الأفوكاتو) والتى ترتبط بالزواج من (صلاح) زوج نعمة، عندما تعلم أنه كسب قضية (الوقف) وأصبح غنيا.

وبعد أن اكتشفت أنه أضاع ثروته، رمت شباكها على رجل الأعمال الشهير (ياسين الألفي)، وأرسلت لها رسائل ساخنة على (الواتس) وخانت زوجها معه.

مسلسل (نعمة الأفوكاتو) تأليف محمد سامي ومهاب طارق، وإخراج محمد سامي، بطولة (مي عمر، أحمد زاهر، أروى جودة، كمال أبو رية، أحمد ماجد، سلوى عثمان، لبنى ونس، طارق النهري) وآخرين.

العتاولة

العتاولة

أما (شادية) شقيقة (خضر، ونصار) في مسلسل (العتاولة) فقد فاقت الجميع، حيث تزوجت من رجلين في وقت واحد، ومارست الجنس مع زوجها الأول (سعد/ مؤمن نور) الذي تزوجها بعقد عرفي.

ويستغل عدم معرفة أشقائها بهذا الزواج ويبتزها ماديا وجنسيا، وهى لأنها قليلة الحيلة مستسلمة لهذا الابتزاز الممتع!، والزوج الثاني الرسمي لـ (شادية/ مريم الجندي) هو (عاطف/ مصطفى أبوسريع) الذي نعرف فيما بعد أنه متفق مع (سعد) على (النصب على (شادية) وأخذ الفلوس منها.

لكن السيناريو لم يوضح حتى الآن، هل كان (عاطف) متفق مع (سعد) على النوم مع زوجته أم لا؟!.. أكيد سنعرف في الحلقات القادمة!

مسار إجباري

مسار إجباري

(لو على العلاقات، أنا يا ما عديتلك يا روحي!)، هذا كان رد الدكتور (صفوت مصباح/ نور محمود) المتهم بقتل طالبته (حبيبة) على زوجته (سناء/ جوري بكر) أثناء زيارتها له في السجن، وواجهته أنه كان على علاقة مع (حبيبة).

وفي حلقة سابقة نعلم من سياق حوار (سناء) أنها على علاقة مع المحامي الشهير (مجدي حشيش) محامي زوجها.

مسلسل (مسار إجباري) سيناريو وحوار أمين جمال، محمد محرز، مينا بباوى وإخراج نادين خان، بطولة (أحمد داش، عصام عمر، صابرين، بسمة، جورى بكر، نور محمود، مى الغيطى..

ورشدى الشامى، ياسمينا العبد، معاذ نبيل، محسن منصور، جهاد حسام، نورين أبو سعدة، إبراهيم الزيادى)، وعدد آخر من الفنانين.

لماذا تصر الشركة (المحتكرة) للدراما المصرية على تصدير صورة سلبية للمرأة؟

تساؤلات مشروعة:

ظني أن هذه النماذج من الدراما تسيء للمرأة المصرية، ومن ثم ينبغي على المركز القومي للمرأة أن يرصد تلك الظاهرة السلبية، ويقوم بإلزام الشركات المنتجة بعدم التعامل مع المرأة بأنها سلعة رخيصة يتم التعريض بها في ثنايا الأعمال الدرامية.

والسؤال الجدير بالإجابة: لماذا تصر الشركة (المحتكرة) للدراما المصرية على تصدير صورة سلبية للمرأة، سواء خائنة، أو قاتلة، أو شريرة، في تلك الأعمال التي تعرض في نهار وليل رمضان؟

هل يعقل أن تهين الدراما المصرية المرأة إلى هذا الحد المهين، وهو ما لايتفق مع روحانية الشهر الفضيل من ناحية، ومن ناحية أخرى ضرب قيم المجتمع المصري في مقتل في أيام الصيام.

وبما أن هذه الشركة (المحتكرة) تتحكم في صناعة الدراما والقنوات العارضة، ألا يمكن لها أن تضع معايير موضوعية تتفق مع كود المجلس الأعلى للإعلام، لحماية المجتمع من تلك الظواهر السلبية التي تنال من المرأة الأم والمربية والزوجة الصالحة الطائعة لزوجها!

ياسادة: إذا كنا نطمع في بناء (الجمهورية الجديدة) التي وضع أركانها الرئيس عبد الفتاح السيسي على أسس المحبة والرحمة، فليس أقل من أن نرسخ للقيم والحقوق والوجبات التي تصنع مجتمعا صحيا مبنيا على العدالة الإنسانية والسلام الاجتماعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.