رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(أعلى نسبة مشاهدة).. مسلسل شبابي يستحق المشاهدة !

* هل يكون أعلي نسبة مشاهدة  الحصان الرابح في رمضان؟

* سلمي أبو ضيف نجمة رمضان وبطولة مطلقة في محلها !

* مخرجة  العمل (ياسمين أحمد كامل)  البطل الحقيقي للعمل

أميرة أنور عبد ربه

بقلم: أميرة أنور عبدربه

‎حقق مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة) نجاحا جماهيريا كبيرا، ولاقى قبولا منذ بداية عرضه، خاصة أنه أحد الأعمال المهمة التي تعرضت لعالم السوشيال ميديا وما أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي من هوس  لدي الشباب والمراهقين في خارطة رمضان.

وذلك للدخول سباق فيديوهات من خلال تطبيق (التيك توك) الذي ينشر من خلاله فيديوهات لا تتناسب مع تقاليد المجتمع من قبل الفتيات لتحقيق نسب مشاهدة عالية، وجذب ملايين من المتابعين من أجل تحقيق الشهرة والأموال.

ولقد اختارت مخرجة (أعلى نسبة مشاهدة) وصاحبة الفكرة أيضا أن تقدم رسالتها من خلال شقيقتين تطمعان لتحقيق الثراء والشهرة، وهى أحلام قد تكون مشروعة لدى هذا الجيل، وإن كانت طرق الوصول إلى ذلك أصبح بشكل غير مشروع !

‎كما أنها قصدت اختيار فتاتين من شريحة اجتماعية تكاد تكون تحت خط الفقر لتبرز معاناتهم واحتياجاتهم بشكل أكبر وأعمق.

وللحق فقد استطاعت (ياسمين أحمد كامل) مخرجة العمل من نقل ووصف هذا الواقع المؤلم لتلك الفتيات بحرفية دقيقة، بداية من مكان سكنهم وطريقة الملابس وتنسيقها بشكل غير متناسب.

وحتى طريقة كلام بطلات (أعلى نسبة مشاهدة) مثل: (سلمى أبو ضيف، و ليلي زاهر)،  فقد حاولت المخرجة أن تضع يدها على مشكلة العصر، وهى سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمشاكل التي تسببها، والتي قد تكون نقمة شديدة على أصحابها، حتى إذا كان الهدف منها هو الشهرة والأموال فجميعها زائفة خادعة !

الفنانة الشابة (سلمى أبو ضيف) استطاعت أن تقدم ‎ أفضل أدوار

أفضل أدوار (سلمى أبو ضيف)

ورغم المنافسة الشديدة التي يشهدها الموسم الرمضاني كل عام بسبب كثرة النجوم والنجمات المشاركين بأعمال درامية، إلا أن الفنانة الشابة (سلمى أبو ضيف) ‎ أفضل أدوار (سلمى أبو ضيف)، استطاعت أن تكون جديرة  بأول بطولاتها في عالم الدراما.

فقد قدمت (سلمى) أداءاً أكثر من رائع، عبر انفعالات وأحاسيس بحساب دون انفعال زائد، فقد نجحت في جذب المشاهدين إلى عالم (شيماء) باحترافية  نجمة من الدرجة الأولي.

خاصة أن لعب دور الفتاة الشعبية أمرًا جديدا عليها، فهو مختلف شكلا ومضمونا عن (سلمي أبو ضيف) في حياتها الشخصية، فلقد تفوقت (سلمي) على نفسها.

وأخذتنا إلى عالم الفتيات اللاتي تحلمن  بالشهرة والفلوس والدخول إلى عالم السوشيال ميديا وما يحدث فيه من عرض فيديوهات لجذب مزيد من المتابعين والمشاهدين، وكسب الأموال ولو بطريقة غير مناسبة أو مشروعة.

لقد قدمت (سلمى) أو (شيماء)  في مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة) دور من أفضل أدوارها، وأكدت أنها تستحق البطولة، وأن هذا العمل هو بداية لأعمال أخرى ونقلات هامة في مشوارها الفني الذي أراه بدأ فعليا منذ آخر أدوارها في مسلسل (حدث بالفعل) مع النجمة (غادة عبد الرازق).

‎ولقد استوقفني أحد المشاهد في (أعلى نسبة مشاهدة)، والذي يعد أحد مشاهد (الماستر سين) لها، حيث يجمعها مع (ليلي زاهر)، ورغم صعوبة وقسوة المشهد إلا أنها أبكتنا من عمق أدائها وبساطتها وانفعالاتها المحسوبة غير المفتعلة، فهو أحد المشاهد الموجعة والمؤلمة في ذات الوقت، ففيه كل مشاعر الحقد والغيرة والطمع من شقيقتها.

نحن أمام نماذج حية حقيقية قدمتها المخرجة ببراعة تحسب لها وببساطة وكأنها عاشت معهم!
الفنان الكبير (محمد محمود)، قدم الأداء الرزين للأب المهموم ببناته

جرأة في اختيار الفكرة

وأعتقد أن نجمة (أعلى نسبة مشاهدة) هى المخرجه (ياسمين أحمد كامل)،  التي سبق وشاركت كمخرج  منفذ في عدد من الأعمال مثل فيلم (الخلية)، ومسلسل (جراند أوتيل)، وأخرجت مسلسل (حدوتة مرة).

وشاركت  في إخراج إحدى حكايات مسلسل (إلا أنا)، لقد جسدت ونقلت واقع حي بجميع تفاصيله البسيطة، بداية من مكان سكنهم والفقر الذين يعانون منه ويجعلهم يستخدموا كافة الطرق للخروج من هذا العالم المظلم بالنسبه لهم.

وهو ما لجأت إليه فتيات كثيرات في نفس المستوي الاجتماعي والتعليمي من أجل تحقيق الشهرة والأموال.

‎ إذن فنحن أمام نماذج حية حقيقية قدمتها المخرجة ببراعة تحسب لها وببساطة وكأنها عاشت معهم!

‎حتى ملابس الشخصيات الفقيرة غير المتناسبة  مع بعضها،  أو الظهور بدون ماكياج  طوال أحداث العمل بشكل كبير، كما تظهر (سلمى) في معظم المشاهد كلها تفاصيل  اكسبت العمل  مصداقية كبيرة لدى المشاهدين.

ويحسب لها جرأتها في اختيار الفكرة وما يحدث على السوشيال ميديا واتجاه الكثير من الشباب والفتيات إلى هذا العالم الذي قلب المجتمع رأسا على عقب، وتسبب في العديد من المشاكل  نتيجة ما يتم عرضه من محتوي غير لائق، من أجل تحقيق الشهرة والأموال خاصة في الأحياء الفقيرة الشعبية.

ولكن لا نعلم إذا كان مصيرها سيكون في النهاية عبرة وعظة، وبداية لتغيير حياتها أم أنها ستتعرض للحبس والمسائلة القانونية مثلما حدث في الواقع لبعض الفتيات التي تعرضت للحبس، مثل (حنين حسام).. نحن في انتظار نهاية الحلقات!

(محمد محمود).. أداء الرزين

اختيار الأبطال في (أعلى نسبة مشاهدة) كان مناسبا، ومقصودا أن تكون وجوه ليست معروفة بشكل كبير للجماهير، فقد قدمت (ليلي أحمد زاهر) بشكل جديد، وإن كانت هناك بعض المشاهد المفتعلة بعض الشئ في أدائها !

(فرح يوسف) الشقيقة الثالثة لهم والمغلوبة على أمرها استطاعت أن تنقل معاناتها بشكل صادق ومعبر، وستكون بداية نقلة لها أيضا خلال الفترة القادمة، وكذلك (إسلام يوسف) الدور ينادي صاحبه كما يقولون، ولقد أثبت أنه جدير به.

(إلهام صفي الدين) تمتلك موهبة حقيقية في كل عمل تخطو خطوة للإمام بثبات وتأني لن تصدق أنها هى ابنة (خالد النبوي) في إمبراطورية ميم !

(في أعلي نسبة مشاهدة): اختلاف جذري في الأداء والشكل والاستايل مع خفة دم متناسبة مع تفاصيل الشخصية.

الفنان الكبير (محمد محمود)، قدم الأداء الرزين للأب المهموم ببناته، مكبل الأيدي يعافر بكل قوته لحمايتهم وتلبية رغباتهم، أعتقد أنه أحد نجوم رمضان هذا العام بأدائه المتميز، فهو يستحق أدوار أخرى يقدم فيها مواهبه الكبيرة .

(انتصار)، أراها تبدع في كل عمل تقدمه تتقن الشخصية وتقدمها بطريقتها، فتضفي روحا خاصة بها لن تراها إلا من خلالها، وأعتقد أنها تفعل ذلك منذ سنوات!

‎ومن هنا استطاع أن يثبت (مسلسل أعلى نسبة) مشاهدة إنه مسلسل يستحق المشاهدة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.