رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود حسونة يكتب: (إسعاد يونس).. توهج إبداعي وجرأة واعية

بقلم: محمود حسونة

(إسعاد يونس)، حالة إبداعية تزداد توهجاً، وفنانة تزداد ألقاً، ومذيعة تزداد ارتباطاً بالناس، ومنتجة تزداد حكمة في اختيار الأعمال التي تتبناها إنفاقاً وتوزيعاً، وتجربتها في فيلم (عصابة عظيمة) تؤكد جرأتها في اتخاذ القرارات الصعبة، ولكنها الجرأة الواعية والمغامرة المحسوبة.

الإبداع ليس له عمر محدد، ولا يتحكم في مداه الزمني سوى حجم الموهبة ومساحة ذكاء من يمتلكها وأسلوب إدارتها. البعض يجف نهر إبداعه بعد أعمال محدودة أو سنوات قليلة، والبعض يفيض نهر إبداعه كلما ازداد عمره وطالت سنوات عطائه.

وهذا البعض يزداد إبداعه نتيجة تحالف الموهبة مع الخبرة والذكاء مما يرفعه إلى العلا كلما تقدم به العمر في وقت تتراجع فيه مكانة زملاءه الذين انطلقت مواهبهم في ذات وقت انطلاق موهبته، وربما يجدهم يتوارون عن الأنظار تماماً ويصبحون طي النسيان.

إقرأ أيضا : 2024.. هو عام (إسعاد يونس) كممثلة ومنتجة

(إسعاد يونس)، عدة مواهب مجتمعة في شخص واحد، كلما تقدم بها العمر ازدادت إبداعاً ولمعاناً، حياتها عبارة عن مجموعة مراحل، لكل مرحلة سماتها الخاصة، ولكن يجمع كل هذه المراحل سمة واحدة وهي أنها نجحت في تحقيق ذاتها.

ففي بداية حياتها نجحت كمذيعة في إذاعة الشرق الأوسط، وبعد أن اتجهت للتمثيل لفتت إليها الأنظار وكانت شبيهة نفسها، وعندما خاضت تجربة الكتابة الدرامية والسينمائية أبدعت أعمالاً لازالت محفورة في ذاكرة من شاهدوها.

منها فيلم (المجنونة) والذي لعبت (إسعاد يونس) بطولته أمام محمود عبدالعزيز، ومسلسل (بكيزة وزغلول) بطولتها مع سهير البابلي، ومن شدة نجاحه قدمت الشخصيتين وما طرأ عليهما من تطورات بعد انتهاء المسلسل في فيلم (ليلة القبض على بكيزة وزغلول).

لم تقتصر (إسعاد يونس)، ككاتبة على التأليف الدرامي والسينمائي فقط، بل قامت بتأليف عدة كتب منها (زي ما بقولك كدة، في استقبال فخامة الرئيس، لسه الحياة ممكنة، مذكرات نورا المذعورة، المتسولون) وغيرها

كما قامت بكتابة العديد من الأعمدة في صحف ومجلات مصرية، منها مجلة (الشباب) التي تصدرها مؤسسة الأهرام في سلسلة مقالات بعنوان (دلتا فورس والناس الخرس) ، وكذلك جريدة (المصري اليوم).

من يستعيد شريط إبداعات (إسعاد يونس) سيجدها قد اتخذت الكوميديا والسخرية وسيلة للتعبير

(إسعاد يونس).. والكوميديا والسخرية

من يستعيد شريط إبداعات (إسعاد يونس) سيجدها قد اتخذت الكوميديا والسخرية وسيلة للتعبير، كاتبة، وكذلك ممثلة، وذلك منذ أول أعمالها الدرامية أمام نجم الكوميديا الراحل سمير غانم، وحتى فيلمها الجديد (عصابة عظيمة) الذي يعرض حالياً في دور السينما.

والذي تؤكد به أن الإبداع ليس له عمر وأن الموهبة تزداد رونقاً طالما أن مساحتها متسعة وطالما أن صاحبها يمتلك القدرة على إدارتها بشكل صحيح.

(عصابة عظيمة)، مغامرة لا يجرؤ أي فنان على خوضها، فالمعروف أن الغالبية العظمى من جمهور السينما من الشباب، وأنهم يقبلون على الأفلام التي يتصدر أفيشاتها النجوم الشباب الذين ينتمون إليهم زمنياً.

وعندما تقدم (إسعاد يونس) على بطولة فيلم فإنها تغامر، ولكنها مغامرة الفنانة الواعية، القادرة على التواصل مع الشباب بلغتهم، والمستوعبة لمتطلباتهم، والقادرة على فرض نفسها نجمة مختلفة في هذا الزمان.

إقرأ أيضا : (عصابة عظيمة).. فيلم خفيف الظل يبعث على المتعة الكوميدية

الفيلم يتصدر اسم (إسعاد يونس) تتراته، ولكنها لا تستحوذ على مساحة فيه أكثر من غيرها، البطولة فيه جماعية، جميع أبطال الفيلم يتواجدون سوياً في جميع مشاهده، التميز ليس بالمساحة ولكن بالأداء، وشركاء النجاح اختارتهم مواهب حقيقية.

وان لم يكونوا نجوماً، فأمامها الفنان (محمد محمود)، كوميديان موهوب ولكنه لم يحصل على ما يستحق من الشهرة، باعتبارها المنتجة والبطلة منحته بالتوافق مع المخرج وائل إحسان والمؤلفة هاجر الابياري ما لم يمنحه له غيرها من قبل.

ليعبر عن موهبته في مساحة سينمائية أعتقده ظل يحلم بها طوال حياته، ومعهما في الفيلم (رنا رئيس وكريم عفيفي وفرح الزاهد)، كل في الدور المناسب له، بجانب المغني الشعبي (عنبة) في تجربته التمثيلية الأهم.

(عصابة عظيمة) عمل جديد يضاف إلى رصيد (إسعاد يونس) لنشر البهجة والسعادة

إسعاد يونس).. و(عصابة عظيمة)

يشكلون سوياً عصابة تقودها (الست عظيمة)، البطلة الأوليمبية في شبابها، والفاقدة للبصر في حادث، ولكنها لم تفقد البصيرة، ويتعرض ابنها للنصب من قبل عمه الراغب في السطو على فيلتهم المتميزة الموقع والمعمار على النيل.

ولأنها تدرك أن ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة تقرر تشكيل عصابة من المحيطين بها لاسترداد الحق.

الفكرة بسيطة، والفيلم خفيف يجمع بين الكوميديا والأكشن والإثارة، وقد يكون مشهد قيادة (عظيمة) الكفيفة سيارة ميكروباص بالعصابة مستوحى من مشاهد قيادة الشيخ حسني الكفيف، والذي جسده الفنان الراحل محمود عبدالعزيز لموتوسيكل في فيلم (الكيت كات).

(عصابة عظيمة) عمل جديد يضاف إلى رصيد (إسعاد يونس) لنشر البهجة والسعادة، فهي (صاحبة السعادة) في السينما والتليفزيون والكتابة وأيضاً الانتاج، وبرنامجها الذي يحمل هذا الاسم ليس سوى تعبير عن جوهر شخصيتها التي تمتلك قدرات متنوعة على نشر الفرح وبث روح السعادة على الجمهور.

إقرأ أيضا : إسعاد يونس تتأمل وتسخر وتبدع في (حلم الحريم كلهم)!

سواء من خلال مهاراتها الكوميدية تمثيلاً، أو قدراتها الساخرة كتابة، أو مواهبها في التعبير عن جوهر الشخصية المصرية وتراثها وجذورها الممتدة في أعمق أعماق التاريخ وانجازاتها التي تتباهى بها الإنسانية وقواعد المجد التي وقف الخلق جميعاً ينظرون كيف تبنيها وحدها.

(إسعاد يونس) من خلال برنامج (صاحبة السعادة) الذي استضاف شخصيات مصرية متنوعة واستخرج من كل ضيف أجمل ما فيه بلغة تليفزيونية سلسة، ومن خلال أعمالها الفنية وأساليبها الساخرة تعبر دائماً عن مصر التي في خاطرنا وفي دمنا.

ولذلك فمن الطبيعي أن تزداد توهجاً كلما ازدادت سنوات خبرتها في التعبير عن الشخصية المصرية، وهو ما يفسر استمرار برنامج (صاحبة السعادة) منذ انطلاقته عام 2014 وحتى اليوم والغد وبعد بعد الغد، ومن الطبيعي أن تبهرنا وهي تنافس سينمائياً ويزداد ألقها إبداعياً يوماً بعد يوم.

mahmoudhassouna2020@ gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.