رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

هدى العجيمي تكتب : أضواء المسرح (4) .. تعلمت الصحافة إلى جانب الفن !

بقلم الإعلامية الكبيرة : هدى العجيمي

عندما زارتني زوجتي روز اليوسف وابنتي آمال في باريس كذبت وقلت إنها اختي وابنتها لكن حدثت مفاجأة أن وقعت ابنتي من على السلم إلى الأرض فصرخت – صرخة – هى صرخة أب وليس خال، من هنا اعتبرت بأنها ابنتي وعشت طوال فترة البعثة الدراسية حياة نظيفة ليس فيها كذب ولا احتيال، وقد أفدت كثيرا من (الكوميدي فرانسيس) فقد تعلمت فن الممثل وأن فن التمثيل غير فن الخطابة وكانت فكرة يجب أن أعرفها جيدا لأن المسرح عندنا لا يفرق بين الممثل والمتلقي.

أنا ألفت كتابا عن هذه الفكرة سوف أعيد طبعه في دراستي، هناك مواقف كان لها أثر كبيرفى تطويري، فقد درست فن الديكور وأعطوني شهادة أني درسته، وحصل أن جاء فنان من (هنجاريا) ليدرس لنا فن الأخراج، جاءني يوما وقال يا زكي تقدر تعمل (هملت) في منظر واحد قلت له هل أستطيع أن أدرس معك؟، قال ممكن وتدفع 12 جنيه كل شهر ولم يكن معي هذا المبلغ فشكوت إليهم فقالوا ادفع ما تقدر عليه وهذا الرجل علمني فن الديكور الحديث، وكنت أول من درس الديكور في مصر والدراسة كانت عملية يعنى بدون كلام كثير لأن الفن ليس نقلا للاشياء نقلا فوتوغرافيا، وكنت ألتقي عندد أستاذي بكبار الشخصيات المسرحية وكنت أفيد من هذا كثيرا وكان لديهم تواضع العلماء ومنهم تعلمت أن أقرا (فرويد)، وتعلمت أشياء كثيرة في باريس، ليست امرأة جميلة فقط، باريس أكبر من هذا بكثير.

زكي طليمات واجه مشاكل كثيرة بعد عودته للقاهرة

كيف كنت أقضي نهاري هناك، كنت أستيقظ الساعة الثامنة صباحا وأذهب الي معهد التمثيل ثلاثة أيام في الأسبوع، أرجع أتغدى وبعد ذلك أذهب إلى مسرح (الأوديون) لمتابعة الإخراج وفي الليل أذهب الي التياترو لأحضر الروايات التي يمثلونها، بعد ذلك أجلس مع نفسي لاستعيد ما درسته وانطباعي عنه وأكتبها في كراريس، هذه الكراريس يجب المحافظة عليها لتقدم للشبان الذين يدرسون دراسة جدية، وكم علمتني باريس: علمتني أن الحياة أخذ وعطاء وهناك متعة أخرى وهى أن تعطي وتشارك فى مساعدة الآخرين، كنت دائما نهما إلى المعرفة ثم الشك فيما أتعلمه.

أتممت الدراسة في باريس وعدت إلى القاهرة، وهنا كان أمامي مشوار طويل ولم أستقبل في القاهرة استقبالا مشجعا من أهل المسرح، جلست 4 أو 5 سنوات في قلق وصبر وجهد، دخلت القاهرة وجدت خصومة سياسية جديدة النضال الحزبي على أشده (روزاليوسف) أصدرت المجلة وكانت مجلة سياسية لها حزب وأعداء، لذلك كانوا يضايقوني في الوزارة لأن (روزاليوسف) كانت وفدية، والنضال الحزبي يعمي البصر، كنت أسمع كلاما هو غباء في غباء، وقاموا بعمل ضغوط على لكي أقنع زوجتى (روزاليوسف) بتغيير سياستها لكننى قلت لهم هى حرة تبقى وفدية تبقي سعدية هى حرة، و قد وجدت من زملائي مضايقات كثيرة جدا، رثيت لحالهم ضيعوا وقتهم في خناقاتهم الحزبية وكانت الوطنية في المقام الأخير، جماعة من أصحابي في حزب الوفد، الأحرار الدستورين كل حزب يريد أن يضمني إليه لكن أنا كممثل أحب بلدي أحسن منهم.

أصدرت روزاليوسف المجلة وجلبت معها المتاعب

اتصلت بالتابعي وكان صحفيا من الطراز الأول ويؤمن بأن الصورة أهم من المقالة، وقد أبدع كثيرا في الصحافة أفدت منه وكنت أكتب بأسلوبه لأن في الصحافة كتابة مقالة زي إخراج مسرحية، تعلمت الصحافة إلى جانب الفن، مارستها وعرفت كيف أرضي الحكومة والسرايا والانجليز وقد لامتني (روزاليوسف) وقالت روح قابل الوزير وقول له لماذا علمتوني عشان أظل هكذا بلا عمل، قال لي اعمل مشروع عبارة عن دراسة ميدانية عن المسرح المصري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.