رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أبو العروسة 3 .. مسلسل ينقصه مخرج !

افتقد الجزء الثالت دفء وحرارة الجزء الأول
عمر علي

بقلم : عمر علي

بعد انتهاء عرض الجزء الثاني من مسلسل (أبو العروسة) في مطلع عام 2019 ، صرح منتج العمل إبراهيم حمودة ومؤلف العمل هاني كمال بأنه لن يكون هناك جزءاً ثالثاً بأي حال من الأحوال لأن جميع الخطوط الدرامية قد انتهت تماماً بنهاية الجزء الثاني ، وذلك رغم مطالبات الجمهور بتقديم عدة أجزاء.

 ومر عامان خاض خلالها هاني كمال تجربتين إخراجيتين من إنتاج حمودة أيضاً في المسلسل السعودي (الديك الأزرق) والمسلسل المصري (ولاد ناس) الذي عرض في رمضان 2021 ، ولم يحقق الأول أي نجاح نقدي أو جماهيري يذكر، إلى أن فوجئ جمهور أبو العروسة في أكتوبر الماضي بإعلان صناع العمل عن بداية تصوير الجزء الثالث من العمل تحت قيادة هاني كمال كمخرج أيضاً بالإضافة لكونه مؤلفاً للعمل وذلك بعد اعتذار المخرج كمال منصور عن إستكمال المسلسل بعد خلافات عديدة بينه وبين المنتج.

وظل جمهور العمل في ترقب وتشويق حتى بدأ عرض العمل في نهاية يناير الماضي على قناة dmc. ومنذ الحلقات الأولى فوجئ الجمهور بمستوى أقل بكثير من ما كان متوقع من الجزء الثالث الذي جاء بعد جزءين ناجحين ومميزين على جميع المستويات.

هاني كمال مؤلف ومخرج (أبو العروسة)

لم يستطيع هاني كمال على مستوى الدراما تطوير أي خط درامي من ما تم تقديمه في الأجزاء الأولى بل هناك تكرار واضح لنفس المشاكل والأزمات التي حدثت مع نفس الشخصيات ، فشخصية عبير التي تجسدها نرمين الفقي هناك رجل في حياتها يصغرها في سن ويريد الزواج منها وهناك مشاكل بينها وبين جابر طليقها نتيجة ذلك، وأكرم الذي يجسده ميدو عادل مازال مشتت عاطفياً غير قادر على إكمال أي علاقة في حياته وقد قرر الكاتب أن ينهي الأحداث بحدث غريب وغير منطقي وهو عودته لمريم (ديانا هشام) وزواجه منها ، وطارق (محمود حجازي) قد شابت علاقته بزوجته زينة (ولاء الشريف) بعض الفتور فاضطر للدخول في علاقة عاطفية أخرى بالضبط مثلما فعل في الجزء الثاني مع شخصية (سلمى) التي جسدتها (أسماء جلال).

بإختصار كان هناك حالة واضحة من الفراغ والتشتت الرهيب في رسم جميع الخطوط الدرامية ، وحالة الفراغ الدرامي هذه هي ما جعلته يلجأ لشخصيات ظهرت في الأجزاء الأولى ويعيدها إلى الأحداث مرة آخرى رغم أن قصتها قد انتهت مثل شخصية ميرنا (وئام مجدي) ووليد (شريف صبحي) ، حتى الخطوط الدرامية والشخصيات الجديدة التي أضافها للعمل مثل شخصية الفنانة وفاء صادق وشخصية (الإنفلونسر) حياة الخولي التي جسدتها الممثلة الشابة هاجر عفيفي لم يضيفا شئ للعمل وكانت خطوط درامية مستهكلة وضعيفة وليس بها أي جديد وليس لها أدنى علاقة بخط المسلسل الرئيسي ، وذلك حتى وصلنا إلى تلك النهاية العجيبة التي أثارت سخرية الجمهور من فرط مثاليتها .

على مستوى الإخراج لم تكن الأمور أفضل حالاً ، فهاني كمال كمخرج لم يقدم نفسه بشكل جيد وجاءت أداءه مخيباً للآمال ولم ينجح في إستكمال العمل بعد المجهود الكبير والرائع الذي قدمه المخرج كمال منصور في الأجزاء الأولى والذي يبدو أنه كان السبب الرئيسي في نجاح المسلسل ، فكمال منصور كمخرج يمتلك حس فني واحساس بالإيقاع وبحركة الكاميرا والممثل لا يتمتع به مخرجين كثيرين.

نفس المشكلات المملة بين طارق وزينة

أما هاني كمال فمنذ الحلقات الأولى ظهر عدم تمكنه من ضبط إيقاع المشاهد وعدم بذل أي مجهود في وجود حركة للممثلين داخل المشاهد ، حيث رأينا في أكثر من نصف مشاهد المسلسل الممثلين جالسين في أماكنهم ويتحدثون فقط ، ونتيجة ذلك إتسمت أغلب الحلقات بالرتابة والملل الشديد.

على مستوى الأداء التمثيلي كانت هناك بعض الاجتهادات الواضحة من (ديانا هشام وكارولين عزمي وولاء الشريف وهاجر عفيفي) في بعض مشاهدهم ، لكن أغلب الأداءات التمثيلية جاءت باهتة إلى حد كبير وذلك لا يعود بالتأكيد لضعف الممثلين بل يعود إلى ضعف السيناريو والإخراج.

في النهاية فالحلقات التي انتهي عرضها مؤخراً لا تليق أن تكون جزءاً ثالثاً لمسلسل بجودة ونجاح أبو العروسة ، ومن الواضح أنه لم يكن هناك أي ضرورة فنية لتقديمه وأنا أعتقد أنه إذا كان صناع العمل يفكرون في تقديم جزء رابع بنفس المستوى فعليهم أن يراجعوا أنفسهم، لأن ذلك سيحط من قدر العمل ونجاحه وشعبيته لدى الجمهور الذي لم يستقبل الجزء الثالث بحفاوة مثلما استقبل الجزئين السابقين، وليعلموا أن كل مؤلف متميز ليس بالضرورة مخرج متميز، وليعلموا أيضاً وببساطة أن المسلسل ناقصه مخرج. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.