رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سامي فريد يكتب: (الربيع) .. رفضتها ثومة وغناها فريد !

مأمون الشناوي

بقلم : سامي فريد

أغنية (الربيع) لها حكاية تبدأ من مأمون الشناوي المؤلف ثم السيدة أم كلثوم التي ذهب مأمون إليها فرحا بأغنيته التي كان سعيدا بها كل السعادة لدرجة إنه كان يعتبرها من أحسن ما كتب من أغنيات.

 ذهب مأمون إلى شارع أبو الفدا بالزمالك وكله أمل يرجو الله أن تعجب الأغنية سيدة الغناء العربي.

وسمعت أم كلثوم الأغنية واستعادت سمعها من مأمون وتوقفت عند بعض الكلمات واستفسرت وناقشت ثم قالت:

حلوة قوي يا مأمون.

 يعني عجبتك.. الحمدلله

قالت أم كلثوم قبل أن يترك فيلتها بس سيبها لي يا مأمون شويه أعيش معها

وتساءل مأمون:

يعني أسبوع مثلا؟

قالت الست:

لا.. أنا اللي ح ابقى أطلبك إذا حبيت أراجع معك أي حاجة..

ورن التليفون في بيت مأمون وكانت المتكلمة هى الست أم كلثوم وقالت:

تقدر تيجي امتى يا مأمون؟

رد مأمون زي ما تؤمري حضرتك.

قالت: يبقى المغرب.. الساعة ما بين 5 و6 ماشي يا مأمون.. يناسبك؟

قوي يا ست الكل.

وفي الموعد كان مأمون عند سوما التي قالت:

الغنوة حلوة قوي يا مأمون بس دي كبيرة على حفلة في دار السينما يعني باختصار متناسبنيش.

أم كلثوم

رد مأمون وقد بدأ الإحباط يتسلل إلى نفسه:

خسارة يا ست.

 قالت أم كلثوم:

يا مأمون دي غنوة فيها صيف وشتاء.. خريف وربيع.. يعني أوبريت أو حاجة زي كده يعني محتاجة مناظر وملابس ويمكن كمان راقصات وديكورات.

 صمت مأمون ولم يتكلم وقد وصله أنها لن تغني الربيع.

 فقام معتذرا بأنه قد عطلها..  لكنها قالت:

انا باقول لك الصح يا مأمون دي عاوزة سينما فاهمني.

حمل مأمون أغنيته حزينا وخرج من عندها محبطا ليعود إلى مسكنه القريب من ورشة السيارات التي أحيانا يذهب إليها لاصلاح أي عطل قد يطرأ على سيارته.

ولاحظ صاحب ورشة الميكانيكا أن الاستاذ مأمون مر من أمامه ولم يلقى عليه التحية كما يفعل كل يوم فنادى عليه:

يا أستاذ مأمون يعني مش عوايدك تعدي وماتسلمش.. خير مالك؟

أبدا يا اسطى (….) ما أخدتش بالي مشغول شوية.

خير..  زعلان من حاجة.. هو في حد ممكن يزعلك؟

لو قلتلك هتزعل علشاني.

ثم استطرد مأمون يحكي:

تعرف أنا راجع منين دلوقتي.. راجع من الزمالك.. من عند الست أم كلثوم..

طب كويس..

 لأ مش كويس.. كنت بقرالها غنوة جديدة أنا باقول انها كويسة..

طبعا يا أستاذ مأمون انت عمرك هتقول حاجه وحشة.. المهم الغنوة عجبتها حلو قوي طيب خلاص..

وبعدين قالت دي تنفع للسينما مش لحفلة..

طب خلاص.. تاهت ولقيناها..

ثم أشار  صاحب الورشة إلى سيارة خلف ظهره قائلا لمأمون الشناوي..

عارف العربية دي بتاعة مين؟

لأ.. ما تأخذنيش أنا أصلي ماليش في العربيات.

مش القصد.. العربية دي بتاعة الأستاذ فريد الأطرش وأنا لسة مخلصهاله دلوقتي وجاي يستلمها دلوقتي.. خليك معايا حضرتك أعمل لك أنا وانت كوبايتين شاي وعسى أن تكرهوا شيا ياسيدي وهو خير لكم..

استطرد صاحب الورشة قائلا:

ومين عارف يا أستاذ مأمون.. ما يمكن اللي قالته الست أم كلثوم ده كان لمصلحتك ويبقى لك نصيب مع الأستاذ فريد والغنوة تتقال في السينما بصوت الأستاذ فريد..

يعني رأيك أديها له؟

طبعا.. وأنا اللي حاتكلم افتح الكلام والباقي على حضرتك..

معقول..!

ولم تمضي أكثر من 20 دقيقة ليصل إلى الورشة الفنان فريد الذي سلم على مأمون الشناوي عندما تدخل صاحب الورشة ليحكي للأستاذ فريد أن الأستاذ مأمون الشناوي اليوم حزين ومحبط فسأله فريد:

ليه؟ خير يا مأمون؟

وحكى مأمون حكاية مع الست كما حدثت وذكر له أنها قالت أنها لا تصلح لها رغم إعجابها بها ولكنها تصلح للسينما، وهنا تدخل صاحب الورشة فقال: انها بتشاور على حضرتك يا أستاذ فريد!

قال فريد يخاطب مأمون الشناوي:

طب ما تسمعها لي يا مأمون.. هى الأغنية معاك؟

أخرج مأمون الشناوي الأغنية من جيبه وراح يقرأها على الأستاذ فريد الذي كان يهز رأسه إعجابا مع كل كوبليه منها بينما مأمون يقرأ:

آدي الربيع عاد من تاني

والبدر هلت أنواره

وفين حبيبي اللي رماني

من جنة الحب لناره

وقال فريد على الفور:

هايلة يا مامون!!

ثم استطرد:

تصدق.. شوف محاسن الصدف.. ده إنت ربنا بعتك ليا النهاردة.. أنا عندي فيلم باشتغل فيه اسمه (عفريتة هانم) مع سامية جمال وكنت بأدور على غنوة للفيلم لحد ما جيت انت!!

(أدي الربيع عاد من تاني) في فيلم (عفريتة هانم)

وانصرف فريد مع سيارته على وعد بالاتصال بالشاعر مأمون الشناوي ليعرف أخبار الأغنية.

وكان أول تليفون صباحي يرن في بيت مأمون الشناوي من فريد الأطرش الذي بادره:

صباح الخير يا مأمون.. أنا صحيتك.. معلش..

بس اسمع.. انا ابتديت ألحن الغنوة بعد ما سبتك.. ما قدرتش يا مأمون..الغنوة حلوة قوي.. كمان كام يوم هاعرفك على الاستوديو تيجي تشوف البروفة بالملابس بالديكور بكله.. يا لله.. سلام.

وكانت أغنية الربيع التي لم يكن الربيع يبدأ إلا بها..

رقصة سامية جمال على إيقاع الأغنية في الفيلم

وحكايات العبقري الطيب فريد الأطرش كثيرة منها ما جاء على لسان عبدالوهاب نفسه.. وما حدث مع عبدالحليم حافظ.. وما لحنه هو لأسمهان..

وحكايات وحكايات عن فريد الذي قالوا عنه أنه كان يرى الدنيا بأذنيه.. لكن أغرب الحكايات كانت حكاية أم كلثوم.. وقصته الأغنية التي أكملها بليغ حمدي وكانت من ألحان فريد الأطرش لتغنيها وردة بعد ذلك.

ولعلنا نحكي بعضها في حلقات قادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.