رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

فى ذكرى الشاعر (فتحي سعيد) نكشف المحذوف من رائعته (لا تكابر) لفدوى عبيد والسنباطي

المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها .

فى ذكرى الشاعر (فتحي سعيد) نكشف المحذوف من رائعته (لا تكابر) لفدوى عبيد والسنباطي
في منزله عام 1979

كتب : أحمد السماحي

مرت منذ أيام قليلة في صمت  الذكرى الـ (33) للشاعر المبدع (فتحي سعيد) الذي رحل عن حياتنا يوم 20 يناير عام 1989، وجمع بين ملامح الرومانسية والتيار الواقعي التأملي الذي برز في الخمسينات والستينات، وانشغلت قصائده بالقضايا والأحداث العامة، واهتم بالموسيقا والقافية مما سهل تلحين قصائده وغنائها، إلى جانب اللغة السهلة البسيطة التي تأخذ طابع اللغة السردية في كثير من القصائد.

وقد بحث كثير من عشاق الشعر عن دواوينه وحياته بعد إعادة المطربة (ريهام عبدالحكيم) غناء قصيدته الشهيرة (مصر لم تنم) التى لحنها العملاق (رياض السنباطي) في حفل موكب المومياوات الملكية الذي انطلق من أمام المتحف المصري في ميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، حيث استقرت المومياوات الملكية في مثواها الأخير، ومن المعروف أن القصيدة سبق وقدمها  المطرب (محرم فؤاد) في انتصارات مصر في حرب أكتوبر عام 1973.

ولم تكن قصيدة (مصر لم تنم) هى الوحيدة التى تم تلحينها للشاعر (فتحي سعيد) حيث لحنت له العديد من القصائد منها (أحبه كثيرًا، أتحداك، لا تكابر، يا وطنا عربيا، قلبى يراك، الطفلة الصغيرة، عيون البنادق، يا مصرنا يا حرة، أوبريت بلدى البحيرة) وغيرها.

فى ذكرى الشاعر (فتحي سعيد) نكشف المحذوف من رائعته (لا تكابر) لفدوى عبيد والسنباطي
الشاعر فتحي سعيد بين نزار قباني والدكتور سمير سرحان
فى ذكرى الشاعر (فتحي سعيد) نكشف المحذوف من رائعته (لا تكابر) لفدوى عبيد والسنباطي
فدوى عبيد
فى ذكرى الشاعر (فتحي سعيد) نكشف المحذوف من رائعته (لا تكابر) لفدوى عبيد والسنباطي
رياض السنباطي

هذا الأسبوع وبمناسبة ذكرى رحيل الشاعر (فتحي سعيد) الـ (33)، ورحيل المطربة اللبنانية (فدوى عبيد) منذ أيام، نتوقف عند رائعتهما (لا تكابر) التى لحنها الموسيقار العملاق (رياض السنباطي) في نهاية السبعينات، وتتحدث عن أنانية عاشق وحبه التباهي بكثرة عدد النساء اللاتي أحبهن، حتى تأتي حبيبة لديها كبرياء وشموخ وتعريه أمامه نفسه، وتقول له أنت أناني تعشق كل من دق بابك، لأنك  تعشق  نفسك، لكن الحب يأتي مرة في العمر.

 في هذه القصيدة التى غنتها بشموخ وكبرياء وعذوبة الرقيقة (فدوى عبيد) الحنجرة المثقفة، تم حذف مطلع القصيدة لأنه يتحدث بلسان رجل، وبدأ القصيدة من الأبيات الثانية للمطلع، كما حذفت كلمة (كنت تحلم) في جملة (وقضيت الليل، فى حضْن القمر تتسلى بحكايا العاشقين، كنت تحلُم)، وحذفت أيضا كلمتي (ليس أكثر) في جملة (فعلى الشوقِ وداعا وتذكَّرْ، ذات يوم مرَّ فى دربكِ عابرْ، ليس أَكثرْ)، وستجدون الكلمات المحذوفة مكتوبة باللون الأحمر:

لا تكابر

لم يزل عُودكَ أخضرْ

أَنت ما زلت عودك أخضر

أنت ما زلت غريراً وصغيراً

وأنا لا أَزعم أَنى كنت قرصانا أَميرا

ذا أَساطير مغامرْ

طاف بالسبعة أَبحُر

غير أنى قد تغَربتُ كثيرا

فتعلمت كثيرا

لا تكابر

أَنت لا تهوى أحد

أنت تلهو بمحُبيكَ جميعا وتُفاخر

كثرةُ العشاق ليست بالعددْ

أنت تهوى كل ما دقَّ على بابك دقة

كل من مال بنظرة

غير أن الحب لو تعلمُ خفقة

غير أن الحب مثل العمر مرة

ولذا كنتُ على حبك أقدرْ

لا تكابرْ

مرَ أَمسى لم أَنمْ

سهرت عيناىَ أما أنتَ لمْ

نمتَ محفوفًا بسُهدِ الساهرين

وقضيت الليل فى حضْن القمر

تتسلى بحكايا العاشقين

كنت تحلُم

وأنا وحدى سهرتُ

من زمانٍ طال ودّعتُ السهر

وكما لم أبكِ من قبلُ بكيتُ

وكأَنى لم أذق للدمع طعمًا فى حياتى والبكاءْ

لم أَكن أبكى عليك

لا ولا شوقا إليك

كنت أبكى الكبرياءْ

فإذا أَشرق يومٌ آخرٌ بين يديْك

أَتظاهرْ

وكأَنى لم أَكن بالأَمس آخرْ

لا تكابر

أنت لا تهوى أَحدْ

كثرة العشاق ليست بالعددْ

فعلى الشوقِ وداعا وتذكَّرْ

ذات يوم مرَّ فى دربكِ عابرْ

ليس أَكثرْ

وبدورى سوف أَذكرْ

ذات يوم مرّ فى دربىَ أسمرْ

يا حبيبى ليس أَكثرْ

ليس أَكثرْ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.