رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

التحول الرقمي .. وسبوبة التعليم المدمج !

بقلم : علي عبد الرحمن

منذ سنوات مضت والعالم كله يتجه نحو عصر التحول الرقمي بما لهذه الرقمنه من بنية أساسية تقنية ومناهج علمية متقدمة وكوادر مؤهلة ومدربة، وعليه فقد تطورت برامج وعلوم الحواسب والوسائط المتعدده وتطبيقاتها حتي أصبح كل شئ متاح عبر (الأبليكيشن) بدءا من طلب سيارة ومرورا بأكلة بيتي حتي أعقد التقنيات والطلبات المتخصصة؟، وبناءا عليه فقد ظهرت الجامعات التكنولوجية والكليات الرقمية والتخصصات الدقيقة ذات الصله بعصر الرقمنة وعهد الديجتال وزمن الروبوت، وتعددت كليات وأكاديميات ومعاهد الحواسب والشبكات وتقنية المعلومات وظهرت معها مفاهيم المحتوي الإلكتروني وتأمينه والمجتمع السيبراني وغيرها من مفاهيم ومصطلحات عصر تفجر المعلومات وتزاوج عالمي الإتصال والمعلومات.

ومع دخول مصر عصر التحول الرقمي واستعدادها لدخول الجمهورية الجديدة بعاصمتها التقنية والرقمية بكوادر مدربه واعيه ودارسة وملمة بمفاهيم ومعدات وتقنيات عالم الرقمنة وعالم التحول إلى العالم الافتراضي الجديد القائم على حسن استخدام تطبيقات وفنون التكنولوجيا بشكل عصري مدروس، وتسارعت الخطي لفتح فروع لجامعات العالم التقنيه في مصر لتخريج كوادر ماهرة تقود سفينة الوطن في عصر التحول الرقمي.

ولقد حسبت أن اجتماعات خبراء التعليم والمناهج من كل الجامعات المصرية والتي أسفر عنها إلغاء مسمي التعليم المفتوح الذي كان فرصة لتحسين المؤهل، ومن ثم تعديل المستوي الوظيفي ودعم الطموح لدي شريحة من المصريين لم تتح لهم فرصة استكمال تعليمهم بشكل ميسر ومتواصل، ولما تبين أن التعليم المفتوح هو تعليم نظري فقط ولا يصح للكليات العلمية تقرر أن يتم استبداله بالتعليم المدمج والذي سيصبح قاصرا علي التخصصات النظرية كالتجارة والتربية وخلافه، وعليه تخيلت أن ماحدث من تحول في المسار التعليمي وتغيير في المسميات والتخصصات لهو جزء من خطة الدوله وسعيها نحو عصر التحول الرقمي وتخطيطها لتخريج كوادر مؤهلة وملمة بقضايا التعلم الإلكتروني والعالم الإفتراضي ونتاج منصات التعلم الرقمي المعاصرة.

ومع جائحة كورونا التي عمت العالم مند عامين ومن ضمنه مصر، وتم وضع الخطط البديلة لعمليات التعليم في جميع مراحله وتم دعم البنية التقنية للتعليم عن بعد، وتم أيضا نشر ثقافة التعليم الإلكتروني واهتمت الأسر المصرية بتوفير أدوات التعلم هذه من أجهزة واشتراكات إنترنت واجتهاد في التفاعل مع منصات التعلم حرصا علي دخول هذا العصر الرقمي، وحرصا أيضا علي مصلحة الأبناء وتعلمهم جيدا.

وتخيلت أيضا خطأ أن تغيير المسمي من التعليم المفتوح إلي التعليم المدمج، قصره علي التخصصات النظريه لهو خطوة لإعداد جيل من الإداريين والمحاسبين والمعلمين ممن تلقوا تعليما مدمجا في جامعات مصر الرئيسية ولهو فخر لهذا الجيل الذي يعد باكورة الخريجين في مضمار التعليم المدمج، ويبدو من مسمي التعليم المدمج أنه تعليم عبر وسائط مدمجة وأنه تعليم عن بعد، وأنه تفاعلي بين الأستاذ وطلابه وأن كل شئ فيه رقمي وإلكتروني، وأنه موجه عصريه ستعم كل الجامعات والتخصصات وإنه تجربة جديدة ستتاح لها كل الإمكانات والتسهيلات إيذانا بدخول عصر التعليم عن بعد والتعليم المدمج والتعليم التفاعلي.

ولكن المصيبه الكبري والطامة العظمي والفخ الكبير والمقلب المدبر لهؤلاء الطلاب والأسر الذين دخلوا إمتحانا وهميا للقبول في مسيرة التعليم المدمج ثم ظهور نتائج لقبول كل المتقدمين، ثم نزول جدول محاضرات من السابعه صباحا يوم الجمعة فقط كما كان التعليم المفتوح الملغي، وبالعدد هم ست ساعات في ست محاضرات في كل تيرم لقاء دفع ألفان ونصف من الجنيهات، وهنا تكمن السبوبه فهذه المبالع في ستة أيام بواقع أربعمائة جنيه عن كل يوم دراسي، وبعد لقاء (الويك إند) ولا أقول المحاضرة تبدأ تجارة الملازم والسناتر لكل محاضرة ملزمه بعشرين جنيه وجروبات ونصائح وتنافس بين السناتر وصناع الملازم.

ولكن هل للطالب ID أو كارنيها يحلم به؟، والإجابه لا، فلا كارنيه للطالب، طيب: هل من كتب بها المنهج؟، بالطبع لا، طيب: هل من وسائط كالسي دي أو فلاشا أو تابلت أو حتي موقع عليه محتوي إلكتروني؟، كل ذلك لا، طيب: هل من شهادة بعد التخرج أو بيان درجات؟، لا أيضا فقد صدم الطلاب وأسرهم أنه لا كارنيه، ولا منهج ورقي أو الكتروني ولا بيان نجاح ولا حتي تخفيض مترو كأي طالب، وأن الشهادة مهنية وليست أكاديمية، فهل لهؤلاء الطلاب نصيب من فرص سوق العمل؟، وهل لهم منقذ من سلسلة النصب والغموض هذه؟، وهل هذا بديل التعليم المفتوح؟، وهل هذا تعليما مدمجا؟، وهل هذا طريقا لعصر التحول الرقمي؟، وهل هؤلاء كوادر للجمهوريه الجديدة؟، من ينقذ مصير طلاب سبوبة التعليم المدمج؟.

هذا نداء متسلسل إلى وزير التعليم العالي، وإلي رئيس مجلس الوزراء، وإلي والد كل مصر ومصحح كل خطأ ضار بأهل مصر، السيد الرئيس القائد.. وتحيا دوما مصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.