رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حسن الإمام .. كتب لحليم، ومنح “ثريا” النجومية

* الأمم المتحدة أخذت مشاهده فى “بين القصرين” وثيقة وسجل وحيد لثورة” 1919″.

* كتب ولحن للمنولوجيست “سعاد وجدي، ولبديعة صادق وشكوكو وإسماعيل ياسين”

كان يعشق الكاميرا التي تمنحه حب الحياة

على مدى تاريخ الفن المصري جمع عدد من النجوم بين حرفية الفن وموهبة الأدب فكتب بعضهم الشعر أو القصة، بعضهم أجاد وبعضهم كان ضيفا خفيفا على الأدب، وفي كل أسبوع سنتوقف مع واحد من هؤلاء النجوم لنلقي الضوء على مشواره الفني، وموهبته الفنية والأدبية.

كتب : أحمد السماحي

اليوم موعدنا مع مخرج الروائع “حسن الإمام” الذي منح ملايين المشاهدين المصريين والعرب فرصة المتعة السمعية، والبصرية وهم يتابعون أعماله المشغولة على نبض أحلامهم، وآمالهم وانكساراتهم، والمنحوتة جماليا من الواقع والمستعادة من التاريخ، قدم معظم ألوان الفيلم ونجح فيها بجدارة، فعندما نشاهد فيلم غارق في التراجيديا نسارع ونقول على الفور إنه هو وليس أحد غيره “حسن الإمام”، وعندما نستمتع برقصة حلوة مصنوعة بمزاج عالي نقول على الفور العبقري “حسن الإمام”، وعندما نستمتع باستعراض أو أغنية درامية أو أغنية جماعية نستدعي اسمه على الفور.

دعابة مع شادية ورشدي أباظة

قدم أعمال كثيرة فى مجال السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون، فقدم للسينما ما يزيد عن 90 فيلما سينمائيا، بدأها بفيلم “ملائكة فى جهنم” عام 1946، وآخرها كان “عصر الحب” عام 1986، جعل الثلث الأخير من فيلمه “بين القصرين” بحسه الفني الأدبي ملحمة حب للوحدة الوطنية على أرض مصر، ونظرا لقوة المشاهد اتخذته الأمم المتحدة وثيقة وسجل وحيد لثورة” 1919″، فحين يتحدثون عن ثورة” 1919 ” لا يوجد سجل مصور بالكامل إلا في الثلث الأخير من الفيلم،  فضلا على أنه جسد الوحدة الوطنية كأفضل ما يكون عندما جعل الكل سواء فى صالة العرض أو فى الشارع المصري يردد “يحيا  الهلال مع الصليب” .

وفى المسرح أخرج عام 1975  مسرحية “يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت” تأليف الفنان “عبدالله فرغلي”، بطولة “سهير البابلي، مجدي وهبه، نبيلة السيد، سيد زيان، إبراهيم سعفان، مظهر أبوالنجا، والمطربة هيام هلال” وغيرهم.

 وكان للتليفزيون نصيب من إبداع “الإمام” فقدم عام 1972  “الكلاب الضالة” تأليفه وإخراجه، بطولة “سميحة أيوب، محسن سرحان، بوسي، محمد العربي، ماهر العطار، فاطمة عماره، زيزي مصطفى”، و”المزور” تأليفه وإخراجه أيضا وبطولة “سمير صبري، محمود المليجي، ناهد يسري”، فضلا عن مسلسلي “صاحب الجلالة الحب” قصة “مصطفى أمين”، سيناريو وحوار “أحمد صالح” ، بطولة ” نبيلة عبيد، حسين فهمي، فردوس عبدالحميد، مشيرة إسماعيل، شكري سرحان، تهاني راشد وغيرهم من النجوم، والمسلسل الثاني “قافلة الزمان” قصة “عبدالحميد جوده السحار”، سيناريو وحوار”الإمام مع أحمد الخطيب، وعبدالحي أديب”، وبطولة “نورا، حمدي غيث، صلاح السعدني، حمدي أحمد، سحر رامي، رجاء حسين، عزيزة حلمي” وغيرهم.

وفى الإذاعة قام بالتمثيل في مسلسل “وداد وعشماوي” عام 1970 بطولته مع “سميحة أيوب، والمطرب محمد العزبي”.

المنصورة البداية

ولد “حسن الإمام”  قبل اندلاع ثورة ” 1919″ بثلاثة أيام بالتحديد يوم 6 مارس بالمنصورة، فى شارع ” الصيادين”  – كما يذكر مؤرخنا الراحل محمد عبدالفتاح – وكان هذا الشارع يتميز بوجود ثلاثة بيوت للعبادة للأديان السماوية الثلاثة ففي أول الشارع يقع جامع “سيدي حسن النجار”، وفى منتصفه تقريبا يوجد “معبد اليهود”، وفى نهاية الشارع كنيسة للطائفة المارونية، وفي نفس الشارع كان يوجد بيت “حسن الإمام”، وتسكن الشوارع الجانبية  مجموعة من الأسر الأجنبية أو المتمصرة وبعض الشوام والأرمن .

كان الأب “إمام محمد” أقرب إلى الطبقة الوسطى، فهو متعهد توزيع السجائر بالجملة لمدينة المنصورة وضواحيها، ويعد من أكبر وكلاء توزيع السجائر الأجنبية فى المحافظة، لهذا ما أن بلغ ابنه سن دخول المدارس حتى قدم أوراقه إلى مدرسة “لويس التاسع عشر”، والتى جرى العرف على تسميتها بـ ” الفرير”، فقد كانت طموحات الأب كبيرة، وكان الالتحاق بهذه المدارس يمثل نوعا من الوجاهة الإجتماعية.

 مدرسة الفرير

في مدرسة “الفرير” تمت صياغة وجدان “حسن الإمام”، فعشق اللغة الفرنسية، وعاش صباه بكل معنى الكلمة، خاصة وأن “جو  البيت” كان “خانقا”، فلم يكن هناك من يشعر بوجوده، فأخته الكبرى “أمينة” تزوجت قبل مولده، وأخواه “أحمد ومحمد” كانا أكبر منه سنا، وكان الأب قاسيا وصارما فى معاملة أولاده، وكان “حسن” يخشاه، خوفا من عقابه، وفى هذا السن الصغير استهوته القراءة وساعده على ذلك مكتبة المدرسة التى يوجد بها الكثير من القصص والمسرحيات التى شغلت وقت فراغه.

 

مع حليم وحسن يوسف

الجرامفون يسرقه من نفسه.

ويسترعي انتباه طفلنا الصغير أثناء ذلك صوت “الجرامفون” والأصوات الغنائية التى تملأ أرجاء غرف البيت، خاصة غرف الضيوف ليلا، عندما يستقبل والده أصدقاءه من التجار والموزعين، كانت أصوات: “منيرة المهدية، وفتحية أحمد، وأم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، وصالح عبدالحي” تتسلل رويدا رويدا إلى وجدانه فى حجرته أثناء القراءة، فى تلك الجلسات كان يتبدى له صوت والده أكثر رقة، وأقل حدة، ومشحونا بالحب، كأنما شخص آخر هو الذي يتكلم.

 يوسف وهبي الحب والقدوة

في هذه الفترة  كانت الفرق المسرحية تزور المنصورة كل أسبوع لتقدم عروضها على مسرح “عدن”، وهو أحد المسارح الكبيرة في المحافظة، فشاهد مسرحيات “يوسف وهبي، جورج أبيض،علي الكسار، فاطمة رشدي ” وغيرهم، وعلى الرغم من حبه للفن ومشاهدته العروض المسرحية أسبوعيا، إلا أنه كان طالبا متفوقا،  وفى أحد الأيام زار الفنان “يوسف وهبي” المنصورة، ووجد ” حسن” الشوارع كلها تتزين بصوره المعلقة على الحوائط، فذهب لمشاهدة مسرحيته الجديدة، وأسر “يوسف وهبي” عقل وقلب الشاب الصغير، وسحره بأدائه، وقرر من هذا اليوم أن يكون “يوسف وهبي” جديد، فانضم إلى جمعية “الكتاب المقدس” التمثيلية التى كانت تضم مدرسة الفرير وغيرها من المدارس المسيحية.

تكريم من السادات

وفاة الأب والسكن مع شعيشع

ولحسن حظه كون شقيقه “محمد” المحب للتمثيل فرقة مسرحية من هواة المنصورة، فانضم إليها وحصل على دور ثانوي، لكنه فشل في أداء هذا الدور، وأثناء ذلك يرحل والده الذي كان يعده لدخول مدرسة “التجارة العليا” كشقيقه الأكبر وطلب  نقله مصر لدخول الكلية، فبعدما توفى والده شعر أنه تحرر، فلما جاء إلى القاهرة سكن في شارع “محمد علي”  وتقاسم الغرفة مع الشيخ “أبو العينين شعيشع” الذي كان يدرس فى الأزهر، وقرر “حسن الإمام” أن يعمل بالفن، وكان عمره حينها 17 عاما، وبدأ حياته مترجما للنصوص المسرحية والمنولوجات الفرنسية الشهيرة للعربية، حيث كان يقدمها للفرق المسرحية التي كانت تعمل في القاهرة، وعندما كان يسأله الشيخ “أبوالعينين” بالليل وهما في غرفتهما: كنت فين يا حسن؟ فيرد في كلية التجارة!.

الإقتراب من حلمه

كانت المرحلة التالية والأهم في حياة “حسن الإمام” عمله مع الفنان “يوسف وهبي”، وتمثل البداية الحقيقية له، حيث عمل مساعدا له في المسرح ثم السينما بعد ذلك، واستطاع أن يقترب من شخصية “يوسف وهبي”، ويطلع على خبراته في مجال المسرح.

وتستكمل “زينب الإمام” مشوار والداها فتقول: في  استوديو مصر في ذاك الوقت كانوا في حاجة لمندوبين لتوزيع الأفلام في العالم العربي، و كان “والدي” يجيد الفرنسية والانجليزية، عرضوا عليه أن يكون مندوبا في سوريا و لبنان و تل أبيب، كان الفيلم المصري يوزع في هذه المنطقة قبل قيام إسرائيل.

تمتع والدي بالكاريزما والذكاء الفطري، وفى أحد الأيام عرض على “يوسف وهبي” أن يمثل فوافق على أن يقوم بدور كومبارس في مسرحية له، ثم قال له أريد العمل في السينما، و كان “يوسف وهبي” يقوم بإخراج فيلم “غرام و انتقام” بطولته مع “اسمهان”، فوافق على أن يكون “حسن الإمام” مساعد مخرج ثاني ففرح، و اشتغل مع “يوسف وهبي”، و كان يقوم بكافة الأعمال بما فيها الامساك بالكلاكيت.

وتختتم “زينب” كلامها قائلة: اتعلم السينما من الألف للياء على يد الكبار، واتعلم على يدي “يوسف وهبي، نيازي مصطفى، أحمد بدرخان”،  كان يلقبهم بأساتذته إلى أن بلغ من العمر حوالي 69 عاماً.

مع حليم وحسن يوسف

نماذج من أشعاره

فى هذه الفترة وقبل أن يقوم بإخراج فيلمه الأول كتب مجموعة من المنولوجات والأغنيات التى كانت تذيعها الإذاعة بصفة منتظمة لعدد كبير من المطربين والمنولوجستات من بينهم “سيدة حسن،  بديعة صادق، ثريا حلمي، إسماعيل ياسين، محمد كامل، سيد مصطفى”، ولم يقتصر على الكتابة فقد لحن للمطربة “سعاد وجدي”، كما كتب لعبدالحليم حافظ فى بدايته أغنية “يا سلام” التى لحنها الموسيقار المتطور عبدالحميد توفيق زكي.

وقررنا أن نقدم لكم بعض أشعاره التى تنشر لأول مرة على “الإنترنت”، وسنقدم لكم بعض المقاطع فقط وليس الأعمال كاملة، ونحتفظ لأنفسنا بباقي الأشعار..

1 ــ الستات دمها بارد

ألحان: عزت الجاهلي، غناء : ثريا حلمي

الستات دمها بارد .. دا كلام يتقال؟!

وادي واحد شاهد وادي واحد قال

أن الستات دمها شربات

أجمل حاجة فى الدنيا دي

قول لي عليها ياللي قصادي

حتقول المال .. المال ده زايل

ايه بس أمال الغصن المايل

آهي دي حاجات من غير روح

أما اللي بيرد الروح

طلعه بتسحر نظرة بتسكر، كلمة بتآمر

وآدي واحد شاهد وآدي واحد قال

أن الستات دمها شربات

غنتها يوم الأربعاء 16 ربيع الثاني، 21 إبريل 1943

……………………………

إزاي ما تقولشي

تأليف وتلحين: حسن الإمام

غناء: سعاد وجدي

إزاي . إزاي ما تقولشي

 ما تقولشي إزاي

إزاي إزاي

إن شفت البيه فى العربية

والهانم هى السواقة

وسيجارة فخمة نركية

بتدخن فيها بعياقة

ما تقولشي دى هو ودي هي

لأ سيبهم وامشي بلباقة

ايه يعني دي حاجة عادية

دي العيشة صبحت عصرية

واللي يروح أكتر م الجاي

إزاي . إزاي ما تقولشي

ما تقولشي إزاي

……………………………

على نور البدر يا نيل

ألحان: زكي فوزي، غناء: سيدة حسن

على نور البدر يا نيل ارقص واتعاجب

واجمع فى سكون الليل خلان وحبايب

على نور البدر يا نيل

النسمة تمر عليك تهمس بالأشواق ليك

وغصون بتميل حواليك نشوانه بسحر النيل.

……………………………

الكتكوت

ألحان: عزت الجاهلي

 غناء: ثريا حلمي

موضة آخر جيل الكتكوت يعمل فيل

لسه في سن اتناشر يسهر حتى اتناشر

وإن مليته زرع، راح يكتب قلع

يدخن في سيجارة ويا عيال الحارة

ويقول أنت حياتي ويغني المواويل

ودي عيشته يوماتي موضة آخر جيل

الكتكوت يعمل فيل

أذيعت يوم الأحد 12 جمادى الأولى، 16 مايو 1943

……………………………

ول يا سينما

ول يا سينما ول ول ول

سينما يا سينما ول ول

قولوا معايا وغنوا معايا وردوا معايا

فن السينما ول يا ول يا ول

نادي السينما ول يا ول

شغل السينما ول يا ول

ول يا ول يا ول

تأليف إخراج إنتاج ول يا ول

تصوير مكياج مونتاج ول يا ول

وكلام ونكت يستاهل ول يا ول

……………………………

أوبريتات غنائية

كما قدم للإذاعة 3 أوبريتات غنائية الأول “ليلة في قصر كليوباترا” إخراج عبدالوهاب يوسف، والثاني “عيد ميلاد نادية”، إخراج محمد محمود شعبان، والثالث “مين مرتاح” إخراج حافظ عبدالوهاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.