رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“شادية” تحيي تراث “سيد درويش” في بيروت

شادية تجري بروفة مع الرحبانية
كتبت : صبا أحمد

نحتفل هذه الأيام بذكرى ميلاد حبيبة مصر والمصريين “شادية” التى مست قلوبنا جميعا برقة مشاعرها، وقوة عواطفها الجياشة، وموهبتها الطاغية سواء فى التمثيل أو الغناء، شادية “الحنان كله” كما وصفتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم، شادية التى كانت أرق وأجمل زهرة فى بستان النغم، صوت الفرحة، ورنة الشجن وإيقاع الصدق، والفنانة الوحيدة على مستوى العالم التى نجحت كممثلة دون أن تغني، ونجحت كمطربة دون أن تمثل، فبالقدر الذى تميزت به كممثلة لعبت عشرات الأدوار المركبة المحفورة فى وجدان عشاق الفن السابع، بقدر ما كان لها الوزن نفسه كمطربة لها موقع خاص فى السلم الغنائي، فرغم أن السينما المصرية والعالمية شهدت مطربات ممثلات، لكنهن لم يحققن نجاح شادية السينمائي ولا الغنائي.

اليوم نتذكرها من خلال صورة شاهدها البعض وتساءل أين وكيف ومتى تم تصوير هذه الصورة التى تجمعها بالموسيقار اللبناني “عاصي الرحباني”، الصورة فى بيروت، ويعود تاريخها لشهر مارس عام 1968  أثناء تسجيل “شادية” لأغنية من أوبريت “شهر زاد”بعنوان “أديني أهو جيتك بدري”، تلحين الشيخ سيد درويش، وتوزيع الأخوين رحباني، الأغنية كان من المقرر أن تغنيها صوت مصر في فيلم “الحب الضائع” الذي كان من المفترض أن تقوم ببطولته مع “نادية لطفي، وحسين فهمي، وسمير شمص”، إخراج “حسن الإمام”، لكن حدث خلاف بين منتج الفيلم “رمسيس نجيب”، و”الإمام”، فانسحب “حسن الإمام” من الفيلم، وانشغلت ” شادية” بتصوير أفلام آخرى، وكذلك”نادية لطفي”، فأسند المنتج “رمسيس نجيب” بطولة الفيلم  لكلا من “رشدي أباظة، سعاد حسني، زبيدة ثروت”.

مراجعة التفاصيل النهائية للأغنية مع عاصي الرحباني

قالت “شادية” فى حديث لمجلة ” الشبكة اللبنانية” وقت تسجيل الأغنية عام 1968 : ” لقاء حنجرتي بألحان العبقري “سيد درويش” كان حلما، فمن بداياتي وأنا أحلم أن أحيي تراث هذا العبقري، كما كنت أتمنى أن أغني دائما من ألحان الأخوين رحباني وقد تحققت أمنياتي”.

وأضافت شادية : سنعيد أنا والزميلة الغالية “نادية لطفي” غناء أغنية “أديني أهو جيتك بدري” وسألعب أنا دور “حورية” وتلعب هى دور “زعبولا” فى أوبريت “شهر زاد”، وقبل أن يستغرب أحد كيف ستغني “نادية” أقول لكم أن المطرب اللبناني “إيلي شويري” هو الذي سيغني، وسيقتصر دورها فقط على فتح شفايفها، وصوت ” المطرب” شغال.

سهرة مع المنتج “رمسيس نجيب” وزوجها “صلاح ذوالفقار”، والموزع اللبناني “طنوس فرنجية” فى بيت السيدة “فيروز”

والمشهد جزء من فيلم “الحب الضائع” حيث من المفترض إنني و”نادية” أصدقاء من الطفولة، ومشهد غنائنا فى الأوبريت هو في ختام حفل نهاية عام دراسي أثناء دراستنا الجامعية.

وصرحت شادية  أن الأخوين رحباني على درجة كبيرة من الثقافة والذكاء والتجدد وخفة الظل، لدرجة إنك تحب أن تمكث  معهم أطول مدة ممكنه لكى تتعلم منهم، وتكره أن تغادر مكتبهما،لأنهما على درجة كبيرة من التواضع، ولا يعرفان الغرور، رغم نجاحاتهما، وتطويرهما للموسيقى.

وقالت: سهرت أنا والمنتج “رمسيس نجيب” وزوجي الفنان “صلاح ذوالفقار”، والموزع اللبناني “طنوس فرنجية” فى بيت السيدة “فيروز” التى كانت اكتشاف بالنسبة لي لخفة ظلها وكرمها، ولقد استمعت إلى أغنياتها الجديدة التى ستغنيها الفترة القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.