(يوسف وهبي).. أبدع في الشعر والمقالات التي تعبر عن آرائه الاجتماعية والثقافية!
* كتب العديد من الأشعار لمسرحياته التى كانت تعرض في مدينة (رمسيس)
* كتب للمطربة نادرة أكثر من أغنية بتلحين الموسيقار (رياض السنباطي)
* أهدى أسمهان مطلع أغنية (أنا اللي استاهل) وطلب من الشاعر يوسف بدروس تكملة الأغنية
* ليلي مراد غنت من أشعاره في فيلمها المفقود (شادية الوادي)
على مدى تاريخ الفن المصري جمع عدد من النجوم بين حرفية الفن وموهبة الأدب فكتب بعضهم الشعر أو القصة، بعضهم أجاد وبعضهم كان ضيفا خفيفا على الأدب، وفي كل أسبوع سنتوقف مع واحد من هؤلاء النجوم لنلقي الضوء على مشواره الفني، وموهبته الفنية والأدبية.
كتب : أحمد السماحي
هذا الأسبوع موعدنا فى باب (نجوم لكن شعراء) مع نجم نجوم الفن المصري، والرجل الذي عاش ألف عام الفنان الكبير (يوسف وهبي) الذي وصف حياته فى الكتب الثلاثة التى حملت اسم (عشت ألف عام)، والتى تناولت مشواره الفني والإنساني قائلا:
(عشرات السنين عشتها بين مد وجزر، في قصور فاخرة، وغرف على الأسطح يشاركني فيها الدجاج، رأسمال ضخم ورثته عن أبي وأضعته، ثم استرددته ثم أضعته، دوامة لا تهدأ، فقر وغنى، شظف وترف، ظلام وأضواء، قامرت وربحت وخسرت وانتصرت وهزمت، ولكني لم أسلم سلاحي ولم أخضع للأقدار، وظل المسرح محبوبتي التى ذبت فيها عشقا منذ أن كنت فى السابعة من عمري، وقد تضاعف هذا العشق على مر الأيام وتحول إلى وله).
(يوسف وهبي) أول من قدم المسرح
كان فنان الشعب (يوسف وهبي) أول من قدم المسرح بصورته الحديثة في مطلع الثلاثينات، واستمر عطاؤه ممثلا ومخرجا ومترجما ومؤلفا ليس على خشبة المسرح فقط ولكن للعديد من الأفلام السينمائية.
ويذكر له أنه أنتج للسينما المصرية أول فيلم سينمائي صامت عام 1927 هو فيلم (زينب) الذي أخرجه “محمد كريم” وقام ببطولته كلا من (سراج منير وبهيجة حافظ)، كما أنه صاحب أول فيلم عربي ناطق وهو (أولاد الذوت)عن قصة كان قد كتبها وقام ببطولتها عام 1932.
(يوسف وهبي).. شاعرا لأول مرة
هذا الأسبوع لن نتحدث عن أي من مجالاته الفنية التى أبدع فيها (يوسف وهبي) مثل التمثيل أو الإخراج أو التأليف أو الترجمة، ولكننا نكشف الستار لأول مرة عن بعض الأغنيات التى كتبها في بعض الأفلام التى قام ببطولتها لنضيف له لقب جديد هو النجم الشاعر، فقد كان (يوسف وهبي) يكتب الأشعار والأغنيات لمزاجه الخاص، وعندما تتاح له الفرصة لوضعها في عمل فني كان يفعل ذلك.
ورغم انشغاله بعمله الفني كان (يوسف وهبي) حريصا على لقاء أصدقائه من المثقفين والكتاب مرة كل أسبوع في حديقة جروبي بشارع (عدلي) ليتناقشوا في شئون الفن والحياة، وكانت هذه الجلسة تضم أسماء لامعة – كما تقول راوية راشد – في كتابها (يوسف وهبي – سنوات المجد والدموع).
وذلك مثل (فكري أباظة، زكي أبوشادي) صاحب جماعة (أبوللو) الأدبية، وعددا من الكتاب الشبان مثل (فريد أبو حديد، علي الشرقاوي، علي أحمد باكثير) وكانت أخبار تلك اللقاءات تنشر في المجلات الفنية والثقافية التى اشتهرت فى ذلك الوقت، ومن بينها مجلة (الثقافة) التى كان يرأس تحريرها الدكتور (طه حسين).
كما شارك (يوسف وهبي) بالعديد من المقالات التى كتب فيها آراءه الاجتماعية والثقافية في العديد من المجلات والصحف، وكان محور تلك المقالات يدور حول فكرة التغيير المجتمعي دون المساس بالقيم الأخلاقية، وكان فى بعض المقالات مغاليا في التمسك بالقيم المجتمعية، كأنه ينفي ما أشيع عنه من انفلات وتهور.
نماذج من أغنيات (يوسف وهبي)
كانت فترة الأربعينات هى الفترة الذهبية للسينما الغنائية، نظرا لعشق الجمهور المصري لهذا النوع من السينما، وفي هذه الفترة كتب (يوسف وهبي) العديد من الأغنيات في الأفلام التى قام ببطولتها، ومن قبلها كتب العديد من الأغنيات في أعماله المسرحية.
لكننا اليوم سننشر ما وقع تحت أيدينا، ففي عام 1942 قام (يوسف وهبي) بتأليف سيناريو وحوار فيلم (بنت ذوات)الذي قام أيضا بإخراجه، وشاركته البطولة (راقية إبراهيم)، وتدور أحداثه حول (إبراهيم) إبن الخولي الذي يحصل على دبلوم الهندسة، ويتقدم لخطبة “سامية” إبنة الباشا صاحب العزبة التى يعيش فيها.
لكنها ترفضه نظرا للفارق الاجتماعي بينهما، يشعر بعدها بالإحباط واليأس لكنه يقرر تحويل اليأس إلى أمل، فيعمل في مجال العمل الحر، ويصل إلى أرقى المناصب، في الوقت الذي يبدد (الباشا) ثروته وتتوالي الأحداث فى إطار إجتماعي غنائي لطيف.
وفى هذا الفيلم كتب أغنية (بإيدي جرحت الفؤاد) التى لحنها الموسيقار (رياض السنباطي) وغنتها المطربة الكبيرة (نادرة) وتقول كلماتها:
بإيدي جرحت الفؤاد
ما حدش عملها وخالف هواه
لساني خني وخان الوداد
يا ريت ما نطق باللي شقاه
رفضت السعادة وغاية المنى
وراحة ضميري وكل الهنا
جناية ولا حد قبلي جنا
مين الورد شوكه غيري أنا؟
دي غلطة وكانت ومين اللي قال
قلوب الأحبة يفرقها مال
أسيت عليه وضنيت بالوصال
ومحال يعود لي تاني محال
جنيت جناية على غرامي
ولا شكوى تنفعني ولا نوح
ضيعت آمالي وأحلامي
ابكي على قلبي المجروح.
(يوسف وهبي) يكتب أغنية (يا فرحتي)
وفى نفس الفيلم غنت المطربة (نادرة) أيضا كلمات (يوسف وهبي) من خلال أغنية (يا فرحتي)، ألحان الموسيقار (فريد غص)، تقول كلماتها :
يا فرحتى نلت المنى وقلبي صفا
وارتاح فؤادي وضميري وحبي عفا
رجعت لي يا مليك الروح بعد الجفا
وزال شقاي وخلى وفا
يا فرحتي نلت المنى
يا ما سهرت ليالي وأنا بناجيك
وأطلب من الله صفحك ورضاك
وعاهدت ربي يوم ما لاقيك
أخضع لأمرك وأطيع هواك
يا فرحتي نلت المنى
أنا كنت تايهة فى دنيا وأنت بعيد
أبكي وأشكي الهوى للنسيم
خفت إني أبوح لك بغرامي وأنت عنيد
نفسك أبيه وأصلك كريم
يا فرحتي نلت المنى
سحابة ومرت والجرح اندمل
والزهر ميل ع الياسمين
والدنيا دي جنة وأمل
وأنا وأنت فيها خالدين
يا فرحتي نلت المنى.
(يوسف وهبي).. غرام وانتقام
عام 1944 وأثناء تصوير فيلمه (غرام وانتقام) بطولة رائعة الصوت (أسمهان) تطلب أحدى المواقف أغنية فكتب (يوسف وهبي) يقول :
أنا اللي استاهل كل اللي يجرى لي
الغالي بعته رخيص ولا احسبوش غالي
ونظرا لانشغاله في تجهيز هذا الفيلم الذي تولي بطولته وإخراجه، طلب من الشاعر (يوسف بدروس) تكملة باقي الأغنية التى غنتها أسمهان في آخر أفلامها.
(يوسف وهبي) وشادية الوادي
في فيلمه (شادية الوادي) الذي قام بتأليفه وإخراجه عام 1947 وشاركته بطولته سندريلا السينما الغنائية (ليلى مراد) كتب(يوسف وهبي) أغنية بعنوان (على رقصة الكاستانييت) من تلحين (رياض السنباطي) تقول كلماتها:
إحنا بنات أسبانيا، جدودنا كانوا عرب
شهرتنا ماليه الدنيا، جمال وحسن وطرب
قوامنا دا غصن البان، والعين عيون غزلان
تتمايل مع الأغصان، وتغني أعذب الألحان