رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(فانوس رمضان).. طقس خاص كان يحرص عليه نجوم الفن المصري

كتب : أحمد السماحي

(فانوس رمضان) أحد أشهر وأبرز المظاهر التي ارتبطت بالشهر الكريم، في بدايته استعمل دليلا لإضاءة الطريق ليلا، إلى أن أمر الفاطميون بإضاءة مساجد القاهرة به – كما تقول بعض الروايات – فصار مظهرا رمضانيا موروثا منذ ذلك الحين.

وتختلف الروايات حول أصل (فانوس رمضان)، ومن أشهر هذه الروايات رواية تعود للعهد الفاطمي في مصر منذ أكثر من ألف عام تقريبًا، وتحديداً في الخامس من رمضان عام 358 هجريًا، عندما كان ينتظر سكان القاهرة وصول الخليفة الفاطمي المعز لدين الله ليلًا.

في تلك الفترة، أمر القائد العسكري والنائب (جوهر الصقلي) بإضاءة الطرق بالشموع لاستقبال الخليفة، وللحفاظ على شموعهم مشتعلة، نصب القاهريون الشموع على قواعد خشبية وغطوها بالجلود، وهو ما جعل الشموع تظهر وكأنها فانوس. 

وفي رواية أخرى، بدأت قصة (فانوس رمضان) عندما أصدر الخليفة الفاطمي الحكم بإضاءة الشوارع والجدران من القاهرة في الليل خلال شهر رمضان لإضاءة طريق الناس في الشوارع، وكانت الطريقة الوحيدة لإضاءة الشوارع في تلك الأيام هي استخدام الفوانيس.

أما عن الرواية الثالثة، وهى واحدة من أغرب الروايات التي دونها التاريخ عن أصل (فانوس رمضان)، كان النساء في العصر الفاطمي ممنوعين من الخروج طوال العام عدا في شهر رمضان، فيصبح لهم حرية الخروج والاستمتاع في هذا الشهر، وكان يسبق السيدة غلام يحمل فانوسًا لتنبيه الرجال بوجودها في الطريق.

وبغض النظر عن أصل قصة (فانوس رمضان)، يبقى رمزا مهما لشهر رمضان المبارك، يضفي على ليالي الشهر الكريم أجواءً من البهجة والسرور، لذا اهتم به نجوم الفن، وصار طقسا يحرصون عليه من حيث الشكل وذلك بتجديده على مر الأيام والتاريخ، ومع قدوم الشهر الكريم وحتى نهايته يضيئون به بيوتهم.

فمنذ قرون، ارتبط الفانوس بشهر رمضان المبارك في مصر، وأصبح متواجد بكل المنازل في رمضان ليضيف على البيت لمسة رمضانية خاصة. ولكن، هل تساءلت يومًا عن رحلة هذا الفانوس من ورش العمل إلى بيوتنا؟

وتبدأ رحلة صناعة (فانوس رمضان) باختيار المواد الخام، مثل الخشب والحديد والنحاس والزجاج، ثم تصنع أجزاء الفانوس بشكل منفرد، بعد ذلك، تجمع أجزاء الفانوس وتثبت ببعضها، ثم تزين بالرسومات والزخارف الجميلة، باستخدام النقوش والألوان الزاهية لصناعة مختلف أشكال فوانيس رمضان.

وتعد صناعة الفوانيس حرفة يدوية تتطلب مهارة ودقة عالية، حيث يقوم الحرفيون بتشكيل المواد الخام وصنع الفوانيس بأشكال مختلفة، مستوحاة من التراث المصري والإسلامي، كما تعد صناعة الفوانيس مصدر رزق للعديد من الأشخاص في مصر، حيث يعمل في هذه الصناعة حرفيون وفنانون وتجار، يساهمون في إضاءة ليالي رمضان المبارك.

ومع مرور الزمان واختلاف المكان يتحول (فانوس رمضان) رمزا للفرحة وتقليدا محبباً فى شهر رمضان، ثم انتقلت فكرة الفانوس المصرى إلى أغلب الدول العربية وأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان لاسيما فى دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها.

مع بدء الألفية الجديدة تطور شكل فانوس رمضان حتى ظهر الفانوس الكهربائى الذى يعتمد على البطارية فى تشغيله، وظهر الفانوس المتكلم الذى يصدر موسيقى وأغانى عند تشغيله، والفانوس الخشبي مؤخرا وغيرها من أشكال وألوان الفوانيس.

والمتابع للفن المصري يجد أن كثير من نجوم الفن المصري يحرصون على اقتناء الفانوس كأحد مظاهر الشهر الكريم، فيحتفي به الفنانون ويجعلون منه طقسا محببا في ليالى رمضان المعطرة بروح المحبة ونور الإيمان.

الراحل ممدوح بالعليم وفانوس لتزيين منزله في الدقي
جيهان نصر وفانوس بداية التسعينات
زبيدة ثروت مع فوانيس بداية الستينات
سناء مظهر وفانوس بداية الستينات اقرب إلى الشكل العربي
شريفة فاضل وفانوس منتصف الستينات
شمس البارودي وفانوس السبعينات
ليلى حماده وفانوس نهاية السبعينات
ماجدة الخطيب تضع شمعة في فانوس بداية السبعينات
مريم فخر الدين تضع شمعة في فانوس الخمسينات
ناهد شريف تحمل فانوس رمضان الستينات
نجوى فؤاد وفانوس نهاية الثمانينات للزينة في المنزل
نسرين وفانوس بداية السبعينات بالبطارية
نعيمة عاطف وفانوس الخمسينات

وبعضهم يحرص على التصوير معه، لهذا كان من الطبيعي أن نجد تطور صناعة الفانوس في يد النجوم المصريين، حيث حرصت الصحافة الفنية منذ الخمسينات ومع بداية شهر رمضان على تصوير النجوم ومعهم الفانوس، لهذا وجدنا ونحن نستعرض صور النجوم مع الفانوس مراحل تطور صناعة الفانوس فى أيديهم، بداية من الفانوس أبو شمعة، وحتى الفانوس الحالي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.