رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أيمن سلامة : “بنات ثانوي” يجسد هوس البنات بـ “السوشيال ميديا”

* نحن فى حاجة للشدة على بناتنا حتى يرسو على بر الأمان.

* كتبت الفيلم أولا كمسلسل إذاعي عام 2006

* البنات الخمسة يتحدثن جميعا بنفس اللهجة، لأنهن من مناطق شعبية قريبة جدا من بعضها.

* الفن والأدب عبر التاريخ يتناول جوانب سلبية، لو نظرت لأعمال “موليير” أو “شكسبير” ستجد أنهم تناولوا شخصيات سلبية.

* المنتج أحمد السبكي كان سعيدا بالفيلم ولم يتدخل إطلاقا في أحداثه، لأنه كان مؤمنا برسالته التى تهم المجتمع المصري.

* كسبنا التحدي بأن نتحدث عن جميع مشاكل المراهقة دون أن نقدم أي قبلات أو لقطات خادشة للحياء، أو ألفاظ جارح.

أيمن سلامة المؤلف وكاتب السيناريو
حوار : أحمد السماحي

فى أعمال الكاتب والسيناريست المتميز “أيمن سلامه” لا تشعر بالغربة، تحس بالواقع، تلمس مشاكلك، وتصدق ما تراه، فأعماله تجيد العزف على المشاعر، وتتطرق لأدق التفاصيل الإنسانية، ومن خلالها ينسج لنا أعمالا تحولت مع الأيام إلى علامات بارزة فى تاريخ الفن المصري.

منذ أيام قليلة يعرض أحدث أعماله وهو فيلم “بنات ثانوي” إخراج “محمود كامل”، وبطولة مجموعة من النجمات الصاعدات نحو النجومية وهن “جميلة عوض، هنادي مهني، مي الغيطي، هدى المفتي، مايان السيد”، فضلا عن “محمد الشرنوبي، أحمد صيام، محمد مهران” وغيرهم.

ويلاقي  الفيلم منذ عرضه حتى الآن استحسان وإعجاب عدد كبير من الجمهور، نظرا لاقترابه من عالمهم، لكن لم تكتمل فرحة المؤلف حيث فوجئ باتهام من الروائية “رشا سمير” بسرقة روايتها “بنات في حكايات”، ولم تكتف بالاتهام فتقدمت بشكوى إلى نقابة المهن السينمائية تتهم “سلامه” بذلك.

عن هذا الإتهام، وعن فيلمه الجديد تحدث إلينا الكاتب المتميز فإليكم نص الحوار:

محمود كامل مخرج الفيلم

المؤلف والسيناريست أيمن سلامه أكد لـ “شهريار النجوم” أن الموضوع فى القضاء الآن، وهو الذى قام برفع قضية على هذه الروائية، وينتظر كلمة القضاء المصري العادل، لأنه عيب جدا بعد هذا العمر، وهذه الأعمال الفنية المتميزة التى قدمها وحققت نجاحا كبيرا أن تتهمه روائية مهما كان شأنها، بهذا الإتهام الظالم الذي يواجهه لأول مرة فى مشواره الفني.

وأضاف قائلا: أولا : لو كنت قرأت روايتها وأعجبت بها، كنت كتبت لها السيناريو والحوار، فهذا لايعيبني إطلاقا، فما الذي يضرني؟! بحكم أنها روائية وأنا سيناريست، لكن هذا لم يحدث، ولم أسمع عنها من قبل، ولا عن روايتها، رغم إنني مستشار لعدد من دور النشر، وقد قرأت روايتها مؤخرا وبعد إتهامها لي بالسرقة، ووجدتها بعيده تماما شكلا وموضوعا عن أحداث فيلم “بنات ثانوي”، بل هي أقرب إلى مسلسل العظيم أسامة أنور عكاشه “ضمير أبله حكمت”.

جميلة عوض بطلة الفيلم

 ثانيا : فكرة المراهقة وبنات ثانوي وأولاد ثانوي، تم تقديمها مرارا وتكرارا من قبل  ومن “أبد الدهر” في الكثير من الأعمال الفنية بداية من “المراهقات، والتلميذة، مرورا بأسرار البنات، ومذكرات مراهقة”، وصولا لـ”أول ثانوي” وغيرها من الأعمال السينمائية والدرامية التى ظهرت قبل أن تولد هى نفسها، فهل نتهمها بأنها سرقت هذه الأعمال الفنية وكتبتها في روايتها؟!

بوستر الفيلم

ثالثا : وهنا المفاجأة إنني قدمت هذا الفيلم من قبل كعمل درامي إذاعي عام 2006 فى إذاعة “القاهرة الكبرى”، وقدمت جزء من أحداثه في مسلسل “إمرأة في ورطة” للنجمة “إلهام شاهين” عام 2010، كما أن العمل كتب حرفيا أمام مخرج الفيلم “محمود كامل”، والمنتج “أحمد السبكي” وبطلات الفيلم، وإذ كنت أكتب المشاهد بالحرف أمامهم، ونغير ونبدل ونتناقش في البروفات لدرجة إنني كتبت الفيلم أربع مرات، وآخر نسخة كانت في أكتوبر الماضي، والفكرة كانت عندي من سنين طويلة، وعرِضت على أكثر من منتج، وكانت تتنقل من شركة إنتاج لأخرى، إلى أن استقرت أمام المنتج “أحمد السبكي” ليتم تحويلها لفيلم سينمائي.

والسؤال الأخير : وقبل أن نغلق الكلام فى هذه القضية ما الذي يمنعني لكي أشتري روايتها منها إذا كانت تعجبني، وأحولها لفيلم سينمائي ولا أتعرض للمساءلة القانونية؟! فقد اشتريت الأغنية التى قام بغنائها “محمد الشرنوبي” في الفيلم من شاب تواصل معي على موقع “الفيس بوك”، حيث عرض على أن يغنيها أحد المطربين وتكون دعاية للفيلم فأعجبت بها، وقلت له تعالِ للمنتج “أحمد السبكي” لكي نشتريها، ولم يصدق الشاب نفسه عندما فعلت ذلك، وكتبنا العقد معاً وتنازل عنها والملحن أيضاً، وكتبنا اسم الشاعر والملحن تكريماً لهما، وأعطينهما أجرهما، وفي النهاية لا يجب تصديق كل ما يروج من شائعات أو اتهامات في سبيل النيل من صناع النجاح، نحن ناس شرفاء، وأدرس السيناريو، وعضو لجنة النصوص فى المسرح القومي، وغيرها من المناصب التى أتولاها.

وبعيدا عن هذا الاتهام أكد “سلام’ أن فيلمه يتناول مشاكل المراهقة بشكل معاصر، في إطار هوس البنات حاليا بتيك توك والإنستجرام، وطافة وسائل “السوشيال ميديا” التى قلبت كل الموازين، وأردنا من خلال الفيلم أن يهتم الأباء والأمهات بأولادهم ويقتربوا منهم، ومن عالمهم، وأحببنا أن نقول أيضا على البنات إلا يفعلوا شيئ من وراء أهلهم، لأن هذا يؤدي إلى كوارث، ورسالة الفيلم تقول : ليس كل القديم سيئ، وإننا فى حاجة للشدة على بناتنا حتى يرسو على بر الأمان.

وعن سر تناول أعمال فترة المراهقة وهى فترة ثرية بالطموح والتمرد والأنطلاق والتحرر، لكن السينما المصرية لم تتوقف من قبل سوى عند طيشها ونزقها وانغماس البنات والبنين فى المخدرات وصالات الديسكو قال : الفن بشكل عام عليه أن يتناول السلبيات الموجودة فى المجتمع أو المشاكل التى يمر بها، ويركز عليها، حتى يلفت نظر الأسرة والمجتمع والمسئولين عن هذه السلبيات، لمعالجتها، والفن والأدب عبر التاريخ يتناول جوانب سلبية، لو نظرت لأعمال موليير أو شكسبير ستجد أنهم تناولوا شخصيات سلبية مثل ” البخيل، الحاكم المتغطرس، أو الظالم أو المرابي وغيرها من الشخصيات السلبية وألقوا عليها الضوء بقوة.

مي الغيطي جسدت دور “شيماء” البت الإيجابية

وصرح  سلامه : أن المنتج “أحمد السبكي” كان سعيدا بفكرة الفيلم، ولم يتدخل إطلاقا بإضافة أو حذف أي شيئ من الفيلم، لأنه كان مؤمنا جدا به، وبرسالته التى تهم المجتمع المصري، وكان معانا فى جميع الخطوات ومشهد بمشهد، كان يريد عمل فيلم جيد محترم دون أي ابتذال، حتى الأبطال كلنا اشتركنا في اختيارهم، وكانت البداية عندما قابلت الفنانة “جميلة عوض” فى ورشة فى الجامعة الأمريكية، لأنني مهتم بهذه الورش، وعرضت عليها الفكرة فتحمست جدا، ونقلت حماسها للحاج “أحمد السبكي”، ووقع اختيارنا عليها، بعدها رشحنا باقي البطلات، وكل البطلات التى رشحناها جميعا واتفقنا عليها هي التى جاءت للعمل في الفيلم.

وأشار إلى أن سبب تحدث البنات الخمسة جميعا بنفس اللهجة لأنهن كلهن من مناطق شعبية قريبة جدا من بعض، بإستثناء “أيتن” التى جسدتها ” هنادي مهنى” فهي الوحيدة المختلفة بعض الشيئ عنهن بحكم نشأتها فى السعودية، وتربيتها تربية دينية.

وعن عدم وجود بنت إيجابية من بين البنات الخمسة قال صاحب “ولد الغلابة”: أرى أن “شيماء” التى جسدتها ” مي الغيطي” بنت إيجابية، فرغم أن والدها  الذي تعيش معه مدمن مخدرات، ووالداتها تركتها وتزوجت غير والدها، لكنها مصرة على التعليم، وعدم الاستجابة للانحراف، عندما حاول زميل والدها أن يتعدى عليها، وليس هذا فقط فقد رأينا إنها من البداية حاولت البحث عن عمل، حتى وجدته فى النهاية بعد الدرس القاسي الذي حدث لهن جميعا.

وصرح أن التحدي فى هذا الفيلم كان أن نتحدث عن جميع مشاكل المراهقة دون أن نقدم أي قبلات أو لقطات خادشة للحياء، أو ألفاظ جارح، كنا نريد أن تدخل الأسر جميعا لمشاهدة هذا الفيلم، ورب الأسرة مطمئن أنه لن يرى أي مشهد يغضبه، وفى نفس الوقت نقدم لهم قضية إجتماعية هامة يعاني منها معظم البيوت المصرية والعربية.

وعبر أيمن سلامه عن سعادته البالغة بالتعاون مع مخرج الفيلم “محمود كامل” لأنه مخرج مبدع، ومتمكن من أدواته ومتعاون  جدا مع الشباب بفهم وحب.

وعن إختياره أن يرسل رسالته من خلال البنات وليس الولاد فى هذا الفيلم قال : لأن البنت أخطر شيئ في المجتمع، ولابد أن تكون على درجة كبيرة من التربية والتعليم والثقافة والفهم والوعي، لأنها بعد فترة ستكون أم، وستأثر فى أولادها، وبالتالي في المجتمع، وقضية الفيلم كيفية الحفاظ على المجتمع وكيانه وتقاليده ومبادئه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.