رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أمينة صبري صاحبة (حديث الذكريات)، تتذكر حوارها مع ابن النيل (شكري سرحان).. (2)

* فيلم (لهاليبو) مع نعيمة عاكف أول أفلامي، و(ابن النيل) هو الانطلاقة الحقيقية لي وليوسف شاهين

* رفضت فيلم أجري فيه 8000 جنيه، وقبلت تقديم مسرحية (آه يا ليل يا قمر) بأجر 300 جنيه

* أرجو أن يعود للفن وزنه وقدره وقيمته لكي تفخر بنا مصر ونقدم فنا يليق بعظمتها.

بوستر فيلم (ابن النيل)

بقلم الإعلامية الكبيرة: أمينة صبري

مازالت أستاذتنا الإعلامية الكبيرة أمينة صبري، سيدة (صوت العرب) تواصل ذكرياتها وحواراتها مع نجوم الفن الجميل، وهذا الأسبوع تتوقف مع (ابن النيل) النجم (شكري سرحان)، وتتذكر الحلقة الثانية من حوارها معه، وظروف إجراء الحوار.

* أستاذ شكري.. أنت نجم ساطع من نجوم السينما، وكنت الفتى الأول لمدة طويلة، وتربعت على عرش شاشة السينما، فنتمنى أن نعرف منك حكايتك مع السينما؟

** (شكري سرحان): رغم نجوميتي في السينما، ولكن أول طريقي بها كان صدمة كبيرة لي!، فقد رشحت لبطولة أحد الأفلام، ولكن زميل لي كان صديقا للمخرج استبعدني لأسباب شخصية!

ولكن الحقيقة أن المخرج الكبير (أحمد كامل مرسي) عندما عرف الحكاية استدعاني، وطيب خاطري وقال لي: ( إن مثل هذا المخرج هو الذي لا يحترم فنه..

 انتظر قليلا، وأول فيلم سأخرجه ستكون معي، والمفروض أن تبدأ بأدوار صغيرة حتي تصبح بطلا خطوة خطوة).

وأثناء ذلك جاءتني الفرصة الكبيرة عندما استدعاني المخرج حسين فوزي، لعمل دور البطولة أمام النجمة المحبوبة نعيمة عاكف في فيلم (لهاليبو)..

وكنت في حيرة شديدة، لأنني من خلال عملي في المسرح أعمل أعمالا عالمية وأعمال جادة، ونفس الأمر في الإذاعة.

وفجأة وجدت نفسي بسبب السينما أمثل في سيرك مع المهرجين وأعضاء السيرك!، ولم أتعود علي مثل هذه الأدوار!

ولكن المخرج الكبير حسين فوزي ساعدني كثيرا، وكانت هذه أول بطولة لي في السينما، وقد نجح الفيلم نجاحا كبيرا، ثم جاءت أول خطوة مهمة لي من خلال فيلم (ابن النيل).

وفيلم (ابن النيل) يعتبر الانطلاقة الحقيقية لي وللمخرج يوسف شاهين الذي كان يدرس في أمريكا، واختارني لأقدم هذا الفيلم، الذي كان من إنتاج المنتجة الهامة ماري كويني.

وشعرت بالمسئولية الكبيرة، وبذلنا أقصي جهدنا، وكان هذا الفيلم الانطلاقة الحقيقية لي وليوسف شاهين.

أقدم ما آراه فنيا عملا جادا ومحترما

* منذ نجاح فيلم (إبن النيل) انطلقت كفتي أول انطلاقة كبيرة وقدمت أفلامنا هامة جدا تعتبر علامات بارزة في تاريخ السينما؟

** (شكري سرحان): هذا راجع إلى أنني طوال عمري أحترم عملي، وأقدم ما آراه فنيا عملا جادا ومحترما، فعملت أفلاما أحبها كثيرا مثل (شباب امرأة، رد قلبي، صراع الأبطال، اللص والكلاب، الزوجة الثانية، البوسطجي، إحنا التلامذة)، وأفلام كثيرة أخرى أفتخر بها.

* قدمت أيضا فيلما غير مسبوق في السينما المصرية وأخذت عليه جائزة عالمية وهو فيلم (صراع الأبطال)؟

** (شكري سرحان): كان فيلما عظيما، من إخراج المبدع توفيق صالح وأخذنا عنه جائزة أولى فقد كان على مستوي عالميا، ويحكي عن فترة عصيبة مرت بها مصر في عام 1947، عندما داهم قرى مصر مرض الكوليرا.

* حضرتك بدأت في المسرح، ثم أخذتك السينما كثيرا فماذا عن المسرح بعد نجوميتك الطاغية في السينما؟

‫** (شكري سرحان): كان أساتذة المسرح، مثل (حسين رياض، زكي رستم، أحمد علام) وغيرهم يلعبون الأدوار المهمة في المسرح، وهم جميعا أساتذة، وكنا نلعب أنا وجيلي أدوارا ثانوية.

وذلك حتي جاء عام 1967 وتوقفت الحركة الفنية قليلا، وذهب معظم الفنانين إلى (بيروت) وعرض عليّ الذهاب للبنان لعمل فيلمين هناك، ولكني لم أقتنع بهما رغم أنه كان عرضا ماليا سخيا.

ولكن رغم أهمية الفلوس إلا أن قيمة الفن عندي أكبر، ثم كانت أيضا هذه المرحلة مرحلة حزن وشجن وارتباك فقررت ألا أترك مصر وقتها.

وفي هذه الفترة عرض عليّ المخرج الكبير جلال الشرقاوي بطولة مسرحية (آه ياليل يا قمر) تأليف الكاتب نجيب سرور، وعندما قرأت المسرحية وجدتها مليئة بالسياسة والوطنية والإخلاص.

وشعرت أنني لو قدمتها حاكسب ملايين الجنيهات فنيا، وكانت هيئة المسرح وقتها تعطي 300 جنيه شهريا، وقبلت العرض ورفضت 8000  جنيه أجري عن بطولة فيلم واحد في بيروت.

وشعرت أن قيمة هذه المسرحية تساوي ثروة الدنيا، وقبلتها وأنا سعيد وفخور، واعتبرتها قيمة فنية عالية وراقية.

أنا فخور جدا لأنني قدمت (آه ياليل ياقمر) للمسرح

* إذن مسرحية (آه ياليل يا قمر) تعتبر علامة مهمة في مشوارك الفني المسرحي؟

‫** (شكري سرحان): طبعا وأنا فخور جدا لأنني قدمتها للمسرح، ثم بعد ذلك قدمت مسرحية (ياسين ولدي)، وكانت تعبر عن الزعيم جمال عبدالناصر.

 ثم مسرحية (تحت المظلة) وهى تجربة قدمها نجيب محفوظ وإخراج جلال الشرقاوي، وقدمت مسرحيات سياسية عديدة ناجحة جدا مثل: مسرحية (رأس الفن) تأليف الأستاذ سعد الدين وهبه، مع الأستاذة سميحة أيوب، الحقيقة قدمت في هذه الفترة مسرحيات عديدة أفخر بها.

* أستاذ شكري بعد العطاء المشرف لك في درب الفن حيث قدمت حوالي 150 فيلما، وعشرات المسلسلات، وعشرات المسرحيات المحترمة الراقية.. يعني حياة حافلة بالنجاح والاحترام من الجميع سواء من الجمهور، أومن الزملاء، ونجاح وانتشار وشهرة، هل لديك أمنيات فنية أخري أم اكتفيت؟

‫** (شكري سرحان): أمنيتي من الله سبحانه وتعالي أن يعود للفن قيمته ووزنه، وأن يكون الفن بالنسبة للفنانين هو الهدف الأسمي وليس المال فقط، ويكون الفن هدف في حد ذاته، وأن نقدم لمصر دائما فنا راقيا محترما تفخر به مصر.

في نهاية حواري معه أقول: (من الطبيعي أن يكون الرقي والاحترام هو هدف هذا الفنان الراقي النجم شكري سرحان).

مع مريم فخر الدين في (رد قلبي)
مشهد من قنديل (أم هاشم)
مع ماجدة في (النداهة)
مع شادية في (الستات ما يعرفوش يكدبوا)
مع رفيق دربه ودفعته عمر الحريري
مع برلنتي عبدالحميد في (درب المهابيل)
مع نجاح سلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.