رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب: مهنية إعلام الطوفان في (غزة)

بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن

منذ 107 يوم وهى مدة عدوان المحتل على أهل الأرض وحماة الأقصي، أهل فلسطين عامة وسكان (غزة) خاصة، فبعد عنصر المفاجأه الذي باغت المحتل الذي كان مغرورا بنفسه وتفوقه وعلمه بدبيب النمله قبل أن تدب في منطقتنا.

وبعد اقتحام ثكناته وأسر جنوده وفرار المستوطنين من سكان منطقة غلاف (غزة)، وبعد استنفاد أحدث أجهزة الاستطلاع والتجسس الأمريكيه والبريطانيه وترسانة المحتل الغاشم.

والفشل الذريع في تحرير الأسري علي مدار 107 يوما، وبعد الصمود للمقاومه وفصائلها، وبعد تحمل شعب (غز’) والضفه لكل محاولات التهجير والإباده، وبعد تصريحات قادة المحتل الكاذبه علي شعبه والعالم أجمع.

وبعد تبعيه العجوز الهرم (بايدن) لروايات قادة المحتل الملفقه، وبعد دعم حزب الله اللبناني، وحزب الله العراقي، والجماعه الإسلاميه في العراق وسوريا، وجماعة الحوثي في اليمن.

وكل شعوب الأرض لأهل (غزة) وفلسطين، وبعد خسائر المحتل في القتلي والجرحي والمأزومين نفسيا والفارين إلي الخيام، وإنقسام الداخل حكومة وشعبا وبعد تبادل التهم بين الحكومة وأجهزة الأمن والمخابرات.

إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: (الأمريكي العجوز).. والطوفان، والقبة !

وبعد افتضاح كذب المحتل أمام العالم، وبعد فشل العدو في أهداف حربه، فلا قضي علي حماس في (غزة) ولا حرر أسراه ولا حقق أمنا لشعبه، وبعد حكم محكمة العدل الدولية وبعد بوادر خسارة بايدن لاصوات الشباب والعرب والمسلمين.

وبعد ماينتظر (نتنياهو) من انتهاء مستقبله السياسي وانتظاره لمحاكمات وتهم عديده، وبعد تفرد شبكة (الجزيرة) بهذه التغطية المهنية الناقلة للحقيقة، وبعد تساؤلات الشعوب العربيه والمسلمه عن هذا الصمت المخزي، وبعد حراك جنوب أفريقيا لا شمالها نصرة لأهل غزه وفضحا لأهل الاحتلال.

بعد كل ذلك من تخطيط استراتيجي وجمع معلومات وإخفاء أسرى العدو، وحراك قادة حماس في قطر وتركيا ولبنان، وبعد شروط المقاومة التي لاتقبل الضغوط في مسألة تبادل كل الأسرى بكل الأسرى وحتمية إيقاف العدوان.

الأداء الإعلامي المهني المحترف محدد الرسائل والأهداف بعناية من جانب حماس

الأداء الإعلامي المهني المحترف

وبعد عجز المحتل ومناصريه عن فعل أي شيئ في هذا الملف اللهم إلا طلب الوساطه من قطر ومصر ومن له خاطر عند المقاومه، نجد جانبا آخر يسير بجوار هذه الاستراتيجيات العسكرية الناجحة.

وهذا الصمود العظيم، وهذا التفاوض المذهل وهذا الصوت المقاوم الذي كسر أنف المحتل وداعموه الإمعة.

يأتي الأداء الإعلامي المهني المحترف محدد الرسائل والأهداف بعناية، والذي أظهر كذب المحتل، ونفاق داعميه، وأثار تعاطف شعوب الأرض مع قضية العرب والمسلمين الإولي.

إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: إعلام (الهدنة)، وتجربتنا الإخباريه؟!

فقد كشفت فيديوهات المقاومه المحترفة كذب المحتل وحجم خسائره بل وخاطبت الداخل الإسرائيلي بفيديوهات فشل محاولات جيشه في تحرير أي أسير، بل وإن أي محاوله لذلك نتج عنها قتل الأسرى ومن جاء لتحريرهم.

حتي عرف يهود الداخل كذب وفشل وخيبة جيشهم وأجهزتهم الأمنية والاستخباراتية وحكومتهم في (غزة) رغم تصريحات متطرفيها بالقتل والتدمير والتهجير والمناطق العازلة والسلطة التابعة لهم ونهاية حماس.

كل هذه التصريحات لطمأنه شعبه المرعوب من سيناريو السابع من أكتوبر، الفارين من الجنوب والشمال، العائشين في خيام الإيواء لأول مرة، الرافضين العوده لمنازلهم رعبا من المقاومة.

كل ذلك فضحه وكشفه إعلام الطوفان المحترف، الذي أدار حربا إعلامية ماهرة بالتوازي مع الحرب العسكرية، هذا الأداء الإعلامي الذي تم توجيهه لشعب الداخل فخرج متظاهرا يضغط علي حكومته الفاشلة.

ومتوجها لجيش المحتل تخويفا من مصير مجهول ينتظرهم فرفض من رفض المشاركة في الحرب أو في التواجد في منطقة غلاف (غزة) وأصيب بعضهم بأمراض نفسيه مازالوا يعالجون منها.

ومتوجها لحكومة المحتل ومتطرفيها ليكذبهم أمام مواطنيهم، هذه الرسائل الإعلاميه المنفذة بحرفيه ذات أهداف مدروسه تخدم توجهات المقاومة، وكان أبرزها رسائل الأسرى والعجائز منهم ومنها جثث الأسري الذين قتلهم العدو بنفسه.

إضافة إلى من قتلهم جيش الاحتلال بنيرانه مباشرة مما جعل هذا الجيش مرتبكا يقتل أسراه، ويفجر جنوده مما هز الثقه في آدائه وتفوقه.

وكأن ثلاثتهم يقدمون تنويها جماعيا لكشف وفضح وشتم وتحريض الحكومة

إعلام المقاومة في (غزة)

أما استهداف إعلام المقاومة لشعب المحتل وتحريكه وقتما يشاء ليخرج ويضغط علي حكومته ببث رسائل الأسرى الذين يكذبون حكومتهم ويعترفون بقتل جيشهم لزملائهم.

وكان آخر هذه الرسائل هو فيديو لثلاث مجندات أسيرات يتحدثون عن قصف جيشهم لهم، وقتل رفاقهم من الأسرى، وتركهم دون تحريرهم، وكذب الحكومة علي الشعب.

ويحرضون عائلاتهم على استمرار الخروج والضغط علي حكومتهم الكاذبة، في شكل فني راق وكأن ثلاثتهم يقدمون تنويها جماعيا لكشف وفضح وشتم وتحريض الحكومة والجيش والأهالي.

مما يزيد الضغوط علي حكومة المحتل، ويزيد من سخط الشعب علي حكومته وجيشه وخيبة أملهم الكبرى، هذه الفيديوهات وصناعتها المحكمة وتوقيت بثها بالتزامن مع المفاوضات الجاريه لتبادل الأسرى تصب بمهنية في صالح المقاومة وشروطها وتزيد من الضغط علي حكومة المحتل، وتكشف أكاذيبه.

وتخرج الألسنه لكل محاولات الفشل لمعرفة أماكنهم أو تحريرهم رغم كافة التقنيات الحديثة التى لدى المحتل ولدي أمريكا وبريطانيا ودولا ضالعة أخري وكلها محاولات فاشلة أحرجت المحتل وداعميه أمام العالم وأمام شعوبهم.

ليت إعلامنا يدار بمهنية، وأن تكن له رسائل محددة مدروسة، وأن تكون له نتائج وتأثيرات صائبه، تحية لصمود فصائل المقاومة، وتحيه لتميزها معلوماتيا وميدانيا، وتحية لفريق تفاوضها، وتحية لشروطها.

وألف تحيه لفريق إعلامها سواء المصورين أو المخرجين أو المونترين أو المعدين لمحتوى إعلامهم أو المحددين لوقت البث، وكل التحيه لمن يبث لهم ويتواصل معهم ويكرر فيديوهاتهم.

إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: ومن الصمت ماقتل في (غزة) ؟!

ويحدث هذا التأثير علي الداخل الإسرائيلي وعلي جيش المحتل الخائب أمله وعلى حكومة المحتل الكاذبة في مستنقع غزة، ووصولا لكل الأرض وهيئات العالم ذات الصله بملف هذا العدوان.

حتي أصبح العدو محترفا للكذب والتضليل وأصبحت المقاومة محترفة للقتال والصمود والنصر وصياغة رسائل الإعلام بحرفية أحرجت العدو وأربكت جيشه وأخرجت شعبه ووضعت حكومته تحت ضغط شعبي لا يمكن تجاهله.

تحية لاهل (غزة) والضفة، وتحية لصمود المقاومة وتحية لفريق تفاوضها وتحية لكتيبة إعلامها، وتحية لجنوب أفريقيا، وتحية لشبكة الجزيرة، وميلون تحيه لأرواح الشهداء وأسرهم، وتحية لجرحي أهل الرباط.

وتحية لهذا الشعب المذهل صبرا ورضاءا وتحملا وكأنه غير كل شعوب الأرض، وصبرا آل (غزة) فإن نصركم لقريب.. آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.