رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في ذكرى (نزار قباني): تعرف على ما فعله (الأخوين رحباني وفيروز) في (موال دمشقي)!

المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفه.

كتب: أحمد السماحي

نحيي اليوم الذكرى الـ 26 لرحيل الشاعر العربي الكبير (نزار قباني)، الذي لون حياتنا بألوان قوس قزح، وعبر عن أدق التفاصيل الإنسانية، والقضايا المصيرية.

 وكان لدى (نزار قباني) حس إيقاعي عالي، سواء كتب قصيدة موزونة مقفاة، أو قصيدة تفعيلة، أو مقطوعات نثرية، فهو شاعر عابر للأساليب، عابر للمفردات، عابر للإيقاعات.

كان (نزار قباني) مسكون ببلده الشام، وكتب فيها أروع الكلمات النثرية والشعرية، فهو القائل: (لا أستطيع أن أكتب عن دمشق، دون أن يُعرش الياسمين على أصابعي.

ولا أستطيع أن أنطق اسمها، دون أن يكتظ فمي بعصير المشمش، والرمان، والتوت والسفرجل، ولا أستطيع أن أتذكرها، دون أن تحط على جدار ذاكرتي ألف حمامة، وتطير ألف حمامة).

وهو القائل عن دمشق أيضا: (دمشق ليست صورة منقولة عن الجنة، إنها الجنة، وليست نسخة ثانية للقصيدة، إنها القصيدة، وليست سيفا أمويا على جدار العروبة، إنها العروبة).

من القصائد الرائعة التى كتبها (نزار قباني) عن دمشق، قصيدة (موال دمشقي)

(نزار قباني).. موال دمشقي

من القصائد الرائعة التى كتبها (نزار قباني) عن دمشق، قصيدة (موال دمشقي)، هذه القصيدة التى وقع اختيار الأخوين رحباني عليها في السبعينات لتقوم جارة القمر فيروز بغنائها.

وفي نهاية السبعينات، وفي معرض دمشق الدولي، غنت فيروز هذه القصيدة فألهبت الحضور، بقوة وعذوبة صوتها، وبصدق كلمات نزار قباني.

 هذه القصيدة الرائعة التى نشرتها فيروز بصوتها الملائكي العذب في كل العالم العربي، قام الفنان الكبير منصور الرحباني بحذف بعض أبياتها، حتى لا تطيل مدة غنائها، وتفاديا للتكرار.

اليوم ومن خلال باب (محذوفات الأغاني) نقوم بنشر القصيدة كاملة كما كتبها شاعرنا السوري المبدع (نزار قباني)، وستجدون الكلمات المحذوفة مكتوبة باللون الأحمر.

لقد كتبنا.. وأرسلنا المراسيلا

وقد بكينا.. وبللنا المناديلا

قل للذين بأرض الشام قد نزلو

قتيلكم لم يزل بالعشق مقتولا

يا شام.. يا شامة الدنيا ، ووردتها

يا من بحسنك أوجعت الأزاميلا

وددت لو زرعوني فيك مئذنة

أوعلقوني على الأبواب قنديلا

يا بلدة السبعة الأنهار.. يا بلدي 

ويا قميصا بزهر الخوخ مشغولا

ويا حصانا تخلى عن أعنته     

وراح يفتح معلوما، ومجهولا

هواك يا بردي، كالسيف يسكنني

وما ملكت لأمر الحب تبديلا

ما للدمشقية الكانت حبيبتنا

لا تذكر الآن طعم القبلة الأولى

أيام في دمر كنا.. وكان فمي

على ضفائرها.. حفرا.. وتنزيلا

والنهر يسمعنا أحلى قصائده

والسرو يلبس بالساق الخلاخيلا

يا من على ورق الصفصفات يكتبني

شعرا.. وينقشني في الأرض أيلولا

يا من يعيد كراريسي.. ومدرستي     

والقمح، واللوز، والزرق المواويلا

يا شام إن كنت أخفي ما أكابده  

فأجمل الحب حب – بعد ما قيلا.

وكما حدث لكثير من قصائد (نزار قباني) التى لحنت مرتين فقد قام الموسيقار العراقي (نصير شمة) بتلحين نفس القصيدة من سنوات وقام بغنائها المطرب رشيد غلام.

الأخوين رحباني ربطتهم علاقة قوية مع الشاعر الشاب نزار قباني

(نزار قباني) والمدرسة الرحبانية

كانت قصيدة (موال دمشقي) هى آخر قصيدة لحنها الأخوين رحباني وغنتها فيروز للشاعر (نزار قباني)، لكن علاقة الرحبانية بالشاعر السوري المبدع كانت علاقة وطيدة.

وبدأت مع بداية الخمسينات، حيث كان (الأخوين رحباني) يخطوان أولى خطواتهما في عالم التلحين ومعهما المطربة الجديدة (فيروز).

 وكان من الطبيعي أن تتجه أنظارهما للشاعرالسوري الشاب (نزار قباني)، التى تتميز كلاماته بطعماً مختلفاً عما كانت تلتقطه أذناهما، وتتميز قصائده بالروح التقدمية مثل موسيقاهما.

 فكانت بداية تعاونهماعام 1954 في قصيدة نادرة غير موجودة على مواقع الإنترنت بعنوان (أنت لي) عنوان ديوانه الثالث، التى يقول في مطلعها:

يَرْوُونَ في ضَيْعتِنَا، أنتِ التي أُرَجِّحُ

شائعةٌ أنا لها مُصَفِّقٌ، مُسَبِّحُ

وأَدَعيها بفمٍ مَزَّقَهُ التَبَجُّحُ

ياسَعْدَها روايةً ألهو بها وأمْرَحُ

التعاون الثاني بين فيروز ونزار قباني كان من خلال قصيدة (وشاية)

فيروز.. (وشاية)

فى نهاية عام 1955وبداية عام 1956كان تعاونهما الثاني من خلال قصيدة (وشاية) التى يقول مطلعها:

أأنت الذي ياحبيبي

نقلت لزرق العصافيرأخبارنا؟

فجاءت جموعا جموعا تدق

مناقيرهاالحمرشباكنا

وتغرق مضجعنا زقزقاتٍ

وتغمربالقش ابوابنا”

هاتين القصيدتين لم تحققا الانتشار المطلوب ولا النجاح الجماهيري، نظرا لحداثة ألحانهما، مماجعل المطرب المغربي الشهير(عبدالوهاب الدوكالي) يُعيد غناء قصيدة (وشاية).

وذلك في منتصف الستينات من تلحين الملحن المغربي (عبدالرحيم السقاط)، ويتحدث عنها في بعض وسائل الإعلام بسعادة، اعتقادا منه إنها تقدم لأول مرة، لأنه لم يكن يعلم أن السيدة (فيروز) سبقته في غنائها.

في منتصف الستينات يكرر الأخوين رحباني تجربة التلحين مجددا لـ (لا تسألوني ما اسمه حبيبي)

(لا تسألوني) وفيروز

في منتصف الستينات يكرر الأخوين رحباني تجربة التلحين مجددا لـ (نزار قباني)، ويقع إختيارهما على قصيدة  (لا تسألوني ما اسمه حبيبي) لتلحينها.

وبالفعل ينجحان في تلحين هذه القصيدة التى غنتها فيروز بشفافية كبيرة، مما جعل محطات الإذاعات العربية يتنقلونها ويذيعونها بصفة مستمرة.

نجاح القصيدة الكبير جعل الكثيرين يعتقدون أنها اللقاء الأول بين فيروز وشاعر الحب والثورة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.