* الممثلة جزء من فريق عمل، لاتعتمد على نفسها في الاستعرض، بل هناك آخرين، وهذه سمة مهمة في السينما الاستعراضية
* كانت بارعة في الرقص الشرقي، والغربي، والاستعراضي، وأيضا الغناء
يمكن اعتبار فيلم (تمر حنة) هو العمل الأكثر اكتمالا ونضجا في تاريخ (نعيمة عاكف)
* ما أن انفصلت عن (حسين فوزي) حتي ابتعدت عن الاستعراض، وقد ساعد ذلك في إنهاء مرحلة من الخصوبة الاستعراضية الي الأبد
بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم
مازالنا مع مشوار خفيفة الظل وجميلة الاستعراض (نعيمة عاكف) التى لمعت بقوة في حقبتي الأربعينات والخمسينات، وقدمت أفلاما سينمائية متميزة خاصة في مجال الإستعراض والغناء.
في الحلقة الماضية استعرضنا مشوار (نعيمة عاكف) منذ أول أفلامها (العيش والملح)، وتكوينها لثنائي فني ناجح مع المخرج الكبير حسين فوزي الذي تزوجها وقدم لها أفضل أفلامها وأفلامه الإستعراضية.
ونتابع في الحلقة الثانية والأخيرة، مشوار (نعيمة عاكف) مع السينما.
(نعيمة عاكف) و4 بنات وضابط
في عام 1954 قدمت (نعيمة عاكف) فيلم (4 بنات وضابط) ومثلت فيه دور (نعيمة) ابنة الملجأ التي تحب الضابط المنوب (وحيد / أنور وجدي).
وتهرب مع ثلاثة من زميلاتها (رجاء وعواطف يوسف، ولبلبة) وترقص في الشارع، حتي يراها رجل متقدم في السن، ويطلب منها أن توافق أن تقوم بدور الابنة المفقودة لأسرة إختفت ابنتها الوحيدة في طفولتها.
ولاشك أننا جميعا نذكر الاستعراض المتفرد الذي يدور في الملجأ وتعبر فيه بنات الملجأ عن التمرد ضد طعام الملجأ خاصة العدس، وهذه هى العبقرية التي اعتمد عليها المخرج دوما.
فالممثلة جزء من فريق عمل، لاتعتمد علي نفسها في الاستعرض، بل هناك آخرين، وهذه سمة مهمة في السينما الاستعراضية حيث يتطلب الاستعراض العمل الجماعي.
و بالطبع هناك حالات استثناء مثل (تمر حنة)، و(أحبك ياحسن)، فالراقصة الغجرية في (تمرحنة) ترقص بين رواد المولد رقصا شرقيا.
(نعيمة عاكف).. ويا حلاوة الحب
يمكن أن نعرف المكانة التي وصلت اليها (نعيمة عاكف) من خلال دورها في فيلم (ياحلاوة الحب) الذي انتجه المطرب الجميل (محمد فوزي)، وقد وافق أن يكتب اسم (نعيمة عاكف) قبله علي شريط الفيلم.
وفي الفيلم نجد تنوع الممثلة بدا واضحا كعادته في كافة أعمالها مع (حسين فوزي)، حيث تقوم (نعيمة عاكف) بالغناء الفردي في مواقف تمثيلية، وفي المشاهد الاستعراضية تبدو مزيجا من (ريتا هايوارث، وجنجر روجرز).
إقرأ أيضا : نعيمة عاكف.. رحلة الشقاء والعمر القصير.. كتاب جديد لماهر زهدي
بالإضافة أنها تحتفظ لنفسها أن تكون العاملة البسيطة (بومبة) التي اذا ارتدت رداء سهرة أعارته لها فتاة ثرية لحضور الحفل الساهر، فإنها تنجح في إيهام الجميع أنها ابنة الأسر الراقية.
خاصة الفنان السينمائي (نبيل/ محمد فوزي)، وعمه (الباشا/ سليمان نجيب)، الذي ينافسه علي قلبها وجذبها.
وتبدو (بومبة/ نعيمة عاكف) وقد امتلكت كافة الصفات التي يبحث عنها نبيل عن نجمة (نعنوشة، فرفوشة، نغنوشة) ويغني قبل أن يلتقي بها (حبيبتي مين هي؟) لتجمع الكثير من الصفات المتفردة التي امتلكتها نعيمة عاكف في تلك المرحلة المليئة بالعطاء.
فهي أشبه بالزئبق من الصعب الإمساك به، يمكنها أن تتلاعب بالرجال الطامعين فيها، وهي تملأ الفيلم بالأغنيات والاستعراضات
حتي تتمكن من جذب قلب السينمائي، بعد أن تقنع العم أنه صار عجوزا وعليه أن يترك للشباب أن يتذوقوا من حلاوة الحب.
(نعيمة عاكف) ومدرسة البنات
في فيلم (مدرسة البنات) تجسد (نعيمة عاكف) شخصية مقاربة لفيلم (حلاوة الحب)، هى الفتاة التي تتعلم في مدرسة داخلية للبنات تمتلك الكثير من المواهب الفنية.
وهي معجبة بممثل مشهور، تحلم أن تقابله كي يكتشفها، وقد أبدت الممثلة الكثير من البراعة في هذا الفيلم في المواهب التي تجيدها.
وكانت تؤدي الاستعراضات دوما في اطار جماعي علي أن تكون هى محور الاستعراض، وزميلاتها في معهد الرقص يؤدين الرقص الجانبي .
إقرأ أيضا : الرقص أفسد زواج نعيمة عاكف وحسين فوزي
وهى بارعة في الرقص الشرقي، والغربي، والاستعراضي، وايضا الغناء، وكما نلاحظ فان السيناريوهات المكتوبة لها تحاول أن تجعلها منزوعة الجذور العائلية.
فهى تنجح في إحضار الممثل إلى المدرسة، ويكتشفها، بالإضافة إلى القصة الجانبية حيث يغرم بها شاب من الصعيد يدعي أنه قريب لها.
وفي فيلم (أربع بنات وضابط)، لم تكن (نعيمة عاكف) النجمة الوحيدة، لكنها البطلة الرئيسية (نعيمة) وقد استعانت باثنتين من بنات السيرك الذي تنتمي إليه، وهما الاختان (رجاء وعواطف يوسف).
وهما من أسرتها بالإضافة إلى الطفلة (لبلبة)، وكانت أغلب الاستعراضات جماعية عمادها الأربع بنات، ومنها، كما اشرنا، استعراض العدس.
وأيضا استعراضات تمت في الحارات حيث رأهم العجوز الدي رأي التشابه بين (نعيمة)، والابنى الغائبة لأسرة ثرية.
(نعيمة عاكف).. وبحر الغرام
في فيلم (بحر الغرام) تؤدي (نعيمة عاكف) دور ابنة دمياط التي تحب الشاب (حسن/ رشدي أباظة) وتمتلك المزيد من المواهب الاستعراضية.
ويأتي إلى المدينة الساحلية مخرج مسرحي لعب دوره (يوسف وهبي) يقنعها بالحضور الي القاهرة كي تعمل في مسرحياته.
وتتسلل إلى العاصمة، وتترك (حسن) يواجه إغراءات زوجة لرجل أكبر منها سنا، وتتفاقم الأمور ما يدفع بالفتاة للعودة الي دمياط من أجل انقاذ حبيبيها المريض!.
(نعيمة عاكف).. وتمرحنة
يمكن اعتبار فيلم (تمر حنة) هو العمل الأكثر اكتمالا ونضجا في تاريخ (نعيمة عاكف)، رغم أنها ابتعدت عن الاستعراضات المتنوعة التي سبق أن قدمتها في كافة أعمالها السابقة.
فهى هنا ليست ابنة السيرك ولكنها الغجرية التي تعمل مع عشيرتها في الموالد، ترقص رقصات شرقية في حلقات صغيرة داخل المولد.
وهى محاطة أيضا (بحسن الغجري/ رشدي أباظة) الذي يحبها، وهو يتعامل معها علي أنه خطيبها، لكنها بالغة الطموح تنفر من البيئة التي تعيش فيها.
وتوافق أن تشارك الشاب الذي يعجب بها أن تكون أداة في الرهان علي اساس أنها من طبقة راقية تدخل بيت الباشا، وترمي شباكها، فيسقط الأب في غرامها.
ويكسب ابنه الرهان، وذلك في غياب (حسن) الذي دخل السجن اثر مشاجرة مع رجال الأمن.
في هذا العدد من الأفلام عملت (نعيمة عاكف) مع ممثلين بأعينهم في أكثر من فيلم ومنهم (سعد عبد الوهاب، أنور وجدي، شكري سرحان، رشدي أباظة).
وكما نري فان هذا العدد قليل قياسا الي الأفلام التي كان يقدمها نجوم الغناء والاستعراض في تلك السنوات، وما أن انفصل الثنائي، حتى ابتعدت عن الاستعراض وقد ساعد ذلك في انهاء مرحلة من الخصوبة الاستعراضية إلى الأبد.
