رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

اغتيال (صالح العاروري) يشعل فضائيات العالم

كتب: محمد حبوشة

اندلعت مسيرات الغضب لتشعل فضائيات العالم، وتوالت ردود الأفعال بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن إسرائيل اغتالت (صالح العاروري) نائب رئيس مكتبها السياسي واثنين من قادة كتائب القسام في هجوم بطائرة مسيرة على مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت مساء أمس الثلاثاء.

من جهتها، نقلت صحيفة (نيويورك تايمز)، عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أن إسرائيل هى المسؤولة عن عملية الاغتيال في بيروت، وأن الاغتيال سيكون ضمن هجمات سرية تنفذها إسرائيل ضد حماس.

كما ذكرت إذاعة الأقصى التابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن (صالح العاروري)، المسؤول الكبير في الحركة، قتل الثلاثاء، وقالت ثلاثة مصادر أمنية لرويترز إن (صلح العاروري) قتل في غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة على ضاحية بيروت الجنوبية.

ولاحقا، أعلن تلفزيون الأقصى التابع لحماس عن مقتل القائدين في كتائب القسام (سمير فندي – أبو عامر)، وعزام الأقرع ـ أبو عمار في الضربة الإسرائيلية في لبنان.

إقرأ أيضا : حرب (المستشفيات) تعري العدو الصهيوني أمام العالم!

من جانبها، أكدت حركة حماس (اغتيال) القيادي في صفوفها (صالح العاروري) في الضربة الإسرائيلية مع اثنين من قادة كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس.

 وأورد تلفزيون الأقصى في إعلان عاجل: استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الشيخ المجاهد القائد (صالح العاروري) في غارة صهيونية غادرة في بيروت مع اثنين من قادة القسام في بيروت.

وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في حديث تلفزيوني، أن اغتيال (صالح العاروري) عمل إرهابي مكتمل الأركان، وانتهاك لسيادة لبنان وتوسيع للأعمال العدائية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

ونعى (هنية) في كلمة تلفزيونية (صالح العاروري) والقائدين بكتائب القسام، جناح حماس العسكري، سمير فندي أبو عامر وعزام الأقرع أبو عمار.

اغيال (صالح العاروري) جعله رمزا للثورة الفلسطينية

رمزية اغتيال (صالح الغاروري)

وأكد (هنية) أن حركة حماس (لن تهزم أبدا)، وقال إن (حركة تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبدا وتزيدها هذه الاستهدافات قوة وصلابة وعزيمة لا تلين. هذا هو تاريخ المقاومة والحركة بعد اغتيال قادتها، أنها تكون أشد قوة وإصرارا).

وأشار (هنية) إلى مقتل اثنين من قادة كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، في الضربة، هما (سمير فندي وعزام الأقرع)، إضافة إلى أربعة كوادر آخرين في الحركة هم (محمود زكي شاهين، ومحمد بشاشة، ومحمد الريس، وأحمد حمود).

ووصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس (عزت الرشق) العملية بـ (عملية اغتيال جبانة ينفذها الاحتلال الصهيوني ضد قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني)، وأكد أن اغتيال (صالح العاروري) لن ينال من استمرار المقاومة.

بدورها، وصفت حماس في بيانها (صالح العاروري) بأنه قائد أركان المقاومة في الضفة الغربية وغزة ومهندس (طوفان الأقصى) في إشارة إلى هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وأطلقت كتائب القسام دفعة صواريخ من قطاع غزة باتجاه تل أبيب بعد الإعلان عن مقتل (صالح العاروري)، وفق ما ذكر مصدر في حماس، قال أيضا: (إن الاحتلال يدرك أن رد القسام والمقاومة قادم بحجم اغتيال القائد الكبير (صالح العاروري).

وقال (مارك ريجيف) مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مقابلة مع شبكة (إم.إس.إن.بي.سي) إن إسرائيل غير مسؤولة عن الهجوم لكن (كان الفاعل فإنه ينبغي توضيح أنه لم يكن هجوما على دولة لبنان.. من فعل ذلك يوجه ضربة دقيقة لقيادة حماس).

وتجمع نحو مئات الفلسطينيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة وحملوا أعلاما فلسطينية وهتفوا: (طلقة.. بطلقة ونار بنار، بعون الله نأخذ الثار)، وأعلنت حركة فتح – إقليم رام الله أن الأربعاء إضرابا عاما وشاملا في محافظتي رام الله والبيرة ردا على اغتيال (صالح العاروري) في بيروت.

من جانبها، نعت حركة الجهاد الإسلامي القائد الوطني الكبير الشيخ (صالح العاروري) وإخوانه الشهداء إثر عملية اغتيال جبانة وغادرة نفذها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وصف (محمد أشتية) العملية (بالجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها)

محمد اشتية يدين مقتل (صالح الغاروري)

وقالت الحركة إن الضربة الإسرائيلية (محاولة من العدو الصهيوني لتوسيع رقعة الاشتباك وجرّ المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة والمأزق السياسي الذي تعيشه حكومة الكيان).

كما ندد بالاغتيال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي (محمد الهندي) قائلا إن هذه العملية حولت (صالح العاروري) من قائد في حماس إلى رمز كبير لشعبنا وأمتنا.

وأضاف: (واهم العدو إن اعتقد لحظة أنه باغتيال قادة المقاومة يمكن أن يضعفنا، على العكس تماما هذا الدم الطاهر سيزيد المقاومة قوة وانتصارا).

ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية (عملية الاغتيال) التي وقعت في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية مساء الثلاثاء وراح ضحيتها (صالح العاروري)، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري واثنان من مرافقيه.

إقرأ أيضا : قصف (المستشفى المعمداني) يحرك ضمير العالم، ولكن؟!

ووصف (أشتية) العملية (بالجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها)، محذرا (من المخاطر والتداعيات التي قد تترتب على تلك الجريمة).

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، فقد استهدف القصف الإسرائيلي مكتبا لحركة حماس خلال عقد اجتماع لقيادات فلسطينية فيه، وأحصت الوكالة مقتل ستة أشخاص عدا عن إصابة آخرين بجروح.

وشاهد مصور وكالة الأنباء الفرنسية في الموقع المستهدف دمارا واسعا لحق بطبقتين من المبنى، إضافة إلى عدد من السيارات المتضررة، وهرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع المستهدف لنقل الضحايا.

تعقيبا، ندد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بالقصف، معتبرا إياه (جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكما إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب).

وقال إن ما جرى (هو حكما توريط للبنان ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان).

صالح العاروري الذي كان يبلغ 57 عاما من العمر، و هو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

من هو صالح العاروري؟

صالح العاروري الذي كان يبلغ 57 عاما من العمر هو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس منذ 2017، كما أنه أحد الشخصيات السياسية الرئيسية في الحركة الإسلامية الفلسطينية.

تتهمه تل أبيب وواشنطن بتمويل وتوجيه العمليات العسكرية لحماس في الضفة الغربية المحتلة، وهو مدرج على القائمة الأمريكية (للإرهابيين الدوليين) المصنفين تصنيفا خاصا (SDGT) منذ سبتمبر/أيلول 2015. 

وقد عرضت وزارة الخارجية الأمريكية، عبر برنامج (مكافآت من أجل العدالة)، مكافآت تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى مكانه.

زج بـ (صالح العاروري) في السجون الإسرائيلية بين عامي 1995 و2010، ثم نفي إلى سوريا قبل أن ينتقل إلى تركيا، قبل أن يستقر للعيش في لبنان.

و(صالح العاروري) هو من مؤسسي كتائب (عز الدين القسام)، وقد أمضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، إلى أن أفرج عنه في 2010، وأبعدته إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية.

ووفقا لوسائل إعلام محلية نقلا عن الاستخبارات الإسرائيلية، فقد كان متورطا في التخطيط لاختطاف وقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين بالضفة الغربية المحتلة خلال صيف 2014.

في 21 أكتوبر، تمت مداهمة (عارورة)، مسقط رأس (صالح العاروي)، حيث اعتقلت القوات الإسرائيلية حوالي عشرين شخصا، من بينهم شقيق صالح العاروري وتسعة من أبناء أخيه. 

في 31 أكتوبر، هدم الجيش الإسرائيلي بالمتفجرات منزل (صالح العاروري) الواقع في عارورة، بالضفة الغربية المحتلة.

واتهمت إسرائيل العاروري بالإشراف على هجمات حماس وتوجيهها في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل دعما للمسلحين الذين يواجهون الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي المدمر في غزة.

اندعلت حالة من غضب جماهيري في فلسطين وخارجها في أعقاب اغتيال (صالح العاروري)

يا ضفة ثوري.. استشهد العاروري

وقال (صالح العاروري) في أغسطس 2023: (باستنى الشهادة وحاسس حالي طولت)، في إشارة إلى التهديدات الإسرائيلية بالقضاء على قادة حماس سواء في غزة أو في الخارج.

(يا ضفة ثوري استشهد العاروري)..اندعلت حالة من غضب جماهيري في فلسطين وخارجها ودعوات للرد على كل الجبهات.

وخرجت مظاهرات في فلسطين ومخيمات الشتات تعبيرا عن الغضب على اغتيال (صالح العاروري) نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي استشهد الثلاثاء مع اثنين من قادة كتائب القسام في هجوم بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وبعد الإعلان عن استشهاده، تجمع الأهالي أمام منزل عائلته في بلدة (عارورة) برام الله (وسط الضفة الغربية) وهتفوا: (يا عاروري طُل وشوف، هي رجالك على المكشوف)

وخرجت مسيرات في مخيم (الفارعة وبلدة طمون ومدينة طوباس) شمالي الضفة الغربية، وكذلك في مدينة الخليل ومخيم العروب جنوبا.

إسرائيل تحتفي رغم إصدار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليمات لوزرائه بعدم الإدلاء بتصريحات

إسرائيل تحتفي باغتيال (صالح الغاروري)

وفي إسرائيل، ورغم إصدار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليمات لوزرائه بعدم الإدلاء بتصريحات بعد مقتل (صالح العاروري)، فإن مظاهر احتفالية بدت لدى عدد من المسؤولين الذين رحبوا باغتياله وتوعدوا باستهداف آخرين.

وقال وزير المالية الإسرائيلي (بتسلئيل سموتريتش) في تغريدة على منصة (إكس): (نعم سيهلك جميع أعداء إسرائيل).

وقال عضو الكنيست عن حزب (الليكود) داني دانون، على منصة (إكس): (أهنئ الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن على عملية الاغتيال التي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها في هذه المرحلة.

كما وصلت المظاهر الاحتفالية إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها، حيث وصفت هيئة البث اغتيال العاروري بأنه (اغتيال دراماتيكي).

ووصفت الهيئة العاروري بأنه أحد الخبراء الاستراتيجيين في (حماس)، والمسؤول عن أنشطة الجناح العسكري في الضفة الغربية.

وقالت إن اغتياله هو (التصفية الأكثر أهمية) منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.