رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(هيستيريا) كاد أن يدخل (ناهد فريد شوقي) السجن! و(زي القمر) فتح النار عليها !

كتب: أحمد السماحي

حالة من الحزن سيطرت على الوسط الفني أمس بعد رحيل المنتجة (ناهد فريد شوقي) عن عمر يناهز الـ 73 عاما، والتى قدمت مجموعة من الأعمال الفنية المتميزة رغم قلتها، لكنها كانت أعمال خارج السرب، تقترب من المغامرة الفنية.

كانت (ناهد فريد شوقي) ابنة العملاق فريد شوقي، والمبدعة هدى سلطان ترى أن الثقافة وحسن اختيار وجرأة وإيمان المنتج بما يصنعه هى المعادلة التى تصنع نجاحه.

إقرأ أيضا : (ناهد فريد شوقي).. رحيل منتجة عظيمة قدمت أعمالا خالدة في تاريخ الفن المصري

من أهم الأفلام التى أنتجتها ناهد فريد شوقي عام 1998 فيلم (هيستريا)، تأليف محمد حلمي هلال، إخراج عادل أديب، بطولة (أحمد زكي، عبلة كامل، شريف منير، عبدالله فرغلي، سامي العدل)، وغيرهم.

في هذا الفيلم الذي نستمتع به في كل مرة يعرض كادت ناهد فريد شوقي أن تدخل بسببه السجن، وبالفعل صدر عليها حكم بالحبس لمدة 13 عاما.

وفوجئت بنجاحها كمنتجة – الذي أكده النقاد والصحافيين – يتحول إلى إدانة ضدها، وتهمة تطاردها، ومانشيتات تهاجمها وحروب خفية تشن على مشاعرها وأعصابها.

كما فوجئت أيضا بهذا النجاح يحول أوراقها كمنتجة إلى السجن، ويلون مشاعرها كإنسانة بالعزلة.

فيلم (هيستيريا) كاد أن يدخل (ناهد فريد شوقي السجن

(ناهد فريد شوقي).. و(هيستيريا)

الحكاية ببساطة أن (ناهد فريد شوقي) أخطأت في حساباتها المالية حين انتجت فيلم (هيستيريا) ولم تتخذ الاحتياطات الكافية مع مخرج كان يخوض تجربة الإخراج لأول مرة في حياته..

وهو (عادل أديب) الذي استهلك أكثر من 200 علبة خام، في حين كان أي مخرج في هذا الوقت يصنع أفلامه بثمانين أو تسعين علبة فقط، وهذا الاستهلاك قفزة بتكاليف الفيلم قفزة غيرعادية..

هذه القفزة تحملت عبئها (ناهد فريد شوقي) على صورة شيكات كتبتها على نفسها للموزع مدحت الشريف، وتعدت مبالغها 300 ألف جنية، دفعها الشريف للاستديوهات..

وكانت تعتقد أن الفيلم سيحقق الإيرادات التى تغطي تكاليفه، وتسدد قيمة السلفة الخاصة به، لكن لم يحدث!، وحقق الفيلم نجاحا عاديا، وكانت إيراداته أقل بكثير مما أنفق عليه.

 وكان لابد أن تتحمل (ناهد فريد شوقي) وحدها نتيجة بذخها كمنتجة مغامرة، فصدر ضدها حكم بالحبس لمدة 13 عاما مقابل الشيكات التى كتبتها على نفسها.

ويومها تنازلت عن شقتها التى كانت تعيش فيها تسديدا لديون حبها لفنها، وعشقها للمغامرة!.

(زي القمر) مشروع مسلسل لم يكتمل بين (ناهد فريد شوقي و (نجلاء فتحي)

(ناهد فريد شوقي).. و(زي القمر)

لم يكن فيلم (هيستيريا) هو العمل الفني الوحيد الذي دفعت (ناهد فريد شوقي) فاتورته من أعصابها ومن سمعتها!.

ولكن كان الأكثر إيلاما ما حدث لها أثناء تجهيزها لمسلسل (زي القمر) تأليف كوثر هيكل، وإخراج محمد خان، وسمير سيف، وأحمد يحيي.

حيث نجحت عام 1999 أن تعيد النجمة الكبيرة نجلاء فتحي لشاشة التليفزيون مرة أخرى بعد غياب 15 عاما، من خلال مسلسل بعنوان (زي القمر) تجسد فيه 15 شخصية مختلفة كتبتهم بشكل رائع كوثر هيكل.

وكان من المقرر أن يخرج الحلقات الـ 15 ثلاثة من المخرجين في تجربة غير مسبوقة، هؤلاء المخرجين هم (محمد خان، وسمير سيف، وأحمد يحيي).

وكان كل مخرج سوف يستعين بفريق عمل سينمائي معه من مدير تصوير وفنيين وخلافه، وبالفعل كان سيتعاون مع المخرج أحمد يحيي مدير التصوير محسن نصر..

ومع محمد خان، مدير التصوير كمال عبدالعزيز، ومع سمير سيف مدير التصوير سمير فرج، فضلا عن عصام فريد.

ويومها كادت النجمة نجلاء فتحي تطير في السماء من السعادة، بسبب سخاء إنتاج (ناهد فريد شوقي)، المنتجة المنفذة للحلقات التى وفرت للمسلسل إمكانات مدهشة.

وما ضاعف من سعادة نجلاء فتحي أن الشخصيات النسائية التى تجسدها تختلف طباعها وملامحها وسماتها في كل حالة.

حيث كان من المقرر أن تؤدي شخصيات (لصة، وراقصة، وسيدة أعمال، وصحفية، وسيدة مجتمع، وصعيدية) وغيرها من الشخصيات..

والتى تترواح صفات هذه الشخصيات بين الطيبة، والشر، الحكمة، والتمرد، الحب، والكره، حيث أرادت الكاتبة كوثر هيكل، أن تركز على تقلبات المشاعر الإنسانية، وتبدل أحوالها طبقا لظروفها.

وكان أسلوب الحلقات يتنوع ما بين الكوميدي، والبوليسي والاجتماعي، والأكشن.

وبدأ تصوير المسلسل وأنفقت عليه (ناهد فريد شوقي) ببذخ حتى يخرج في أفضل صورة، وتحقق نصرا فنيا تزهو به كمنتجة، وبالفعل صورت ثلاث حلقات على أعلى مستوى..

ويومها تكلفت الحلقة الواحدة 200 ألف جنيه، وفوجئت (ناهد فريد شوقي)، بالمخرج يحيي العلمي رئيس قطاع الإنتاج في هذه الفترة يشن عليها هجوما حادا، ويتهمها على صفحات الجرائد والمجلات بأنها منتجة غير ملتزمة.

وأن قطاع الإنتاج قرر وقف التعامل معها، وعندما اندهشت (ناهد فريد شوقي) وسألت عن حقيقة هذا الأمر أكد لها عبدالرحمن حافظ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عدم صحة ما تم تداوله عبر الصحف.

لكن ظل المخرج يحيي العلمي يشن هجوما قاسيا عليها، وفوجئت برفع دعوى قضائية ضدها من قطاع الإنتاج، وهذا ما جعلها تقيم هى الأخرى دعوى قضائية لتدافع عن نفسها.

ولتثبت حقوقها الضائعة حيث لم تقبض كمنتجة منفذة من قطاع الإنتاج سوى دفعة بداية التعاقد والتصوير فقط، ثم توقف القطاع عن الدفع.

وظلت (ناهد فريد شوقي) لمدة عامين في هذه المشكلة التى كانت تولد لها في كل يوم مفاجأت لا تتوقعها، وهذا ما جعلها تزهق من المسلسل وتشعر بـ (القرف) منه ـ على حد تعبيرها ـ وتنسحب من إنتاجه، وبالتالي توقف تكملة باقي حلقات المسلسل.

رحم الله المنتجة والموزعة ناهد فريد شوقي التي قدمت روائع الأعمال الفنية التي ستبقي طويلا في ذاكرة الجمهور، وكان آخر أعمالها كمنتجة فيلم (اللعبة الأمريكاني) عام 2019.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.