رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(بوسي).. الجميلة التي نوعت أدوارها مع شريك عمرها نور الشريف (5)

* فيلم (فتوات بولاق) ضد الرومانسية، وإن كان لا يخلو من وجود قصة حب لها مفردات هذه البيئة

* الحب في فيلم (يا ما أنت كريم يارب) لبوسي ونور الشريف، نما وسط ظروف مليئة بالخيانة والتوتر.

* في فيلم (آخر الرجال المحترمين) لم تلتق بوسي بقرينها نور الشريف، إلا في المشهد الأخير، ولم تكن بينهما أي علاقة رومانسية.

* قدمت دور الزوجة العقلانية القوية في (الحكم آخر الجلسة) حيث ترى أن العقل قبل العاطفة.

* لم يكن عقد الثمانينيات في حاجة إلى أفلام رومانسية، وفي (جذور في الهواء) ليرتبط نور وبوسي بقصة وفاء، وإخلاص.

محمود قاسم

بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم

مازالنا مع مشوار النجمة الجميلة (بوسي) في السينما، وهذا الأسبوع نستكمل رحلتها الفنية مع شريك عمرها النجم نور الشريف.

وفي عالم الفتوات، ليست هناك رومانسية، ولكنها لغة النبوت، والفتوات، والإتاوات، والعنف، والقوة الغاشمة، قوة الجسد.

 وهو أيضاً عالم الرجال، وإن كان لا يخلو أحياناً من وجود امرأة في حياة الشخصية الرئيسية محروس، يتسبب وجودها في رفع درجة الصراع، وإشعاله.

فتوات بولاق

(بوسي).. وفتوات بولاق

إن فيلم (فتوات بولاق) بطولة (بوسي) ضد الرومانسية، وإن كان لا يخلو من وجود قصة حب لها مفردات هذه البيئة، وتلك المرحلة من التاريخ.

لكنها حالة مختلفة من المشاعر، ممزوجة بالجبروت، والنبوت، فـ (محروس)، مبيض النحاس، هو الذي يحب (حميدة) التي تجسدها (بوسي).

 ويحدث أن يطلب منه معلمه الفتوة السابق ميمون أن ينتقم له من المعلم عطوة الذي أصابه في إحدى المعارك مما سبب عجزاً في يده.

يطلب الفتوة عباس من محروس أن يقتل خطيبته بائعة الحلي المعدنية لكي يقتل فيه مشاعر الحب، فيرفض محروس، يقوم بتوصية صديقه بيومي بحبيبته (حميدة.)

أما (انشراح) أم حميدة، فإنها تطلب من (بيومي) أن يتقرب أكثر إلى حميدة (بوسي) كي يتزوج منها، وتقوم حميدة بسرقة أموال كثيرة من أمها.

وتعطيها إلى بيومي، كي يقترن بها، في الوقت الذي يعود فيه محروس ويتمكن من قتل (المعلم عباس) كما يقتل (حميدة) التي خانت العهد معه.

إقرأ أيضا : بوسي .. قطة السينما وأيقونتها الرومانسية الحالمة

تتهم الأم (انشراح) بيومي بارتكاب الجريمة، فقد تركته مع (حميدة) بمفردها قبل انصرافها، ثم تكتشف اختفاء نقوده التي تجدها الشرطة في منزل بيومي، يتم الحكم بالإعدام على بيومي، أما محروس فيصاب بالجنون.

المرأة هنا تموت مجدداً، وسط صراع دامي بين الفتوات، والرجال الآخرين، فالرومانسية هنا مفقودة، ليس فقط فيما يخص البيئة.

بل أن حميدة (بوسي) هنا فتاة لا تعرف الوفاء، ليس فقط تجاه الرجل الذي أحبها، ولم يقبل أن يقتلها، فهرب من الحارة، بل هي تسرق نقود أمها.

وتمنحها إلى صديق الرجل الذي تحبه، وترى السينما أنها تستحق القتل، وكما أشرنا فهذا الثنائي الذي ربط بين (بوسي) و(نور الشريف) لم يكن رومانسياً.

 بل كان يناسب العقد التاسع من القرن العشرين، الذي تضاءلت فيه الرومانسية إلى أقل حد عرف عنها!.

يا ما انت كريم يارب

(بوسي).. ياما أنت كريم يارب

الحب في فيلم (يا ما أنت كريم يارب) لـ (بوسي) و(نور الشريف)، وإخراج حسين عمارة، والذي عرض عام 1983 نما وسط ظروف مليئة بالخيانة والتوتر.

وهو أيضاً حب ينمو في بيئة شعبية فقيرة للغاية، وإذا كان محروس عامل مبيض نحاس في الفيلم السابق، فإنه في هذه المرة اسمه (مصطفى) ويعمل سائس جراج.

يتعرف مصطفى على إبراهيم سائق التاكسي، الذي فقد زوجته في حادث تصادم، وتعيش معه ابنته الضريرة فاطمة.

و(بوسي) هنا ليست الفتاة المثيرة، بل هي عكس (حميدة) تماماً، هى منكسرة الجناح، تحتاج إلى الحنان، والحب، لذا فهي تقع في حب (مصطفى).

وهى في ذلك تنافس زوجة أبيها على قلب (مصطفى) دون أن تعرف، فهذه المرأة الشقية ترمي بشباكها على (مصطفى) الذي يقاومها.

إقرأ أيضا : (بوسي) .. قطة الشاشة التى غزت القلوب منذ طفولتها (1)

ويحاول مساعدة الأب في أن تسترد ابنته بعدها من خلال إجراء عملية، إذن (بوسي) تنوع أدوارها، حتى مع شريك حياتها.

وكما رأينا فإنه ليس هناك مخرجاً بعينه، عملت معه (بوسي)، سواء مع زوجها، أو بدونه، وكررت معه التجربة.

 فمن حسين عمارة في العام نفسه إلى عادل صادق في فيلم (الذئاب)، وهو فيلم مزدحم بالرجال.

تستطع (بوسي) أن تجد لنفسها مكاناً للمقارنة مع (إيفا ماري سنت) التي حصلت على جائزة الأوسكار عن الفيلم الأصلي (على الرصيف) الذي أخرجه (إيليا كازان) عام 1954

آخر الرجال المحترمين

(بوسي).. وآخر الرجال المحترمين

في فيلم (آخر الرجال المحترمين) لسمير سيف، لم تلتق (بوسي) بقرينها نور الشريف طيلة الفيلم، إلا في المشهد الأخير.

ولم تكن بينهما أي علاقة رومانسية، المرأة هنا، وهى (ثريا) تعيش وحدها في بيتها بأحد الأحياء الراقية.

وهى عضو في نادي الجزيرة، مات عنه زوجها، أو انفصلت عنه، تتوق إلى الإنجاب، لذا، فهي تسرق تلميذة من حديقة الجيران، أثناء رحلة مدرسية.

حيث جاءت التلميذة مع مدرستها من الصعيد، برفقة المدرس الفرجاني، الذي يتصرف بمثالية.

وهذه المرأة ثريا، تتصور أن التلميذة هى ابنتها التي فقدتها في عملية ولادة سابقة، لذا، فإنها تتولاها برعايتها.

وتأخذها كي تبدل لها حياتها، من ملابس، ومسكن، ونزهات، والطفلة منصاعة إليها، إنه نوع خاص من الجنون، يسوقها في النهاية إلى مستشفى الأمراض العقلية.

إقرأ أيضا :  (بوسي).. صاحبة الضحكة الأنثوية المجلجلة (2)

وفي اللحظات التي يلتقي فيها الأستاذ (فرجاني) مع (ثريا)، فإنه يحاول أن يكون رقيقاً معها، يتقرب إليها، حتى لا ترمي بالطفلة من أعلى البرج!.

وعن طريق لباقته، يتمكن من انتزاع التلميذة، قبل أن يتم القبض على ثريا.

الحكم آخر الجلسة

(بوسي).. والحكم آخر الجلسة

في فيلم (الحكم أخر الجلسة) لمحمد عبدالعزيز عام 1985، تقوم (بوسي) بدور (أوصاف) الطبيبة المتزوجة من سعيد الذي تحبه.

وفي علاقة الزوجية هذه ليس هناك أي مكان للرومانسية، أو التراجع فالطبيبة المتخصصة في علم الوراثة تعلم بوجود مرض خطير متوارث في أسرة زوجها سعيد.

فشقيقة (ثروت) نزيل إحدى المصحات النفسية، وإحدى شقيقاته ماتت بالمرض نفسه، لذا فإنها تفاتح زوجها برغبتها في التخلص من الجنين المنتظر.

إنه الحرص على الطفل القادم بإنقاذه من المرض، بقتله قبل أن يصل، وعليه، فإن التوتر هو الخيط الأساسي الذي يربط بين الزوجين، فسعيد يشعر بالمهانة لموقف زوجته.

ويؤزم الموقف، موقف الجد همام الذي يريد أن يرى حفيده، فيتشدد في موقفه ضد زوجة ابنه، لدرجة أن الأمر يصل إلى المحاكم.

ويؤدي إلى تفسخ العلاقات أكثر داخل محيط الأسرة، فشقيقة الزوج (بثينة) المحامية، هى التي تتصدى لأبيها، وتقف ضد أخيها من أجل إثبات أن أسرتها مصابة بأمراض عقلية وراثية.

والعلاقة بين (أوصاف) وزوجها لا تستمر متوترة طوال أحداث الفيلم، فالزوج لا يلبث أن يقتنع بموقف زوجته، ويعيد امرأته إلى البيت، بعد أن يوافق على عدم الإنجاب.

وفي هذا الفيلم، فنحن أمام (بوسي) امرأة قوية، في أشياء عديدة، لعل أهمها موقفها العقلاني، حيث ترى أن العقل قبل العاطفة.

وهي لا تعرف الهزيمة، وتتصدى للرجال في الدار ، خاصة حماها، وزوجها ، أي أن الثنائي هنا قد استطاع أن يطلق نفسه من القيد التقليدي للثنائيات.

جذور في الهواء

(بوسي).. جذور في الهواء

كما أشرنا فإن عقد الثمانينيات لم يكن في حاجة إلى أفلام رومانسية، وقد جاء فيلم (جذور في الهواء) عام 1986 لـ (بوسي) مع يحيي العلمي ليرتبط الاثنان معاً بقصة وفاء، وإخلاص.

وهذه القصة هنا أقوى من الرومانسية، فالمرأة هنا  (تحية) تتسم بـ (جدعنة) ملحوظة، فهي تحب الصحفي (أيمن)، الذي يهاجم الفساد لدى السلطات.

لذا فإنه يهرب من محاولة القبض عليه، و(تحية) هى ابنة مسؤول سياسي كبير، ورغم ذلك، فإنها تأوي أيمن في بيتهادون أن يعرف أبواها، حتى تحميه.

كما أنها تضطر إلى الخضوع لسعد المسؤول الكبير بجهاز الاستخبارات، وتستجيب لكل نزواته حتى لا يؤذي أيمن.

وإذا كان أبوها قد ساعد في تسليم أيمن إلى السلطات، فإن (تحية) تنجح في إطلاق سراحه، وعودته إلى وظيفته.

 لكنه يكتشف فيما بعد أن (تحية)، التي صارت زوجته قد صارت عاهرة، تستخدمها حميدة إحدى القوادات، كما أنها لا تزال على علاقة بسعد، رجل الاستخبارات.

وتشرح له أنها تفعل ذلك حماية له، فيقرر أن يستدرج سعد من خلالها، ويقتله في المصعد.

والأسبوع القادم نستكمل رحلة ومشوار (بوسي) السينمائي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.