رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود حسونة يكتب: شعوذات (ياسمين عز) و(نيشان) الإعلامية !

بقلم: محمود حسونة

في زمن (ياسمين عز) وأخواتها وإخوانها، لم يعد الإعلام كما كان، كان مهنة البحث عن الحقيقة، وأصبح مهنة نشر الأكاذيب، كان مهنة التنوير، وأصبح مهنة التضليل والتزييف.

كان مهنة قيادة الرأي العام إلى بر الأمان، وأصبح مهنة صناعة الفتن والكراهية بين الأفراد والشعوب، كان الأمل والحلم، وأصبح الكابوس، كان النجاح فيه واعتلاء منابره لمن يتسلحون بالعلم والمعرفة.

وأصبح النجاح فيه لمن يجيدون الفهلوة والإدعاء، كان مهنة المتاعب والبحث والتقصي، وأصبح مهنة الراحة وإدارة القطيع من وراء الشاشات بكبسة زر، أصبح الهدف فيه (التريند) الذي يتحقق لمن يجيدون إثارة الجدل وخلق الضجيج المجتمعي.

ولو نظرت حولك اليوم لمن يركبون (التريند) ستجد أن القاسم المشترك بينهم أنهم (مشعوذون) دجالون، يقولون الكذب من دون أن يهتز لهم رمش، يقلبون الحقائق وأعصابهم في ثلاجة، يخلخلون الثوابت المجتمعية والأخلاقية والدينية ببجاحة ويحولون الحق باطلاً والعكس، ويوهمون من يتابعهم أنهم الصواب.

إقرأ أيضا : محمد شمروخ يكتب: (نص التحقيقات مع المتهمة ياسمين عز)

كثيرون أفرزهم هذا الزمن الرديء في مجال الإعلام، يلاحقوننا عبر الشاشات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بين هذه الإفرازات (ياسمين عز)، التي قررت أن تلعب في الملعب الاجتماعي الأكثر حساسية.

وهو ملعب العلاقة بين الرجل والمرأة، أو بمعنى أكثر دقة، الزوج والزوجة، مستهدفة من خلال ذلك زعزعة العلاقة بينهما وهو ما يؤدي حتماً إلى تدمير البنية الاجتماعية وزراعة الفتن داخل الأسرة وتهديد استقرارها، من خلال الانحياز الأعمى للرجل ونصرته على المرأة مهما كانت درجة التسلط والظلم والعنف والتجاهل الذي يمارسه عليها.

(ياسمين عز) التي خلقت شهرتها عبر الاستهانة بالمرأة، استهانت مؤخراً بمنتدى الإعلام العربي في دبي، والذي وجه إليها الدعوة لحضور دورته الجديدة الأسبوع الماضي.

(ياسمين عز) الأكثر ترينداً بما تثيره آراؤها الغريبة تجاه المرأة

(ياسمين عز) الأكثر ترينداً

والمشاركة في جلسة عن (التريند والإعلام) باعتبار أن (ياسمين عز) الأكثر ترينداً بما تثيره آراؤها الغريبة تجاه المرأة والتي تحاول إعادتها إلى زمن الجواري وتعيد الرجل إلى زمن (سي السيد).

ورغم أنه المنتدى الإعلامي الأهم عربياً فقد تجاوزت في حق من وجهوا إليها الدعوة ولم تذهب للجلسة التي كان سيحاورها فيها المذيع اللبناني (نيشان) في الموعد، وهو ما أثار غضبه ليفتح عليها النار.

ويسخر منها ويرد على استهانتها به وبالحاضرين وبالمنتدى باستهانة جعلتها أضحوكة كل الموجودين في الصالة، تهكم بنفس مفرداتها وقال أن تأخيرها على الندوة لأنها (بتحضر صوتها الشتوي).

وهو المصطلح الذي طالبت النساء بالحديث به مع أزواجهن، وبحسبها فالصوت الشتوي: (بيكون زي صوتي كدا ناعم ودافي وسهتان شوية، إنما الأصوات الصيفية فيكون الصوت عالي شوية وحاد ومش بيفصل).

عدم حضور (ياسمين عز) فسره (نيشان) بما يضيف إلى ذاته المتضخمة تضخماً، حيث قال إنّها (تعلم جيداً مستوى أسئلتي وخافت مني، وظهورها معي في جلسة حوارية واحدة كان سيزيدها شرفاً، لكن الأمر لا يهمني بشكل عام).

واصفاً تصرّفها بـ (الحقير)، ونحن نفسره بأن هذه النوعية لم تعتد مخاطبة الناس وجهاً لوجه، ولكنها عادة تخاطب آلة وهي الكاميرا، تختبئ وراءها لتنشر أفكاراً مسمومة بكبسة زر، نتيجة عجز عن المواجهة التي قد تتعرض خلالها لسؤال يكشف ضحالتها ويعري أفكارها المضللة ويفضح (شعوذتها).

إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: (فتنة المجتمع بين ياسمين ورضوي)!

ولذا فإن الرواية التي رواها أحدهم عن أنها تأخرت عن الجلسة لتأخر الماكيير أو الكوافير عليها رواية ساذجة لأنها مذيعة وتعرف أن الوقت له قيمة وتدرك أنها في منتدى كبير.

الغياب أو التأخير لم يكن سوى هروب من ذاتها لإدراكها أنها من النماذج الملفوظة اجتماعياً، وأنها كانت ستتعرض لهجوم من معظم الحاضرين، وأن من يكتب لها ما تقوله خلف الشاشات لن يكون موجوداً معها لينقذها من الناس.

(ياسمين عز) تتحدى نقابة الإعلاميين التي طالبت بوقف برنامجها

وقف برنامج (ياسمين عز)

من يكلف (ياسمين عز) بنشر هذه الأفكار هو ذاته الذي يحميها من القضايا التي رفعت ضدها وهو الذي يتحدى بها نقابة الإعلاميين التي طالبت بوقف برنامجها، ويتحدى بها المجلس القومي للمرأة ورئيسته مايا مرسي التي أصدرت بياناً يندد بما تقدمه هذه المذيعة والذي يمثل إهانة وتحقيراً وتقليلاً من شأن المرأة المصرية، ويضر بها.

كما يعد محتوى موجهاً لتغييب الوعي المجتمعي بما يتم إنجازه على أرض الواقع من جهود حثيثة لتمكين المرأة المصرية، كما أعلن المجلس رفضه القاطع لأي محتوى من هذا النوع، حيث إن المحتوى الذي يقدمه البرنامج عن المرأة المصرية مهين ورجعي.

ويتضمن خطاباً تحريضياً لممارسة العنف ضد المرأة المصرية، وتطبيع إهانة وضرب الأزواج للزوجات، وأنه على النساء تقبل العنف والإهانة، كما يتضمن البرنامج السخرية والتنمر على حال الأسرة المصرية.

مما يؤدي إلى تدمير البنية الاجتماعية وخلق نزاعات داخل الأسرة، دون اعتبار لأحكام الدستور المصري الذي تضمن أكثر من 20 مادة تنظم موضوعات المواطنة والمساواة وتجريم العنف والتمييز واحترام المرأة وصون كرامتها.

إقرأ أيضا : رضوى الشربيني .. مذيعة مهوسة بتفاهة الترند الملعون!

(ياسمين عز) نموذج للإعلاميين الجدد الذين لا يتجاوزون كونهم مجرد أدوات يتم استغلالها ومجرد أبواق تنطق بما يملى عليها، وبمجرد استكمال مهمتهم سيتم القاؤهم في أول مقلب؛ وجوه تنتمي إلى إعلام لا يشبه الإعلام الذي نشأنا عليه.

وتعلمنا منه أصول الحوار ولباقة المحاور وبراعة انتقاء الكلمات والارتقاء بالفكر واحترام كل بيت تدخله الشاشة فيكون المذيع ضيفاً خفيفاً على أهل البيت، يقول كلمته، يضيء فكرة كمن يضيء شمعة، ثم ينسحب بسلام.

من حق منتدى الإعلام أن يندم على دعوتها، ويعيد النظر فيمن يوجه إليهم دعواته الدورات المقبلة، ومن حق (نيشان) أن يغضب ويثور، ولكن ليس من حقه أن يستخدم ألفاظ جارحة وشتائم يعاقب عليها القانون، وهو ما أعطى (ياسمين عز) الفرصة لأن تقاضيه وتتوعده بالقانون، وفي النهاية فإن (ياسمين عز) و(نيشان) وجهان لإعلام هذا الزمن، وكلاهما فضح دجله وشعوذاته الإعلامية في المنتدى.

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.