رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بهاء الدين يوسف يكتب: موعد مع (السفاح) المفضل!

بقلم: بهاء الدين يوسف:

هالني بشدة بل وأرعبني إعلان جاء في نهاية مسلسل (سفاح الجيزة) يصور مكالمة هاتفية بين فتاة وبين أحمد فهمي الذي كان لا يزال متقمصا شخصية (السفاح)، تطلب منه الفتاة في المكالمة أن تجري معه لقاء للبودكاست الخاص بمجموعة قنوات mbc.

وعقب نهاية المكالمة المصورة التي تم الاتفاق خلالها على موعد للمقابلة الاعلامية جاء صوت سيدة تقدم تعليقا للترويج لهذه المقابلة فتقول بصوت يحمل كل سمات التفاخر (انتظروا لقاء سفاحك المفضل على بودكاست يوم كذا).

التفصيلة المزعجة تمثلت في وصف (السفاح) بأنه المفضل وهى سقطة كان يجب على المجموعة الإعلامية السعودية الأشهر عربيا أن تنتبه لها إذا كانت مجرد خطأ من الشخص المسؤول عن ترويج البودكاست.

حيث يجب في الشركات في حجم mbc أن يكون لديها العديد من الفلاتر الاعلامية المتخصصة لكي لا يمر مثل هذا الخطأ أو غيره الى جمهور المشاهدين، وهناك حالات سابقة مع شركات إعلامية مختلفة أهملت وجود مثل هذه الفلاتر فوقعت في المحظور بمرور عبارات أو أخبار أو تفاصيل غير لائقة الى المشاهدين.

ثم دفعت عشرات أضعاف تكلفة الفلاتر لتسوية تلك الأخطاء خصوصا منها ما حملت طابعا سياسيا ونعرف جميعا أن الانظمة السياسية العربية ليس من طباعها التسامح مع هكذا سقطات.

حالة من الهوس بـ (السفاح) أحمد فهمي

حالة الهوس بـ (السفاح)

كان يمكن وصف اللقاء مع (أحمد فهمي) بعشرات الأوصاف التي تضفي الجاذبية والتشويق عليه وتدفع المشاهدين لانتظار ذلك اللقاء على البودكاست خصوصا في ظل حالة الهوس غير المفهومة بـ (السفاح) في المسلسل لدى قطاع غير قليل من المشاهدين في مختلف البلاد العربية.

لكن المجموعة السعودية اختارت من بين كل الأوصاف المحتملة إن تلصق (السفاح) بلقب المفضل، وكأنه يمكن أن يكون لدى الناس (سفاح مفضل) وآخر غير مفضل!

وإذا كان الأمر كذلك فهل يمكن أن تتكرم علينا المجموعة أو الشخص الذي أطلق اللقب الغريب على (سفاح الجيزة) فيبين لنا ما هى المعايير التي يمكن الاستناد لها لإدراج سفاح ما تحت طائلة المفضلين وسفاح ثان في طائلة غير المفضلين؟!

سقطة البودكاست كانت آخر فقرة في سلسلة من الهفوات التي وقع فيها المسلسل، خصوصا في السيناريو والحوار الذي حاول قيادة المشاهدين للتعاطف مع (السفاح) بدعوى أنه ضحية الظروف وانه تحول منذ أن كان طفلا ورأى أمه تقتل أبيه بقسوة مبالغ فيها.

لكن كتاب السيناريو لم يكبدوا أنفسهم مشقة الغوص في الجانب النفسي لتحليل دوافع السفاح، مثلما عرضوا جاذبيته للنساء دون تبرير لأسباب هذه الجاذبية وما الذي رأته فيه كل الفتيات اللائي وقعن في غرامه لكي يفعلن ذلك.

أي أن السيناريو اختار التعامل مع القشور وترك محاولة التشويق للمخرج (هادي الباجوري) الذي نجح في تحقيق الهدف، ولو كان ذلك باستخدام (شوتات) أمريكية الملامح أكثر منها مصرية.

وقع المسلسل في هفوة أخرى تتعلق بضابط المباحث الذي جسده (باسم سمرة)

اختطاف (السفاح) لابنه المراهق

كذلك وقع المسلسل في هفوة أخرى تتعلق بضابط المباحث الذي جسده (باسم سمرة) في واحد من أقل ادواره الدرامية منذ بزوغ نجمه في الدراما المصرية قبل سنوات، وأتحدث هنا عن سلوك الضابط في الحلقات الأخيرة بداية من علمه باختطاف (السفاح) لابنه المراهق.

حيث وقع السيناريو في مجموعة من الأخطاء بسبب عدم الدراية بلوائح عمل الشرطة المصرية وإهمال السؤال أو مراجعة تلك المشاهد مع أشخاص متخصصين في عمل الشرطة.

أول هذه الأخطاء تروط الضابط في إجبار (أم السفاح) على الذهاب معه لكي يسلمها لابنها مقابل استرداد ابنه المراهق، وقبلها إصراره على عدم إبلاغ الوزارة بواقعة الاختطاف وتعامله معها منفردا ومعه قوات من المباحث.

وأخيرا تعامله العنيف مع (السفاح) ومحاولته قتله ضربا عقابا له على خطف ابنه، وكل هذه التفاصيل بحسب علمي تخالف ميثاق العمل الشرطي واللوائح المنظمة لعمل رجال الشرطة المصرية، وحتى لو كان هناك من يخالفها في الحقيقة فدور الدراما أحيانا هو تحسين الواقع وليس تجسيده باخطائه.

وأتذكر في هذا السياق لقاء صحفي أجريته في تسعينات القرن الماضي مع البطل المصري صاحب مسلسل (جمعة الشوان) روى لي خلال اللقاء أن الراحل (صالح مرسي) أضاف عدة تفاصيل للمسلسل لم تحدث في الواقع لكي ينبه الشباب المصري المهاجر أن بلادهم ترعاهم وتعرف خطواتهم في الخارج حتى لا يقع أي منهم في شرك التخابر مع دول أجنبية ضد بلاده.

وهذا في تقديري الفارق بين السيناريست صاحب الرسالة والسيناريست صاحب صاحبه المنتج أو المخرج!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.