رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: فيلم أثينا و3 دقات من لباريس!

بقلم: محمد شمروخ

برغم إنى لم أشاهد فيلم أثينا ولا حتى سمعت عنه لأنى بصراحة غير متابع جيد ولا حتى متوسط، للسينما العالمية، لكن لا يمنع بين الحين والحين أن أتابع فيلما أجنبيا حتى عندما ينبهنى إليه أحد، لكن اضطربت أن أرى هذا الفيلم الذي تفضلت بإرسال رابطه الأستاذة جيهان ابنة عمى المتابعة الجيدة للأفلام الأجنبية

ولكن هذه المرة ليس بسبب أنه مجرد فيلم أثينا، بل لأنه يكاد يكون صورة كربونية مما حدث ويحدث في باريس هذه الأيام ويهدد امن واستقرار فرنسا، ولكن خلال الفترة الماضية كم اكتشفنا أن أفلاما ومسلسلات أجنبية أشارت بطرق مباشرة أو غير مباشرة إلى أحداث تلت إنتاجها وعرضها بسنوات.

وكم بح صوتى في هذا المكان وفي غيره، أيام أزمة كورونا بأن ما يحدث هو الفيلم الواقعى جرى إخراجه وإنتاجه بمعرفة قوى غامضة، لكن كان الممثلون في ذلك الفيلم هم المليارات السبعة من سكان كوكب الأرض ورغم أنوفهم فرض عليهم تكميم الأفواه والأنوف والعقول، للعب دور المذعورين من الوباء العالمى الذي كسر كل قوانين الأوبئة تاريخياً وجغرافيا وحكم على كل نسمة من المليارات السبعة بالحبس الانفرادى!.

فيلم أثينا.. صدر على منصة نتفليكس في 23 سبتمر 2022

فيلم أثينا نتفليكس

وباختصار عن فيلم أثينا، فهذا ما ورد عنه (هو فيلم فرنسي من إخراج رومان جافراس وبطولة دالي بن صلاح، سامي سليماني وأنتوني باجون، عرض لأول مرة خلال مهرجان البندقية السينمائي ثم صدر على منصة نتفليكس في 23 سبتمبر 2022.
وتدور أحداث فيلم أثينا في إحدى الضواحي الفرنسية، وتتعلق بالفوضى التي اندلعت في حي معروف باسم أثينا في أعقاب القتل الوحشي لإدير، مع التركيز على محنة أشقاء الفقيد، كريم ومختار وعبدول، شقيقان من أصل جزائري، أحدهما جندي في الجيش الفرنسي والآخر تاجر مخدرات، والثالث قيادة اجتماعية، جميعهم غاضبون من القتل العنصري لإدير، على خلفية أعمال الشغب، تستكشف العملية مشاعر ونهج كريم وعبدول، وتم تصوير الفيلم كسلسلة من اللقطات المتتالية.
إقرأ أيضا : إسرائيل تحاول السيطرة على محتوى منصة (نيتفلكس)!

لكن تلك القوى الغامضة التى جعلت من سطح كوكب الأرض شاشة عرض لفيلمها المجسم لمدة قاربت عامين، سبق ان وقفت وراء تأليف روايات وكتب وإنتاج أفلام ومسلسلات قيل إنها تنبأت بوباء كورونا.

العجيب أن التطابق كان يبدو وكأنه تأويل يوسفى لرؤيا الملك في البقرات السبع العجاف.

بالذمة إيه.. خمتونا انتم كده؟!

فيلم أثينا.. لي صدفة موجات الغضب والحرائق وزعزعة الأمن

فيلم أثينا ليس صدفة

ده يا راجل فيلم أثينا الذى لفتت ابنة عمى نظرى له، مطابق لما سيكون بالمللى.. يعنى صدفة أن الفيلم عن شاب فرنسي من أصل جزائري قتل بيد الشرطة الفرنسية؟!، وكان كمان صدفة موجات الغضب والحرائق وزعزعة الأمن؟!

لا طبعاً لا هى صدفة ولا خيال جامح ولا رؤيا للسبع العجاف، العملية إن السادة المتحكمين في إدارة دفة أمور العالم قرروا يغيروا منهجهم القديم في الإدارة من وراء الستار ولذلك يعلنون عن قرب رفع الستار عنهم بما يشبه الدقات الثلاث التقليدية إيذانا ببدء الغرض المسرحي.

وما يجرى في فرنسا الآن والذي مهد له فيلم أثينا من قبل، هو حلقة من حلقات صراع القوى الغامضة التى تتحكم في العالم، فهذه القوى لا يمكن حتى الآن أن تجعلنا ندرك منها إلا ما تسمح هى بأن ندركه، ولاحظ أننى أقول إن هذه القوى (تتحكم) في العالم ولم أقل إنها تحكم العالم، فمنذ أن ان برزت الدلائل على وجود هذه القوى بعد الحرب العالمية الثانية – والتى أطلق عليها الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل اسم (الحكومة الخفية)، وهى تقف وراء الستار لتملى التعليمات على طاقم الموظفين الإداريين الذين اتخذوا شكلا سياسياً في المقر الرسمي لمجلس إدارة العالم في البيت الأبيض وعلى رأس هؤلاء الموظفين، الجالس على المكتب البيضاوي ذات نفسه.

ويمكنك أن تستنتج بسهولة أسباب كثير من الحوادث والأحداث التى يمكن أن تراها غامضة لتشم وتتحسس آثار تلك القوى الغامضة.

سيناريو  فيلم أثينا يشابه أحداث جون كيندي

فيلم أثينا و(جون كينيدي)

من سقوط أيزنهاور في الانتخابات الرئاسية ثم اغتيال الواد الحليوة (جون كينيدي) ثم اختيار شخص إمعة اسمه (جونسون) كجالس جديد على المكتب البيضاوي ثم الإطاحة الفضيحة لنيكسون بحكاية ووترجيت ليأتى بعده جيرالد فورد كمكمل رئاسي مؤقت وبعده اختيار رجل طيب وكيوت اسمه (كارتر)، ثم ممثل يسلم مقوده هو وزوجته الممثلة للعرافين وبتوع جلا جلا، ثم ظهر أول مندوب حقيقي من بين صفوف القوى الغامضة ليجلس على المكتب اسمه (جورج بوش) الأب ثم كلينتون وما كان من كلينتون الذي قاد حربا على العراق وهو يخطط لكيفية الانفراد بوظوظة جاءت للتدريب في البيت الأبيض (ونعم التدريب)، وجاء بعده بوش الابن بعد تزوير فاضح للانتخابات في ولاية فلوريدا التى كان يحكمها شقيقه!، ولا (أوباما) وما أدراك ما أوباما والذي جاء ليلعب دورا سطحيا ومكشوفا عن سماحة الليبرالية الجديدة وهى تخطط لإعادة تخريب العالم على أسس علمية.

لكن لما قدم (ترامب) في ضربة تحد بين القوى الغامضة في صراعاتها التى لا تنتهي، فأراد أن يعود بكرسي المكتب البيضاوي إلى عهوده القديمة كأيام (روزفلت) قوى الشكيمة، كان ما كان مما شاهدناه من مهازل زلزلت الاستقرار الأمريكي، ثم جاء (الحاج بايدن) الذي لا يكف عن مصافحة الهواء في مشهد كوميدي ينبئ عن وعي الرجل الأول في العالم وكادت توقع الفوضى في بلاد العم سام.

فوضى؟!
ودى تيجي: دول هم بتوع الفوضى يا حبيبي.. الفوضى بس تهدد استقرار مصر والسودان وليبيا واليمن وسوريا والعراق ولبنان، لكن في بلاد مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، فكل شئ مدروس، بس ما يمنعش من قرصة ودن كأحداث لندن أيام كاميرون قريبة العهد أو كاقتحام الكابيتول بأزياء عجيبة ولا حكايات الأساطير، أو مهزلة السترات الصفراء في فرنسا.

ذلك لأن لوحات التحكم في الفوضى تقبع داخل غرفة السيستم الرئيسية في المقر الأسطورى للزعيم رقم صفر (لو فاكرين زي بتاع سلسلة قصص الشياطين الـ 13 بتاعة زمان عندنا)، لكن زعيم رقم صفر حقيقي وليس من وحى خيال الكاتب البديع محمود سالم كاتب السلسلة التى ارتبطنا بها في سنوات الثمانينات (وهو كذلك مؤلف سلسلة المغامرين الخمسة).

فيلم أثينا .. ليس مثل مثل شياطين العالم فحسب بل يحرض على الثورات والحروب

فيلم أثينا وشياطين العالم

لكن شياطين العالم الحقيقيين ليسوا 13 ولا معروف عددهم، لكنهم هم الذين يؤلفون قصصا على مستويين: الأول افتراضي في كتب وروايات ورسوم متحركة وأفلام سينما ومسلسلات للتلفزيونات او المنصات الإلكترونية، يضعون عليها أسماء مؤلفين آخرين.

والثاني: على واقع الشعوب المغلوبة على أمرها، فمرة انتفاضات ومرة ثورات ومرة حروب ومرة إرهاب ومرة أوبئة ومرة صندوق نقد ومرد سد نهضة، إنهم في كل مكان وزمان في العالم.

لن أكون مبالغا لو حدثتك الآن أن أحدهم يقف وراءك أو على يمينك أو شمالك أو فوقك أو تحتك!، وكما يقول المثل الأمريكي (هناك عدو أسفل كل سرير)، لكن الذي يقلق في فيلم أثينا السابق عن أحداث فرنسا، هو أنهم صاروا يعلنون عن قدومهم بصفاقة بل ويخرجون ألسنتهم للعالم.

ولماذا فرنسا؟!، أليست هى أحد قطبي الحضارة الأوروبية التى تحكم العالم منذ عصر النهضة والتى كانت تتنافس مع بريطانيا على قيادة العالم حتى وقت قريب؟، ألم أخبرك من قبل أن صراعا قويا تحت السطح بين تلك القوى الغامضة؟!، لكنهم في القريب سوف يسوون خلافاتهم ويوفقوا أوضاعهم ثم يستديرون إلينا شأن كل مرة.

ولنرفع أكف الضراعة بالدعاء حتى لا يهدموا برج إيفل، لا خوفا على إيفل ولا لأجل باريس ولا فرنسا ولا حتى أوروبا، لكن لأنهم سوف يعيدون بناء إيفل ويحملونا نحن تكلفته أضعافا مضاعفة، ففي كل حرب وفي أي أزمة في كل مكان في الأرض تتحمل تكلفتها شعوب العالم المغلوبة على أمرها ولنا في حرب أوكرانيا المثل الماثل وبالمرة لا تنسوا تجديد الباقة كى لا تفقدوا فرصة مشاهدة أفلام وتمثليات نتفليكس مثل فيلم أثينا!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.