رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: لعنة أريد حلاً.. وكلهن فاتن حمامة!

بقلم: محمد شمروخ

مع نهاية المونديال الدرامى الرمضاني، كنت ناوى أكتب عن الانحياز الواضح الفاضح الفادح، لقضايا المرأة من خلال عرض مسلسلات لنشر أجواء تمهد تمهيداً خبيثا وإن كان قد صار مكشوفاً لتهيئة الوعي العام لتقبل صدور قوانين ترفع عناوين رفع الظلم عن المرأة من جراء ذلك الكائن الأرضي المفترس مجهول المنشأ المدعو بالرجل!

وكان لابد من أن أعمل فلاش باك وأبدأ بالإشارة إلى فيلم (أريد حلا) بصفته أشهر الأفلام التى تبنت مباشرة وبلا مواربة، قضية من أهم قضايا المرأة، والفيلم من الشهرة والأهمية بما لا يمكن الجدال فيه حتى أنه احتل الرتبة الواحد والعشرين بين أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وبصراحة استغربت الترتيب أنه جاء الواحد والعشرين!

فلماذا لم يكن الأول ولا الثاني ولا الثالث ولا حتى العاشر ما دام القصة كلها من الدولة؟!، فالفيلم تم إنتاجه سنة 1975 تحت رعاية مباشرة من الدولة كتابة ودعاية وتمثيلا، وعلى أثره صدرت قوانين عرفت شعبياً بلقب (قوانين جيهان) نسبة إلى السيدة جيهان السادات – رحمها الله، والتى تبنت بصفتها سيدة مصر الأولى قضايا المرأة حينئذ، حتى أن القضايا راحت تتحول على أثر ذلك شيئا فشيئا من قضايا تشريعية إلى قضايا تنويىرية وسياسية وعقايدية!

أريد حلا

أصارحك بأنى تجاهلت سؤالا عمن هم الذين اختاروا أو بالأحرى فرضوا علينا اختيار المائة فيلم؟!، بل وجعلوا لكل فيلم منها ترتيبا بدا كأنه يخضع لقواعد كالبديهيات الرياضية أو القوانين الفيزيائية التى لا مراء بشأنها!.

واستغرابى ليس لأهمية وقيمة الفيلم، إنما لأن السطوة التى حشرت الفيلم في هذه القائمة وبهذا الترتيب كانت قادرة على دفعه ليكون من العشرة الأوائل!، لكن دعونى أحطم هذا التابوه السينمائي، فالفيلم باختصار (ثئيل وبلط ودمه يلطش وخنيق).

طيب ممكن يا سيادة المشاهد أو الناقد أو المثقف التنويرى المتبنى لقضايا المرأة، تقول لى ما الذي أعجبك في أداء الممثلين في الفيلم ولو منهم سيدة الشاشة العربية (فاتن حمامة) ودنجوان السينما المصرية (رشدى أباظة؟!).

وحياة دى النعمة على عيني وعينك ما حد بيطيق يشوف الفيلم ده.. ويمكن يفضل عشر سنين ولا يتعرض على قناة من العشرتلاف قناة متخصصة في الأفلام!

يا مؤمن دى حتى القنوات المتصيدة للأفلام المملة، لا تكاد تعرضه على شاشاتها. ولو عرضته، فلن يتوقف امامه، إلا القليل من (الرواميت) – جمع ريموت يعنى!

 فالفيلم اتفقس من الجماهير الأروبة، بدرى بدرى، وما لبثت أن زالت عنه أردية الحصانة بمشاركة فنانة بحجم وقيمة (فاتن حمامة) تحت إشراف ورعاية أجهزة دولة بحالها، ثم تلاه صدور قوانين مخصوصة!

بس لا يا حبيبي.. الفيلم اتعمل مخصوص علشان يلحق به قوانين معدة مسبقاً، فهذا أهم ما فى الفيلم، لكن كقصة وكدراما، فلم يتح لفريق المحترفين تبرير الغرض الأساسي الدعائي، والذي كان واضحاً لا لبس فيه، بل ومقصودا في فجاجة تتعارض مع فنيات الأعمال الإبداعية التي لو كانت دعائية، فإن البراعة في تلك الدراما الدعائية – وهى حقيقة واقعة – كان لابد لها ألا تبدو بمثل هذه المباشرة حتى تحولت إلى ما يشبه خطب الندوات بين مشاهد مفتعلة وروابط واهية بين تلك المشاهد لتبرير تتبابعها في تعسف أخل من محاولات الإتقان إخراحا وتمثيلا.

لكنها الأوامر عندما تصدر يا باشا!

دعاء الكروان

فيا أيها السادة: هناك فرق كبير بين العمل الإبداعى والعمل الدعائى، فمهما بدا من تعمية لابد أن ينكشف عنها الغطاء.

وتعال معى للفيلم نفسه.. ماذا تذكر منه أو تعلق بقليك فيه مشهد او عبارة؟!.

(آخى دا إحنا حياتنا كلها قفشات من جمل الحوارات وحركات الممثلين، كلها مصدرها  الأفلام والمسلسلات والمسرحيات بل والإعلانات)، ثم إن (فاتن حمامة) في الفيلم بدت مثل أبلة نظيفة بالقطنة البيضا الكدابة بتاعتها.

ولا أفهم لماذا تصر الدولة (ربنا يجعل كلامنا خفيف) وما زالت تصر، على أن تدفع بفواتن حمامات جديدات للعب دور المدرسة الكئيبة في الحصة السابعة من يوم الخميس الدراسي؟!

لكن مع ذلك الفيلم نجح ولو بالإكراه، وأخد جوايز وأصبح له مكانة وصارات له رتبة.. ويا بخت من كان النقيب خاله!

(بس تصدق يا صاحبي.. إنها اول مرة أتجرأ على فيلم لفاتن حمامة.. وبصراحة.. ما كان لى أن أتجرأ على ذلك، لو كانت أمى الله يرحمها لسه عايشة، لأن عشق السنين كان في فاتن حمامة، حتى لكأنها كانت ابنتها البكرية علينا)، لكن تعالى هنا يا دولة يا بتاعة حقوق المرأة الضائعة، اسمحى لى أواجهك بسؤال غويط عن سبب اهتمامك ببطلة (أريد حلاً) مدام (درية هانم) واستحملى منى أن أذكرك بإهمالك للفلاحة (عزيزة) في فيلم (الحرام). ولا البت (آمنة) خدامة البيه المهندس في (دعاء الكروان)؟!

ما هى دى امرأة.. ودى امراة زيها.. ودى كمان امراة تالتة!

وشوف يا آخى: دى هى كمان نفسها فاتن حمامة في الثلاثة أدوار!

بس قارن بنفسك ما بين فاتن الأولى هنا وفاتن الثانية هناك وفاتن الثالثة هناك برضه!

طبعا مأساة (عزيزة) في (الحرام)، أو وجيعة (آمنة) في (دعاء الكروان)، أكبر من مشكلة مدام (درية هانم) بنت الأكابر في (أريد حلا).. على الأقل (درية) لم تذهب إلى الغيط لتتسول لزوجها المريض جدر بطاطا.

آه.. جدر البطاطا.. ماهو جدر البطاطا السبب يا ضنايا!

الحرام

(درية هانم) بنت الأكابر لابد أن يجتمع من أجلها البرلمان بكامل هيئاته لإصدار قوانين طلاق وخلع ووصاية وحضانة واستضافة وكل ما يشتهيه قلبها.

لكن مشفناش يعنى قوانين طالعة ولا نازلة، علشان الولية عزيزة الفلاحة ولا البت (آمنة) الخدامة، ولا يا عين أمها أختها (هنادى) اللى ضاعت في الوبا.

يعنى لازم يا دراما ولابد يا حكومة.. المرأة تبقى (درية) حتى يشعر بها الإخوة والأخوات من كبار وكبارات رجال ونساء الدولة؟!

أما (عزيزة وآمنة) يا حسرة قلبى، فليس لهما إلا البحث عن البطاطا أو خدمة البيه المهندز..

شوف الزمن ياخى.. مع إن كلهن فاتن حمامة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.