رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: حكايتي مع المطرب محمد منير (1)

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

حكايتي مع المطرب الكبير محمد منير، حكاية طويلة.. فعندما وصل إلي القاهرة أصبحنا من أعز الأصدقاء.. كنت دائم البحث عن أي مكان مريح أستطيع من خلاله أن أتنفس.. أو أغسل وجهي.. أو أتمدد دون أن يكون الحذاء في قدمي.. لأن مشكلتي الأساسيه التي كانت تعذبني في أول لجوئي للقاهره.. هى عدم وجود سكن به الحد الأدني الذي يدفعني للكتابة.

نلتقي أنا و منير يوميا في شقة المرحوم شقيقه الحاج فاروق.. ثم في ش عرابي.. ثم في جاردن سيتي ش البرجاس.. أمام (مجلة روز اليوسف).

أصبحت شبه مقيما معه ومع أحزانه التي تسكنه.. أدخل الشقه في حالة وجوده أو عدمه.

كنت أعمل مع (محمد نوح وكمال الطويل وهاني شاكر) ومجموعه أخري من الوسط الفني.

صرخت فيه وقلت له أن هذه الأشعار مسروقه مني

لم نتحدث نهائيا عن أغنيه تجمعنا لأن ما بيننا كان أكبر من ذلك.. وأثناء مباريات كأس العالم منذ سنوات طويله اتصل بي شخص على تليفون شقتي المتواضعة جدا بمدينة طلخا.. ليخبرني أنه شاعر ناشئ ويريد أخذ رأيي في أشعاره.. قال لي أنه كتب أغنيه يقول فيها:

البحر معشوقي..

بيفك لي طوقي

يا حزن جوه القلب

يا بحر يا نسمة..

دا كل شئ قسمه

و دي قسمتي في الحب..

يا موج يا متعافي

يا بو النغم دافي

سلملي ع المحبوب

يا حضن للقلقان

بكره الأوان لو آن

هاتداوي جرح قلوب

يا بحر يا نسمة

دا كل شئ قسمة

ودي قسمتي في الحب

من جرحي أهرب ليك

تفرد عشاني إيديك

يا بحر يا حواديت

أنده حبيبي هناك

ألقاك بقيت شباك

وبقيت سحابه وبيت

يا بحر يا نسمة

دا كل شئ قسمة

و دي قسمتي في الحب

يا بحر يا مشاوير

عايزه الأميره أمير

والسطح عايز ديك

إتوصي بالمجروح

وابعت حبيب الروح

ينسي همومه فيك

يا بحر يا نسمة

دا كل شئ قسمة

ودي قسمتي في الحب

طريقة الإلقاء الجميله جعلتني أنسي أن الكلمات كلماتي.

أسمعني أغنيه أخري قال لي قبلها: أشعاري هاتسجدك..

عندما بكي منير في التليفون

تعجبت من قلة أدب هذا الشاعر.. وافقت أن أسمع منه عملا آخر وأنا في غاية الضيق منه..

أسمعني:

الناس نامت إلاك

الناس نامت إلاي

واقف ليه في الشبك

باستني اليوم الجاي

يمكن يسقينا الشاي

يمكن يعطينا الناي

أنا قد الهوي وقدود

لو حتي الهوي نساي

صرخت فيه وقلت له أن هذه الأشعار مسروقة مني وأنه لص وجبان و.. و.. و.. و!

ضحك المتكلم وقال لي: يا بو رضوي معاك الشاعر محمد منير.

شوف يابو رضوي: الناس في كل حته بيسألوني ما بتغنيش للأبنودي وإبراهيم رضوان ليه؟

قلتلهم: الأبنودي.. مش هاغنيله.. إنما لما ابراهيم رضوان ينوي يكتب لي..هاغنيله!

قلت له بهدوء: لما أنوي أكتب لك يا محمد.. إزاي.. دا أنا علشان اكتب لازم اسمعك إنت و فيروز.

بكي منير في التليفون واختار: الناس نامت إلاك، لتكون أول أغنيه تجمعنا معا.

كان يتصل بي يوميا قبل الفجر.. ليسألني عن كلمة غامضة في الأغنيه مرددا لي: أظن انت سعيد اني باسأل على كل حرف.. أستاذي يوسف شاهين.. علمني أسأل عن كل حاجه هاعملها.

لحن عبد العظيم عويضة الأغنية.. و ذهب له منير إلى منزله و معه جهاز تسجيل كبير جدا سجل عليه اللحن.

كنت في إجازه بالمنصورة.. بحث عني منير ليأخذ رأيي في الأغنية.. فأبلغته أنني في زياره لعائلتي، فماذا فعل منير.. أرسل لي شقيقه الحاج فاروق.. و معه ابن خالته الحاج محمود لتسليمي شريط كاسيت عليه الأغنيه حيث سمعتها معهما.

رضوي كانت طفلة صغيرة.. وكانت موهوبة في الحفظ.. قالت أن هناك كوبليها نسينا أن نضعه في الأغنية هو:

البيت بيضيق ويضيق

لكن أنا قلبي براح

باصص على مين يا صديق

على طفل معاه مفتاح

يمكن يسقينا الشاي

يمكن يعطينا الناي

أنا قد الهوي و قدود

لو حتي الهوي نساي

هكذا كتبت له له (قلب الوطن مجروح)

اتصل الحاج فاروق بمنير حيث استمع منير من رضوي الكوبليه المنسي الذي صمم منير على إضافته  للأغنيه

بعدها كتبت له (قلب الوطن مجروح).

بعدها أصبحت العلاقه بيني وبين منير هى علاقة مطرب وشاعر.. نتناقش حول الأجر والتغيير في بعض الكلمات وأنا لا أطيق ذلك.. و.. و.. و.. و.. و.. و.

تعرضت لضغوط مذيعه تساندها مطربه تقلد فيروز.. جعلتني أغادر القاهرة عائدا إلي مسقط رأسي في طلخا متفرغا للبرامج الإذاعيه والتليفزيونيه، بعد أن كتبت لمعظم الأصوات التي أحبها ومنهم (شادية) التي كتبت لها آخر أغنياتها (وحياة رب المداين).

لماذا أقول هذا الكلام؟، لأن الملك اتصل بي أثناء وجوده في ألمانيا منذ فتره للعلاج ليطلب مني الدعاء له لأنه سيخضع لعمليه دقيقه في الركبة بعد ساعات.. (و الله يابو شادي الوحيد اللي كلمته علشان يدعيلي هو أنت، لأنك حته من قلبي.. ولأني المرة دي مش مطمئن للعملية، لا بد يابو رضوي أن نلتقي..

وللحديث أكثر من بقية سأحكيها بدون ترتيب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.