رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الإبياري وسناء وسميحة وزوز .. ينقدون نقاد الفن!

إعداد: أحمد السماحي

أجرت مجلة (الكواكب) في 15 يناير عام 1963 تحقيقا مع بعض النجوم لمعرفة رأيهم في النقد، وينقدون النقد، ونظرا لكثرة عدد الذين تحدثوا عن تدهور النقد وهم (نعمان عاشور، نور الدمرداش، سعد أردش، حسين رياض، محمد الطوخي، بديع خيري، محمد مندور) فضلا عن النجوم الذين وقع اختيارنا على رأيهم لنعيد نشره  وهم الكاتب الكبير والمبدع (أبوالسعود الإبياري)، والنجمات (سميحة أيوب، سناء جميل، زوزو نبيل).

في البداية كتب كاتب التحقيق الصحفي (أحمد عبدالحميد): النقد الأدبي يمارسه نقاد متمكنون مثل: (يحيي حقي، والدكتور لويس عوض، والدكتور محمد غنيمي، وحسين فوزي) وغيرهم، وهؤلاء يحكمون ثقافتهم بقدر المستطاع إلا في الحدود التى لا نستطيع فيها مقاومة الطبيعة البشرية، ولذا فمستواه رفيع وجيد في نقده، وخالص من الأهواء، أما الذي في حاجة إلى نظرة فعلا فهو النقد الفني الخاص بالسينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون، والموسيقى، والرقص، وبسبب تدني مستوى النقد الفني.

أبو السعود الإبياري

الشللية

في البداية ندد الكاتب (أبوالسعود الإبياري) بنظام (الشلل) الذي يحكم العمل الفني وقال: إذا كنت عضوا في (شلة فلان) فستكتب عني صفحات تزخر بالمديح والتمجيد، أما إذا كنت لا تربطني بـ (الشلة) صلة أو تجمعني بها (مجالات) فليس لي إلا التجاهل أو (الشتم الزؤام) وأنا لست آسفا، أنا سعيد بألا تربطني بهذه (الشلل) علاقات، وتربطني بالجمهور وشائج قوية أجد صداها في الإقبال والتشجيع لما نقدم، أننا في حاجة إلى النقد النزيه البعيد عن الأغراض والتعصب الأعمى، النقد الذي يساعد على إصلاح المسرح والنهوض به.

أما الذين يمارسون النقد وهم يتصورون أن في مقدورهم أو في مقدور أقلامهم إغداق المجد على أصدقائهم أو من تربطهم بهم علاقة فهم يضللون الجمهور، ويؤخرون توعيته إلى حين، ثم ينكشفون ويسقطون فالبقاء للأصلح، هذا لا يمنع من أن هناك فئة من النقاد من أساتذة الأدب الذين يمارسون النقد الفني أحيانا يلتزمون قواعد النقد السليم، وكتاباتهم فيها توجيه مستمر يساعد على إحياء المسرح تحديدا، وسيأتي أكيد الوقت الذين يسيطر فيه جيل من النقاد الفنيين الدارسين على أبواب النقد في الصحف والمجلات لكي يدفعوا بالمسرح إلى الأمام، والفنون عامة.

سميحة أيوب

سطحية النقد

تعيب (سميحة أيوب) على النقد سطحيته، وتلك الأحكام المطلقة التى يرسلها الناقد وقالت: الناقد لابد أن يوجهني لكي أقدره وأقيم حسابا لنقده، والناقد لابد أن يدرس العمل الذي يتعرض له، ومازلت أذكر أنني قابلت أحد النقاد وأنا أعمل في مسرحية (السلطان الحائر) التى قدمها المسرح القومي في الموسم الماضي، وقال لي رأيه، ونقدني، واشتركت معه في مناقشة حللت له فيها الشخصية التى أمثلها، ولو أنه لم يناقشني ولم يقتنع برأيي، وكتب رأيه الأول لجاء سطحيا، أنا لا أطالب الناقد أن يناقشني الحساب قبل أن يكتب، لكني أطالبه بأن يقرأ النص ويشهد المسرحية أكثر من مرة، أو يشاهد العمل الذي ينقده أكثر من مرة حتى يستوعب فلسفة الكاتب وخطوطه ويفهم شخصياته التى يحركها على المسرح أو على شاشة السينما أو التليفزيون.

ومما لاشك فيه أن في الحقل الفني نقادا لهم قيمة خاصة في مجال المسرح إلا أن عيبهم أنهم مجاملون لدرجة أن تسعة وتسعين في المائة مما يكتب لا يخرج عن المجاملات، وهذا مؤسف حقا.

سناء جميل

الإرهاب الفكري والفني

الفنانة (سناء جميل) لا تشترط في الناقد أن يكون متخرجا من معهد فني، يكفي أن يتمتع بالحس الفني والقدرة على الذوق وتقول: القراءات الحرة يمكن أن تربي فيمن يتصدى للنقد خيال فنان، والناقد يجب أن يكون ملما بالعمل الفني إلماما كاملا، يدرس البناء الدرامي للنص، ويتتبع رسم الشخصيات، وكيف أديت؟، وهل لعب الممثل دوره كما يجب؟، وهل أدى المخرج واجبه في تجسيد العمل بصورة فنية ناطقة أم لا؟، النظرة الشاملة للعمل الفني بكل أجزائه لابد منها، إن الناقد الفني كالقاضي لابد أن يتخلص من أحاسيسه ولا يخضع في أحكامه لاهوائه الخاصة حتى يمكن للفنان وللجمهور أيضا أن يستأنسا برأيه ويحترما كلمته، أما كيل المديح المطلق أو التشويه لدرجة السب الشخصي فذلك في رأيي نوع من الانحلال الخلقي، نتيجته الوحيدة هى إشاعة الإرهاب الفكري والفني في الوسط الفني، وهذا هدم وليس بناءا.

زوزو نبيل

كيف نصحح الخطأ

تكاد الفنانة (زوزو نبيل) تنتهي إلى نفس رأي سناء وتضيف: النقد البناء هو الذي يتضمن التوجيه والتوعية والناقد الموجه يجب أن يشير إلى الأخطاء وكيف يمكن تصحيحها، لا يجب أن يقول كمن يقول: (لا تقربوا الصلاة) وبس!، لابد من أن يكمل حتى تكتمل الصورة، أما أن يمتدحني لأنه صديق، فهو يجاملني على حساب الفن مجاملة تضر الفنان نفسه، فإذا امتدحه وهو ضعيف فمعنى ذلك أنه خدعه ولايحب له الخير ولايريد له أن يصحح أخطاءه، إن المدح في غير محله تغرير سلاح سري لهدم الفنان تماما كالذم في غير محله، كلاهما لا يخدم العمل الفني ويضر بمستقبل الفن في بلادنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.