رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سعيد أبوبكر كان وراء زواج فطين عبدالوهاب من ليلى مراد

ليلى مراد .. شخصية حالمة بالحب وعشق الحياة

* ليلى مراد لم تكن تعرف فطين عبدالوهاب قبل الزواج، ولم تكن تعرف أنه شقيق سراج منير

* في أول يوم للتعارف بين ليلى وفطين غنت حتى الفجر!

* فطين عبدالوهاب خطب (ليلى مراد) فى  بيت الفنان سعيد أبوبكر

* ليلى ترشح (فطين عبدالوهاب) بطلا لفيلمها (الحياة الحب) وفريق العمل يضحك!

* كان مهر سندريلا السينما الغنائية 25 قرشا، و1000 جنية مؤخر الصداق .

الوثيقة التى تحكي فيها ليلى مراد وراجعها فطين عبدالوهاب

كتب : أحمد السماحي

كانت (ليلى مراد) أول حب حقيقي حلم به المخرج فطين عبدالوهاب ودق قلبه لها، وكان (فطين) أول استقرار حقيقي في حياة سندريلا السينما الغنائية البائسة التى لم تسعد في حياتها الشخصية منذ مولدها، فكانت موعودة بالصدمات المتوالية، عندما رأها لأول مرة على الطبيعة فوجد أن الصورة لا تختلف عن الحقيقة، وشعر بقلبه يدق بعنف،  فقد رسم في خياله منذ الصغر فتاة أحلامه لكنه أبدا لم يلتق بها في كل قصص الحب والزواج التى عاشها، كانت (ليلى) هى فتاة أحلام (فطين) التى ضاع عمره في البحث عنها، حسناء، شفافة الروح، تتحدث بعينيها أكثر مما يثرثر لسانها.

وعندما شاهدته هى لم تعره اهتماما، مجرد رجل مثل كل الرجال، ظنته أحد المعجبين بها، فهي لم تكن تعرفه، وكانت حياتها الشخصية عامة والعاطفية خاصة هى نقطة ضعفها، بعد مرورها بتجربتين زواج فاشلتين من النجم الشهير (أنور وجدي)، والضابط (وجيه أباظه) أحد الضباط الأحرار.

دعونا من كل هذا وتعالوا بنا أعزائي القراء نسمع قصة غرام (ليلى مراد، وفطين عبدالوهاب) كما حكتها سندريلا السينما الغنائية، وراجعها رائد أفلام الكوميديا في مجلة الكواكب عام 1955:

ليلى تحكي قصة غرامها

في البداية تقول ليلي مراد: أغرب وأطرف ما في قصة حبي لـ (فطين عبدالوهاب) هو أنني لم أكن أعرفه قبل زواجنا، بل كنت أجهل أيضا أنه شقيق الفقيد (سراج منير)، وقد تعدد لقاؤنا في مناسبات مختلفة وتعدد تبادلنا للتحية ولكن أحدا منا لم يكن يتصور أن القدر يدخر لنا مفاجأة، أجمل مفاجأة، ولو قال لي أحد أنني سأتزوج من (فطين عبدالوهاب) وأسعد بهذا الزواج لاتهمته بالجنون!.

يتدخل (فطين) قائلا: الله يحفظك!

سعيد أبوبكر الخاطبة

تستكمل (ليلى) كلامها وتحكي بداية قصة غرامها قائلة: تكاثرت علي مشاغلي الفنية وشغلتني فترة طويلة عن الظهور في محيط الوسط الفني فقد كنت أعطيها كل وقتي، وكان صديقنا الزميل (سعيد أبوبكر) لا ينقطع عن الاتصال بي والاطمئنان كل فترة وهذا وفاء معروف عن (سعيد) يستحق عليه الامتنان والشكر، وكان (سعيد) كلما اتصل بي لا يلبث أن يسألني في لهجة مرحة بعد أن يطمئن على صحتي وأحوالي قائلا: (أنت مش ناوية تعمليها وتتجوزي؟!) وكنت أضحك وأنا لا أحمل عبارته أكثر من الدعابة المرحة التى عرفت عنه.

ولم أخذ كلامه هذا على محمل الجد أبدا، إلى أن فوجئت به يزورني ذات يوم وبعد التحيات والمجاملات التى يتبادلها الأصدقاء عندما يلتقون بعد غيبة اكتسى وجه (سعيد) قناعا من الجد وهو يسألني صحيح أنت مش ناوية تتجوزي بقي؟!، وضحكت وقلت: (والنبي يا سعيد تسيبني في حالي كفاية اللي شفته من الجواز)، وانتقلنا بالحديث وجهة أخرى تحدثنا في مختلف الشئون، وتجاهلنا حديث الزواج، وانتهت زيارة (سعيد) على خير كما تنتهي زيارة صديق عزيز.

ليلى وفطين في الكوشة ليلة فرحهما

فطين عبدالوهاب

مرت أيام أخرى عاد بعدها (سعيد) يزورني، ولم يكد يجلس حتى بدأ يتحدث عن الزواج من جديد، وضحكت وأنا أصيح: (تاني ده أنت كده حتقنعني انك سبت الفن واشتغلت خاطبة!)، ولكن (سعيد) قال باهتمام : (أنا باتكلم جد، أنا عندي عريس ابن حلال وإنسان ممتاز سيعوضك كل اللي فات)، وعلى الرغم من إنني كنت أعتقد مثل هذا الحديث من (سعيد) دعابة من دعاباته المرحة التى اشتهر بها إلا إنني سألته : مين يا ترى؟! وأجاب : فطين عبدالوهاب!، ولم أستطع ساعتها أن أجد في ذهني أية فكرة عن صاحب الاسم، فقلت لـ (سعيد) متسائلة : يبقي مين ده يا سعيد؟!

ويتدخل (فطين عبدالوهاب) في الحديث قائلا: سبق هذا حديث بيني وبين سعيد سألني فيه لماذا لا أتزوج؟ وأجبته بأني لا أجد في الوسط الفني من تصلح زوجة لي إلا ليلى مراد! لكنها لا تعرفني!، وهنا تركني (سعيد) بحجة العمل وعلمت بعدها إنه ذهب لليلي.!

حالة رومانسية بين فطين وليلى في فترة الخطوبة

شقيق ليلى يمتدح فطين

تستكمل (ليلى مراد) حكاية غرامها قائلة: أجاب سعيد بدهشة: فطين عبدالوهاب المخرج معقول متعرفوهوش يا ليلي؟! ده أخرج فيلم لشركتك، وأتعبت ذهني ولكني ولم أجد أية فكرة عمن يكون (فطين عبدالوهاب)، وقلت لـ (سعيد): والله يا سعيد أنا معنديش أي فكرة عنه!، وأجاب (سعيد) بحماس: ده فطين بيحبك، ويعتقد أنك فتاة أحلامه المثالية!.

وغادرني  (أبوبكر) بعد زيارته هذه ولسبب لا أدريه بدأت أهتم بـ (فطين عبدالوهاب) ويومها سألت أحد أشقائي عنه فامتدح شخصيته وتصرفاته وطيبة قلبه مما جعلني أحس إنه شاب مكتمل الرجولة والخلق، وهنا يتدخل (فطين) قائلا وهو يضحك: الله يحفظك بحق وحقيقي.

الدرجة الثانية

تضيف ليلي: ولأول مرة أعترف بأنني ذهبت إلى إحدى دور عرض الدرجة الثانية لأرى الفيلم الذي أخرجه (فطين) لشقيقي (منير) وأحسست بعد أن رأيت الفيلم أن (فطين) كفء وممتاز كمخرج، كل هذا حدث دون أن يعلم به سواي فأنا لم أعلن أنني مهتمة بـ (فطين) ولم أقل لأحد أن (سعيد) جاء يرشحه عريس لي، ولكن (سعيد) عاد يزورني ليسألني رأيي في الزواج من (فطين عبدالوهاب) بالذات وقلت له أنني سمعت أن (فطين) رجل يتمتع بسمعة طيبة في صلاته بالناس وفي عمله، وانتهى حديثنا عند هذا الحد.

ليلى مراد توقع على وثيقة زواجها ويظهر سراج منير كأحد الشهود على الوثيقة

حفل في بيت أبوبكر

بعد ساعات اتصل بي (سعيد) ليدعوني إلى حفلة تقام في بيته وذكر لي أسماء المدعويين وكلهم من أهل الفن وكان بينهم (فطين)، ولبيت الدعوة وطلب مني الحضور الغناء فغنيت ووجدت نفسي أغني كثيرا وبدون سبب واضح غير إنني كنت سعيدة، ولا أخفي أنني أعجبت جدا بـ (فطين) الذي جلس بجواري بعد انتهائي من الغناء نتحدث في شئون مختلفة، ولمست خلقه المهذب وأسلوبه الرقيق ودماثة أخلاقه، وليلتها فقط عرفت أنه شقيق المرحوم (سراج منير)، وفي تلك الليلة غنيت حتى الفجر.

ترشيح فطين للحياة الحب

مضى أسبوع و(فطين) يشغل كل تفكيري، وكنت يومئذ أستعد لإنتاج فيلمي (الحياة الحب) وكان الفنيون العاملون فيه يبحثون عمن يقوم ببطولة الفيلم وفجأة وجدت نفسي أقول لهم لماذا لا ترشحون (فطين عبدالوهاب)!،ضحك الجميع، وقالوا أن (فطين) مخرج سينمائي وليس من المعقول أن يمثل دور البطولة في الفيلم، وسكت وأنا أشعر بالخجل فقد خشيت أن يفسر أحدهم هذا على أنه اهتمام مني بـ (فطين عبدالوهاب)!.

وما كاد (سعيد) يعود إلى الإتصال بي حتى سارعت أسأله عن (فطين) وصحته وأحواله، وأجابني بأنه بخير وأنه يتمنى أن يسمع موافقتي على طلبه ليدي، ثم اختتم (سعيد) حديثه معي بدعوته لي إلى حفل يقيمه في بيته، وقال لي أن (فطين) سيكون موجودا هو الآخر ولم أجب بشيئ ووضعت سماعة التليفون.

إعلان الخطوبة

في المساء كنت أول الحاضرين إلى الحفل على غير العادة ووجدت (فطين) قد سبقني إلى الذهاب وانفقنا جانبا كبيرا من الليل نتحدث كاصدقاء قدامى، ثم كانت المفاجأة عندما وقف (فطين) في تلك الليلة بين المدعويين ليعلن خطبتنا والتف الزملاء والزميلات حولي ليقدموا لي تهانيهم، وقفت أغني بينهم فرحة بهذه الخطبة، حيث غنيت أغاني الحب والفرح والتفاؤل.

بفستان الزفاف ليلة العرس

حفل الزفاف

بدأنا نستعد لموعد الزفاف الذي تم بعد فترة قصيرة جدا، وكان المهر الذي اتفقنا عليه هو 25 قرشا، وكم كان جميلا من (فطين) أن قدم لي هذا المهر ومعه قطعة ذهبية جميلة وهدية أخرى أجمل واتفقنا أن يكون مؤخر الصداق 1000 جنية.

ويتدخل فطين في الحديث فيقول: كانت حفلة زفافنا مفاجأة لكل الزملاء ولكنها كانت مفاجأة مفرحة، وتركت يومها للزميلين الصديقيين (كامل التلمساني، وحلمي حليم) الاتصال بالزملاء لدعوتهم للفرح، وفي غمرة السرعة نسينا بعض الزملاء لكنهم كانوا من الظرف بحيث حضروا عندما سمعوا بالفرح دون دعوة وسعدنا جدا بهم، وسعدوا بنا وكانت ليلة من ليالي العمر التى لا تنسى!.

ليلى مراد وفطين ليلة زفافهما وترقص لهما هدى سلطان وكمال الشناوي أحد الحاضرين

هدى سلطان ترقص

هنا انتهى كلام (ليلى مراد، وفطين عبدالوهاب) وعندما رجعنا إلى مجلة (الكواكب) وجدنا وصف للفرح (والنجوم الذين حضروا حيث نشرت التالي : ازدحمت شقة (ليلى مراد) بباقات الورود فاضطرت إلى وضع الباقي في مدخل العمارة، شهد على عقد القران (سراج منير، ومحمد رفيق الطرازي) وهما من عائلة العريس، أقيم حفل الزواج بمنزل العريس بعمارة (بحري) واستمر حتى الصباح.

وحضر الحفل لفيف من أقارب العروسين ونجوم الفن منهم (سراج منير، فاتن حمامة، فريد شوقي، هدى سلطان، كوكا، عبد السلام النابلسي)، ورقص (فريد شوقي وزوجته هدى سلطان وكمال الشناوي وكوكا) تحية للعروسان، وألقى (النابلسي) كلمة موجزة رغم أنفه فقد كان المدعوين يقاطعونه، ومن أطرف هذه المحاولات أن (كوكا) كانت تقاطعه بالصاجات.

الطلاق

كما حدث الحب سريعا، انتهى الزواج سريعا، بسبب اختلاف الطباع بين (ليلى وفطين)، لكن هذا الزواج الذي لم يستمر إلا سنوات معدودة أثمر المخرج والفنان الراحل عن الفنان (زكي فطين عبدالوهاب) الذي غادرنا قبل أسبوعين تقريبا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.