رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

تعرف على لحن كمال الطويل الذي اختار كلماته صالح جودت وأعجب به سائق التاكسي

الملحن المبدع كمال الطويل

كتب : أحمد السماحي

عام 1950 كان الموسيقار المجدد (كمال الطويل) يعمل في الإذاعة المصرية مشرف على قسم الموسيقى والغناء، وفى موجة تنظيمات جديدة أجراها رئيس الإذاعة (علي بك خليل) أسند إلى (الطويل) اختصاص عمل أغنيات جديدة للإذاعة، وشكلت (لجنة النصوص) التى كان الملحن الشاب أحد أعضائها مع الشاعر الكبير (صالح جودت) والمذيع حافظ عبدالوهاب، وفى هذه الفترة وبالتحديد عام 1951 جرب (الطويل) حظه في التلحين، فعمل لحنيين الأول (الصباح غنوة) للمطربة سعاد مكاوي، والثاني دويتو (أنا ولا أنت) غناء عبدالحليم حافظ، وسعاد مكاوي.

وفي أحد الأيام – وكما جاء في مجلة الكواكب – كانت لجنة النصوص تفرز الأغاني حين عثر (صالح جودت) بين أغاني مختارات الإذاعة على نص أغنية (يا رايحين الغورية) وقرأها على أعضاء اللجنة، ثم مدح مؤلفها (محمد علي أحمد) وقال انها لون جديد من ألوان الغناء الشعبي، وتساءل أعضاء اللجنة لكن من يلحنها؟ وسحب القدر لسان (الطويل) من فمه فقال: أنا!.

المطرب العذب محمد قنديل

وفى هذه الفترة كان يسكن في بنسيون بجوار مبنى الإذاعة، وعلى مدى ثلاث أيام حاول يلحن كلمات الأغنية وفشل!، وفى إحدى الليالي نام (الطويل) واستيقظ بعد ساعتين دون أن يوقظه أحد، وخرج من غرفته في البنسيون على الصالة حيث وجد بيانو صاحبة البنسيون، وجلس على البيانو وبعد نصف ساعة قام وقد فرغ من تلحين الأغنية، وضع لها لحنا من نغمة (الجركا) له مذهب موسيقي ونقلة موسيقية بين كل كوبليه.

وأراد (الطويل) أن ينتقم من عجزه طوال ثلاثة أيام على التلحين، وأراد أن يثبت قوته لنفسه، فلحن الأغنية بلحن آخر، وبحث الموسيقار الشاب عن الموسيقار والموزع المبدع (فؤاد الظاهري) وكان استاذه في معهد الموسيقى، وعندما عثر عليه أخذه في تاكسي، ودار في أحياء القاهرة ليسمعه اللحنيين، وسأل (الطويل) استاذه أسجلها باللحن ده، ولا اللحن ده؟!

ورد (الظاهري) فقال اللحن اللي قلته في الأول أحسن حتى اسأل الأسطى السواق، ورد سواق التاكسي اللحن الأول أحسن يا بيه، خدها مني نصيحة، وبالفعل استجاب (الطويل) لنصيحة أستاذه، والسائق، وولد لحن (يا رايحين الغورية) الذي سجله بعذوبة شديدة، وتمكن صوت النيل (محمد قنديل) وحقق نجاحا كبيرا، ومازال ناجحا ويتردد بصفة منتظمة من خلال الإذاعة المصرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.