رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الضابط الذي أفحم زكريا بطرس !

بقلم : محمد شمروخ

لا برامج على قناة فضائية ولا مقاطع فيديو على يوتيوب ولا حتى مداخلات تليفونية على الهواء، ودون أن يقصد أو حتى يخطر له على بال، جاء فعل شاب مصري أصيل، ليرد على كل ما اهترأه القمص المشلوح المدعو زكريا بطرس وكل محاولاته لإشعال الفتنة.

فقد كان ما فعله النقيب أحمد عادل ردا عمليا على كل محاولات الوقيعة بين المصريين، خاصة تلك المحاولة الأخيرة لإعادة طرح (مخطط زكريا بطرس)، والذي طواه النسيان أو كاد بعد جهود جبارة لتدمير التمازج العبقري بين المصريين، فلم تفلح كل دعاواه الخبيثة لإشعال الفتنة وإحراق مصر إذ وهن صوته وفتر صيته وانزوى بعيدا – إلا في قلوب الحانقين – لكنهم أعادوه مرة أخرى لتتداول اهتراءاته وافتراءاته بدعوة مكشوفة عبر هاشتاج هذيل ملعوب بسذاجة لكى ينفذ من ينفذ من الحمقى لفعل أى شيء يعكر صفو الاستقرار الذي تشهده مصر بعد محاولات مضنية لتحجيم قوى الإرهاب.

ربما لا يعرف أحمد عادل من هو زكريا بطرس وربما عرفه أو استمع إليه ولكنه في أي من الحالين لم يشغله شيء وهو ينفذ إلى قلب الخطر المندلع من النار التى اشتعلنت في كابل كهربائي بكنيسة السيدة العذراء بحى الوارق، فلم يعبأ أحمد بخطر الموت المزدوج من النار أو الكهرباء، ولم يهتم بالموت حرقا أو صعقا، فتصدى للنار دون انتظار حتى لوصول سيارات الإطفاء لتتعامل مع الحريق، فقد كان يسابق الزمن وهو يخطو مندفعا مغامرا بحياته إلى قلب النار ليسيطر عليها وحده وهو يفرغ خمس طفايات حريق على دائرة اللهب حتى أخمده وخرج من الدائرة تكاد ملامحه تختفى تحت آثار الدخان ومواد الإطفاء.

الجميع عرف ما فعل النقيب أحمد عادل والجميع حمدوا له فعله الرائع، لكن النيران التى أخمدها لم تكن مجرد نيران اندلعت في مساحة محدودة بمدخل كنيسة، فتقدير فعل هذا الضابط الحقيقي يتجاوز هذا إلى تأكيد عملى، فالنيران التى أعدها تلاميذ زكريا بطرس في قنواتهم وبرامجهم (بقليل من التفكير ستعرفهم)، كان يمكن أن تصير أكبر بكثير من النيران التى أخمدها أحمد عادل، فهذا النموذج الذي يمثله الضابط الشجاع، يرفضه التطرف الثلاثي في مصر (وخارجها) بأجنحته الثلاثة (إسلامي – مسيحي – علمانى)، وهذا التطرف البغيض أغيظ ما يغيظه وجود نموذج مثل أحمد عادل في أى مجال!

لقد استمعت إلى ردود لا حصر لها على تخرصات زكريا بطرس ومحاواته لإثارة الفتن بالتهجم على مقدسات الإسلام، شاهدتها على شاشات التلفزيون ومواقع الإنترنت المكتوبة والمصورة، وقرأتها في بعض المقالات والتقارير الصحفية، لكنها جميعا لا ترقى إلى فعل تلقائي قام به ضابط شرطة كان يؤدى واجبه.

وواجبه هذا ليس فقط تنفيذ المهمة المكلف بها كضابط شرطة من قوة الحراسة المعينة على الكنيسة والمنطقة حولها، فلو كان الأمر كذلك لكان غاية أداء هذا الواجب هو أن يسرع النقيب عادل بإبلاغ قوات الإطفاء ويقوم بعمل اللازم بشأن إخلاء مبنى الكنيسة ممن فيه قدر المستطاع وفرض كردون حول المبنى تمهيدا لوصول الإطفاء وكتابة إخطار أو تقرير يضم للمحضر الإدارى المحرر بالواقعة، حينئذ يكون عادل قد أدى واجبه على أكمل وجه، لكن هذا هو واجب ضابط الشرطة ولا غبار عليه إذا ما أداه بل ويستحق المكافأة والتقدير.

لكن الذي جعل أحمد عادل -فيما أعتقد- ليس فقط واجبه كضابط شرطة، بل واجبه كإنسان أولا، اندفع بدوافع الشهامة المغروسة في تربيته، نحو خطر محدق ليتعامل معه ويسيطر عليه، وليس الاندفاع كرد فعل لا إرادى تجاه طارئ مفاجئ، فالمتوقع في ردود الفعل اللاإرادية هو الابتعاد الغريزي من الخطر وليس اقتحامه حتى الوصول لبؤرته والتعامل معه.

لذلك كان رد فعله يستحق وصف ينتمى إلى المسئولية الإنسانىة لشخصية مدركة للفعل وقادرة على التعامل معه، وليس وصف اللاإرادية اللاواعية باللائق ولا المناسب ولا الصحيح!

وثانيا: رد فعله كمواطن مصري لديه شعور عميق بأن المكان المعرض للخطر له قدسيته وأهميته لإخوة له والواجب عليه أن يهرع لعمل ما يمليه عليه واجبه نحو وطنه الذي يشاركه فيه هؤلاء.

وثالثا في – الترتيب وليس في الأهمية – جاء رد فعله كمسلم يوجب عليه دينه إغاثة المتستغيث دون النظر لانتمائه الدينى أو الوطنى، فلو كان المبنى خاص بسفارة أجنبية أو يقطنه غير مصريين، لما اختلف الأمر، فحق الجوار للمستجير منصوص عليه صراحة في القرآن، بل ويتعدى تلبية الاستجارة حتى بلوغ المأمن دون قيد أو شرط، حتى ولو كان المستجير أو المستأمن مشركا، فما الأمر لو كان المستجير من أتباع رسالة سماوية هى الأقرب للإسلام؟!

فعلى كل هذه الوجوه وضع أحمد عادل حياته في كفه أداء واجبه في كفة أخرى، دون أن ينتظر شكرا ولا تكريما إذ أنه كان من الممكن أن يفقد حياته نتيجة لهذا العمل الفدائي ولو تكرر الموقف لتكرر الفعل بسبب كل هذه الدوافع.

أنا على يقين أن مثل زكريا بطرس وأتباعه – في أشكال التطرف الثلاثة – باتوا على أسرة من شوك لأن ما فعله الضابط الإنسان المصري المسلم النقيب أحمد عادل، يفوق في الرد على زكريا بطرس عمل عشرات البرامج من أجل الفواصل الإعلانية أو بث فيديوهات من أجل طلب تفعيل الجرس.

أحمد عادل فعلها بدون تفعيل جرس ولا عمل لايك أو (صب سكرايف) فعل ما أفحم زكريا بطرس وتابعيه في كل الملل والنحل ويجعلهم يقفون مبهوتين من عبقرية هذا الشعب فى التلاحم رغم كل محاولات الفتن التى لم ولن تنتهى لكن معامل الأمان الوحيد تجاهها رجال مثل هذا الضابط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.