رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(الفن والمال وصفقات الزواج)

بقلم : محمد شمروخ

هل أكون قاسيا لو قررت بأن تاريخ وحاضر ومسنقبل صلات النسب التى يرتبط بها عالم المال والأعمال بعالم الفن والنجومية ليس لهم أي علاقة بالعواطف المتأججة ولا المشاعر المرهفة؟! ، حتى لو تحدث الناس عن قصص الحب الملتهبة التى تربط فلان بفلانة أو علانة بعلان فحتى ما ينشر عن تفاصيل حياتهم ويبدو كأسرار مسربة أحيانا ولكنه مدروس بعناية فائقة ، بل وحسب حسابه كأي دراسة جدوى أو خطة دعاية متقنة.

فساذج أنت – كما كنت أنا مثلك تماما ً- باعتقادي أن زواج المال بالفن يخضع لما نخضع له  قواعد العشق والهوى تنتهى كالأفلام القديمة بقبيلة ومأذون وكلمة تلم النهاية على ظهر العربية التى تقل العروسين.

ففي الوقت الذي أصبح الحب منذ زمن بعيد أحد أهم الدوافع للزواج حتى لو عرقلته ظروف أخرى ، لكن تبقى العاطفة تبدو وكأنها متحكمة في الطريق إلى الزواج برغم كل الإجراءات الروتينية الخانقة والسخيفة التى تفرضها التقاليد الاجتماعية.

لكن – ويا للغرابة – كان هذا بسبب تأثير الدراما التى أقنعنا نجومها بأنها الحقيقة التى لا مراء فيها ورسخت في المواد الدرامية التى تعرض في كل وسائطها أن الحب هو السيد المنتصر دائما وهى الدراما التى كان مفعولها مؤكدا في فرض الحب كعامل رئيسي في تحقيق أحلام الزواج بين الحبيبين ، فيكفي أن تقرر البنت لأبيها أنها لا تحب الشخص المتقدم لخطبتها كي تعتذر عن عدم قبوله.

لكن عند زواج النجوم في عالم المال والأعمال والنجوم في عالم الفن الأمر يبدو مختلفا حيث يلوح النسب بين الفريقين كصففات تجارية يتم التعامل فيها بنفس طرق عقد صفقات البيع والشراء وعروض الشروط والتحدث في كل التفاصيل حول المكاسب المنتظر تحقيقها إثر هذه الصفقات.

فأنت قد لا تدرى أو لا تدرك  قيمة ومفعول تحقيق الشهرة في عالم المال ، وكيف يمكن أن تكون فى حد ذاتها عاملا مهما في تنمية الأموال والإسراع في التعامل مع السيد فلان الذي تزوج من النجمة فلانة لترتفع الحواجب انبهارا سيؤدى للسعى إليه ، بل للتنافس على الوصول إلى مكتبه لتقديم العروض على مستويات ومن مستويات لم يكن ليصلها أو تصل إليه إلا بعد ذيوع اسمه ودخوله إلى عالم البريق ، فالأمر ليس مشاعر أو حتى نزوات تسلك طريق الحلال بالزواج.

فقد رأينا رجال أعمال تنمو رؤوس أموالهم نموا يكاد يكون فلكيا بعد الاقتران  بنجمات من الشاشات البيضاء والفضية أو من خشبات المسارح أو في ستوديوهات الأغانى فبالأحرى نقول إنه اقتران توقيع على عقد تجارى محرر بمعرفة مأذون بدلا من وثيقة زواج كتب بياناتها المأذون نفسه من دفتره.

فقد تفاجأ مثلما فوجئت أن كثيرا من زيجات رجال المال والفنانات كانت شبه صورية ، وقد تفجع عندما تعلم أن هناك أزواج لا يلتقون إلا قليلا وفي الحفلات العامة والمناسبات حيث يدخل السيد فلان وحرمه قاعة الحفل بوجوه ضاحكة مشرقة تعبر عن مدى ما يرفلان فيه من هناء وسعادة تطاردهما فلاشات الكاميرات وعيون الحاسدين ثم ينتهى الحفل ليذهب كل منهما في سيارته وقد لا يبيتان تحت سقف بيت واحد!.

(يا سنة سوخة ياولاد) هل يمكن أن يحدث ذلك؟!

ألم أقل أنك ساذج مثلى!

فقد حدثنى أحد المقربين من عالمي المال والفن معا عن واحدة من أشهر زيجات المال والفن ، وكيف أنها كانت تعيش في قصر اشتراه لها كان على رأس شروط إتمام الزواج أو بمعنى أدق الصفقة وكان صاحبنا الملياردير نادرا ما يذهب إليها في قصرها فالمواعيد محددة مسبقا حسب الاتفاق المسبق أيضا ، وذلك ليس لأنه مشغول بإدارة ممتلكاته التى لا حصر لها أو أنها مشغولة بالتعاقدات الجديدة والأوردرات التى ترف عليها – خمسة وخميسة – فليس هذا ولا ذاك هو سبب ندرة تردده عليها ، ولكن لأن إعلان زواجه قد أدى الغرض وأصبح اقتران اسمه كنجم في سماء المال باسمها كنجمة في سماء الفن قد حقق المستهدف وأينع ثمره وأصبح جاهزا للتصدير أو للبيع في الأسواق المحلية!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.