رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نكشف لأول مرة سر عدم غناء محمد عبدالوهاب لنصر أكتوبر!

كتب : أحمد السماحي

منذ حوالي ثلاث سنوات سألني صديقي المذيع المتميز (إبراهيم حفني) صاحب الإطلالة الصوتية المتميزة، والثقافة العالية، والذي يقدم لنا الجديد والمختلف من خلال برامجه الإذاعية في إذاعة (الأغاني) عن سر عدم غناء موسيقارنا الكبير (محمد عبدالوهاب) لحرب أكتوبر، أو تلحين أي من الأغنيات الكثيرة التى قدمت؟! والحقيقة انتابتني حيرة شديدة ودهشة، فكنت أعتقد أنه قدم أغنية أو أكثر!، وقلت له: لا أعرف سر عدم تلحين عبدالوهاب أو غنائه للنصر؟! لكن سأبحث فى أرشيفي وأحيطك علما.

 ومرت الأيام وأثناء بحثي منذ أيام فى مجلات وصحف هذه الفترة وجدت أن الموسيقار (محمد عبدالوهاب) كان مريضا وأجرى عملية استغرقت شهر أكتوبر كامل، ورغم مرضه ــ وكما جاء فى مجلة (الإذاعة والتليفزيون) ــ كان يبحث عن كلمات لتلحينها، ويتابع أنباء المعركة لحظة بلحظة، ويلتقي مع الشعراء فى التليفون يستمع إليهم لكنه كان يطلب منهم كلمات أقوى تتناسب مع حجم ما حدث فى أكتوبر..

عبد الوهاب في الاستديو يسجل بعض الألحان في محاولة للحاق بالحدث

وفي 5 ينايرعام 1974 أجرت مجلة (الإذاعة والتليفزيون) حوارا قصيرا مع الموسيقار (محمد عبدالوهاب) في العدد (2025 )، قال فيه: بعد 6 أكتوبر أحسست أن الصورة تتغير تماما ولابد أن تعكس الأغنية الوطنية صورة هذا التغيير الكبير الذي حدث فى نفوسنا، لابد أن تكون الأغنية تعبيرا عن سقوط جدار الخوف واليأس من داخلنا، أحسست أن ما حدث أكبر منا، أكبر من الفن، أكبر من الغناء، أكبر من الإيقاع، ومن هنا تبدو الصعوبة في التغني بأكتوبر.

وأضاف منذ 6 أكتوبر وحتى الآن وأنا أجلس إلى الراديو أقلب فى المحطات، استمع إلى الأخبار في كل مكان، أتابع كل حدث، أراقب كل تعليق، نفسي لا تهدأ، قلبي في سيناء مع الأبطال الذين عبروا، قلبي مع أبنائي الذين اقتحموا مانع قناة السويس، واقتحموا خط بارليف، بحثت عن الكلمات التى أغنيها لهم لتكون رفقة طريق لهم فلم أجد، أن ما يصنعونه أعظم وأعظم مما يعكسه لحن أو أغنية، ورغم هذا أعد لحنا كبيرا يتناسب مع ما أحسست به طوال أكتوبر، ومع ما أحست به الأمة، وهى تحيا أيام النضال فى مواجهة العدو.

ويعلق (عبدالوهاب) على أغنيات أكتوبر فقال: اتسمت بطابع القصر فلأول مرة استمعنا إلى أغنيات لا تزيد عن دقيقتين أو ثلاث، وأسعدني أنني كنت أسمع في فراشي وأنا أراقب الأخبار أناشيدي الوطنية القديمة مثل (هتف الداعي ونادى للجهاد) وغيرها.

رغم مشاركته الفاعلة إلا أنه لم يقدم لحنا سوى في الذكرى الأولى للنصر

جدير بالذكر أن الموسيقار محمد عبدالوهاب لحن فيما بعد للمطربة ياسمين الخيام، فى الذكرى الأولى لانتصارات أكتوبر أغنية بعنوان (يا سادات) كلمات الشاعر الغنائي والتى يقول مطلعها :

يا سادات يا حبيبنا

يا سادات يا زعيمنا

يا سادات يا قائدنا

كلمة الحب الغالية

يسمعها القلب ينور

ولما سمعناها منك

فى قلوبنا كانت أنور

والدنيا دايما حلوة

ومعاك أحلوت أكتر

تسلم وتعيش فى قلوبنا

وأحنا فداك يا حبيبنا

وربنا وياك يا سادات يا حبيبنا…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.