رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

ننفرد بنشر مؤامرة (وجدي الحكيم) على (هاني شاكر) لمنعه من الغناء فى انتصارات أكتوبر!

كتب : أحمد السماحي

عندما اندلعت حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 كان المطرب (هاني شاكر) يتلمس أول خطواته فى طريق الفن، ويومها قدم أغنية وطنية جميلة عن وحدة العرب فى حرب أكتوبر بعنوان (بكتب كلامي عربي) كلمات السيد ذكرى، ألحان سيد مكاوي، وكان من المقرر أن يقدم أغنية ثانية لنفس الملحن والشاعر بعنوان (خط الأوهام) أو (الزحف) ورغم حفظ (هاني شاكر) للأغنية فى استديو 36 إلا أن (وجدي الحكيم) رئيس قطاع الإذاعة ومراقب المنوعات، والرجل الثاني المسئول عن أغنيات حرب أكتوبر بعد (محمد محمود شعبان) رئيس الإذاعة، منع تسجيلها!

ننفرد بنشر مؤامرة (وجدي الحكيم) على (هاني شاكر) لمنعه من الغناء فى انتصارات أكتوبر!ويومها اندلعت الاتهامات أهمها أن صداقة (وجدي الحكيم) لعبدالحليم حافظ، وحبه له وراء حرمان المطرب الجديد (هاني شاكر) من الغناء، بحكم أن كثير من الجرائد والصحف والمجلات كانت تكتب عن (هاني شاكر) بقوة وتقول إنه خليفة (عبدالحليم حافظ) ومنافسه على قمة الغناء، فأحب (الحكيم) أن يكسب رضاء العندليب الأسمر أكثر، خاصة وأن (حليم) كان في قمة نجوميته فى هذه الفترة!.

هذا الاتهام وغيره من الاتهامات التى نشرت فى هذا الوقت جعلت الكاتبة الصحفية والأديبة (سكينة فؤاد) تجرى فى مجلة (الإذاعة والتليفزيون) فى أول ديسمبر عام 1973 تحقيقا كبيرا فى العدد (2020) عن سر منع (هاني شاكر) من الغناء، وواجهت (وجدي الحكيم) ببعض التهم الأخرى منها أن فرص الغناء لم تعط متساوية للجميع، وأن صداقة (الحكيم) بالموسيقار (بليغ حمدي) كانت هى السبب في نصيب الأسد الذي فاز به (بليغ حمدي) فى تلحين أغاني المعركة، وسر حرمان الفنان والملحن (عبدالعظيم عبدالحق) من تلحين أي أغنيات المعركة، كما واجهته بأنه تدخل فى صميم أعمال لجان النصوص والاستماع.

ننفرد بنشر مؤامرة (وجدي الحكيم) على (هاني شاكر) لمنعه من الغناء فى انتصارات أكتوبر!
سيد مكاوي ملحن الأغنية الذي صعد نجمه بعد تلحينه يا مسهرني لكوكب الشرق أم كلثوم

وسنترك كل الإتهامات لأن التحقيق كان كبيرا، وسنكشف هنا فقط سر المؤامرة التى حيكت على المطرب الصاعد وقتها (هاني شاكر)، عندما واجهت (سكينة فؤاد) (وجدي الحكيم) عن سر حرمان (هاني شاكر) من الغناء لحرب أكتوبر قال:

إنني شعرت بالأسف والأسى لانشغال فنانيين لهم مكانتهم فى دنيا الفن فى القذف بالحجارة بدلا من إنتاج عمل فني ننتظره منهم أو مما يرون أنه لم يظهر بعد، ولكن يبدو أن هذا أقصى ما يملكونه الآن، وبالنسبة لما جاء برد مؤلف أغنية (هاني شاكر) الذي لم يرد ذكر اسمه في الموضوع الرئيسي وأبى إلا أن يحظى بشرف الإعلان عن نفسه كصاحب كلام مرفوض لهبوط مستواه فى هذه الأغنية، أؤكد لكم من جديد أن النص حاول دخول الإذاعة واستديوهات التسجيل بطرق ملتوية، وحتى يعرض لابد مراجعة من المسئولين عن الإنتاج، وهو الأمر الذي اكتشفه لحظة دخول الاستديو ملحن الأغنية الأستاذ (سيد مكاوي) حيث علم بعدم اعتماد النص فذهب لمقابلة رئيس الأذاعة الذي أوضح له نقاط الضعف العديدة  فى النص والتى من أجلها رفض، والزميلة (عديلة بشارة) موجودة فى الإذاعة وأرجو أن تسألوها بشكل محدد: هل كلام نص مؤلف أغنية (هاني شاكر) مجاز أم لا؟!، وقدر علمي أن هذه الأغنية ليست الوحيدة التى رفضت لهذا المؤلف.!

وذهبت الأستاذة سكينة فؤاد إلى الأستاذة (عديلة بشارة) مراقبة الموسيقى والغناء بإذاعة الشعب فقالت: كان نص هذه الأغنية ضمن مجموعة نصوص أخرى لمواويل وأغان شعبية حولتها السيدة (فوزية المولد) مديرة إذاعة الشعب إلى (بابا شارو) لاعتمادها، بعد أن وافق عليها داخل المحطة، واتصل بي المؤلف للانتهاء من التسجيل بسرعة، وبالفعل حجزت استديو لتسجيل الأغنية مساء اليوم التالي على أن تكون اعتمدت صباحا من رئيس الإذاعة (بابا شارو).

ننفرد بنشر مؤامرة (وجدي الحكيم) على (هاني شاكر) لمنعه من الغناء فى انتصارات أكتوبر!
يواجه المحن والصعوبات بالإبتسامة

وفى اليوم التالي عرضت النصوص على (بابا شارو) فوافق على بعضها ورفض البعض الآخر، وكانت هذه الأغنية ضمن المجموعة المرفوضة، وجاءني المؤلف فى مكتبي وأخبرته إني سألغي حجز الاستديو لرفض النص، ولكنه طلب عدم إلغاء الحجز على أن اترك له مهمة إقناع (بابا شارو) بالنص، ووافقت وطلبت منه أن يتصل بي في المنزل قبل التسجيل بربع ساعة لأعود لإتمامه فى موعده، ولكنه لم يتصل بي فعرفت أن (بابا شارو) لم يوافق على النص، وفى اليوم التالي أبلغني المؤلف انه مازال يواصل محاولاته لاعتماد النص، ولم أعلم شيئا عنه بعد ذلك.

وتبقى نقطة أحب أن أشير إليها أن المؤلف عندما قدم لي النص عرفت أنه سبق وقدمه لـ (وجدي الحكيم) ولما كان نظام العمل عندنا يقتضي ألا نقدم الأغنية إلا لجهة عمل واحدة، طلبت منه اما أن يتركها لـ (وجدي) لتنفيذها أو يسحبها منه لتقوم إذاعة الشعب بالمهمة، وفعلا سحب النسخة الموجودة في (صوت العرب) وكتب على النص أنه لم يقدمه لجهة أخرى ولم يسبق تنفيذه.

هكذا كان رد (وجدي الحكيم، وعديلة بشارة) فى خصوص أغنية (هاني شاكر)، فما كان من (سكينة فؤاد) إلا أن تنشر كلمات الأغنية المرفوضة التى ننشرها نحن أيضا، وتركت التعليق للقراء، الطريف أن كثير من القراء رحب بكلمات الأغنية، كما جاء فى عدد من المجلة بعد نشر التحقيق بأسبوعين.

تقول بعض كلمات الأغنية المرفوضة:

الزحف كبير طوابير طوابير

رافع وياه علم التحرير

وجيوش الحق في كل ميدان

ح تقرر للحرية مصير

الصقر هناك فارد جناحيه

ومفتح زي الجن عينيه

على كل جناح أبطال وسلاح

والدنيا بحالها باصه عليه

وجيوش الحق في كل ميدان

ح تقرر للحرية مصير

علم التحريررافعينه أسود

ع الأرض الحره خلاص ح يعود.

ورجعت لينا حبيبتنا سيناء..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.